حرب احتلال العراق ٢٠٠٣ - الحلقة التاسعة
معركة مطار بغداد الدولي 2 – 4 نيسان / ابريل 2003
تحية طيبة وعيد فطر سعيد وكل عام وانتم بخير
يؤسفني التوقف قليلا عن مواصلة البحث في معارك احتلال العراق 2003 لاسباب خارجة عن ارادتي بسبب ضعف النت في مصر عند سفري الى هناك للفترة مايس /مايو- حزيران /يونيو 2018 ، استكمل في الحلقتين المتبقية من الفصل التاسع لكتابي الجديد الماثل للنشر (حرب احتلال العراق الادعاءات والنتائج 2003- 2017).
اوكلت مسؤولية مطار بغداد الدولي الى الحرس الجمهوري الخاص الذي يتألف من الوحدات والالوية ( المشاة – الدرع – المدفعية ) بإسناد كتيبة صواريخ ارض – ارض ، كان الجانب العراقي قد حشد ما يقارب 3000 مقاتل من الحرس الجمهوري الخاص المسؤولة عن حماية الرئيس القائد العام للقوات المسلحة صدام حسين بمنطقة القصور الرئاسية في الرضوانية القريبة من مطار بغداد الدولي وفي داخل المطار بالإضافة الى مجموعة من فدائي صدام والفدائيين العرب ولواء المشاة / 68 من الجيش النظامي ، قاتلوا العدو بكل فخر واعتزاز وكبدوهم خسائر جسيمة أرغمت قوات المارينز البالغ تعدادها قوة تعادل فرقة معها فوجان بريطانيان بإسناد عشرات الطائرات المقاتلة وقد ابلو بلاءً حسناً واوقعوا خسائر جسيمة بالغزاة الأمريكان في معركة المطار ليلة 2 – 3 و 3 – 4 نيسان / ابريل 2003 ، هرب الأمريكان في بداية الامر الى طريق المرور السريع مرعوبين وتركو منطقة الرضوانية والمطار ، بعد ان قتل العديد منهم وذبح 20 بالسيوف وعلقت رؤوسهم في المطار مما اثار الرعب والهلع في نفوس الاخرين من الغزاة ، بعد ذلك استخدم العدو الاسلحة المحرمة دولياً منها القنابر الفراغية (؟)والجرثومية ولنيوترونيه ادى ذلك استشهاد 1000 مقاتل من الحرس الجمهوري الخاص والفدائيين.
في نهار 4 / 4 / 2003 سيطر العدو الامريكي على مطار بغداد الدولي وبدأت طائرات الشحن الكبيرة بالهبوط استعداداً للاندفاع باتجاه مركز العاصمة بغداد بالتنسيق مع الارتال المدرعة الاخرى التي تمكنت من السيطرة على طرق جرف الصخر – المحمودية – اليوسفية – الرشيد – الدورة – بغداد وطريق المرور السريع الديوانية – بغداد ، وطريق الصويرة – المدائن – بغداد (1) .
وفي لقاء الباحث مع السيد الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين حرس جمهوري اوضح لي لما جرى في معركة المطار ما يأتي ((لقد أحيطت بمعركة المطار الكثير من المبالغات ومنها ما كان أسطوريا وغير دقيق ، ولكن وحسب علمي لأني آنذاك قد أصبحت خلف العدو في ناحية الرشيد ،ومن خلال رفاق السلاح في بغداد علمت فيما بعد ، أن العدو في 5/4/2003 تمكن من الوصول إلى مداخل أبو غريب والرضوانية وتوقف لتقييم الموقف على ما يبدو ، في فجر يوم 6/4/2003 أندفع من الجانب الغربي برتل رئيسي للاستيلاء على المطار ورتل ثانوي بالاندفاع على محور أبو غريب بغداد ،ورتل مساعد من منطقة علوة الرشيد - مفرق جامع أم الطبول - المطار، ذات الوقت تمكنت قوات المارينز من عبور نهر ديالى عبر الجسرين القديم والجديد المدمرين ، بعد جهد هندسي ودخولها جنوب شرقي بغداد ورتل منها تمكن من خرق مدينة بغداد على طريق الراشدية - بغداد عبر منطقة بهرز ، وتوقف عند جسر المثنى المدمر شمال شرق بغداد مدخل شارع القناة ، بالوقت الذي أسهمت طائرات مقاتلة الدروع نوع (أي 10) بتدمير دروع فرقتي الحرس الجمهوري من الفيلق الأول وهما فرقة حمورابي وفرقة عدنان المنتشرة على المداخل الخارجية لبغداد ،لكن الرتل الذي وصل المطار يبدو في البداية لم يواجه مقاومة وكان المدافعون على الطرف الغربي قد بوغتوا فجر ذلك اليوم ولكن عند دخول العدو منطقة المطار جوبه بمقاومة شديدة (خسائر العدو غير معروفة بدقة لكنه من الواضح تكبد خسائر غير قليلة )مما أضطر الانسحاب ، بالوقت الذي وصلت مقدمة الرتل المساعد مفرق جامع أم الطبول إذ جُوبه بمقاومة عنيفة بأسلحة مقاومة الدبابات الخفيفة من قبل الحمايات الخاصة للرئيس صدام حسين الذي صادف وجوده في المنطقة إذ كان جالسا في مقاعد الانتظار لباصات مصلحة نقل الركاب من جانب سياج الجامع ،فدمرت للعدو دبابتان وأعطبت ثالثة أضطر على التراجع ، لكن بعد ظهر نفس اليوم وجه العدو أكبر جهد ناري شاركت به المدفعية والدبابات والطائرات لمنطقة المطار (قد يكون ضمن ذلك استخدام قنابر نابالم أو ما يشابهها ،وعدد من القنابر الفراغية )فدارت معركة شديدة إذ تمكن العدو صباح يوم 7/4 /2003 من احتلال المطار لكنه واجه مقاومة عنيفة أستمرت لأكثر من 24 ساعة في مدخل المطار - ساحة عباس بن فرناس ساهم فيها الحرس الجمهوري الخاص بأسناد مدفعية الحرس الجمهوري وبعض عناصر من المقر ، وفدائيو صدام ومن مقاتلين جهاز الأمن الخاص وعدد من المجاهدين العرب ، وقد أشرف الرئيس صدام وأبنه قصي على هذه المعركة ، في مساء هذا اليوم عقد الرئيس صدام حسين آخر مؤتمر للقيادة العسكرية في المنصور وكان بمعنويات عالية جداً وهادئ بعض الشيء وقال إن النصر ممسوك بيده وقد أشار بقبضته اليمنى .
وفي صباح اليوم التالي انهارت القوات المدافعة في بغداد بالكامل حينها اندفعت قوات الفيلق الخامس المدرع الأميركي داخل بغداد من جهة الغرب وكذلك تمكنت قوات المارينز من التوغل في بغداد من الجانب الشرقي وواجهت قوات العدو مقاومة شرسة لكنها شبه فردية أساسها المجاهدون العرب .
وفي صباح يوم 9/4/2003 تم احتلال بغداد بالكامل في حين تمكنت القيادة العسكرية والسياسية الهروب منها من أتجاهي بغداد -الفلوجة -الرمادي ، بغداد عن طريق منطقة الراشدية ، والعبور على نهر دجلة من منطقة الطارمية - الجسر العائم - باتجاه تكريت ، إذ دارت في منطقة الجسر العائم آخر معركة وقد استشهد من المجاهدين العرب 11 مجاهدا كانا مصاحبين لعضو القيادة السياسية علي حسن المجيد الذي كان يرافقه رئيس أركان الجيش الفريق أبراهيم عبد الستار.)) (2)
احتلال مطار صدام الدولي
ايران تتدخل عسكرياً بعد ان اوضحت ان موقفها من الحرب على العراق موقف الحياد
في اللحظة التي بدأ فيها العدوان الأمريكي في العشرين من مارس/ آذار 2003 شرعت مجموعة الاستطلاع العميق التابعة لمخابرات الحرس الثوري باختراق الحدود المشتركة وتوغل أفرادها في عمق الأراضي العراقية ، وكان من أولويات المهمات المعنية بها بالإضافة إلى عمليات الرصد الميداني وجمع المعلومات الاستخبارية وتصنيفها كمهمة رئيسة هو توفير ملاذات آمنة للأطقم الاستخبارية والمجاميع القتالية التي ستندفع في أوقات لاحقة ، فيما كانت تشكيلات بدر ومليشيات الأحزاب الموالية ترابط على الحدود المشتركة وهي على أهبة الاستعداد بكامل تجهيزاتها العسكرية بانتظار الضوء الأخضر الإيراني للبدء بالحركة على وفق الخطط الميدانية والأهداف المنتخبة التي جرى التدريب عليها، منذ أمد بعيد، وتم تحديثها في ضوء العدوان الأمريكي .
في 2 نيسان (ابريل ) 2003 وعبر منفذ الشلامجة الحدودي توغلت ، صفوفاً طويلة من قوات التعبئة (البسيج) وحشوداً أخرى من المرتزقة من بينهم طابور من الأدلاء ممن يجيدون اللهجة العراقية يتقدمهم (التوابون) وبعض المسفَّرين، وتم تزويدهم بأوراق ثبوتية عراقية، وتعد هذه الكتلة البشرية واحدة من مقدمات المشاركة الفعلية في مؤازرة العدوان الأمريكي، وتمكين قوات الغزاة من تنفيذ عمليات التقدم باتجاه بغداد ، تلتها قوات اخرى بأشراف قوة القدس بدأ تحرك فيلق بدر ومليشيات الأحزاب الموجودة في إيران تجاه العراق بالتدفق عبر قاطعي (الشلامجة والمنذرية)، فيما شرعت فصائل بدر الموجودة في كردستان العراق مسيرها تجاه النجف ، وجرى توزيع القوة ونشرها طبقاً للخطط الموضوعة والمهمات المناطة بها، لمليء الفراغ السياسي الذي سيخلفه الغزو، إذ أدركت إيران منذ تحضيرات واشنطن الأولى وما أعقبها من اجتماعات مع الأمريكيين والأوروبيين، وما أسفرت عنه مؤتمرات المعارضة الأربعة، أن الحرب حتمية وهكذا أعدَّت طهران (تقدير موقف استراتيجي ) يشمل التوقعات والاحتمالات كافة، في ضوء قاعدة معلوماتها ومتابعتها الاستخبارية، ولذلك كانت طهران تعرف تماماً متى وأين تضع خطواتها، فأعدَّت وجهَّزت كامل أدواتها لمستقبل واعد طويل الامد (3).
المراجع
-القنابر الفراغية ،سلاح شديد الخطورة تستخدمه القوات الجوية الامريكية عند الاضطرار الشديد بغرض شل وحرق القوات البرية بألقاء حاويات من مادة البنزين المخلوط بمواد حارقه تتفاعل بعد إلقائها من الطائرة في الجو بعد شحذها بشرارة كهربائية متزامنة مع الالقاء وتبلغ شدتها بمسافه قريبه من القطعات البريه بلهب من النيران شديدة الفعالية.
1 . الفريق الركن ياسين فليح المعيني : جيش في الذاكرة – قصة مقاتل .
2 . الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين حرس جمهوري : استيضاح تحريري .
3. الاستاذ الدكتور عبد الستار الراوي : وقائع من الدور الإيراني في احتلال العراق.
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
https://algardenia.com/terathwatareck/35246-2018-05-01-11-43-53.html
2170 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع