نوروز السنة الجديدة على طرق الحرير
يحتفل الناس في مختلف أنحاء العالم بهذا العيد الذي نشأ في منطقة جغرافية، تغطي معظم آسيا وبالتحديد بلاد فارس و آسيا الوسطى، يتشارك شعوب هذه المنطقة ثقافة متميزة على أساس اللغة، الطعام، الموسيقى، الترفيه، و الأنشطة المنتشرة بين هذه الشعوب.
واحتفالات النوروز تتمثل في مجموعة من الطقوس والأعياد القديمة، تُقام بمناسبة حلول السنة الجديدة التي تواكب مقدم الربيع، وفي تقاليد نمت في موازاة طرق الحرير، منذ القرن السادس قبل الميلاد على أقل تقدير.
في 21 آذار/مارس في عديد من البلدان الواقعة بمحاذاة طرق الحرير، ويحتفل بهذه الطقوس التاريخية التي عُرفت بأسماء مختلفة، مثل "نوفروز" أو"نيوروز" أو"نوروز" أو"نافروز" أو ناوروز أو "نيفروز" .
اعتاد البشر منذ القدم على الترحال من مكان إلى آخر، وإقامة علاقات تجارية مع من جاورهم من الأقوام متبادلين السلع والمهارات والأفكار، فشُقت في المنطقة الأوروبية الآسيوية على مر التاريخ طرق للمواصلات ودروب للتجارة، تشابكت وترابطت مع الوقت لتشكل ما يُعرف اليوم بتسمية "طرق الحرير"، هو خط المواصلات البرية القديم وهي طرق برية وبحرية، تبادل عبرها الناس من كل أصقاع العالم الحرير وغيره الكثير من السلع. وتُعتبر الطرق البحرية جزءاً لا يستهان به من هذه الشبكة، فمثّلت حلقة وصل ربطت الشرق بالغرب عن طريق البحر واستُخدمت على الأخص لتجارة التوابل بحيث بات اسمها الشائع "طرق التوابل".
وقد أطلق على الطريق الواصل بين هذه الدول عام 1877 من قبل جغرافي ألماني، لأن الحرير الصيني كان يمثل النسبة الأكبر من التجارة عبرها. ومنذ القرن السادس قبل الميلاد على أقل تقدير، يحتفل بهذه الطقوس التاريخية في21 آذار، في عديد من البلدان الواقعة بمحاذاة طرق الحرير، بما فيها أفغانستان، وأذربيجان، والهند، وإيران، والعراق، وقيرغيستان، و كازاخستان، وباكستان، وطاجيكستان، وتركيا، تركمنستان، وأوزبكستان، وهناك ايضا دول في افريقا مثل مصر وزنجبار.
وتحتفل هذه الشعوب ذات الديانات والثقافات المختلفة بعيد النوروز، في هذه المنطقة الجغرافية الشاسعة، كما تكمن بعض أقدم أصول الاحتفالات في الزرادشتية، وهو ما يميز أكثر الأيام قداسة وأهمية في التقويم الزرادشتي القديم، وساد الاعتقاد بأن عودة الربيع تتسم بطابع روحاني، يرمز إلى انتصار الخير على الشر والفرح على الحزن، وترتبط هذه الاحتفالات أيضاً بمجموعة كبيرة من التقاليد، المحلية المتنوعة، بما فيها أسطورة "جمشيد"، وهو ملك من ملوك الأساطير الفارسية الذي تُسمى الاحتفالات أحياناً في إيران باسمه، أي "النيروز الجمشيدي". وتحكي هذه الأسطورة أن "جمشيد" تنقل في أحد الأيام بمركبة في الفضاء، وهو ما اعتبره رعاياه عملاً بطولياً فذاً، حتى أنهم لفرط إعجابهم به ابتدعوا احتفالاً لتخليد هذا اليوم، وهناك روايات أسطورية مماثلة توجد في التقاليد الهندية والتركية، تحظى بشعبية في بلدان آسيا الوسطى.
إن احتفالات النوروز تتمثل في مجموعة من الطقوس والأعياد القديمة تُقام بمناسبة حلول السنة الجديدة التي تواكب مقدم الربيع، وفي تقاليد نمت في موازاة طرق الحرير.
النوروز في افغانستان
يعتبر عيد النوروز في أفغانستان من الأعياد القديمة، وفي ولاية بلخ الأفغانية ومركزها مزار شريف لا يزال الناس يحتفلون بعيد النوروز بكل ما كان له في الماضي من جلال وعظمة.
وفي الأيام الأولى من العام الجديد تمتلئ السهول في بلخ، وجدران وأسطح المنازل فيها بالكثير من الزهور الحمراء، في اليوم الأول من ايام عيد النوروز ينصب الناس البيرق، الذي ينسب للإمام امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)، ويرفع علم الإمام علي (عليهم السَّلام) هذا في مراسيم خاصة في كل من مزار شريف وكابول العاصمة الأفغانية، وباهتزاز هذه الراية تبدأ احتفالات النوروز في أفغانستان بشكل رسمي. وتستمر هذه الاحتفالات على مدى أربعين يوماً بلياليهما، وعلى مدى هذه الأربعين يوماً يجلس الناس من المحتاجين والفقراء والمرضى طلباً للشفاء، ويرى الناس في أفغانستان ان اهتزاز هذا العلم بهدوء ومن دون توقف دليل على ان السنة الجديدة هي سنة خير ميمونة ومباركة، ومن عادات النوروز في بلخ العديد من المسابقات ومنها مسابقة الجِمال الحربية والمصارعة، ويكون النوروز في أفغانستان متزامناً مع فصل العمل والنشاط والسعي والمثابرة، وفي هذا البلد تفتح المدارس أبوابها مع شروع فصل الربيع، والجامعات هي الأخرى تبدأ أعمالها، حيث يتوجه التلاميذ والطلاب بعد انقضاء العطلة الشتوية الى مقاعد الدراسة والتحصيل.
النوروز في أذربيجان
عيد النوروز في جمهورية أذربيجان الجارة الشمالية لإيران، له أهمية خاصة عند أبناء هذا البلد، وتأتي هذه الأهمية من ان هذا العيد هو عيد رسمي ووطني، لجمهورية أذربيجان، من بعد الاستقلال 18 تشرين الأول من عام 1991 للميلاد، اتسع نطاق الاحتفال بهذا العيد، ليتعدى البيوت الى الأحياء ومن بعد ذلك الى ميادين المدن وساحاتها، لقد أصبح للنوروز في أذربيجان مراسيمه الرسمية، وعطلة أمدها ثمانية أيام، ويعتبر شعب أذربيجان عيد النوروز عيد السَّلام والمحبة والوئام والوحدة، وفي إطار عادات هذا العيد التقليدية، فإن الخصام بين الناس يزول وتزال من القلوب الضغائن والأحقاد فيرى الناس احباباً متآلفين.
بالنسبة للأذربيجانيين، وهو يوم عطلة للأصول الفارسية والزرادشتية، ويستمر لمدة ثلاثة أيام ، من 20 إلى 23 آذار رغم أن التواريخ الدقيقة قد تختلف من بلد إلى آخر، النوروز هو بداية السنة الجديدة في التقويم .
النوروز في الهند:
مهرجان هولي في الهند هي نفس عيد النوروز عند الإيرانيين، والاحتفال عند الهنديين ويستغرق يومين، في اليوم الأول وعند غروب الشمس يوقدون ناراً عظيماً و يحمل البراهمة تمثالاً عظيماً من (هوليكا) في التحرك الجماهيري العام، و يذكرون ويمدحون هولي في أشعار وأقاويل وفي اليوم الثاني، يلون كل واحد في جميع الأقوام والشعوب و العقائد أصدقائه و أقاربه و يرسون الماء علي الآخرين، و ينشرون الحلويات و يعربون عن أملهم السعادة الواسعة والأيام الحسنة الجميلة للجميع .
يقام المهرجان في الهند في الفترة بين نهاية شهر شباط وبداية شهر اذار، يعتبر يوم "هولي" في الأساس احتفالا بموسم الحصاد وخصوبة الأرض، ووداع فصل الشتاء واستقبال فصل الربيع، غير أن له جذورا دينية، ترتبط ببعض الأساطير الهندوسية التي تحكي عن إحراق هوليكا، شقيقة ملك الشياطين، ومن هنا جاء اسم "هولي"، على الرغم من أن البعض يرجع سبب التسمية إلى الإنكليزية والتي تعني "المقدس".
يحتفل به في أيضا في(نيبال، بنغلاديش، سريلانكا، باكستان و البلدان التي بها جالية هندوسية كبيرة، مثل سورينام، قويانا) ، وأكثر مهرجانات الربيع شهرةً .
النوروز عند الإيرانيين
هناك عدة أساطير حول قصة عيد النوروز، هو ان عيد "نوروز" اخترعه زرادشت نفسه، وهو مؤسس الديانة الزردشتية، وعاش في مناطق أذربيجان وكردستان وإيران وتركيا، وظلت تعاليمه وديانته هي المنتشرة في مناطق واسعة من وسط آسيا إلى موطنه الأصلي إیران حتى ظهور الإسلام.
يعتبر عيد نوروز عيد قومي لدى الشعب الإيراني، وهو رأس السنة الفارسية وتعطل كل الجهات الحكومية والأهلية في إيران اعتبارا من 20 آذار لمدة خمسة أيام وتعطل المدارس والجامعات مدة 14 يوم، إضافة كونه العيد الرسمي لرأس السنة، فإنه اليوم الأول من الشهر الأول للسنة الفارسية، ويصادف حلوله حدوث الاعتدال الربيعي 21 آذار أي في نفس الوقت الذي تتم فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس، لتبدأ دورة جديدة، كما أنه يوم للتسامح وبدء الأفراح و موسم المحاصيل .
وتعود جذور نوروز جزئيا إلى التقاليد الدينية من الزرادشتية، حيث كانت الممارسات الزرادشتية تهيمن على كثير من تاريخ بلاد فارس القديمة ويعتقد بأن عيد (نوروز) قد اخترعه (زرادشت) نفسه، على الرغم من أنه لا يوجد تاريخ واضح المنشأ.
النوروز في كردستان العراق
الاسطورة هي أنه كان ملك الزمان ( الملك الضحاك) ،كان ظالما متجبرا، وظهر على منكبيه نتوءان قبيحان يشبهان راسي حنشين! عجز أطباء الزمان عن استئصالها فاضطروا إلى دهن كل نتوء بمخ إنسان كل يوم ما أدى إلى ذبح شخصين كل يوم من بين الرعية، ومع الزمن دب الرعب بين الناس فهجروا البلاد إلى الجبال والوديان ثم ثار (كاوا الحداد) مع الشعب على الملك، وقتل هذا الظالم واجتمع حوله الناس، وكان هذا عيدا سموه (نوروز).
والأسطورة الثانية تعود إلى الملك جمشيد، والتي تزعم إلى أنه استطاع إنقاذ الجنس البشري من فصل الشتاء الذي كان مقدراً له أن يقتل كل الكائنات الحية، وقام جمشيد بتشييد عرش مرصع بالألماس، ثم رفعه الجن إلى السماء، وهناك جلس على عرشه كالشمس في السماء، ثم تجمعت جميع المخلوقات حوله، فسمي هذا اليوم بالنوروز.
الأسطورة الثالثة هي: يقوم بإحياء طقوسها جميع الأكراد حيث يحيي الشعب الكردي (نوروز) بإشعال النيران في العراق وسوريا وتركيا وإيران وأفغانستان وكازاخستان، ودول أخرى وسط آسيا الذي يعود إلى عصور قديمة، وفق الأسطورة أن إشعال النار كان رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين. و يعتبر النوروز عند الأكراد بشكل عام عيداً قومياً يحتفلون به في جميع أنحاء العالم، والنوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار) هو العيد القومي لدى الشعب الكردي وعدد من شعوب شرق آسيا، ، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة. ومن طقوس نوروز لدى الكرد هي التزيين باللباس الكردي التقليدي من رجال ونساء كبار وصغار والاحتفال به والخروج من البيوت إلى الطبيعة وتحضير الأطعمة التقليدية، ولدى الفرس من الأعمال المحبوب عملها في نوروز والتي تعتبر من الطقوس الجميلة هي وضع سُفرة أو مائدة تتضمن سبعة اشياء تبدأ بحرف السين "هفت سين" مثل: سير _ثوم، سكه "عمله نقدية"، سنجر "فاكهه مجففه"، سبزي "خضره"، سبيكه "سبيكه من الذهب"، ساهون "حلويات"، سماق، إضافة إلى مرآة وقرآن وسمك أحمر وفاكهة ومكسرات.
يشار إلى أن "نوروز" من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الأكراد والفرس والأذريين، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الآسيوية، لكنه يحمل لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم.
النوروز في قرقيزستان (قلقيزستان)
احتفالات عيد النوروز في هذا البلد، تقام في يوم واحد فقط، حيث تعد الحكومة للاحتفالات في ذلك اليوم في مدن البلاد المختلفة، وفي القرى يشرف على احتفالات النوروز الشيوخ وكبار السن، أما مراسيم العيد فتقام في المدن وفي الميادين الكبرى وفي القرى فيما يحيطها من أراضي.
والمتعارف عند سكان هذا البلد في النوروز طهي الأطعمة الخاصة بالعيد التي توزع على المدعوين والناس عامة مجاناً، ومن مراسيم العيد إقامة مجموعة من المسابقات مثل مسابقة ركوب الخيل، ويتابع الناس هذه المسابقات
ويرصدونها بدقة، وفيها يتم تقديم الجوائز للفائزين الأوائل.
النوروز في قزاقستان (كازاخستان)
يرى الناس في كازاخستان ان النوروز هو الاعتدال الربيعي، وهم يعتقدون ان في النوروز تصل النجوم الى نقطة البداية، وان كل شيء في هذا العيد يبدو غضاً وطرياً، وان الأرض تقيم احتفال البهجة والسرور.
وفي الليلة التي من بعدها تطل السنة الجديدة يقوم صاحب كل بيت بإيقاد شمعتين فوق سطح بيته وتنظف السيدات البيوت، حيث يرى أهل كازاخستان ان نظافة البيوت في بداية العام الجديد، تحفظ أبناء الأسرة من الأمراض ومن سوء الطالع. وللنوروز في هذا البلد طعامه الخاص وهو الذي يسمى(گوژه) وهو نوعاً من الحساء او ما يعرف عند الإيرانيين بـ(آش)، وإعداد هذا الطعام في النوروز بمعنى وداع الشتاء والأطعمة الشتوية، ويتم إعداد (گوژه) من سبعة انواع من المواد الغذائية.ويتمتع النوروز بقدسية كبيرة عند سكان كازاخستان ، استبشر الناس وفرحوا لأنه ايذان بعام جيد وجديد طال عليهم.
النوروز في باكستان
يسمى النوروز في باكستان، بعالم افروز، وهو يعني اليوم الجديد القادم الذي بقدومه ينير العالم ويجعله وضاءاً. وفي باكستان تقوم الجماعات الدينية والشرائح الاجتماعية، وفي الصفحات الأولى من تقاويمها بكتابة شرح حول النوروز، وبيان اهميته وقيمته، ويحترز الناس في باكستان ايام النوروز من التلفظ بالألفاظ البذيئة، ويتعاملون مع بعضهم البعض بروح المودة والإخلاص والعطف.
ومن بين عادات الباكستانيين في النوروز إنشاد الأشعار النوروزية باللغات الأردية والدرية والعربية، وأكثر هذه الأشعار تكون بشكل قصائد وغزليات، ويرى الباكستانيون ان الهدف من عيد النوروز بعث الأمل في النفوس وتوفير الأمن والسَّلام والاستقرار في العالم بشكل عام، حتى ان في ايام هذا العيد تعبق النفوس والقلوب بالحرية والسعادة والمحبة والإخاء والمساواة والتآلف والوئام، فكل هذه الصفات الحسنة هي بمثابة الزهور التي تتفتح أورادها في ربيع الروح تزامناً مع بداية ربيع الطبيعة.
النوروز في طاجيكستان
احتفال النوروز عند سكان طاجيكستان لاسيما عند البدخشانيين منهم، هو احتفال وطني ورثوه عن الأجداد، ويقام هذا العيد في هذا البلد على مدى ثلاثة أيام، هو رمز المحبة والألفة وإحياء كل الموجودات. يسمى (خيدير أيام)، وتعني هذه العبارة الاحتفال الكبير.
وقبل حلول عيد النوروز، يقيم الأطفال في طاجيكستان مراسيم، تعرف بمراسيم، طواف الورود، يخبرون بها الآخرين بحلول العيد وقربه، وتجري هذه المراسيم قبل اسبوع من العيد، أي في بداية العشرة الثانية من شهر آذار حيث يحمل الأطفال الزهور ويطوفون بها، وكلما وصلوا بيتاً هنئوا أهله بحلول العيد، وحلول فصل الربيع وهم ينشدون القصائد والشعر الفارسي.
وفي مقابل تبريك الأطفال يقدم لهم أصحاب البيوت الهدايا، التي تكون مقداراً من القمح او الحمص، او أنواع اخرى من الغلاة، والمحاصيل الزراعية او الحلوى، وبعد ان يجمع الأطفال هذه المواد، يأتون بها الى بيت احد الأصدقاء، حيث يولم لهم صاحب البيت وليمة النوروز، ومن البرامج الأخرى لعيد النوروز عند سكان طاجيكستان الخروج الى الحدائق والمتنزهات وشراء الحاجيات، وإقامة المراسيم الثقافية وكذلك مسابقات المصارعة المحلية، ومن عادات الناس في هذا العيد اعداد الحلوى والفطائر والأطعمة الأخرى، ومما يزيد في فرح الناس بهذا العيد أنواع التسلية المختلفة، ومن المتعارف في عيد النوروز طبخ غذاء العيد الذي يتكون من القمح ولحم رأس الخروف، حيث يدعى الناس الى تناول هذا الطعام.
النوروز في تركيا
المواطنون في الدولة العثمانية وتركيا التي كانت جزءاً منها يحتفلون بعيد النوروز على مدى عدة أيام، والأتراك يعتبرون النوروز بداية ربيع الطبيعة وتجديد الحياة في العالم، وبعض منهم يرى ان النوروز يوم مقدس الى جانب ليلة القدر وليلة البراءة، وآخرون يرون فيه عامل الإتحاد والتآلف، ويوم ولادة الإمام علي (عليهم السَّلام) وتنصيبه في مقام الخلافة، وكذلك يوم اقترانه بفاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، وكان الأتراك في تركيا يحتفلون بعيد النوروز حتى السنوات الأولى من قيام النظام الجمهوري، لكن هذا العيد فقد رونقه شيئاً فشيئاً مع مرور السنين.
ومازال يحافظ عيد النوروز في تركيا على كيانه في المناطق التي يقطنها الأكراد وفي المناطق الجنوبية منه. وفي المدن الواقعة في الجنوب الشرقي من تركيا تقام احتفالات النوروز بشكل كبير، على ان مثل هذه الاحتفالات تعكس في الغالب فولكلور سكان هذه المناطق.
ومن مراسيم النوروز هنا العزف على بعض الآلات الموسيقية ،مثل الزرنة وقرع الطبول، وكذلك إلقاء الخطب الى جانب النيران المتوقدة. وتقام احتفالات النوروز في كبريات الميادين في المدن وفي القرى، حيث يجتمع الكثير من الناس رجالاً ونساء تتشابك ايديهم ويدورون حول النيران ويرقصون، ومن عادات الأتراك في النوروز إعداد الأطعمة والحلويات الخاصة به.
النوروز في تركمنستان
في تركمنستان وطبقاً لعادات قديمة وأخرى جديدة، يتم الاحتفال بقدوم السنة الجديدة مرتان الاول يكون على اساس التقويم الميلادي حيث تبدأ السنة الشمسية في العادة في 21 آذار من كل عام ميلادي. هذا الاحتفال أيده منظمة الأمم المتحدة، وهو احتفال دولي بالسنة الجديدة، والاحتفال الثاني هو احتفال عيد
النوروز وما يتضمن من عادات وتقاليد ألفها الناس في تركمنستان منذ الأزمنة القديمة.
عيد النوروز في تركمنستان هو عيد المزارعين، الذين يوفرون للناس ما يحتاجونه من محاصيل، وعليه فإن المزارعين يحتفون ويحتفلون بهذا العيد احتفالاً خاصاً.
بعد حصول جمهورية تركمنستان على استقلالها، أعلن رئيس البلاد أن النوروز بداية السنة الجديدة، احياءاً لتقليد قديم توارثه الناس جيلاً بعد جيل، وبعبارة اخرى يمكن القول ان عيد النوروز، اليوم هو عيد رسمي ووطني في تركمنستان.
وحسب اعتقاد الناس فأن يوم جلوس الملك جمشيد، رابع ملوك الپيشدادين على عرش البلاد كان يوم النوروز، وفي هذه المناسبة يعد الناس اطعمة خاصة بهذا العيد، ومن هذه بالأطعمة نوروز كجه، ونوروز بامه، وسمني او سمنو وهو نوع من الحلوى يعد من دقيق القمح او من الحنطة المهروسة، أما الشباب التركمان فيؤدون في عيد النوروز ألعاباً مختلفة تضفي على العيد فوق سروره سروراً، وهناك مسابقات تجرى في أيام العيد ومنها مسابقة الخيول والمصارعة والقفز من مكان مرتفع للإمساك بالمنديل.
النوروز في ازبكستان
الشعب الأزبكي يحتفل في الأول من شهر فروردين من كل عام شمسي بعيد النوروز، ويبدأ النوروز من تنظيف البيوت، حيث تقوم النساء والفتيات بإخراج اثاثهن وحاجاتهن من البيوت وعرضها تحت اشعة الشمس كي تفيض الشمس رائحة النوروز عليها، ومن عادات الأزبك استبدال بعض حاجيات المنزل بأخرى جديدة ومن تلك الحاجيات الأطباق والأواني المكسورة.،كما يتم مليء القدور من ماء المطر النازل في شهر فروردين ولأيام العيد، إذ في ذلك ما يجلب الرزق للأسرة ويجعله وفيراً.
ويقوم الأزبك وهم ينشدون الأناشيد والأغاني، بإعداد طعام العيد من عصارة القمح، حيث يتم طبخ هذا الطعام بواسطة نار التنور، ويتعرف الأزبك على النوروز وقدومه بمرور اللقالق وأنهم ويتفاءلون بها، ويتنبئون من ذلك بعض الأمور جرياً على عادة كانوا قد ألفوها.
النوروز في زنجبار
تسمى مراسيم النوروز في زنجبار بـ نوروزي والزنجي اوالزنگي هي كلمة فارسية تعني اللون الغامق البني والأسود وبار يعني المكان كالقصر وما اشبه، وقد تعني هذه الكلمة الساحل والضفة، فتكون رنگبار او زنجبار كما يلفظها العرب ساحل السود، او موطن السود من غير العرب، وتطلق هذه الكلمة على لسان سكان هذه المنطقة ويسميها الأوروبيون،زنزيبار، تقع زنجبار في السواحل الشرقية لقارة افريقيا وكان الإيرانيون في العهد الأخميني يترددون للتجارة على هذا الجزء من افريقيا.
وفي الأزمنة السحيقة هاجر جمع غفير من اهالي شيراز الى منطقة زنجبار، واليها نقلوا منذ ذلك الوقت بعضاً من عادات الإيرانيين ومنها النوروز، ومضت السنين والنوروز في زنجبار احتفال يعرف بـ نوروزي، ومن عادة الناس في زنجبار في النوروز طهي الطعام والاجتماع في وليمة في بيت احد أبناء الأسرة.ومن عادات سكان زنجبار في العيد إعداد أنواع من الحلوى يأكلونها مع لحم الدجاج.
المصادر:
1) موسوعة ويكيبيديا
2) مجلة صوت الأخر، العدد 332، ثقافة نوروز.
٣) منتدى يوسف البرزيني للتنمية الفكرية
1095 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع