حركات إنفصال كردستان عبر التأريخ
المقدمة
أ.أثار قرار الإستفتاء الذي أتخذه رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني الذي يتربع على كرسي عرش الإقليم منذ سنة 1992 بالرغم من كل المحاولات المحلية و الإقليمية والدولية التي طلبت من رئيس الإقليم التخلي عن هذا القرار إلا إن جميعها فشلت وتم الإستفتاء يوم 25 أيلول 2017، أثارت سجال سياسي داخلي وخارجي على نطاق واسع وردود أفعال إيجابية وسلبية محلية وإقليمية تركت أثار سياسية وإقتصادية بالغة الصعوبة على الشعب الكردي في الإقليم.
ب.من الجهة الداخلية إتخذت الحكومة الإتحادية عدة قرارات على أثرها توقفت حركة مطارات الإقليم في أربيل والسليمانية وشلت حركة السياحة في الأقليم وكذلك تبعها قرار وضع شركات الهواتف النقال (شركة أسيا سيل) و(وشركة كورك) تحت سيطرة الحكومة الإتحادية لكن القرار الأكثر إيلاماً وهو قرار غلق المنافذ الحدودية التي تربط الإقليم بتركيا وإيران والذي شل حركة التجارة التي أدت الى إرتفاع أسعار المواد الغذائية وإنعكس سلباً على الحياة المعيشية للمواطنين في الإقليم كما تم إيقاف ضخ النفط عبر تركيا و إيران والذي كان يدر أموال كبيرة المفروض تدخل في ميزانية الإقليم.
ت.من الجهة المحلية رفضت الإستفتاء المناطق المتنازع عليها التي تمت السيطرة عليها من قبل البيشمركه بعد إنسحاب الجيش العراقي منها بعد 10 حزيران 2014 تأريخ إحتلال داعش لمدينة الموصل ، كما حدث إنشقاق في القيادات الكردية بين صفوف حزب الإتحاد الوطني الكردستاني بين مؤيد للأستفتاء ومعارض له وتشكل حزب جديد بقيادة السيد برهم صالح رئيس الحكومة المحلية في السليمانية الذي كان يعارض إجراء الإستفتاء ، كما نشر على الشبكة العنكبوتية مقالات لصحفيين أكراد أبدو إمتعاضهم من قرار الإستفتاء.
ث.على الصعيد الإقليمي رفضت الإستفتاء دول الجوار تركيا وإيران وتم تنسيق إقتصادي وسياسي وعسكري بين العراق ودول الجوار، كما تمت زيارة رئيس جمهورية تركيا الى إيران لغرض تنسيق العمل المشترك بينهما لغرض إتخاذ إجراءات سياسية وإقتصادية وأمنية ضد الإقليم .
ج.من الناحية الدولية لم تأيد إجراء الإستفتاء منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي و الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية و روسيا الإتحادية والصين عدى دولة واحدة وهي إسرائيل .
حركات إنفصال كردستان في العهد الملكي
1. حركات بارزان الأولى سنة 1932
تنويه ، إستلت هذه المعلومات من كتاب (صفحات من تأريخ العراق المعاصر1914- 1958) مذكرات الفريق الأول الركن صالح صائب الجبوري الذي شارك في الحرب العالمية الأولى ضمن الجيش العثماني في مختلف جبهات القتال وخاصة جبهة القفقاس ضد الجيش الروسي وهو أحد الضابط الذين لهم الشرف بتأسيس الجيش العراقي سنة 1921 وشغل منصب رئيس أركان الجيش العراقي للفترة من (25 كانون الأول 1944 لغاية تموز 1951) والشخص الذي قام بتحقيق هذه المذكرات غني عن التعريف وهو اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس أطال الله في عمره .
منشأ الحركات
كان للشيخ أحمد البرزاني الأخ الأكبر لمصطفى البرزاني نفوذ على الشروانيين وعلى القبائل المجاورة ، لوجود المصاهرة بينهما و إستعمال القوة والتهديد مع بعضها الآخر، وكان يحاول إستغلال نفوذه لأهدافه الخاصة ، فأخذ يعارض رغبة الحكومة في تأسيس إدارة مدنية منظمة في منطقة بارزان وينهب القرى المجاورة ويهاجم العشائر التي لم تجاره في أفعاله وتمرده ، لذلك أنذرته الحكومة وطلبت منه الكف عن أعماله التي تخالف النظام وتهدد الأمن ، كان جوابه على ذلك أن باغت قائمقام (الزيبار) وبعض أفراد الشرطة ليلة 7 كانون أول سنة 1931 و أسرهم لذلك صدرت الأوامر إلى حامية ( بٍله ) بالتحرك إلى بارزان وإحراق دار الشيخ أحمد البرزاني تأديباً له فتحركت مفرزة من الحامية المذكورة ليلة 8/9 كانون الأول سنة 1931 وعند وصولها قرية (بارزان) ، إصطدمت مع أتباع الشيخ أحمد البرزاني الذين كانوا يحرسون القرية ، و إشتبكت معهم في معركة حامية الوطيس وفي صباح اليوم التالي عادت المفرزة إلى ( بله ) وكان نتيجة ذلك ، أن إعتذر الشيخ أحمد البرزاني عن إعتدائه على القائمقام و أفراد الشرطة ، وإطلق سراحهم يوم 12 كانون أول 1931 .
موقف البرزانيين منذ 13 ك1 1931 لغاية 15 آذار 1932
لم يتعض الشيخ أحمد البرزاني بنتائج إصطدامه مع قوة حامية ( بله) بل إستمر في إغتصاب أموال الأهلين المساكين في القرى المجاورة وتهديدهم بالقتل و الإخلال بالسكينة والأمن ، فما كان من الحكومة إلى أن وجهت إنذاراً بتأريخ 13 ك1 1931 وطلبت منه أن يعيد جميع المواد المنهوبة التي إغتصبها من القرى المجاورة إلى أهلها ، وأن يَخلُد إلى السكينة ولكنه لم يرتدِع ، وأخذ يفاوض رؤساء العشائر المجاورة للإتفاق معهم على التمرد ، فوافقه بعضهم و رفض أخرون من عشائر الزيباريين وعشائر الهيركيه . وخلال شهر شباط 1932 ،أخذ الشيخ أحمد البرزاني يتجول بجماعات مسلحة بجوار حامية ( بله ) وأخذ أعوانه ينقلون عوائلهم إلى جبل (شيرين) المحاذي للحدود التركية وهو من الجبال ذو الطبيعة الوعرة والمرتفعة ، بلغت قوته 2000 مسلح كلهم مسلحون بالبنادق .
التحشد للتنكيل بالبارزانيين:
ولتمادي الشيخ أحمد البرزاني في العبث بالأمن تقرر التنكيل به في فصل الربيع فحشدت في منطقة بافستيان في 13 آذار 1932 القطعات التالية :
كتيبة خيالة وثلاثة أفواج مُشاة وهي الفوج الثاني والفوج الثالث والفوج التاسع وبطرية مدفعية جبلية وفصيل رشاشات آلية وقطعات ملحقة آخرى و أسندت قيادة القوة إلى الزعيم الركن خليل زكي .
وقد تقرر الشروع بالحركات يوم 15 آذار 1932 على أن يجري العمل بثلاثة محاور:
(1) إحتلال منطقة شيروان
(2) إحتلال منطقة شيروان مازن
(3) إحتلال منطقة بارزان.
ملاحظة : يلاحظ من خلال تأليف هذه القوة كان الجيش العراقي في طورالتشكيل حيث كانت هذه الوحدات مستقلة غير مرتبطة بمقرأعلى كما هو معروف في الوقت الحاضر.
طبوغرافية منطقة الحركات
1.الخريطة المرفقة للمنطقة مؤشرعليها عدد من الطرق من منطقة (بافستيان) إلى منطقة (مركه سور) ثم منطقة (شيروان مازن ) ومن منطقة (عقرة) إلى منطقة (بله) ثم منطقة (بارزان ).
2. حقيقة الأمر إن هذه الطرق لم تكن موجودة في تلك الحقبة من الزمن وإنما كانت عبارة عن طرق نيسمية لا تصلح لمسير الأليات وإنما تصلح لمسير الأشخاص والحيوانات فقط.
3.ورد في متن المذكرات شرح مقتضب لطبيعة المنطقة التي جرت فيها الحركات من منطقة (بافستيان ) مدخل مضيق كلي (علي بك) من جهته الشمالية خاصة الوادي الذي سلكته القطعات بإتجاه (مركه سور).
4.تعتبر طبيعة هذه المنطقة من أعقد المناطق الشمالية على الإطلاق لوجود سلاسل جبلية في غاية الوعورة تشكل خوانق يصعب على قطعات الجيش إجتيازها بدون إشتباكات مع العصاة كذلك وجود عدد من الأنهار سريعة الجريان تشكل موانع طبيعية يصعب عبورها من قبل القطعات خاصة في موسم الأمطار.
5.غالبا مايكون الجو في هذه المنطقة في موسم الشتاء بارد قارص مع تساقط ثلوج بكثافة تؤدي إلى غلق الطرق النيسمية خاصة لفترات ليست قصيرة وتشل الحركة تماماً وهذا يؤدي إلى صعوبة إدامة القطعات .
بدأ الحركات والتقدم نحو (مركه سور) لغرض تنفيذ الخطة ،أعِدً رتل بإسم رتل ( داي ) مؤلف من سرية خيالة ورعيل رشاش ، وفصيل مدفعية جبلية ، و فوجي مشاة وهما الفوج الثاني والفوج الثالث وقوة شرطة مؤلفة من مائة شرطي خيال ومائة شرطي مشاة، وألحق بالرتل ممثل سياسي ، لإطلاع السكان على الهدف من قيام الحكومة بهذه الحركات وإنها لصالحهم وتحسين أحوالهم وتوطيد الأمن في منطقتهم وكذلك تطمينهم على أنفسهم وأموالهم
وفي 10 آذار 1932 أنذِرَ الشخ أحمد البرزاني بضرورة الحضور إلى ( بله ) قبل مساء 14 آذار للتفاهم على تأسيس إدارة مدنية في قضاء (الزيبار) ، ولكنه لم يحضر في الموعد المحدد ولذلك تقدم (رتل داي ) صباح 15 آذار فوصل ( مازنه ) وعسكر فيها ثم تقدم يوم 16 آذار فأحتل (مركه سور) هاجم العصاة معسكر( رتل داي ) في (مركه سور) ليلة 18/19 آذار 1932 فقاومتهم الربايا وإضطروا بتأثير النيران الشديدة إلى الإنسحاب صباحاً.
التقدم نحو زازوك:
بعد أن تم تأسيس مركز ناحية في (مركه سور) ، تحرك الرتل صباح 30 آذار 1932 نحو زازوك فوصلها وعسكر فيها ، وبقى في معسكره يومي 1و2 نيسان بسبب هطول الأمطار ،كان العصاة منتشرين في القرى المجاورة للمعسكر، فهاجموا المعسكر ليلة 2/3 نيسان 1932 ثلاث مرات فصدتهم الربايا وكبدتهم بعض الخسائر .
معركة مامشك وإحتلال بريسيا
صدرت الأوامرإلى رتل (داي) بالتقدم صباح 3 نيسان 1932 نحو بريسيا معقباً وادي ( مامشك – داجي) ولعورة هذا الوادي وكثرة القمم التي تشرف على طرفي الطريق ، الأمر الذي يجعلها في موقع السيطرة، فقد إستغرق الرتل وقتا طويلاً في إخراج الربايا الأمر الذي أخره عن الوصول إلى هدفه في الوقت الملائم ، ولما شعر العصاة بأنه لم يبقى من ساعات النهار ما يكفي قوات الجيش للوصول إلى هدفها ، هاجموا الرتل هجوماً مركزاً من جميع الجوانب في الساعة 14:30 إلا أن قيادة الرتل، بعد أن قدرت الموقف سيطرت عليه رغم حراجتها وصد الرتل جميع الهجمات وكبد العصاة خسائر كبيرة وقبل أن يحل ظلام ذلك اليوم صدرة الأوامر للرتل بالتعسكر في مامشك بغية التقدم إلى بريسيا في اليوم التالي . فعسكر فيها وأخرج الربايا اللازمة لحماية المعسكر وكان القتال مستمراً. وبالرغم من محاولات العصاة في تلك الليلة إسقاط الربايا ، إلا إنهم لم يستطيعوا ذلك ، فقد قاومت الربايا في تلك الليلة العصيبة ، وصدت جميع الهجمات بنجاح ، وفي صباح اليوم الرابع من نيسان إستأنف الرتل الحركة ، فتقدم نحو( بريسيا ) وإحتلها .
تطهير منطقة مامشك - زازوك
بعد أن تم إحتلال بريسيا ، تقرر القيام بحركة تطهيرية واسعة تستهدف تطهير منطقة (مامشيك – زازوك) من العصاة بعد إنزال ضربة قاضية بهم وفي صباح اليوم السادس من نيسان تحرك رتل (داي) من بريسيا وتحرك الفوج التاسع من (مركه سور) و قد تجمع هناك مساء اليوم الخامس من نيسان فأصطدم رتل (داي) بالعصاة قرب قرية مامشك وإستطاع بعد قتال عنيف وبمعاونة الفوج التاسع أن يطردهم نحو الغرب بعد تكبيدهم خسائر كبيرة ، عسكر الرتل والفوج سوية في (زازوك) في الساعة 18:00 وكان لهذا القتال أثر عميق في نفوس العصاة ، فتفرق كثير منهم و إلتجأوا إلى الكهوف.
إجراءات مقر الجيش بعد موقعة مامشك
بعد قتال مامشك وعودة رتل (داي) من بريسيا إلى زازوك ، قدر مقر الجيش الوضع في منطقة (بارزان ) وجوارها على ضوء الحوادث الجارية فأصدر الأوامر اللازمة و إتخذ الإجراءات التالية:
1.تشكيل رتل (باز) من حاميتي ( بله و عقرة) وإضافة بعض القطعات الأخرى للعمل في منطقة ( بله) والتأثير على العصاة من ذلك الإتجاه وقد تألف الرتل من ( ثلاثة أفواج مُشاة وبطرية مدفعية جبلية وخدمات أخرى وتم حشدها في 15 نيسان 1932.
2.إيقاف الدراسة في كلية الأركان بصورة وقتية وإلحاق منتسبيها بالحركات الفعلية في منطقة (بارزان) وقدعين كاتب هذه الأحداث بمنصب مقدم لواء رتل (داي) إعتباراً من 15 نيسان 1932 وإلتحق بمقر الرتل في معسكر زازوك وبقى مع الرتل حتى إنتهاء الحركات وعودته إلى كلية الأركان في 4 تموز 1932.
3.تعزيز قوة الرتل (داي) في النصف الثاني من شهر نيسان بإلحاق الفوج السابع بالرتل ، وكذلك إلحاق الفوج الرابع في بداية شهر أيار وهكذا أصبح رتل (داي ) مؤلف من أربعة أفواج مُشاة وبطارية مدفعية جبلية عيار 3.7 عقدة .
إحتلال بريسيا وكاني لنج :
بعد أن ترك رتل (داي) حامية مناسبة في زازوك تحرك يوم 6 أيار نحو بريسيا فأحتلها وفي اليوم السابع منه إحتل (كاني لنج) من دون مقاومة تذكر فترك فيها قوة مناسبة كحامية وعاد في اليوم العاشر منه إلى زازوك وفي هذا اليوم إنتقل الملا مصطفى البرزاني وأتباعه إلى منطقة (شيروان مازن) بعدها قام رتل (داي) بحركات إستطلاعية إعتباراً من ( 11- 19) أيار دون وقوع حادث يذكر.
إحتلال ليرابير وخيرة زوك:
في يوم 23 أيار تحرك رتل (داي ) إلى (ليرابير) فأحتلها وفي يوم 25 أيار أرسل قوة صغيرة إلى ( بارزان ) فسترت عبور الحامية التي تقرر ان يضعها رتل (باز) في (ريزان) ثم عادت القوة في اليوم نفسه إلى ليرابير
كان للعصاة جسر خشبي على نهر (روكجوك) جنوب غرب ليرابير، فخربته مفرزة من رتل (داي) يوم 26 أيار وفي يوم 27 أيار عاد الرتل إلى زازوك بعد أن ترك قوة كافية كحامية في (ليرابير) وفي صباح يوم 30 أيار تحرك رتل (داي) نحو (خيره زوك) كما تحركت إليها قوة أخرى من (كاني لنج ) لتكون حامية فيها ، فأحتلتها القوتان ظهراً.
عبور نهر روكجوك وإحتلال قرية شيروان مازن
لإضمحلال قوة العصاة في الأول من حزيران 1932 تقرر أن يعبر رتل (داي ) نهر (روكجوك) لتنفيذ المهمة الثانية من الخطة العامة عبرت مفارز صغيرة في الأيام 11 و 12 و 13 حزيران فأسست خمس ربايا قرب ( دود أمارا) وإختير مكان المعسكر و في 14 حزيران عبرت بقية قوة رتل (داي) وعبر فصيلان من حامية (خيرة زوك) إلى ضفة روبار (حاجي بك) اليمنى لمراقبة الطرق هناك ، وفي 15 حزيران إحتل رتل ( داي ) قرية (شيروان مازن) من دون مقاومة ، فنقل معسكرالرتل في 17 حزيران إلى قرية (شيروان مازن) وفي اليوم نفسه أرسلت قوة من الجيش ومفرزة شرطة من (خيرة زوك) لإحتلال ( كاني رش).
إحتلال قرية زيتا وإلتجاء العصاة للحكومة التركية:
في 20 حزيران 1932 تقدم رتل (داي) من (شيروان مازن) إلى هوبا فعسكر فيها إستعداداً للتقدم نحو قرية (زيتا ) لم يكن التقدم نحوها سهلاً فتضاريس الأراضي بين قرية (هوبا) وقرية (زيتا) تؤلف مضيقاً وعراً تقع قرية (هوبا) في طرفه الجنوبي وتقع قرية (زيتا) في طرفه الشمالي وتسيطر على طرفي هذا المضيق قمم وعرة تكتنفها الكهوف الكثيرة التي يحتمل تجمع العصاة فيها والصعود إلى هذه الكهوف صعب وكان إجتياز الوادي على النيسم الوحيد الذي يخترقه أمراً شاقاً و محفوفاً بالمخاطر فضلاً عن أن وعورة الأراضي الجبلية على جانبي الوادي و إنعدام النياسم فيها جعلت حركة القوة عليها من أشق الأمور ومع ذلك لم يكن للقوة المتقدمة إلى ( زيتا) سوى إجتياز الوادي أو عبور الجبال على جانبيه .
لقد أغارت طائرات عدة قبيل الشروع بحركة التقدم لتأمين الوصول إلى قرية (زيتا) من دون أن تتكبد القطعات خسائر جسيمة ، وأخيراً وضعت خطة للتقدم إلى قرية (زيتا) وأنيطت مسؤولية القيام بهذه الحركة على عاتق الفوج الرابع من هذا الرتل ، كانت الخطة بارعة ، فقد إنطوت على العزم ودقة التنظيم والتعاون ، وأبلت فيها القوة بلاءاً حسناً ، إذ أن الفوج المذكور إضطر إلى حمل جميع أسلحته الخفيفة والثقيلة والعتاد وغيره على أكتاف الجنود في أثناء الحركة لتعذر سير الحيوانات على الأراضي والتقدم فيها.
إحتل إحدى سرايا المُشاة وسرية إسناد الفوج القمَم المحيطة بقرية (هوبا) جنوب المضيق وبإسناد هذه القطعات ، تسلقت إحدى سرايا المُشاة الأخرى القمم المسيطرة غرب المضيق فأخذت تُصلي العصاة ناراً حامية شرق المضيق ، الأمر الذي أوقعهم في إرتباك مخيف ، إذ لم يخطر ببال العصاة إن الجيش سيقوم بمثل هذه المجازفة ، ولما حاول العصاة الهروب إلى الجنوب ردتهم القطعات الساندة وعندئذ إضطر العصاة الهروب شمالاً تاركين قرية ( زيتا) ومنطقتها ، فأحتلتها القوة بدون خسائر تذكر ، وعلى أثر ذلك إنفتح الطريق بكامله أمام رتل (داي) إلى قرية (زيتا) فتقدم نحوها يوم 23 حزيران 1932 بعد أن ترك حامية صغيرة في قرية (هوبا) .
إنتهاء حركات بارزان الأولى
في يوم 22 حزيران 1932 إلتجأ الشيخ أحمد البرزاني مع أخويه الملا مصطفى والملا صديق وحوالي 100 شخص من أتباعه إلى السلطات التركية في قرية (كرانه) فجردوهم من سلاحهم، وعلى أثر ذلك أخذ سكان منطقة الحدود يعرضون ولائهم لمقرات الأرتال.
اللواء
فوزي البرزنجي
25 تشرين الأول 2017
851 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع