تعاون المُشاة مع الدبابات
إقتباس
شُكْراً لكم لِواءْ فوزي على هذه الإسْتِذْكارات القَيّمة بعد طول غياب ونتمنى المزيد وَسَلِمَتْ الأنامل ، لقد تم إسْتِبْدال مفهوم القوات المسلحة بمفهوم محدود جدا بالتأثير الا وهو القوات الأمنية
لَدََيّ رجاء لو كان بالإمْكان التحدث عن أسلوب إسْتِخْدام المُشاة الراجل و ليس الآلي مع الدروع في الجيش العراقي ومن خِلالِ تجربتكم الثرية
مع التقدير
1. اَلْمُقَدِمة
أ. تَلْبِِيةً لرغبة أحد الأصْدِقاء الكرام في موقع منتدى القوات المسلحة العراقية كما مُبَيّنْ في الإقتباس أعلاه الذي طَلَبَ كتابة موضوع عن تعاون المُشاة الراجل مع الدبابات.
ب. خلال الحرب العالمية الثانية في معارك شمال أفريقيا الطاحنة بين جيوش دول المحور ( ألمانيا زائداً إيطاليا) وبين جيوش دول شمال الأطلسي المتمثلة بالجيش الإنكليزي دارت معارك عنيفة بالدبابات في الصحراء الليبية بين الطرفين وتم خلالها التعاون الوثيق بين المُشاة الراجل و الدبابات ، كان الفوز فيها تارَةً للجيش الألماني وتارَةً أُخْرى للجيش الإنكليزي حسب الإستخدام التعبوي الصحيح لأسلحة م / د التي كانت مُسْتَخْدِمَةً في تلك الفترة عند كِلا الطرفين.
ج. أسلحة المُشاة المقاومة للدبابات في تلك الْحُقْبةِ من الزمن كان لدى صنف المُشاة في جيوش الحلف الأطلسي سِلاحٌ خفيف مُضادْ للدبابات هو القاذفة ( 3,5 ) عقدة وكانت أسلحة المُشاة الساندة المضادة للدبابات تتمثل بمدافع عديمة الإرتداد مثل المدفع 106 ملم الذي كانت تستخدمه جيوش الحلف الإطلسي والذي لازال يعمل إلى الوقت الحاضر بعد تطوير عتاده المستخدم من أجل تحقيق نتائج أفضل في إصابة وتدمير الأهداف المدرعة ، على الجانب الآخر، كانت الوحدات الألمانية مُجَهَزةً بمدافع ميدان عيار88 ملم ذو كفاءة ممتازة في إصابة الهدف وقابلية خرق عالية للدروع ، وعلى الجانب الشرقي كان الروس يستخدمون مدافع عديمة الإرتداد مثل المدفع (بي 10) والمدفع (بي 11) ومدافع الميدان عيار 85 ملم .
د. في حُقْبَة الستينات من القرن الماضي ظهرت أسلحة جديدة مُضادة للدبابات وهي الصواريخ حيث إستخدم العدو الصهيوني في حرب حزيران 1967 صواريخ ( أس أس 10) و صوارخ (أس أس 11 ) الفرنسية الصنع
كما إستخدم الكيان الصهيوني في حرب تشرين 1973 صواريخ أكثر تطوراً هي منظومة صوارخ ( تاو) الأمريكية الصنع وعلى الجانب الشرقي ظهرت منظومة صواريخ (مالوتكا) الروسية الصنع .
ه. في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) جرى إستخدام منظومات الصواريخ المُضادَةِ للدبابات من الطائرات السمتية الروسية الصنع والطائرات السمتية الألمانية الصنع وكذلك في حرب الخليج الثانية 1991 وحرب الخليج الثالثة 2003 إستخدم الجيش الأمريكي منظومة صوارخ ( تاو ) من الطائرات السمتية نوع الأباتشي.
2. التدريب الْمُشْتَرَكْ على تعاون الْمُشاة مع الدبابات
أ. التدريب في المؤسسات التدريبية : كانت المؤسسات التدريبية التابعة إلى صنف المُشاة ( مدرسة المُشاة زائداً مدرسة ضباط صف المُشاة ) تقوم بفتح دورات تدريبية للضباط وضباط الصف على تعاون المُشاة مع الدبابات إلا أنَ هذه الدورات غالباً ما تكون الدراسة فيها نظرية وتفتقر إلى التدريب العملي الْمُكَثَفْ.
ب. التدريب في الوحدات المقاتلة : غالباً ما كانت وحدات المُشاة تخصص ضمن مناهج التدريب التعبوي السنوي ساعات تدريبية على موضوع تعاون المُشاة مع الدبابات مُعَزَزَةً بمظاهرات عملية على إسلوب التعاون بين الصنفين .
ج. فلسفة التدريب الْمُشْتَرَكْ على تعاون المُشاة مع الدبابات
إن فلسفة التدريب الْمُشْتَرَكْ في مناطق التدريب التعبوي تقوم على تدريب وحدات صنف المُشاة على كيفية معالجة أسلحة مقاومة الدبابات في ميدان
المعركة التي تؤثر على عمل الدبابات مثل مدافع مقاومة الدبابات ومنظومات صواريخ مقاومة الدبابات بمختلف أنواعها ، بينما يجري تدريب الدبابات على كيفية معالجة الأسلحة التي تؤثر على عمل صنف المُشاة مثل الرشاشات المتوسطة والرشاشات الثقيلة المتخندقة في العراء وكذلك تدمير الدوشمات الكونكريتية التي تؤمن الحماية للأسلحة المذكورة آنفاً ولمراصد المدفعية ومراكز (القيادة والسيطرة) الميدانية في ميدان المعركة .
3. التجحفل ووسائل الإتصال بين المُشاة و الدبابات
أ. إن التجحفل القياسي هو سرية دبابات مع فوج المُشاة وغالباً ما يُخَصَصُ رعيل دبابات مع سرية المُشاة حيث يتم الإقتران فيما بينهم قبل المباشرة بالواجب .
ب. كانت سابقاً الدبابات البريطانية نوع (سنتورين) مجهزة بتلفون ميدان في مؤخرة الدبابة يتيح لآمرسرية المُشاة الإتصال بآمرالدبابة ويطلب منه الإسناد الناري بعد تقديم معلومات الدلالة إلى الهدف من قبل آمرسرية المُشاة.
ج. أعتقد الخدمة المشار إليها في (ب) أعلاه غير موجودة في الدبابات بالوقت الحاضر وغالباً ما يُسْتَعاضُ عنها حالياً بجهاز لا سلكي يُؤَمَنْ من قِبَلْ سرية المُشاة وَيُشَبَكْ على تردد شبكة رعيل الدبابات لغرض تأمين الإتصال وتبادل المعلومات للدلالة على الأهداف المعادية فيما بينهما .
4. صفحات من تأريخ الجيش العراقي الباسل تم فيها تعاون المُشاة مع الدبابات
أ. سبق وأن كتبنا مَقالة عن أخطر عملية عسكرية نفذها الجيش العراقي الباسل في منطقة جبلية بالغة التعقيد لغرض فتح مضيق (كلي علي بك ) الذي يقع بين مدينتين ( خليفان – راوندوز) الذي سيطرت عليه البيشمركه لفترة زمنية طويلة في شمال العراق سنة 1974 ، جرى فيها تعاون المُشاة مع الدبابات بِكَفَاءةٍ عاليةٍ جداً وكانت هذه العملية مَحَطَ أنظار الخبراء الروس وَتُدَرَسْ هذه العملية في المؤسسات العسكرية الروسية إلى الوقت الحاضر، وَنُشِرَالمقال في مجلة الكاردينيا تحت الرابط أدناه :
http://www.algardenia.com/terathwatareck/7351-1974-1975-2.html
ب. كتبنا مَقالة عن معركة شرق البصرة في قاطع الشلامجة كانون الثاني سنة 1987 حيث كان لواء المُشاة التاسع عشر أحد ألوية الهجوم المقابل
سوف أقتبس نص من هذا المقال الذي جرى فيه تعاون المُشاة مع الدبابات بِشَكْلٍ مُنْفَرِدْ لإستعادة قسم من موضع الفوج الثاني الذي سقط بيد العدو:
إقتباس
خمسة وعشرون. أُصِيبَ آمر الفوج الثاني وَأُخْلِيّ إلى الخلف كما أُصِيبَ مُساعِدْ آمر الفوج الثاني لكن بقى في الموضع الدفاعي وكان الموقف في غاية الحراجة إتَصَلْتُ بمخابر آمرالفوج الثاني على الشبكة اللاسلكية لقيادة اللواء وهو من عناصر فصيل المخابرة لسرية مقر اللواء كان إسمه إسماعيل ، كان إسم مساعد الفوج فوزي أيْضَاً ، قُلْتُ له إسماعيل إسمعني زين قال أسمعك ، قُلْتُ له عمك فوزي شلونه ، قال جيد ، قُلْتُ له لا أريد أرقام ، قال إفتهمت ، قُلْتُ له كم معاك الأن ، قال جماعة 3 و4 ، قُلْتُ له جماعة 1 و 2 قال الباقين معانا ،
إفْتَهَمْتُ أن نصف مواضع الفوج ساقطة بيد العدو والسرية الأولى والثانية في حُكْم الْمُدَمَرَة ، قُلْتُ له إسماعيل إبقَ معي و إتكلم بصفة عمك ، قال واضح ، قُلْتُ له راح تجيك 2 فوراً ، قال أستلمت، الحقيقة لايوجد معي أي إحتياط لأن سرية مغاويراللواء شبه مُدَمَرة نتيجة القصف المدفعي المعادي ، كَلَفْتُ ضابط إستخبارات اللواء الشهيد النقيب سعد السامرائي بقيادة ما موجود معنا من جنود وحدات اللواء والقيام بهجوم على العدو لإستعادة مواضع الفوج الثاني الساقطة ، جمعنا بحدود 30 جندي وضابطين زائداً النقيب كان ضمن مواضع الفوج دبابة من إحْدى كتائب دبابات الفرقة المدرعة 12 إستعان بها نقيب سعد ووجه نيرانها على مواضع الفوج الثاني الساقطة و إستمر بالقِتال حتى تمكن من إستعادة مواضع الفوج بالساعة 4 فجراً يوم 13 / 1 / 1987 وإستقر موقف الفوج الثاني في خط الْعُمُقْ.
ج. في معارك التحرير في القاطع الشمالي في عملية مُحَمَدْ رَسُولُ الله الثالثة عملية تحرير لِسان ميشاف في قاطع بنجوين في السليمانية في نهاية تموز 1988 جرى فرز الفوج الثاني لواء المُشاة التاسع عشر لأمرة مقر فرقة المُشاة الرابعة وتم إقتران فوج المُشاة مع سرية دبابات من ( ك دب 46 ) قاد عملية التحرير قائد فرقة المُشاة الرابعة شخصياً الشهيد اللواء الركن عصمت صابر عمر وتم تعاون المُشاة مع الدبابات في هذه المعركة التي كانَ الْنَصْرُ فيها حليف الجيش العراقي الباسل ، هذا وقد تم كتابة مَقَالة عن هذه المعركة وَنُشِرَ في مجلة الكاردينيا وموقع كرمليش فور يو على الرابط أدناه :
http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=194743
الْلِواء فَوْزِيَ الْبَرَزَنْجي
22 تشرين الأول 2015
959 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع