دَورُ صِنْفُ الْهَنْدَسَةِ الْعَسْكَرِيَةِ في الْحَرْبِ الْعِراقِيَةِ الإِيرانِيَةِ
(1980 – 1988 )
1. الْمُقَدِمَة
أ. يَحْتَلُ صِنْفُ الْهَنْدَسَةِ الْعَسْكَرِيَةِ التسلسل الرابع بين الْصُنوفِ المقاتلة في الجيش العراقي الباسل الأكْثَرُ خُطورَةً بعد صنف المُشاة وصنف القوات الخاصة والمغاوير والصنف المدرع وصنف الهندسة العسكرية وصنف المدفعية .
ب. يؤدي الضباط وضباط الصف والجنود من صنف الهندسة العسكرية واجباتهم القتالية المتنوعة في الحافات الأمامية لأرض المعركة ذات الطبوغرافية المتنوعة والظروف الجوية السيئة ليلاً ونهاراً تحت تأثير نيران المدفعية المعادية بشجاعة منقطعة النظير بدون كَلَلٍ أو مَلَلْ ، والتي تتضمن واجباتها زرع حقول الألغام ونصب الموانع السلكية وفتح الطرق في المعارك الدفاعية ، وفتح الثغرات في حقول الألغام والموانع السلكية في المعارك التعرضية .
ج. يتعامل الضباط وضباط الصف والجنود من صنف الهندسة العسكرية مع أخطر أنواع الأسلحة فتكاً في العالم وهي الألغام الْمُضادَةِ للأشخاص والألغام المضادة لعجلات القتال المدرعة في ظُروفٍ قتالية شديدة التعقيد، عملهم يتطلب المهارة العالية والدقة في الإنجاز والسرعة في العمل والثقة بالنفس ، كل هذه العوامل يضعها رجال الهندسة العسكرية نُصْبَ أعينهم خلال تنفيذ الواجبات القتالية التي يُكَلفُونَ بها أمام رصد المراصد المعادية وتحت نيران مدفعية العدو .
د. سنذكر في هذا المقال أمثلة لواجبات قتالية نفذها رجال الهندسة العسكرية في مختلف أنواع الأراضي في ظروف المعارك التي خاض غمارها لواء المُشاة التاسع عشر أحد ألوية فرقة المُشاة السابعة الذي تَشَرَفْتُ بِقِيادَتِهِ خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 – 1988 ).
2. دَورُ صِنْفُ الْهَنْدَسَةِ الْعَسْكَرِيَةِ في ساحة قتال المنطقة الجبلية
سبق أن كَتَبْتُ مَقالاً بعنوان (تجربتي في قيادة لواء مُشاة في زمن الحرب) وَنُشِرَ في موقع الكاردينيا وعلى الرابط أدناه :
http://www.algardenia.com/terathwatareck/5954-2013-08-18-20-16-14.html
ولا نريد إعادة شرح التفاصيل عدا ما يخص دورالهندسة العسكرية في هذا القاطع الدفاعي في قاطع بنجوين في مدينة السليمانية .
إقتباس من المقال الآنف الذكر
أ. طبوغرافية المنطقة
تُعْتَبَرُ سلسلة جبل هرزلة الخط الدفاعي الأول إتجاه أي هجوم يقوم به العدو الإيراني من إتجاه الشمال الشرقي بإتجاه مدينة السليمانية ، جنوب سلسلة جبل هرزلة وبخط موازي لها يوجد وادي واسع فيه مسار مجرى النهر القادم من داخل الأراضي الإيرانية من إتجاه الشرق بإتجاه الغرب ، جنوب النهر توجد سلسلة جبلية محاذية لمجرى النهر وموازية لسلسلة جبل هرزلة لكنها أقلُ إرتفاعاً ، كلما إتجهنا نحو الغرب مسافة ثلاث كيلومترات توجد مجموعة رواقم غير مترابطة فيما بينها ، يفصل بين الرواقم وبين سلسلة جبل هرزلة الطريق الترابي الذي يربط مجمع نال باريز السكني بالقرى الكائنة إلى جهة الغرب ، جنوب النهر توجد سلسلة جبلية عمودية على مجرى النهر طولها بحدود 3 كيلومترات في نهايتها الراقم 1654 ، يَتَلاحَكُ الراقم 1654 مع سلسلة جبلية تشكل حرف ال بالإنكليزية تمتد إلى جوارته ، تعتبر وعرة نسبياً شمال هذه السلسلة يوجد حوض واسع منبسط نسبياً ، سفح جبل هرزلة الجنوبي ومجموعة الرواقم الغير مترابطة مع سلسلة الراقم 1654 شَكَلَتْ الجناح الايسر للموضع الدفاعي لفرقة المُشاة السابعة الذي كان يدافع فيه لواء المُشاة التاسع عشر .
ب. لقاء ضباط سرية هندسة الصولة
خلال عودتي من زيارة الموضع الدفاعي للفوج الثاني إلى مقر اللواء في اليوم الأول شاهدت أكداس من الأسلاك الشائكة وصناديق الألغام مبعثرة خلف الموضع الدفاعي لوحدات اللواء حال وصولي إلى المقر طَلَبْتُ من
مقدم اللواء عقد مؤتمر لضباط سرية هندسة الصولة إسْتَفْسَرْتُ من آمر السرية عن أسباب عدم إكمال منظومة المانع أمام قاطع الفوج الثاني أجابني عدم تيسر المواد ، قلت له الظاهر إنك لم تقوم بزيارة مواضع الوحدات
بدليل عدم مشاهدتك لأكداس مواد الموانع السلكية وصناديق الألغام خلف الموضع الدفاعي التي تكفي لقاطع لوائين طَلَبْتُ منه وضع خطة عمل وفق الأسبقيات لإكمال منظومة المانع بنوعيها الأسلاك الشائكة وحقول الألغام بِدْأً من الجناح الأيمن للموضع الدفاعي على أن يتم إستطلاع الأماكن ونقل المواد إلى الأمام نهاراً وبمساعدة الوحدات ويجري العمل ليلاً على أن يُقدَمْ تقرير يومي عن نسبة إنجاز العمل في منظومة المانع إلى مقر اللواء مُعَزَزَاً بمخطط مناظري لأماكن العمل.
ج. الحزم والمهنية في العمل
أولاً. مما تقدم في الفقرة ( ب ) أعلاه كان هناك إهمال غير مقصود من قبل آمري الأفواج وآمر سرية هندسة الصولة بعدم إكمال منظومة المانع أمام المواضع الدفاعية للأفواج بسبب عدم زيارة هيئة رُكْنْ مقر اللواء للأماكن الدفاعية الأمامية وعدم إطلاعهم على نسبة إنجاز منظومة المانع أمام جبهة اللواء وعدم حث سرية هنسة الصولة على إنجاز منظومة المانع .
ثانياً. تشكل منظومة المانع السور الأمامي الحصين للموضع الدفاعي وأي خلل فيها يؤدي إلى فسح المجال للعدو بمهاجمة الموضع الدفاعي بأقل ما يمكن من الوقت والجهد والخسائر لذا ينبغي إتخاذ الإجراءات السريعة لمعالجة هذا الخلل الجسيم الناتج عن عدم الحزم من قبل آمر اللواء السابق وهيئة رُكْنْ مقر اللواء .
د. الإجراءات العملية التي تم إتخاذها لمعالجة الخلل
أولاً. عُقِدَ مؤتمر لضباط سرية هندسة الصولة و خلال المؤتمرتَمَ شرح المخاطر التي تترتب على التراخي في تنفيذ منظومة المانع أمام جبهة الموضع الدفاعي ووجدنا حرص وإندفاع من ضباط السرية لكن الخلل كان من قبل هيئة رُكْنْ مقر اللواء بعدم حثهم على أهمية تنفيذ منظومة المانع .
ثانياً. تم حث آمري الوحدات على مساعدة سرية هندسة الصولة بنقل المواد من خلف الموضع الدفاعي إلى أقرب نقطة في الأمام إقتصاداً بالجهد والوقت المبذول من قبل عناصر سرية هندسة الصولة .
ثالثاً. وضع خطة عمل لإنجاز منظومة المانع بتقسيم منتسبي السرية إلى مفارزعمل قسم يتخصص بنصب منظومة الموانع السلكية والقسم الأخر يتخصص بزرع حقول الألغام ضد الأشخاص إبتداءاً من الجناح الأيمن للموضع الدفاعي على أن يكون العمل ليلاً وبإشراف وسيطرة آمري الوحدات .
رابعاً. تقديم تقريرعن نسبة إنجاز العمل اليومي إلى مقر اللواء لغرض إطلاع آمر اللواء شخصياً عليه لتذليل الصعوبات والمعوقات والحماية في تأمين ونقل المواد إلى أقصى الأمام .
خامساً. بالرغم من طبوغرافية المنطقة الجبلية المعقدة والظروف الجوية السيئة في موسم الشتاء وتدخل العدو أحياناً بقصف المنطقة بالمدفعية و الهاونات الثقيلة وسعة جبهة الموضع الدفاعي التي تجاوزت الخمسة كيلومترات بذل منتسبي سرية هندسة الصولة ضباط ومراتب جهد وإندفاع مضاعف في إنجاز المهمة التي أنِيطَتْ بِهِمْ بدون كَلَلٍ أو مَلَلْ وبدون خسائر
بشرية وبِوَقْتٍ قصير جداً.
هـ. ثمرة التخطيط والتوجيه الصحيح
بعد فترة قصير شكلت قيادة فرقة المُشاة السابعة لجنة لفحص التحكيمات للتشكيلات العاملة في عموم قاطع الفرقة والتي كان عددها خمسة تشكيلات فكانت نتيجة التشكيل الفائز الأول من حصة لواء المُشاة التاسع عشر هذه النتيجة هي كانت ثمرة التخطيط والتوجيه الصحيح من قبل مقر اللواء وجهود عمل الضباط والمراتب من صنف الهندسة العسكرية الذين واصلوا العمل ليلاً ونهاراً تحت ظروف إستثنائية من أجل الدفاع عن أرض العراق ضد العدوان الإيراني الغاشم .
3. دَورُ صِنْفُ الْهَنْدَسَة الْعَسْكَرِيَةِ في ساحة قتال منطقة الأهوار
سبق أن كتبت مقال بعنوان ( الموقف ما بين معركة شرق دجلة آذار 1985 – و قبل معركة الفاو شباط 1986 ) وَنُشِرَ في موقع الكاردينيا وعلى الرابط أدناه :
http://www.algardenia.com/terathwatareck/6334-1985-1986.html
ولا نريد إعادة شرح التفاصيل عدا ما يخص دورالهندسة العسكرية في الموضع الدفاعي في قاطع هور الحويزة شرق نهر دجلة.
إقتباس من المقال الآنف الذكر
أ. طبوغرافية القاطع الدفاعي للواء المُشاة التاسع عشر
وصف طبيعة المنطقة
أولاً .هور الحويزة مُسَطَحْ مائي وعمق الماء فيه يتراوح ما بين (2- 4) متراً ينمو فيه القصب والبردي بشكل طبيعي يتراوح إرتفاعه فوق سطح الماء ما بين( 2 - 3) متراً يوجد أمام جبهة اللواء حقل مجنون الجنوبي النفطي على شكل مستطيل أشبه بجزيرة وسط الهور .
ثانياً. اليابسة في قاطع اللواء بدْأً من الحدود الفاصلة مع الفرقة 31 الفيلق الثالث حيث تكون أَضْيَقْ نقطة بين هور الحويزة ونهر شط العرب أستطيع تشبيهها بقنينة غاز مُلْقاةْ على الأرض الجزء الذي يربط فيه منظم الغاز مُتَجِهَةَ الى الجنوب بإتجاه الفيلق الثالث .
ثالثاً. لسان الزرداني سدة ترابية في المُسَطَحْ المائي طولها يقارب 1000 متر تكون عمودية على السدة الغربية لهور الحويزة وتقابل السدة الشمالية لحقل مجنون الجنوبي.
رابعاً. يوجد خزان ماء في المسطح المائي يبلغ إرتفاعه 10 متر بإستقامة لسان الزرداني ويبعد عن مقدمة لسان الزرداني داخل الماء مسافة تقدر ب 100 متركان يُغَذْي قرية الزرداني بالماء الصالح للشرب قبل نشوب الحرب سنة 1980 .
خامساً. المنطقة التي خلف السدة الغربية لهور الحويزة منطقة زراعية مُسْتَصْلَحَة من قبل شركة أجنبية قبل قيام الحرب تسمى بالمزيرعة.
ب. تطهير ساحات الرمي ونصب منظومة الموانع
أولاً. تطهير ساحات الرمي من نبات القصب والبردي لمسافة لاتقل عن 200 مِتْرَاً أمام خنادق النار على طول السدة الترابية بمكائن حديثة تم إستيرادها من قبل وزارة التجارة لهذا الغرض.
ثانياً. نصب منظومة مانع أسلاك شائكة في المسطح المائي أمام جبهة وحدات اللواء تَبْعُدْ مسافة 200 مترعن مقدمة السدة الترابية يبلغ إرتفاع أعمدة حديد الزاوية 4,5 متر تم نَصْبها في الماء من قبل سرية هندسة الصولة للواء وتم قص حديد الزاوية من قبل مفرزة تصليح اللواء.
ثالثاً. نصب منظومة مُعَرْقلِاتْ شوكية بقطر ثلاثة أمتار في الماء من عدة صفوف أمام مُقَدِمَةِ الساتر الترابي من الشيش الحديد قطر واحد إنج تم تصنيعها ميدانياً من قبل مفرزة تصليح اللواء ونصبها من قبل سرية هندسة الصولة.
رابعاً. نصب منظومة مانع سلكية واطِئة بدْأً من مقدمة السدة الترابية بعرض 4 متراً أمام جبهة وحدات اللواء لغرض إعاقة جنود العدو عند الصولة.
خامساً. زرع الغام نابالم بحرية تحت الماء في مصب نهر السويب أمام جسر السويب تُفَجَرْ كهربائيا عند تقرب العدو من الجسر لكي تجعل المسطح المائي أشبه بنار جهنم يدخلها جنود العدو قبل موتهم ، تم زرعها من قبل صنف الهندسة العسكرية.
ج. حجم الجهد وجسامة المخاطر
مما تقدم في الفقرة ( ب ) أعلاه نضع أمام القارئ الكريم مقدارحجم الجهد الذي بُذِلَ وجسامة المخاطر التي واجهها منتسبي صنف الهندسة العسكرية
في هذا القاطع الْمُعَقَدْ بسبب طبوغرافية الأهوار :
أولاً. عملية قص القصب والبردي في الهور لغرض تطهير ساحات الرمي تحت تأثير رصد ونار العدو في ضوء النهار تحت أشعة الشمس الحارقة ونسبة الرطوبة العالية وفعالية الحشرات الشرسة التي تعيش في الأهوار لا أحد من البشر يستطيع تحمل العيش في هذا العالم الغريب إلا أُولئِك الجنود الميامين الذين نذروا أرواحهم فِداءاً للوطن .
ثانياً. ليتصور القارئ الكريم عملية نصب منظومة المانع السلكية في عمق الهور، حديد زاوية طوله 4,5 متر كيف تم نقله وتثبيته في أرض الهور وعمق الماء يتراوح ما بين ( 2 – 4 ) أمتار بزوارق فايبر كلاس تتأرجح في الماء وتحت تأثير رصد ونار العدو.
ثالثاً. المعرقلات الشوكية الكبيرة الحجم تشبه الكرة الضخمة تم تصنيعها من ثمانية قطع من الشيش الحديد طول القطعة الواحدة ثلاثة أمتار وقطرالشيش واحد إنج و وزنها مئات الكيلوغرامات كيف تمت عملية نقلها ونصبها في عمق مياه الهور.
رابعاً. العمل الأكثر خُطورَة ًهو زرع ألغام نابالم بَحْرِية في عمق الماء أمام جسر السويب تُفَجَرُ كهربائياً في حالة تقرب العدو من المكان والغريب في الموضوع إن الضابط الذي كان يقوم بهذا العمل هو أحد رجال الضفادع البشرية من صنف الهندسة العسكرية الذي سبق وأن بُتِرَتْ يده في حادث إنفجار لغم و يعمل بيد واحدة وبمساعدة عناصر أخرين من صنف الهندسة العسكرية لم تسعفني الذاكرة مِنْ تذكر إسمه لكن هو من دورة 50 كلية عسكرية ومن عَشِيرة زوبع.
4. دَورُ صِنْفُ الْهَنْدَسَةِ الْعَسْكَرِيَةِ في ساحة قتال منطقة شط العرب
سبق أن كتبت مقال بعنوان ( معركة جزيرة أم الرصاص في كانون الأول 1986 ومعركة شرق البصرة المواضع الدفاعية في منطقة الشلامجة في كانون الثاني 1987 ) وَنُشِرَ في موقع الكاردينيا وعلى الرابط أدناه :
http://www.algardenia.com/terathwatareck/6651-2013-10-02-16-30-30.html
ولا نريد إعادة شرح التفاصيل عدا ما يخص دورالهندسة العسكرية في الموضع الدفاعي في منطقة الدويب على نهر شط العرب.
إقتباس من المقال الآنف الذكر
أ. طبوغرافية منطقة الدويب
أولاً. تقع منطقة الدويب منتصف المسافة بين السيبة من الشمال يقابلها في الجانب الإيراني مدينة عبادان مركز مصافي النفط الإيرانية ومنطقة البِحار من الجنوب الأرض في منطقة البِحارعلى شكل تحدب داخل الأراضي العراقية وتَقَعُرْ داخل الأراضي الإيرانية وشكل الأرض هذا بسبب مسار نهر شط العرب وهو في مصلحة الجانب الإيراني من الناحية التعبوية ، تتميز منطقة الدويب بوجود فنار بحري مُرْتَفِعْ فوق مستوى سعف النخيل يُسْتَخْدَمْ للدلالة للبواخر التي كانت تسلك شط العرب بُغْيَةَ الوصول الى ميناء المعقل في البصرة قبل نشوب الحرب طَبْعَاً.
ثانياً. المسافة بين نهر شط العرب شرقاً وطريق ( البصرة – فاو ) غرباً لا تتجاوز واحد كيلومتر أو أقل طبيعة المنطقة مزروعة بالنخيل بِكَثافَةٍ عالية يتخلل المنطقة عدد كبير من الأحوازات عُرْضَها ما بين (2 – 10)
متراً بين الواحد والآخر مسافات مختلفه تصل ما بين (50 – 7) متراً تتأثر بظاهرة المد والجزر توجد طرق عُرْضْيَة بين الطريق العام ( بصرة – فاو ) و نهر شط العرب.
ثالثاً. المنطقة الإيرانية شرق نهر شط العرب مُشابِهة تماماً لوصف المنطقة العراقية غرب نهر شط العرب.
رابعاً. نهر شط العرب يُعْتَبَرْ مانع مائي مُهِم يبلغْ عرضه ما بين (400 - 500 ) متراً وأحياناً أكثر بقليل ، خط التالوك وسط النهر هو خط الحدود بين العراق وإيران حسب إتفاقية الجزائر لسنة 1975 التي أُلغيت من قبل الجانب العراقي بعد قيام الحرب سنة 1980.
ب. الإجراءات التعبوية التي تم إتخاذها لمعالجة الترتيبات الدفاعية
أولاً. تَمَ دراسة كيفية قيام العدو بمهاجمة نقاط الحراسة الأمامية من الخلف ضمن قاطع لواء 111 حدود في قاطع الفاو من أجل وضع الحلول الناجعة لها .
ثانياً. وجدنا إنشاء السدة الترابية ببعد من( 10- 20) متراً عن حافة نهر شط العرب حيث بقت نهايات الأحوازات القريبة من السدة الترابية تشكل
الخطرالأكبر التي من خلالها تمكنت عناصر الضفادع البشرية المعادية الخروج خلف نقاط الحراسة الأمامية المبنية على حافة نهر شط العرب والقضاء عليها من الخلف.
ثالثاً. أول إجراء قام به اللواء الإيعاز إلى سرية هندسة الصولة للواء بغلق فوهات الأحوازات بردمها بالتراب ومساواتها مع حافة النهر بالرغم من قلة الجهد الهندسي المتيسر ومحاولات العدو من إيقاف هذا العمل بالقصف المدفعي حيث كان العمل يستمر من الضياء الأول حتى الضياء الآخير.
رابعاً. من خلال ردم فوهات الأحوازات ومساواتها مع حافة النهر إنتهت إحتمالات تسلل العدو خلف نقاط الحراسة الأمامية و وفرت 70 % من القوة القتالية التي كانت تُخَصَصْ لمراقبة هذه الأحوازات.
ج. الموانع السلكية
أولاً. تَمَ نصب منظومة مانع سلكية واطئة بدْأً من حافة النهر أمام نقاط الرمي بعرض 4 متر أمام جبهة وحدات اللواء لغرض إعاقة جنود العدو عند القيام بالعبور وخاصة جنود الضفادع البشرية.
ثانياً. تَمَ نصب منظومة مانع من النوع المنفاخي خلف السدة الترابية وعمل فتحات للدخول والخروج تُغْلَقْ هذه الفتحات بعد الضياء الآخير و إنشاء مواضع مراقبة لحمايتها ليلاً .
د. حجم الجهد وجسامة المخاطر
مما تقدم في الفقرات ( ب – ج ) أعلاه نضع أمام القارئ الكريم مقدار حجم الجهد الذي بُذِلَ وجسامة المخاطر التي واجهها منتسبي صنف الهندسة العسكرية في هذا القاطع الْمُعَقَدْ بسبب طبوغرافية قاطع شط العرب :
أولاً. قلة عدد آليات سرية هندسة الصولة الذي لا يتجاوز ثلاثة عجلات قلاب وشفلين وكريدر واحد هذا العدد لا يتناسب وحجم العمل المطلوب إنجازه مما أطال الفترة الزمنية للعمل وهذا يعني بقاء الجنود الذين يقودون هذه الآليات تحت مطرقة القصف المدفعي المعادي .
ثانياً. العمل بمعدات هندسية في ضوء النهار أمام رصد ونار العدو يعتبر تَحَدٍ كبير للعدو لذا جَنَّ جُنُونَهُ لكن هذا لم يثني عزيمة جنودنا الأبطال عن مواصلة العمل بِهِمَةٍ أعلى .
ثالثاً. بالرغم من قلة الوسائل المتيسرة كان جنود وضباط صنف الهندسة العسكرية مشاريع للتضحية والفداء دفاعاً عن حدود وأرض العراق لم يتذمروا ولم يتلكأوا بل كانوا أحياناً يطلبون تأخير إجازاتهم الدورية لحين الإنتهاء من العمل .
5. الْخاتِمَة
أ. أخترنا للقارئ الكريم نماذج من المهمات المتنوعة التي كان يقوم بها رجال صنف الهندسة العسكرية خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) في مناطق ذات طبوغرافية مختلفة ( جبلية – أهوار – أنهار) منطقة شط العرب تُكْثَرُ فيها الأحوازات وتتعرض للمد والجزر وبساتين أشجار النخيل يتشابك سعفها في الْذُرى أشبه بمناطق غابات الأمزون .
ب. رجال الهندسة العسكرية في ظلام الليل تلامس أناملهم أخطر أنواع الأسلحة في العالم وأشدها فتكاً ( الألغام ) من دون أن ترتجف أجسامهم
ويؤدون عملهم بِمَهارَةٍ عالية ودقة في الإنجاز وسرعة في العمل وثقة بالنفس .
ج. في الختام لايسعني إلا أن أنحني إحتراماً لِأوُلئِك الرجال الميامين
من صنف الهندسة العسكرية جُنُوداً وضباطَ صَفٍ وضباط ، تغمد الله الشهداء منهم ومَنَحَ الذين على قيد الحياة الصحة الدائمة وأذكر أسماء الضباط الذين عَمِلوا معي خلال فترة تشرفي بقيادة لواء المُشاة التاسع عشر وتحتفظ الذاكرة بأسمائهم من سرية هندسة الصولة لواء المُشاة التاسع عشر وهم:
أولاً. النقيب الإحتياط نجاح ...
ثانياً. الملازم الأول أزا محمد أمين
ثالثاً. الملازم المجند علاوي حسين مجلي
رابعاً. الملازم الأول أحمد الهاشمي
الْلِواء
فَوْزِي الْبَرَزَنْجّي
18 أيار 2015
1204 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع