المرحومين جلالة الملك فيصل الثاني والسيد أحمد زكي المدرس
العراق لا ينسى رجاله.. المرحوم / أحمد زكي المدرس
دأبت وسائل الاعلام المرئية والمقروءة في الآونة الأخيرة على إجراء المقارنة بين العهود السابقة والعهد الحالي وخاصة ما كان عليه العراق في العهد الملكي وما قام به السياسيون في تلك الحقبة من الزمن وكيف تم انشاء دولة متماسكة قوية رصينة نزيهه من جميع الأوجه في حين إن من بنى ركائز دولة العراق في العهد الملكي هم ليس السياسيون فقط وانما المثقفون بمختلف اطيافهم والذي منهم على سبيل المثال لا الحصر( الحقوقيون – الأطباء - المهندسيون – الاقتصاديون – الاداريون – التجار - الاساتذة والأحزاب الموالية والمعارضة و....و....و....الخ ) عليه يتوجب علينا أن نستذكر هذه الكوادر كل حسب اختصاصه والمجال الذي ابدع فيه وحبذا لو يقوم كل من له صلة ومعرفة بهذه الفئة الكتابة عنهم وبشكل مركز ومختصر وبنفس العنوان اعلاه لتكتمل صورة هؤولاء الذين لم يذكرهم التأريخ لا من قريب ولا من بعيد وبامكاني ان ابدأ باحدهم والذي هو :-
السيد احمد زكي بن السيد محمد سعيد بن السيد عبد الوهاب بن السيد اسعد المدرس الموصلي
ولد السيد احمد زكي المدرس في مدينة البصرة الفيحاء من عائلة هاشمية وكان اجداده يؤدون مهمة التدريس للعلوم العقلية والنقلية والفقه الاسلامي في المدارس الدينية ابتداء من ولاية الموصل الحدباء ثم الى ولاية بغداد ومنها الى ولاية البصرة حيث اقام والده فيها لفترة طويلة وكان آخر موقع شغله هو القاضي الشرعي لولاية البصرة في العهد العثماني والسنين الأولى من العهد الملكي حيث كان يحمل صفة شيخ الاسلام بموجب فرمان سلطاني.
اكمل دراسته الأولية والمتوسطة في مدينة البصرة عام (1930) وانتقل بعدها الى بغداد لتكملة دراسته في الثانوية المركزية ثم دخل كلية الحقوق وعندما تخرج بتفوق عام (1936) عين في السلك الاداري مدير ناحية السيبة ، في عام (1938 م ) تزوج من شقيقة الزعيم محمود سيرت العزاوي وانجب منها اربعة اولاد وبنت الاولاد ( سعد ، زهير ، انس ، زيد )
والبنت تزوجت من الشهيد وليد محمود سيرت العزاوي ، في عام (1939) التحق بكلية الاحتياط الاولى بعدها عاد للخدمة الوظيفية كمدير ناحية السويب ثم الفاو وتدرج في المناصب الادارية ابتداء من مدير ناحية الى قائمقام قضاء الديوانية ثم معاون متصرف ( محافظ ) في لواء الموصل ( محافظة ) وفي عام (1946م) انتقل الى بغداد ليشغل منصب معاون رئيس الديوان الملكي ولغاية (1949 م) وخلالها شغل منصب رئيس التشريفات الملكية بالوكالة لمدة سنة حيث عاصر فترة انتهاء الحرب العالمية الثانية بالاضافة الى حرب فسلطين والتي كانت من احلك الظروف التي مرت على العراق .
المرحومين الامير عبد الإله واحمد زكي المدرس
بعد ذلك تقلد عدت مواقع كمتصرف للألوية ( الناصرية – كربلاء – الحلة – الموصل )
استعراض الجيش في الموصل عام 1954
عاد الى بغداد ليتسلم منصب نائب رئيس التشريفات الملكية للفترة من 1/7/1954 ولغاية 4/ 12/ 1955وبعدها استلم منصب المديرالعام للأوقاف وتم في عهده وضع تصاميم وانشاء عدة جوامع ومباني منها بناية الدفتردار المعروفة في شارع النهر والتي كانت تعتبر اجمل البنايات في تلك المرحلة..
من الملاحظ عن السيد احمد زكي المدرس كان مثقفا ونشطا وذو باس لايكل العمل محبوب من رؤسائه ومرؤسيه وهو من الاداريين الذين لا يشق لهم غبار حيث وضع لمساته في جميع المواقع التي عمل فيها ويشهد له بها الجميع والدليل على ذلك انه كان يتقلد مناصب ادارية اعلى خارج عن المألوف قبل اقرانه ، الا ان القدر لم يمهله لتكملة مسيرته الوظيفية حيث تم اعتقاله واقصائه عن منصبه في الايام الاولى من ثورة ( 14 ) تموز بتهم متعددة وعندما تم التحقيق معه وخاصة فيما يتعلق بالأمور المالية لم يظهر ما يعيب مسيرته وقال عنه الزعيم عبد الكريم قاسم عندما كان يوقع اوراقه التحقيقية حسبما بينه السيد خالد النقشبندي عضو مجلس السيادة ( لقد ظلمنا هذا الرجل وظهر ان اسمه بالحصاد ومنجله مكسور،علما ان هذا المثل انطبق على جميع رجال العهد الملكي سواء اكانوا اداريين ام عسكريين ام سياسيين ) عليه اطلق سراحه من دون محاكمة ،بعدها عمل كمدير مفوض لشركة سمنت الفرات في الأسكندرية وشركة كراش كولا في البصرة ثم انتقل للعمل في السعودية بعقد كمستشار قانوني في وزارة الداخلية وعندما تم الضغط عليه من قبل النظام القائم في حينه لتزويدهم بما يحتاجونه من معلومات اضطر لتقديم استقالته والعودة للوطن حتى وافاه الأجل بتأريخ 10/03/1979 اثر مرض عضال لم يمهله طويلا انا لله وانا اليه راجعون.
ليرحمه الله ويرحم كل من ساهم ببناء عراقنا الحبيب
انس احمد زكي المدرس
845 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع