5-تَمارينْ تَعْبَويّة بِقَطَعات بِمُسْتَوى لِواءْ (مُشاة / مُشاة آلي / مُدَرّعْ)

   

5/  تَمارينْ تَعْبَويّة بِقَطَعات بِمُسْتَوى لِواءْ (مُشاة / مُشاة آلي / مُدَرّعْ) شارَكْتُ في تَنْفِيذِها

           

          

تَمْرينْ اللواء المُدَرّعْ في صَفْحَةْ الْتَخلْل والْهِجُومْ الْمُدّبرْ


تنويه. تنفيذ هذا التمرين كان لِغَرَضْ فحص الإستعداد القتالي للقطعات الْمُدَرَعة والآلية للجيش العراقي الباسل ومِقْدار درجة الجاهزية لدخول أي معركة  محتملة  مستقبلاً في حينِه ، لذا أرجو من القارئ الكريم التركيزعلى السياقات التعبوية التي كان يجري تدريب الجيش عليها.

1. الْمُقدمِة
أ. مُعْظَم القُرْاءِ الكِرامْ سِواءَ كانوا مدنيين أم عسكريين يستمتعون بِقِراءَةِ المقالات التي تُوِّثقُ معارك خاض غِمارها الجيش العراقي الباسل ولا يعرفون إن النصر في أي معركة خاضها الجيش العراقي الباسل خلال سِنِيّ عُمْرهِ المديد ، يَعُودُ سبب نَجاحِهِ فيها إلى الجهود الجبارة التي كانت تُبْذَلْ من قِبَلْ القيادة العُلْيا للدولة والقادة والآمرين بِمُخْتَلَفِ الْمُسْتَوَيات خِلال تنفيذ التمارين التعبوية بِقَطَعات بِمُسْتَوى لِوَاءْ فما فوق خِلالِ فترة السلم .

  

ب. أحد الأسباب الرئيسية بل أَجْزُمُ إنه السبب الرئيسي الأول لسقوط مدينة الموصل بتأريخ 10 حزيران 2014  بيد  تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو تَحَوّلْ الجيش العراقي من جيش إلى شُرْطَة مَحَلِيّة ولم يسعى المشرفين على الجيش في وزارة الدفاع طيلة عشرة سنوات على  تنفيذ( تمرين تعبوي واحد بقطعات بمستوى جحفل لِواء في أي صفحة من صفحات القتال الرئيسية ) مما حَفَّز ذاكرتنا لتوثيق صفحات مُضِيئة من التدريب التعبوي الراسِخةِ في ذاكِرَتِنا ، وهي سِلْسِلةٌ من التمارين التعبوية بقطعات بمستوى جحفل لواء ( مُشاة راجل / مُشاة آلي / مُدَرّعْ ) شارَكْتُ في تنفيذها شَخْصِيَّا ، الذي كان الجيش العراقي الباسل يَزْخَرُ بتنفيذها سنوياً .

ج. إعتادت تشكيلات الفرقة الآلية الأولى المتواجدة مُعَسْكَراتِها الدائمية في محافظة القادسية أن تجري التدريب التعبوي القسم الأول في منطقة
الفوار الواقعة شرق المحافظة أو في المنطقة المحصورة بين (مدينة الشامية – مدينة الشنافية ) غرب المحافظة أو في المنطقة المحصورة بين ( خان الحَمّادْ – وخان النخيلة) على طريق( النجف – كربلاء) وأَحْياناً أُخْرى في منطقة بحر النجف على طريق الست زبيدة جنوب النجف .

د. آمور إدارية عامة:

نسير على نفس النهج الذي سلكناه في سلسلة التمارين التعبوية بقطعات التي سبق وتم نشرها في مجلة الكاردينيا الغراء ، نذكر بَعْضَاً من الأمور الإدارية التي إستجدت في اللواء المدرع 34 سنة 1979 .

أولاً. في بداية سنة 1979 تم نقل المقدم الركن درع صبيح عمران طَرْفه آمر اللواء المدرع 34 السابق إلى جامعة البكرللدراسات العسكرية العُليا بصفة طالب وَنُقِلَ بدلاً عنه آمر اللواء اللاحق المرحوم المقدم الركن درع نزار عبد النبي الساقي .

ثانياً. نُقَلَ إلى اللواء ثلاثة ضباط ركن خريجي كلية الأركان من الدورة الأخيرة أتذكر أسمائهم وهم الرائد الركن محمود العثياوي والرائد الركن صالح مهدي الشمري الذي أغتيل غدراً بعد سنة 2003 في باب منزله في مدينة الكاظمية والرائد الركن م / ط  مهند لا أتذكر إسم والده إستشهد في بداية الحرب سنة  1980 وكان لهم الأثر الكبير في رفع مستوى اللواء في كافة النواحي التعبوية والإدارية .

ثالثاً. لم أشارك في التدريب الإجمالي القسم الثاني سنة 1979 بسبب إشتراكي بدورة الأقدمين في كلية القيادة .

هـ. التدريب الإجمالي لسنة 1980

أولاً. خلال فترة التدريب الإجمالي القسم الأول سنة 1980 نسبت قيادة الفرقة الآلية الأولى أن يكون التدريب التعبوي لِوَحَدات الْلِواء المُدَرَعْ 34 في المنطقة المحصورة بين خان الْحَمّاد وخان النخيلة  الواقعة على الطريق العام بين ( مدينة النجف - ومدينة كربلاء ).

ثانياً. ألْتَمِسُ عذراً من القارئ الكريم لتقدم العمر ولمرور فترة طويلة على تأريخ الحدث ، لا أتذكر التأريخ بشكل دقيق هل في نهاية شهر آيار أم منتصف شهر حزيران سنة 1980 ، صدر أمر من المراجع العسكرية العليا بحركة مقر قيادة الفرقة الآلية الأولى من معسكرها الدائم في الديوانية واللواء المدرع 34 واللواء المُشاة الآلي الأول من مناطق التدريب التي أشرنا إليها في أولاً أعلاه ، إلى قاطع محافظة ميسان وعسكرت وحدات
اللواء المدرع 34 في منطقة كُمِيِتْ .

ثالثاً. عندما وصلت وحدات اللواء المدرع 34 إلى منطقة التدريب في كميت إتخذت تدابير الحماية المحلية والإنفتاح التعبوي خلال التعسكر وقامت بتهيئة مواضع إلى عجلات القتال المدرعة وكذلك حفر مواضع إلى الأشخاص وإنفتاح أسلحة م / ط حول المعسكرات خِشْيَّة حصول غارات جوية معادية إيرانية على معسكرات التدريب .
رابعاً. في منطقة كُمِيِتْ أَكْمَلَتْ وحدات اللواء المدرع 34 ماتبقى من مناهج التدريب التعبوي المقررة بمستوى الوحدات الفرعية (سرايا المُشاة / سرايا الدبابات ) بكافة صفحات المعركة ، وصدر توجيه لاحق من قيادة الفرقة الآلية الأولى  بالإنتقال إلى مرحلة تطبيق مناهج التدريب التعبوي بمستوى (فوج المُشاة الآلي / كتيبة الدبابات) بكافة صفحات المعركة .

خامساً.نهج التدريب الْمُتَبَعْ في التشكيلات المدرعة بالجيش العراقي فيما يخص تدريب فوج المشاة الآلي عموماً يجري تجحفل سرايا المُشاة الآلية مع كتائب الدبابات ، النهج الذي إتَبَعْتُهُ في تدريب فوج المُشاة الثامن الآلي عكس ذلك تماماً حيث كُنْتُ أقوم بإعداد مناهج تدريب للفوج على أساس فوج مُشاة يُنَفِذْ واجبات قتالية من إختصاص صنف المُشاة بصورة مستقلة عن كتائب الدبابات إضافة للنهج الأول التدريب مع كتائب الدبابات ، كان هذا الإسلوب يتطلب بذل جُهُدْ مُضاعَفْ من قِبَلْ منتسبي الفوج وكان آمر اللواء المرحوم المقدم الركن درع نزار عبد النبي الساقي يقول لي دائماً إنت تُتّْعِبْ جنودك كثيراً ، أرُدُ عليه بالقول إن واجب فوج المُشاة يتطلب القتال بشكل مستقل عن كتائب الدبابات في ظروف المعركة الإستثنائية، وهذا برز جلياً في تمرين التخلل والهجوم الْمُدَبَرْ كما سيجري شَرْحُهُ .

سادساً. الموقف السياسي العام  في إيران بعد قيام الثورة في شباط 1979 والنوايا العدوانية المبيته ضد العراق وبوادر التصعيد العسكري في بداية سنة 1980 إنعكس إيجابياً على نهج التسليح والتدريب في القوات المسلحة العراقية ، لهذا السبب جرى تغيير مناطق التدريب التعبوي لتشكيلات قيادة الفرقة الآلية الأولى كما مَرّ ذِكْرُهُ آنفاً .

   

2. الموقف السياسي العام
كانت الحكومة العراقية تَأْمَلْ تحسن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قيام الثورة في إيران بقيادة الخميني في شهر شباط 1979 وسقوط الشاه محمد رضا بهلوي  لكن الذي حدث العكس إذ ساءَتْ العلاقات الدبلوماسية بين العراق والحكومة الإيرانية الجديدة وإزدادت العلاقات سوءاً بعد تسنم الرئيس الراحل صدام حسين السلطة في العراق في تموز 1979 ، لأن
 القيادة الإيرانية وَضَعَتْ نُصْبَ عَيْنَيِها هدف تصدير الثورة الإيرانية إلى العراق والتدخل الْمَسِخْ بشؤونه الداخلية ، لكي يكون العراق نُقَطَةَ إنْطِلاقٍ لتصدير الثورة الإيرانية إلى الدول الخليجية الأخْرى .

3. الموقف العسكري العام

في بداية النصف الثاني من سنة 1980 كَثُرَتْ الاعْتِداءات الإيرانية على المخافر الحدودية العراقية من أقصى نُقْطَة في الشمال إلى أقصى نُقْطَة في الجنوب في المناطق التي يكون فيها خط الحدود مُتَعَرِجْ ومتداخل وخاصَة ًفي مناطق زين القوس وسيف سعد وزرباطية والطيب والشرهاني والفكة والشيب وقامت المدفعية الإيرانية بقصف القصبات الحدودية في قرى مندلي وسيف سعد وزرباطية والشهابي وجلات إضافَةً إلى خرق الأجواء العراقية من قبل القوة الجوية الإيرانية مَراتٍ عديدة على طول خط الحدود وتكبدت وحدات قوات الحدود والمدنيين من أبناء القرى خسائر بشرية ودُمِرَتْ مساكن المواطنين في القرى المُشار إليها آنفاً .

4. تنفيذ تمرين تعبوي بقطعات يتلائم ووضع العلاقات العراقية الإيرانية

أولاً. بناءاً على توجيهات رئاسة أركان الجيش أَعَدَتْ قيادة الفرقة الآلية الأولى تمرين تعبوي بقطعات ( الْلِواءْ الْمُدَرَعْ في الْتَخَلُلْ والهجوم الْمُدَبَرْ ) وَطُبقَ التمرين في منطقة غرب نهر الطيب بدْءَاً من شِمال بُرْجْ محطة تلفزيون محافظة ميسان إلى حدود مدينة الطيب وجرى تنفيذه من قِبَلْ اللواء المدرع 34 .
 
ثانياً. كانت فكرة التمرين في الصفحة الأولى تَتَضَمَنْ قيام فوج المُشاة الثامن الآلي بالْتَقَدُمْ ليلاً لتحرير منطقة مخافر حدودية سبق للعدو إحتلالها ، وفي الصفحة الثانية تخلل كتائب الدبابات لمع 34 من خلال الموضع الدفاعي لفوج المُشاة الثامن الآلي نحو الأهداف المعادية التي بعمق أراضي  العدو.

ثالثاً. لم يدرج موضوع التخلل ضِمْنَ الْمُحاضَرَاتِ والكراسات التعبوية  (فوج المشاة في المعركة ) مثلاً ولم يُجْرى سابقاً التدريب عملياً على هذا الموضوع خِلال فترات التدريب الإجمالي من قبل القطعات المدرعة والآلية ، ألْقَيْتُ مُحَاضَرَة موجزة في مقر اللواء قبل بِدْءِ تنفيذ التمرين على الآمرين وضباط الركن تتضمن السياقات التعبوية التي يجب إتباعها عند عملية تخلل القطعات المدرعة والآلية عِبْرَ المواضع الدفاعية الممسوكة من قبل القطعات الصديقة في جبهات القتال.

رابعاً. كان تنفيذ هذا التمرين بمستوى جحفل  الْلِواءْ الْمُدَرَعْ لأول مرة على مستوى الجيش العراقي الباسل قبل بِدْءِ الحرب العراقية الإيرانية ضِمْنَ قاطع الفيلق الثالث وأعتقد نُفِذَ تمرين مُماثِل ضِمْنَ قاطع الفيلق الثاني ، تنفيذ هذا التمرين كان له مدلولات عسكرية يستشف منها التنبؤ بحدوث شئ ما في المستقبل القريب في حينه .
 
خامساً. صدر توجيه من المراجع العسكرية العليا بإستلام الوحدات الأعتدة
لكافة الأسلحة وفق القياسات للخطين الأول والثاني .

  

5. طبوغرافية منطقة التمرين

أ. المنطقة المحصورة بين الطريق العام (مدينة الكوت – مدينة العمارة) وغرب نهر الطيب بشكل عام سهلية مفتوحة تتعرض للغرق في موسم  تساقط الأمطار في فصل الشتاء نَتِيجَةً لسيول الأمطار القادمة من إتجاه الهضبة الإيرانية وكذلك لقرب المياه الجوفية من سطح الأرض ، ولا توجد فيها علامات دَلالة يُسْتَدَلُ بها لتحديد الإتجاه خاصة عند التنقل ليلاً.
ب. نهر الطيب

يعتبر نهر الطيب العارضة الطبيعية الوحيدة في المنطقة ، النهر يدخل الحدود العراقية الإيرانية من منطقة الشمال الشرقي لمدينة الطيب ويتجه بشكل عمودي نحو الجنوب ولا يتجاوز عرضه على 50 متراً ويصب في هورالسناف شمال مدينة المشرح .

ج. الطرق في المنطقة

أولاً. طريق ( مدينة الكوت – مدينة العمارة ) الْمُحاذي لنهر دجلة يُعْتَبَرْ الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بغداد بمدينة الكوت ومدينة العمارة ثم مدينة البصرة زائداً الأقضية والنواحي التي تقع على هذا الطريق.

ثانياً. طريق ( مدينة العمارة – مدينة الْمْشَرَحْ – مدينة الطيب ) هذا الطريق الرئيسي الذي كان مَوْجُوداً في المنطقة قبل بداية الحرب العراقية الإيرانية يَسِيِرُ بين خط الحدود العراقية الإيرانية وشرق نهر الطيب وكان هذا الطريق يخدم المخافر الحدودية في المنطقة زائداً شركة النفط في حقل البزركان .
ثالثاً. الطريق الرئيسي المؤشر على الخارطة الذي يربط (مدينة العمارة - بمدينة الطيب) الذي يسير غرب نهر الطيب زائداً الْطُرُقُ العرضية التي تربط الطريق العام ( مدينة الكوت – مدينة العمارة ) بهذا الطريق لم تَكُنْ موجودة أصلاً قبل بداية الحرب العراقية الإيرانية سنة 1980 .

  



6. الفكرة العامة والفكرة الخاصة للتمرين

أ. الفكرة العامة
بأوامِرْ مُباشِرَة من القيادة السياسية الإيرانية المتمثلة برجال الدين الخميني ورفسنجاني قامت القوات الإيرانية بمهاجمة المخافر الحدودية العراقية في قاطع حدود محافظة ميسان في كل من الطيب والشرهاني والبجلية والفكة والشيب وإستطاعت من تحقيق موطئ قدم في الأراضي الوطنية العراقية خاصَةً مدينة الطيب الحدودية و الحقول النفطية في منطقة أبو غراب والبزركان جنوب الطيب وتنوي قضم هذه الحقول وضمها إلى الأراضي الإيرانية كمرحلة أولى تمهيداً لإحتلال مدينة علي الغربي بالمرحلة الثانية .

ب. الفكرة الخاصة

أولاً. أصْدَرَتْ قيادة الفيلق الثالث أوامرها إلى قيادة الفرقة الآلية الأولى بالتخطيط لطرد العدو من داخل الأراضي الوطنية في قاطع محافظة ميسان بالمرحلة أولى ثم الوثوب بقفزة تعبوية للسيطرة على أرض حيوية و مُسَيْطَرة تعيق تقدم القوات الإيرانية بِإتِجاه الأراضي العراقية .

ثانياً. قيادة الفرقة الآلية الأولى أَوْعَزتْ إلى الْلِواء الْمُدَرَعْ 34 بالتقدم والهجوم لتحرير المنطقة التي إحتلتها القوات الإيرانية في منطقة  حقول نفط البزركان ومدينة الطيب ومسك أرض تعبوية تَحْوُلُ دون قيام العدو مُجَدَدَاً بالإعتداء على الأراضي العراقية.

7. سيرأعمال تنفيذ التمرين للصفحة الأولى

الأنواء: خلال فترة تنفيذ التمرين كان الضياء الأول بالساعة 0430 والضياء الآخير بالساعة 1930 والقمر بالتربيع الآخير.
ملحوظة: يُفْتَرَضْ أن تكون فقرة الأنواء في آخر صفحة من أوراق التمرين.

أ. في وصايا تطبيق التمرين نُقْطَة في غاية الأهمية كان مضمونها ( من المحتمل أن ينقلب التمرين إلى حقيقي ) لذا يجب أن تتخذ الوحدات تدابير الدفاع المحلي وتستصحب عتاد الخط الأول وعتاد الخط الثاني .

ب. قبل بدأ التمرين بيومين إنتقل مقر قيادة الفيلق الثالث من معسكره الدائم في محافظة ذي قار إلى معسكر العمارة في محافظة ميسان لغرض الإشراف على إدارة التمرين .

ج. يجب أن يعلم القارئ الكريم إن قيادة الفيلق الرابع لم تُشَكَلْ قبل بدْء الحرب العراقية الإيرانية في أيْلُولْ سنة 1980 .

د. يوم ( ي ناقصاً 2 ) تحركت الوحدات من مناطق التدريب في كُمْيِتْ إلى منطقة التحشد شمال منطقة برج التلفزيون في محافظة ميسان حسب ما مؤشر في الخريطة .

هـ. في منطقة التحشد يوم ( ي ناقصاً 1 ) تم نصب أربعة خيم 400 باوند مُجْتَمِعَةً وتم تحت سَقْفِها إعداد منضدة رمل موسعة لمنطقة التمرين وَأُحِيطَتْ منضدة الرمل من ثلاث جهات بكراسي حديد يُطْوى لجلوس الضباط المندوبين من دوائر وزارة الدفاع ومقر قيادة الفيلق الثالث ومقرقيادة الفرقة الآلية الأولى

و. يوم ( ي ) وبالوقت المحدد لإصدار الأوامر على منضدة الرمل حضر جميع آمري وحدات اللواء وهيئة ركن مقر اللواء والْحَكَمَيْنْ والضباط المندوبين من دوائر وزارة الدفاع وقيادة الفيلق الثالث وقيادة الفرقة الآلية الأولى وشرح ضباط ركن مقر اللواء كُلٌ حَسَبَ إخْتِصاصِهِ طبوغرافية المنطقة على منضدة الرمل والموقف العام والموقف الخاص وموقف الإستخبارات عن العدو ، ثم بِدْء آمر اللواء بإصدار الأوامر التفصيلية التي تضمنت أماكن المخابئ للوحدات ووقت الحركة إليها وواجبات الوحدات التفصيلية ووقت إصدار أوامر آمري الوحدات على مناضد الرمل و وقت الشروع بالحركة لغرض الإستطلاع لجماعة ( س ) لفوج المُشاة الثامن الآلي ووقت بدْء الشروع بالحركة لفوج المُشاة الثامن الآلي لتنفيذ المهمة ووقت بدْء كتائب الدبابات بالشروع بالحركة للتخلل من خلال الموضع الدفاعي لفوج المُشاة الثامن الآلي وخط الشروع وساعة ( س ) لكتائب الدبابات لتنفيذ الصفحة الثانية لإحتلال المواضع الدفاعية الْمُعادِيَةِ مع وصايا التنسيق الضرورية .

ز. بالساعة 1800 يوم ( ي ) تحركت جماعات المأوى للوحدات لغرض وضع مصابيح الدلالة والقيام بالتأشيرات الضرورية إلى مكان المخابئ وبالساعة 2100 يوم ( ي ) تحركت الوحدات تحت جُنْح الظلام من منطقة التحشد إلى الْمَخابئٍ  حسب الأسبقيات التي حددها آمر اللواء في مؤتمر الأوامر وزادت من صعوبة الدلالة خاصَةً كتائب الدبابات كون الليلة كانت حالكة الظلام والقمر بالتربيع الآخير .

ح. في المخابئ تم التشديد على الدفاع المحلي لكل وحدة من وحدات اللواء لإحتمال تدخل العدو وَشَن غاراتٍ تَعَرَضِيَة على الوحدات وهي في مَخَابِئِها إضَافَةً إلى الإجراءات الضرورية التي تقوم بها الوحدات داخل المخابئ التي تتضمن تشبيك الخرائط وتشبيك الأجهزة اللاسلكية وإقتران الصنوف الساندة المقاتلة خاصة المدفعية وهندسة الميدان .

ط. بانوراما المعركة الهجومية لفوج المُشاة الثامن الآلي

أولاً. بالساعة 1730 يوم ( ي ) تم إستطلاع منطقة الهدف من قبل جماعة (س) الفوج من مسافة تبعد بين ( 2 – 3 ) كيلومتراً مستفيدين من عاملين مهمين الأول كون الشمس بعين الراصد المعادي والثاني وجود مجموعة من العليقات بإرتفاع أكثر من متر تحجب الرؤيا عن الراصد المعادي.

  

ثانياً. كانت المنطقة صحراوية مفتوحة غير مسلوكة سابقاً ولا يوجد فيها أثر و خالية من العوارض الطبيعية والتقدم ليلاً بعجلات القتال المدرعة يزداد صعوبةً لعدم وجود نقاط  دالة يمكن الإستدلال بها ، لذلك تم خلال الإستطلاع تثبيت المعلومات بواسطة عداد كيلومترالعجلة والحك الشخصي إلى :
(1).الإتجاه الأمامي والمسافة والوقت المستغرق إلى مكان القفزة الأولى .
(2).الإتجاه الأمامي والإتجاه الخلفي والمسافة من مكان القفزة الأولى إلى منطقة الهدف.
(3). مدلولات التربيع لمكان إنفتاح بطرية المدفعية وفصيل الهاون الثقيل للفوج والمسافة والوقت المستغرق إليها .
(4). مكان التشكيل وخط الشروع والمسافة والوقت المستغرق إليهما وساعة (س).
(5). وقت بدْء تنفيذ الخطة النارية والوقت المستغرق للرمي ونوع النيران .

ثالثاً. سبق لآمر فصيل الإستطلاع الشهيد الملازم حميد صالح سمير دخول دورة مِلاحَة في مدرسة الدروع للتدريب على جهاز الْمِلاحَة الموجود في عجلة الإستطلاع المدرعة نوع ( بي آر دي أم 2 ) تم الإعتماد عليه في المحافظة على الإتجاه والدلالة إلى الهدف .

رابعاً. بالساعة 2300 من يوم (ي) تحرك جحفل الفوج الثامن الآلي من منطقة المخابئ بإتجاه القفزة التعبوية الأولى وبالساعة 0100 من يوم ( ي زائداً واحد) وصل الفوج إلى المكان الْمُحَدَدْ وحال الوصول إلى المكان
الْمُحَدَدْ جرى تدقيق الإتجاه إلى الهدف وتأشير الخرائط وتم تعييرالساعات لغرض ضبط الوقت المستغرق للوصول إلى منطقة الهدف.

خامساً. بالساعة 0200 من يوم ( ي زائداً واحد ) شرع الفوج بالحركة نحو الهدف ، كانت الليلة حالكة الظلام وكان التقدم نحو الهدف بطئ جداً ومفروض صمت لاسلكي كامل على الشبكة اللاسلكية وأوامر مشددة على منع إستخدام إي ضوء مهما كان السبب .

سادساً. كان مقر اللواء الجوال يتنقل بعجلة القتال المدرعة نوع ( بي تي آر50 ) الْمُسَرَفة خلف الفوج بمسافة وبعد الساعة 0300 يوم ( ي زائداً واحد) ضَنّ  حَكَمْ آمر اللواء المقدم الركن عبد مطلك الجبوري آمرلواء المُشاة الآلي 27 أن الفوج فَقَدَ الإتجاه وطلب التوقف عن الحركة .

سابعاً. حال إقتراب عجلة القيادة العائدة إلى مقر اللواء أَشَرْتُ لهم بواسطة مصباح يدوي وعند توقفهم قال لي حكم آمر اللواء أين الفوج ؟ قلت له أنتم الأن وسط الفوج ، قال لي مستحيل ! قلت له لماذا ؟ قال لا وجود لبصيص ضوء أو صوت بشر !  قلت له سوف أُصُدِرُ أمراً بفتح ضوء العجلات الخلفي ( السكن لايت ) وعندما شاهد ذلك إزداد دَهْشَةً ! ثم واصل الفوج التقدم نحو الهدف .
ثامناً. وعند الوصول إلى المكان الْمُقَرَرْ لإنفتاح بطرية المدفعية وفصيل الهاون الثقيل أَوْعَزْتُ لهم بالتوقف والمباشرة بالإنفتاح وإتخاذ مواضع الرمي بأقصى سرعة ممكنة مع مراعات الدقة في تطبيق الإتجاه ومدلولات التربيع إلى الهدف

تاسعاً. بالساعة 0400 يوم ( ي زائداً واحد ) وعند الوصول إلى مكان التشكيل أَصْدَرْتُ أمراً بإتخاذ تشكيل المعركة من وضع الحركة بدون توقف ، إنفتحت السرايا الأمامية وإتَخَذَتْ تشكيل المعركة بشكل مثير للإعجاب يدل على مستوى التدريب التعبوي الراقي الذي وصل اليه فوج المُشاة الثامن الآلي ، قال في حينها حكم آمر اللواء المقدم الركن عبد مطلك الجبوري أُشاهِدُ فوج مُشاة من الجيش الإنكليزي وليس من الجيش العراقي وتنقصنا الكامرة التلفزيونية لتصوير الإنفتاح والصولة على الهدف .

عاشراً. بعد إحتلال الفوج للهدف تم المباشرة بإعادة الـتنظيم على الهدف وَبُوشِرَ بتوزيع أسحلة م / د والرشاشات المتوسطة لسد الفجوات بين السرايا كما باشرت السرايا بالحفر لتأمين الدفاع المحلي والتهيؤ لصد أي هجوم معادي محتمل وتم إعداد الْخُطَةِ النارية وتم فحصها بالرمي الحقيقي كما تم تهيئة مواضع إلى عجلات القتال المدرعة.

8. سيرأعمال تنفيذ التمرين للصفحة الثانية

أ. بالساعة 1200 يوم ( ي زائداً واحد ) قام آمري كتائب الدبابات لمع 34
بزيارة الموضع الدفاعي لفوج المُشاة الثامن الآلي لغرض إستطلاع  محور التقدم ومنطقة الهدف والتنسيق مع آمر الفوج بصدد عدد الممرات التي سيتم فتحها لغرض تخلل كتائب الدبابات والتأشيرات الضرورية التي سيتم وضعها على جانبي الممرات ووقت حركة جماعة المأوى ووقت حركة الكتائب من المخابئ ووقت مرورها من خلال الموضع الدفاعي للفوج .

ب. بالساعة 1400 يوم ( ي زائداً واحد ) قام قائد الفيلق الثالث اللواء الركن عدنان الجبوري بزيارة تفقدية لفوج المُشاة الثامن الآلي لغرض الإطلاع على سير الأعمال في الموضع الدفاعي وإستعدادات الفوج لتنفيذ تخلل كتائب الدبابات .

ج. بالساعة 1500 يوم ( ي زائداً واحد ) قام الطيران الإيراني بالتحليق على إرتفاع عالي فوق منطقة التمرين ولم يقوم بأي فعالية قتالية.

د. بالساعة 1800 يوم ( ي زائداً واحد ) وصلت جماعات المأوى لكتائب الدبابات إلى الموضع الدفاعي لفوج المُشاة الثامن الآلي وقامت بالتنسيق مع الفوج لغرض فتح وتأشير ممرين بشرائط بيضاء وبمصابيح الدلالة بمعدل ثمانية مصابيح في كل ممر أربعة مصابيح في جهة يمين الممر وأربعة مصابيح في جهة يسار الممر.

هـ. بالساعة 2200 يوم ( ي زائداً واحد ) تحركت كتائب الدبابات من المخابئ نحو القفزة التعبوية الأولى بقيادة مقر اللواء وفور الوصول إلى مكان القفزة التعبوية الأولى جرى تدقيق الإتجاه إلى الموضع الدفاعي لفوج المُشاة الثامن الآلي.

و. حال الإقتراب من موضع بطرية الإسناد المباشر لفوج المُشاة الثامن الآلي أَوْعَزَ مقر اللواء إلى كتيبة الإسناد المباشر بإنفتاح بقية بطريات الإسناد المباشر بنفس منطقة بطرية الإسناد المباشر للفوج لكون مدلولات التربيع للموضع تم تدقيقها بشكل صحيح خلال النهار السابق وبالرمي الحقيقي ولغرض تأمين الحماية المحلية لها من قبل فوج المُشاة .

ز. بالساعة 0010 يوم ( ي زائداً إثنين ) باشرت كتائب الدبابات بالتخلل من الممرات المؤشرة في الموضع الدفاعي لفوج المُشاة الثامن الآلي وبالتنسيق مع مقر الفوج بإسلوب الرتل المزدوج  تسير بإتجاه القفزة التعبوية الثانية أمام الموضع الدفاعي للفوج بمسافة قصيرة نسبياً.

ح. بالساعة 0100 يوم ( ي زائداً إثنين ) تكامل إجتياز كتائب الدبابات للممرات المؤشرة في الموضع الدفاعي لفوج المُشاة الثامن الآلي وتكامل وصولها إلى منطقة القفزة التعبوية الثانية .

ط. في منطقة القفزة التعبوية الثانية جرى تدقيق الإتجاه إلى الهدف مجدداً
، وجرى التأكيد على فهم الواجبات بشكل صحيح ، وكذلك التأكيد على تنسيق الحركة بين كتائب الدبابات الأمامية ، كذلك التأكيد على التعاون بين كتائب الدبابات وكتيبة مدفعية الإسناد المباشر لتنفيذ الخطة النارية .

ي. بالساعة 0400 يوم ( ي زائداً إثنين ) وصلت كتائب الدبابات إلى مكان التشكيل وقامت بإتخاذ تشكيل المعركة إستعداداً لشن الصولة على مواضع العدو، وبنفس الوقت بدأت كتيبة مدفعية الإسناد المباشر بتنفيذ الخطة النارية.

ك. بالساعة 0430 يوم ( ي زائداً إثنين ) إجتازت السرايا الأمامية خط الشروع وقامت بالصولة على الهدف وبتنسيق عالي بين كتيبة دبابات قرطبة وكتيبة دبابات إشبيلية و بإسناد ناري من قاعدة النار الذي أمنته كتيبة دبابات الأندلس وبعد قتال على الهدف إستغرق ساعة كاملة تم تدمير الأهداف المعادية بشكل كامل وَلاذَ ما تبقى من جنود العدو في المواضع الخلفية بالفرار مذعورين من أثَرِ الصدمة .

ل. بالساعة 0600 يوم ( ي زائداً إثنين ) أنجزت كتائب الدبابات إعادة التنظيم على الهدف كذلك أنجزت إعداد الخطة النارية من قبل كتيبة مدفعية الإسناد المباشر .

م. بالساعة 1200 يوم ( ي زائداً إثنين ) أعطيت الكلمة الجفرية بإنتهاء التمرين .
9. الْدُروسُ الْمُسْتَحْصَلَة مِنْ الْتَمْرينْ

أ. تنفيذ هذا التمرين كان لغرض فحص الإستعداد القتالي للقطعات المدرعة والآلية للجيش العراقي الباسل ومقدار درجة الجاهزية لدخول أي معركة  محتملة  مستقبلاً في حينه ، وكانت درجة إتقان السياقات التعبوية في تنفيذ التمرين من قبل وحدات اللواء ينم على مستوى متقدم من التدريب وصل إليه الآمرين بمختلف المستويات وجميع المراتب وهذا ناتج عن ثمرة تطبيق التمارين التعبوية السابقة التي نَفَذّها اللواء المدرع 34 .

ب. كانت المنطقة سهلية مفتوحة لا توجد فيها علامات دالة والليلة حالكة الظلام ، كان دور جماعات المأوى لوحدات اللواء على مستوى جيد من التدريب ، حيث لم تفقد أي وحدة الإتجاه خلال الحركة من المخابئ بإتجاه الهدف مستفيدين من تطبيق التمارين السابقة التي نُفِذَتْ في السنوات السابقة.
ج. برز خلال تنفيذ التمرين النقص الكبير في أعداد الصنف المدرع من السواقين والمخابرين والْرُماةْ في كافة كتائب الدبابات و رفع تقرير إلى الجهات العسكرية الْعُلْيا لتلافي النقص في حالة التكليف بأي واجب قتالي.

د. في النهاية لابد من ذكر أسماء الآمرين الذين إشتركوا في قيادة وحداتهم خلال تنفيذ التمرين سواء كان الأداء إيجابياً أم سلبياً وهم :
أولاً. المقدم الركن درع نزار عبد النبي الساقي آمر اللواء المدرع 34 .
ثانياً. الرائد درع خالد عبيد ياسين آمر كتيبة دبابات قُرْطُبْه.
ثالثاً. الرائد درع هشام علي غالب آمر كتيبة دبابات إشْبِيلْيَه.
رابعاً. الرائد الركن درع أيوب     آمر كتيبة دبابات الأندلس .
خامساً. الرائد مُشاة فَوْزِي جُوادْ الْبَرَزَنْجّي آمر فوج المُشاة الثامن الآلي .
سادساً. الرائد مُشاة صالح عطية الْسُلْطاني آمر سرية مقر و مخ اللواء.
سابعاً. هيئة ركن مقر اللواء المتمثلة بكل من الرائد  الركن مهند / الرائد الركن محمود العيثاوي / الرائد الركن صالح مهدي الشمري.

ملحوظة : القراء الكرام الراغبين بالإطلاع على سلسلة المقالات السابقة التمارين التعبوية بقطعات بمستوى جحفل لواء (مُشاة / مُشاة آلي / مُدَرّعْ) الرجوع إلى الروابط أدناه :
تمرين رقم – 4   اللواء المدرع في الدفاع الموضعي
http://www.algardenia.com/terathwatareck/14916- 4.html
تمرين رقم – 3   اللواء المدرع في التقدم والهجوم السريع
http://www.algardenia.com/terathwatareck/14782-2015-02-02-13-25-11.html
تمرين رقم – 2    لواء المُشاة الآلي في التقدم والهجوم السريع
http://www.algardenia.com/terathwatareck/14542-2015-01-18-17-40-48.html
تمرين رقم – 1    لواء المُشاة الراجل في الهجوم المدبر
http://www.algardenia.com/terathwatareck/14253-  2014-12-28-20-16-24.html 

الْلِواء
 فَوْزِي الْبَرَزَنْجّي
7 آذار 2015



  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1053 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع