شغلت اهتمام القيادة المصرية
نبراس الذاكرة:في حديثي مع الدكتور علي كاشف الغطاء الباحث والدبلوماسي الذي جرى في تسعينيات القرن الماضي ولم ينشر في حينه سوى مايلائم الوضع السابق والامور العامة . ذكر حادثة مهمة عما تعرض له الوفد العراقي برئاسة طاهر يحيى على جبهة قناة السويس صبيحة الخامس من حزيران العام 1967.
فقال : من المواقف والآحداث التي مررت بها وكنت شاهدأ على بدايتها ووقوعها، حرب الخامس من حزيران، فقدكانت هناك مفاوضات بين العراق ومصر والاردن لتدعيم الجبهة الشرقية حول اسرائيل، وكانت هناك اتفاقية معقودة بين الاردن ومصر، دفاع مشترك.
وفي الايام الاولى من شهر حزيران قرر العراق ان يدخل طرفا ثالثا في المعاهدة، وجاء وفد عراقي الى مصر مؤلفا من (طاهر يحيى وعبد الغني الراوي وشاكر محمود شكري وعبد الرزاق محيي الدين وزير الوحدة). ووقتها كنت قائما بالاعمال في السفارة.
ودعوت لحفل العشاء على شرف الوفد من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد توقيع المعاهدة في (4) حزيران...
وطلب الوفد العراقي من الرئيس ناصر ان يزور الوفد العراقي (الجبهة) على القناة للاطمئنان على القوة العراقية التي كانت في الجبهة.
فأمر الرئيس جمال عبد الناصر المشير عبد الحكيم عامر بتهيئة سيارات لنقل الوفد الى الجبهة للاطلاع على وضع القوة العراقية..
وخصصت طائرة لنقل الوفد العراقي ، حيث تقرر الانطلاق فجرأ ، وكلف حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية المصرية بمرافقة الوفد..
وطلب مني طاهر يحيى ان ابقى بقوله (علي انت رجل مدني فماذا تفعل معنا؟؟؟).. ونقلتنا السيارات الى مطار (المازة) في القاهرة، ويظهر ان هناك ترتيبات شاهدناها...
وعند الصعود الى الطائرة كان عبد الحكيم عامر موجودا، وسحبني من كتفي واصعدني الطائرة وهي من نوع (ايرباص)..
( والحقيقة كان السبب الحقيقي لزيارة الجبهة وتفقد القطعات هناك هو مجاملة الرئيس عبد الرحمن محمد عارف لكون نجله الملازم قيس عبد الرحمن كان من بين افراد القوة المرابطة).
ولكن عند وصولنا الى مطار (فايد) في القناة وقع الهجوم، وفي هذه الاثناء ثقبت شظية صغيرة الطائرة ووقعت فوق حذاء شاكر محمود شكري، فأنتبه جميل غزو مدير الحركات فقال:
هذا قصف...واضاف : كان يقود الطيارة طيار ومساعدان، فحرف الطيار الطائرة على الصحراء، وانزلها في الرمال، ونزلنا بواسطة الحبال.. كانت لحظات حرجة فقد كانت الطائرات تأتي اسرابا، اسرابا، وبينها مسافات، وكانت بارتفاعات واطئة، بحيث كنا نرى رؤوس الجنود الاسرائيليين، وكانوا يرموننا بالرشاشات، فاتجهنا سيرا الى المطار العسكري ونادي الضباط، وانبطحنا قرب النادي في الغابة..وحينها اتصل قائد المنطقة وجاءتنا سيارات اخذت الطريق الصحراوي واتجهت نحو الشمال، تعرضت خلالها الى مطاردة الطائرات الاسرائيلية.. ووصلنا الى قصر القبة الرئاسي في الساعة السابعة مساء، وكان الرئيس عبد الناصر ينتظرنا، كان قلقا جدا، وعندما عانقنا قال لي:
لاتتأسف يا علي لان دمك شرف، الان خضت معركة، ودمك سال في ارض المعركة.. (في اثناء القصف اصبت بشظية)...*كيف تصف عبد الناصر لحظة رؤيتك له عند العودة؟-كان عبد الناصر عتيدا، فشهرته وسمعته العربية لم تأت بدون اساس، فكنا اول ناس يستقبلهم في قصر القبة وفي اثناء الحرب (اليوم الاول)، كان رابط الجأش، هنأنا بسلامة الوصول واخبرنا بانتظار المعلومات عن عبد الحكيم عامر وشمس بدران..وقال في وقتها اتصل بي السفير السوفيتي، وقال لي، ليس هناك ضربة من اسرائيل على مصر..وكان من نبرات صوته يبدو متأثرا، لكنه كان رابط الجأش.وجلسنا معه اكثر من ساعة، اعادت لنا توازننا وثقتنا بقيادته والوضع العسكري على الجبهة.
305 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع