من التحف الإسلامية العظيمة في العصر العباسي
بغداد – محمود النمر:هو من المساجد القديمة في بغداد ويشكل خامس اثر تبقى من العهد العباسي ، يقع في جانب الكرخ على ضفة دجلة مقابل دارالحكومة العثمانية ، بني سنة 626 هـ في عهد الخليفة المستنصر بالله.
والقمرية اسم امراة من اسرة الناصر لدين الله العباسي، او اسم المكان الذي بني عليه المسجد.
جرت على هذا المسجد ترميمات كثيرة اهمها الترميم الذي قامت به السيدة عائشة بنت احمد باشا والي بغداد سنة 1163هـ وكانت زوجة عمر باشا والي بغداد سنة 1177هـ
ثم اختل البناء ومال الى الانهدام وتضعضعت منه القواعد والأسس لولا أن تداركه سعيد باشا والي بغداد فاعاد بناءه بأحسن مما كان عليه.
ومن خصائص هذه المنارة البغدادية، الاختلاف الواضح في نسب كتلتها الاسطوانية عما هو مألوف من رشاقة المنائر البغدادية ذات الاتجاه العمودي الشامخ، ويلاحظ المتأمل أن سعة قطر المنارة ساعدت على إقامة الحوض على مساند آجرية بسيطة تتضاءل بجانبها أهمية المقرنص المألوف في شكل المنائر البغدادية المتأخرة.
شيخ جامع قمرية انس صابر اشار خلال حديثه لـ "الصباح"، ان "هذا المسجد يشكل علامة مميزة من علامات العهد العباسي حيث رمم عدة مرات من قبل الحكومات المتعاقبة ولكنه احتفظ بقيمته المعمارية خاصة ان قبة المسجد بقيت كما هي وتعد من انفس المنارات في العالم، والمسجد مازال يؤمه المصلون في كل فرض ونحن نتمنى ان نحافظ على هذا المسجد لانه تحفة من التحف الاسلامية" .
كما اكد المعمار الدكتور خالد السلطاني ان " المسجد عباسي وما تبقى منه هو المنارة التي مازالت محتفظة بكينونتها رغم كل الظروف التي مرت عليها من احتلال هولاكو لبغداد العام 1258م الى يومنا هذا ،
وبين السلطاني ان "منارة قمرية هي من الاثار المتبقية من العصر العباسي التي بقيت منها خمس ،هم منارة سوق الغزل والمدرسة المستنصرية والقصر العباسي ومسجد قمرية وجامع الخفافين" .
واضاف السلطاني علينا ان "نحافظ على ارثنا الثقافي والمعماري ومنه تلك المنارة العظيمة في قمرية التي هي رمز واضح المعالم على العمارة الاسلامية المتقدمة في هيكليتها وزخارفها وقيمتها المعمارية الكبيرة".
623 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع