فؤاد عارف يروي حكايته مع الملك فيصل والامير غازي
كانَ الملك فيصل يزور الكلية العسكرية في اوقات مختلفة من دون سابق انذار. وقد زار الكلية في عام 1929 وكان الطلبة في القاعة في حالة غير نظامية. كل مشغول بامره، طالب يغني، وآخر يحلق لحيته، وآخر يتحدث مع زميله بصوت عال وفوجئوا بالايعاز (استعد) واذا بالكلية وجها لوجه امام الملك فيصل ومعه الفريق جودت باشا رئيس المرافقين، اضطرب الطلبة وبدأوا يرتدون ملابسهم على عجل فقال «على كيفكم ولدي» وجلس على كرسي صغير وكان الامير غازي انذاك يصبغ حذاءه واخذ فيصل يعينه على ذلك وبعدها فتش دولاب غازي.
كان بعض المدرسين يأتون الى الكلية لإعطاء دروس خاصة للامير غازي مثل فاضل الجمالي واحمد المناصفي وعبد المسيح وزير وكان يتلقى بعض الدروس الاجتماعية تلبية لرغبة والده.
كان غازي يعامل في بعض المواقف بشكل قاس اكثر من الطلبة ومن تلك المواقف ان غازي كان لا يعامل كباقي الطلبة فحسب بل كانت المعاملة قاسية معه. يقول فؤاد عارف: كنا نراجع العيادة الطبية في المستشفى القريب حيث طبيب الخفر وللمريض ان يحصل على اجازة (استراحة مرضية) او يدخل المستشفى وكان غازي مريضا فعلا عندما راجع الطبيب معنا كنا نحن متمارضين وقد اعطاه الطبيب استراحة، ولما عدنا الى الكلية وقد منحنا الاستراحة، اخذ معاون آمر الكلية الرائد سعيد سلمان ورقة الاستراحة من يد غازي ومن دون ان يتأكد من حالته سحبه من يده وارسله الى التدريب حالاً بينما ذهبنا نحن متمتعين باستراحتنا التمارضية!!.
ويتذكر عارف قائلا: ان الرائد (رئيس اول) سعيد سلمان كان معاون امر الكلية وكان من خيرة ضباط الجيش العراقي آنذاك وكان جدياً وحريصاً. اما آمر سريتنا فكان الرئيس (النقيب) سيد احمد سيد محمود.
ومن ذكرياته في الكلية العسكرية مع المدرس استاذ احمد المناصفي اذ كان يدرس اللغة العربية وذكر حديثا نبويا : قال محمد (صلى الله عليه واله وسلم): اياكم وخضراء الدمن. فسئل النبي ما خضراء الدمن يا رسول الله؟ فقال المرأة الحسناء في منبت سوء، وشرح معنى الحديث الشريف وذكر ان هذا يمكن ان ينطبق على الرجل ايضا وفي الحصة الاخرى لمادة العربي اراد الطلبة ان يعرقلوا المدرس عن سير الدرس، وشجع الطلاب فؤاد عارف على ذلك اذ قالوا له» «فؤاد اساله اساله!» فسال المدرس قائلا: «هلا حدثتنا، ايها الاستاذ مرة اخرى عن خضراء الدمن؟» فاجاب المناصفي غاضباً «انت لا تعرف العربية وتريد ان تسخر مني؟؟» فارسلني الى السجن ويستذكر عارف ايضا عن المناصفي فيقول كلفنا مرة باعداد تقرير في اللغة العربية وكنا نسميه (اطروحة) وقد كلفت احد اصدقائي ممن كانوا يدرسون الشريعة كتابة الاطروحة وفعلاً كتبها لي ووضعت اسمي عليها وقدمتها للمدرس وكانت على مستوى عال فاعطاني الاستاذ صفرا فذهبت اليه ممتعضاً واتذكر اني قلت له: (ان هذا التقرير الذي قدمته لك جيد جدا وليس فيه اخطاء وكنت اتوقع درجة جيدة لانك كنت تعطيني درجات جيدة على تقارير دون المستوى) فقال:
نعم! كنت أعطيك درجات جيدة لانها كانت كتابتك اما هذا فواضح انها ليست كتابتك يا فؤاد لهذا اعطيتك صفراً!!.
*فؤاد عارف من أهالي السليمانية أحد مرافقي جلالة الملك غازي وله مع الملوك ذكريات كثيرة دونها في كتاب ، وقد انتقل إلى رحمة الله عام 2010 عن عمر ناهز 97 عاماً.
المصدر: الكاتب /سعيد الهزار
885 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع