شظايا الذاكره ..العم سمكو في ذاكرة الأجيال*
عندما يسير الزمن وبما نعتز به من تقاليد ومهن طوى عليها الزمن ،لكن نجد أن أشخاصا ومهن تبقى خالده بوجود أشخاصهم او من يرثهم ،تبدأ الذاكره بأعادة شريط الذكريات وقد تقف أحيانا عند رموز خاصه لهم بصمات لاتنسى ،اعتزازهم بتراث،او تاريخ له طعم ومذاق خاص،تبرز هذه إلحاله في مناطق متعدده من عراقنا وخاصه المناطق الصغيرة .
قادني الشوق لمحطة في ذاكرتي ،أشاهد صورتها أمامي عندما تتنطط أفكاري لأعيد ذكريات أيام زمان ...... هاج الحنين الى شخصية أحببتها ليس لشئ ،أنما لتاريخ طويل مضى رغم تطور الزمن تكنولوجيا،علميا،الأ أن واحدا في ذاكرتي وأهتمامي يبقى مستمرا ،فحبه لمهنته بقي متمسكا بها كجزء من ديمومة حياته ومن تاريخ لا يمكن أن يمر عابرا.
يحب الحياة.
يحب العمل.
يحب البساطه.
يحب القناعه.
يحب التراث.
طيب لأبعد الحدود .
شاكرا ربه دائماً على نعمته وماأغدق عليه من نعمة وبركات.
انه العم سمكو المكوي،صاحب أقدم محل لكوي الملابس في كويسنجق.
فهو شخصية متميزه في منطقته ،وعمله، بدايته عام ١٩٥٨ يوم كان عمره ٢١ عاما
أحب الجميع وأحبوه وبادلوه ذات الشعور ،أحب مهنته التي لا تفارقه منذ سنين رغم تقادم العمر وبؤس السنين.
لقد كان العم سمكو علما مميزا في منطقة سكناه ،أحتفظ بالقديم ولم يجلب انتباهه التطور الجديد،واحتفظ بمكواه الذي يعمل على الفحم مثل القطارات القديمة التي بقيت في متاحف التاريخ .
اليوم يبلغ من العمر ٧٩ عاما ولا يزال باقياً في محله البسيط يعمل بجد وجديه لأرضاء زبائنه القدامى والجدد ،تجددت معظم بيوت ومحلات كويسنجق وهو باق كما هو ،رافضا التجديد ،معتزا بتاريخه ومكواه القديم .
يذكرنا العم سمكو
ان أسعار ايام زمان ليست كماهي اليوم فكانت سابقا
كوي البدله بخمسين فلسا.
كوي القميص بعشرة فلوس.
من مآثر وذكريات العم سمكو حيث يقول
جائني في أحد الأيام ضابط لغرض أن أقوم بكوي بدلته العسكريه الأنيقة وقد قال لي أرجو أن تعتني بها ،أجبته أنا حاضر يا سيادة الضابط،وفي اليوم التالي وأنا أقوم بكوي البدله تعرض الجزء النهائي من السروال لبصمة حرق بسيطه ،تألمت لحظي العاثر ، وبدأت أفكر ماذا سوف أبرر خطئي هذا فقلت في داخلي أن لكل حادث حديث،وفي اليوم التالي جاء لأستلأم البدله بعد ترتيبها وأستلمها وغادر،لكني توقعت عودته .
العسكر في تلك الأيام هم سلطة القانون ، عاد الضابط وملامح وجهه تشير الى أنه عرف وعلي تدارك الأمر ،ابتسمت في وجهه وقال:
ماذا عملت ياعم سمكو ،فقد حرقت سروال بدلتي بعد أن وقف متأهبا ،أجبته على الفور ،لست أنا السبب بل أنت ،قطعا أنت جلست بالقرب من المدفأة ،وتعرف جيدا أن الموسم شتاءا وكثيرون يجلسون قرب المدفأة ويحدث ذلك ،أقنعته بأجابتي ،عاد ادراج الرياح ،لكني بقيت متألما لخطأ نادر مايحدث ،وأستمرت دوامة تؤلمني فترة طويله ،هكذا أنتهى الأمر بسلام ،ورغم مضي سنين طويله فأنها دوما تتنطط في ذاكرتي .
العم سمكو له تأريخ وزبائن كثيرون معروفين ،دماثة خلقه،بساطة وحسن معاملته ،يقول السيد سيروان عبدالرحمن ٦٦ عاما ،معلم متقاعد وزبون دائم :
لا أذكر التاريخ بالتحديد ولكن منذ أن وعيت فأن العم سمكو موجودا وانا واحد من زبون دائم ،فهو من أتقن مهنته ونحبه ونحترمه
ويقول السيد محمد أحمد شهاب معلم متقاعد ،أن من يكوي الملابس عند العم سمكو فلابد أن يكون زبونا دائماً عنده لئن أسعاره قليله مقارنة بالآخرين أضافة لأوصافه الآخرى .
في ذاكرة العم سمكو أن الكثير مروا عليه منهم
الملا مصطفى البارزاني ومام جلال ،وفي هواجس ذكرياته يقول:
عقد الحزب الديمقراطي مؤتمره عام ١٩٦٣ في كويسنجق وجاءه يوما شخصا يحمل بدلة كورديه ،قال أنها تعود للملا مصطفى البارزاني ،وأريدك أن تعتني بها ،وبعد إكمال أستلامها أكرمني بخمس دراهم في حين أن أستحقاقي هو درهم واحد ،أما بدلة مام جلال فقد أكرمت عنها درهمين .
أخيرا نقول.
يبقى العم سمكو في ذاكرة الأجيال القديمة والجديده.
يبقى العم سمكو جزء من تاريخ مدينة كويسنجق.
وندعوا له الصحة والعافيه
ومن الله التوفيق
*المادة ترجمت من الكوردية بتصرف..
597 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع