الانيا عروس المتوسط
في زيارة لم اخطط لها زرت مدينة الانيا في بداية هذا الشهر في عشرة أيام جميلة ، الانيا مدينة صغيرة تابعة الى ولاية انطاليا وهي شبه جزيرة تقع على البحر الأبيض المتوسط في جنوب تركيا , وقد بناها السلطان السلجوقي علاء الدين كي قباذ الأول وقد سميت على اسمه وكان الاقدمين يسمونها علائية , وعلى الرغم من انها مدينة صغيرة الا ان حصتها من السياحة التركية تمثل عشرة بالمائة وبسبب مناخها المعتدل وموقعها السياحي فقد أصبحت ملاذا للهاربين من الازدحام السكاني في العالم للسكن الدائم او لقضاء فصل الصيف وللمتقاعدين عن العمل وأصبحت تجارة العقارات من اهم النشاطات في المدينة ويشكل المواطنين العرب والروس والألماني النسبة العليا من مالكي الشقق هناك وهي مدينة منتجعات تتوفر فيها كل وسائل الراحة ,
فبالإضافة الى الشقق المختلفة الاحجام هناك الفنادق والمنتجعات التي تطل على ساحل البحر في شريط جميل مترامي الاطراق نهايته في وسط المدينة القديمة الذي يصل الى قلعتها الحمراء الشهيرة.
الانيا مثلها مثل مدن البحر الأبيض المتوسط فهي زاخرة بأشجار الحمضيات والنخيل والفواكه المتنوعة والزيتون والشيء اللافت فيها هو الكمية الهائلة من اشجار الموز الذي يزرع في كل مكان وهو صغير الحجم وذو طعم اللذيذ وطازج ,
ومن معالمها المهمة البرج الأحمر وحوض بناء السفن والميناء وقلعة الانيا وعندما تصل الى اعلى القلعة تجد المسجد الذي بناه السلطان سليمان القانوني وقبور السلاجقة المميزة والتي على رأس كل شاهد منها قد وضع الطربوش العثماني وقد لاحظت قبور حديثة لسكان منطقة القلعة وعلمت ان الحكومة التركية منعت سكان الجبل والقلعة من بيع أراضيهم وبيوتهم للغير وتبقى متوارثة فيما بينهم حفاظا على اصلهم السلجوقي , ومن اعلى القلعة تشاهد المدينة التي تعفو بين أحضان جبال طوروس والسور العظيم المحيط بالقلعة والبرج الأحمر الذي يضيء في الليل ويجعل المكان أكثر بهجة وفرحا, ميناء المدينة يعج بالناس من مختلف الجنسيات للنزهة او المشي او صيد السمك وهناك العديد من سفن النزهة التي تنقل السواح لقاء مبلغ بسيط في نزهة بحرية مدتها ساعة كاملة.
المدينة في هذا الأيام الشتائية هادئة حيث الامطار والغيوم وحرارة الجو التي تتراوح بين الخمسة عشر والثمانية عشر خلال النهار والانيا تصبح مزدحمة جدا في فصل الصيف حيث تصل اقصى درة حرارة بين الثلاثين والخمسة وثلاثين درجة وأسعار المواد الغذائية في الشتاء معتدلة واقل من بقية مدن تركيا طبعا لكنها ترتفع قليلا في موسم الصيف ,
اهم المطاعم الذي تناولت فيه الطعام هو مطعم الباشا الذي يقع مباشرة على البحر ويتسع لأكثر من ثلاثمائة شخص ويقدم إضافة الى الاطباق البحرية أنواع كثيرة من الاكل التركي اللذيذ ويتكلم بعض عماله اللغة العربية ,
واهم كافتيريا زرتها هي موكا كافيه وروادها من النخبة العربية والألمانية والروسية وهي قريبة من البحر وتتكون من صالة داخلية جميلة جدا تحتوي كذلك على بوتيك نسائي بطراز والوان جميلة وصالة خارجية مغلفة بالنايلون خلال الشتاء حيث تقدم الشيشة التي لم اتذوق مثلها في حياتي , فعلى الرغم من اني لا ادخن وادخن الشيشة سنويا بعدد أصابع اليد لكني اعترفت لصاحب المقهى الأخ عمار باني اعتبر نفسي ادخن الشيشة لأول مرة في حياتي في موكا كافيه وذلك لجودتها ونظافتها وأسلوب عملها الذي يراعي صحة الزبون بالدرجة الأولى وتقدم الكافتيريا وجبات خفيفة وسعرها معتدل ويتكلم العاملين فيها أربعة لغات إضافة الى العربية التي يتكلمها صاحب الكافتيريا
الناس في الانيا يتحدثون التركية والروسية والإنكليزية والكثير من عمال المطاعم يتحدثون بالعربية وهناك سوق اسبوعي للخضار والفواكه ينتقل يوميا من منطقة الى أخرى داخل المدينة يتجاوز طوله الكيلومتر وقد شاهدت فيه أصناف من الفواكه لم اشاهدها في حياتي والاسعار فيه ارخص من محلات البقالة الدائمة والموجودة في المدينة , ونتيجة لخصوبة التربة والامطار المستمرة فان أشجار الحمضيات في الشوارع مليئة بالثمار والغريب في هذه المدينة ان سكانها لا يستعملون ثمار النارنج ويرموه في النفايات وكذلك اشجار النخيل التي لا يتم الاستفادة من ثمرها. السياحة في الانيا صيفية وفيها مطار إضافة الى مطار مدينة انطاليا الذي يبعد مئة وعشرين كيلومتر.
الباحث
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1683 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع