من اروع ملاحم قوتنا الجوية في حرب حزيران معركة H3 مع العدو الصهيوني.
الشهيد ملازم أول الطيار غالب عبدالحميد القيسي اسقط طائرتين يوم 7 حزيران 1967 وتم اسر طياريهما ولكنه استشهد خلال اشتباك آخر بنفس اليوم.
تعد معركة ايج ثري من الملاحم البطولية لقواتنا الجوية البطلة ضد طيران العدو الصهيوني خلال حرب الخامس من حزيران بين العرب والكيان الصهيوني 1967، وقد استشهد في الاشتبااك اثنين من طيارينا الابطال هما الشهيد الطيار محمد عبدالواحد وشهيدنا البطل الملازم اول غالب القيسي.
نال الاخ غالب شرف الشهادة دفاعا عن الوطن في موقف بطولي شجاع لا ينسى وسجَّله التاريخ بفخر واعتزاز، بطل استشهد وهو يتصدى للطائرات الصهيونية فنال شرف الشهادة. إنه الشهيد غالب .. صديق الطفولة والشباب وكان جاراً لي في منطقة العطيفية الأولى بالكرخ وكان محبوبا من الجميع لأخلاقه الراقية ومعشره الطيب.
الشهيد البطل غالب القيسي عندما كان برتبة ملازم ثاني طيار
الشهيد النقيب الطيار/ غالب عبد الحميد القيسي هو (خريج الدورة 13) استشهد اثناء التصدي لطائرات اسرائيلية يوم 7 حزيران 1967 وكان معه بالمهمة النقيب الطيار الباكستاني سيف الدين الاعظم والملازم الطيار محمد عبدالواحد. وبعد الدخول في معركة جوية مع الطائرات الصهيونية فقد تم اسقاط طائرة اسرائلية من قبل الملازم الاول الطيار غالب عبدالحميد القيسي وكذلك تم اسقاط طائرتين اسرائيلتين ايضا من قبل الطيار الباكستاني النقيب الطيار سيف الدين الاعظم وتم اسر الطيارين الصهاينة ونقلهما الى بغداد.
جريدة الجمهورية تنشر خبر وصورة الطيارين الاسرائيليين اللذين اسقطت طائرتيهما من قبل صقورنا البواسل ةتم نقلهما الى بغداد وعرضهما في لقاء تلفزيوني.
ولكن خلال اشتباك اخر في نفس اليوم تم اصابة طائرة الملازم الاول الطيار غالب واستشهد يرحمه الله وهو يذود عن حياض الوطن حيث كان الشهيد م أول غالب القيسي ضمن السرب السادس القتالي لقاعدة الوليد (سرب Hawker Hunter السادس القتالي لطائرة الهوكر هنتر).
وقد صرح النقيب صاعقة/ شكري العزاوي لجريدة الوطن البغدادية يصف المعركة الجوية فوق ايج ثري يوم 7 حزيران 1967 حيث قال:
في اليوم السابع من حزيران عندما كنا منطلقين بعجلاتنا نحو الجبهة الاردنية لنساهم بشرف القتال والانباء تردنا سيئة من سوح المعارك في الجبهات العربية، وفجاة ظهرت ثماني طائرات اسرائيلية في سماء قاعدة ايج ثري لتهاجم المطار والمنشئات العسكرية، وكان هجوما مباغتا اصاب بعض طائراتنا وهي جائمة على الارض.
وفجاة ظهر تشكيل لخمس من طائرات قوتنا الجوية في سماء المعركة وما هي الا لحظات حتى ارتفع تشكيلنا الى كبد السماء ثم انقضوا منتشرين على الطائرات الاسرائيلية المهاجمة وتبعثرت طائرات العدو الصهيوني امام هذا الهجوم الجرئ واشتعلت النيران في طائرة صهيونية نوع - فيتور -كان يقودها الميجر عيزرا وبعدها قام طيارنا الباسل غالب بدورة قصيرة سريعة ليصبح في موقع السيطرة فيطارد طائرة الفيتور باطلاق رشقة من رشاشات طائرته الهنتر، فاشتعلت النيران في الطائرة الاسرائيلية.. ولكن للاسف اطلق قائد الميراج الاسرائيلية اطلق رشقة من طلقات رشاشته فاصاب طائرة الطيار البطل الشهيد غالب القيسي فانحدرت الهنتر انحدارا شديدا وكانت تترنح دلالة على اصابة الشهيد اصابة مباشرة وسقط شهيدا خالدا بطلا حيث قاتل الشهيد ضد طيارين صهاينة محترفين واسقط احدهم، وكان الطيار العراقي الاخر هو البطل محمد عبدالواحد ينقض كالصاعقة على احد طياري العدو الصهيوني الذي يقود الميراج وجعله يفر امامه كالارنب ويقوم صقرنا الباسل بالاغارة ويطلق نيران طائرته ويمزق الميراج شر تمزيق فتسقط حطامها فوق قاعدة ايج ثري، ثم يستدير ليطارد طائرات العدو وتفاجئه طائرة غادرة فتصيب طائرته فيصاب ويسقط شهيدا آخر ..
التقى التشكيل مرة ثانية في كبد السماء وكان قد فقد طيارتين والشهيدين فانطلق طيارونا الثلاثة الباقون في السرب لمطاردة ست طائرات اسرائيلية هربت مذعورة، ودارت معركة رهيبة بثلاثة شباب يقاتلون طيارين محترفين وعند الاشتباك الجوي من الطبيعي ان تتوقف نيران قواتنا الارضية بعد ان اشتبكت الطائرات في السماء مع طيران العدو بشكل لا يمكن التمييز بينهم، واشتعلت النيران في طائرتين اسرائيليتين، وهربت ثلاث طائرات صهيونية، بعد ان فقد الصهاينة احسن طياريهم وعلى راسهم قائد السرب الانتحاري الميجر عيزرا وعادت ثلاثة من طائراتنا بعد ان ودعت صقرين خالدين من صقور قوتنا الجوية البطلة وهي تشتبك مع امهر الطيارين الصهاينة وكانت من اروع معارك القوة الجوية العراقي)) انتهى حديث المقاتل شكري العزاوي.
الشهيد البطل غالب القيسي الثاني من اليسار مع مجموعة من صقور القوة الجوية العراقية في احدى المناسبات
يرحم الله شهيد العراق البطل غالب عبدالحميد القيسي، خريج الدورة 13 كلية القوة الجوية ومن مواليد 1941 بغداد / الكرح / الجعيفر حيث كان لي أخا وصديقا وجاراً عزيزاً في نفس شارعنا وكذلك شقيقه طيب الذكر (رمزي) ووالدهم المرحوم عبدالحميد القيسي (ابو ً رمزي) .. وكان يوم تشييع الشهيد غالب مشهدا مهيبا لا يمكن ان ينسى فقد بكته محلته كما بكته بغداد وكل العراق، حيث خرجت العطيفية عن بكرة ابيها، تودعه في موكب مهيب وقد تم دفنه في مقبرة الشيخ معروف الكرخي.
رحم الله الشهيد النقيب الطيار غالب عبدالحميد القيسي وتقبله مع الشهداء وفي جنات النعيم، هو وكل من قدم روحه فداء للوطن، في سبيل الدفاع عن العراق العظيم والذود عن أرضه وشرفه وعزته ورفعته.. علما أنه في يوم استشهاده صدر مرسوم جمهوري من الرئيس المرحوم عبدالرحمن محمد عارف بمنح الشهيد غالب القيسي ترقية الى رتبة نقيب ومنحه وسام الرافدين من الدرجة الثانية ومن النوع العسكري. وقد علقت صورته المؤطرة بالحزن في محلتنا بالعطيفية لمدة طويلة اعتزازا واستذكارا للشهيد البطل.. يرحم الله جميع شهداء العراق الابرار.
867 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع