قوري الچاي المسلح والسيراميك ايام زمان
القوريات ايام زمان كلها كانت من" السيراميك اي الخزف" وعلى العكس من هذه الأيام حيث قسم منها من السيراميك والبعض الآخر من أنواع مختلفه منها الستيل والفافون والزجاج وانواع اخرى وعموما الكثير من الخزف يخدم في تصنيع الكثير من الأوعيه المنزليه والتي يكون قسم منها مزجج اي ان سطحها الخارجي الخزفي محاط بطبقه زجاجيه كحال الپساتيگ مثلا وعموما فأن هذا السيراميك او الخزف يدخل في تصنيع القواري والصحون لمائدة الطعام وكانت امهاتنا يشغل بالهن كثيرا الحصول على هذه المستلزمات الضروريه لخدمة الضيوف على موائد الطعام واقصد هنا بالصحون والكاسات والأبلام وعموما فأن بيوت الذوات ايام زمان كانت تركز على الحوزه على قوريات او صحون من" الپورسيلين " وهي نوعيه خاصه من السيراميك والمصنع خاصة في مدينه بفرنسا مشهوره عالميا اسمها ليموج والأغنياء قديما كانوا لا يفضلون السيراميك الصيني بل يفضلون ذلك الذي يسمى ب " الخزف او السيراميك الساكسوني" اي السيراميك الغربي وما يميز النوعيه الراقيه للقوريات السيراميك او الصحون الجيده هو خفة وزنها.
وللمعلومات فنحن بالعراق الوحيدين من دول العالم كانت في بيوتنا تحجز غرفه فقط لوضع ما يتعلق بطعام الضيوف وتسمى بغرفة الطعام لخدمة الضيوف وعموما امهاتنا كن يضعن بهذه الغرفه " بوفيه " ضخمه جدا مملؤه بالصحون من السيراميك وما يتعلق بباقي الأدوات والتي لا تستخدم الا نادرا طيلة العام وهذه البوفيه اهل الجنوب بالعراق يسموها " المعرض" وهنا احب ان ابين ان الكلمه قوري هي ليست كلمه عربيه بل هي فارسيه وتعني ابريق فكلمة قوري الچاي تعني ابريق الشاي وللعلم فإن أكثر القواري تكون مصنوعه بالصين وهي سهلة الفطر او التخديش او ما نسميه باللثم وكان اكثر جزء من جسم القوري ينلثم هو فتحة بلبولة القوري فأذن وبصوره عامه كانت هذه القواري غالبا ما تتعرض للكسر بسبب او جراء وضعها على مسافة قريبة من الجمر او فوق الجمر الموضوع بالمنقله.
وعلى العموم وخاصة فأن قوريات الچاي من وقت لآخر تتعرض للكسر فكان افضل وأحسن زبانيه خياطي الفرفوري هم اصحاب الگهاوي حيث كانت قواري الچايچيه عموما تتعرض للكسر بفعل الأستخدام الكثير للقواري وطيلة النهار دون توقف وبعض الأحيان يحصل ان يكون احد القواري فارغ من الشاي او به القليل جدا من الچاي بفعل النسيان والقوري موضوع على النار وبالذات الفحم فيتعرض لحراره كبيره جدا وينكسر فكان الخياط يقوم بتصليح القوري ولزيادة أحكام عمل القوري وتقليل فرص الكسر يعمل البعض منهم وبناءا على طلب الگهوچي ب "تخييط القوري" او يعمل على تصنيع او تركيب اطار معدني او طوق معدني مربوط بالعديد من الأحزمه المعدنيه والتي تسمى بالقيد ويمكن رؤيتها بوضوح على رفوف او تزگاة أصحاب الگهاوي
اما طريقة عمل الخياطه فهي تتضمن استخدام عده خاصة بخياطة القواري والصحون المصنوعه من السيراميك اي الخزف الصيني والذي خطئا بالكلام الشعبي نسميه بالفرفوري حيث المصطلح فرفوري بالأصح يطلق على فقط الأجسام او الصحون الزجاجيه الشفافه ولكن عندنا بالعراق سادت هذه التسميه على كل شيء قابل للكسر وان العناصر الأساسيه للعده هن " المزرف او المثقاب " الذي يكون على شكل مغزل خشبي وفي نهايته الثاقبه يوجد بسمار شبيه بالبرينه تقوم بثقب السيراميك من خلال دورانه حول محوره وطبعا القوري يتم تثبيته بين اصابع ارجل الخياط ويمسك الخياط بيده اعلى المغزل ليكون عموديا واليد الأخرى يمسك بها قوس خشبي منحني بفعل خيط او حبل صوفي يتم لفه حول المثقب وبفعل الحركه التردديه ذهابا وايابا للقوس يتم ثقب القوري بالمكان الذي نريد
بعد الأنتهاء من التثقيب يتم ادخال سلك او " خيط السيم "عبر الثقوب ومادته من الألمنيوم لسهولة مطاوعته حتى يتم ربط صفائح معدنيه رقيقه من القيد التي معدنها هو اما التنك او التنك والنحاس والذي يتم الحصول عليه من علب القواطي الحافظه للمأكولات بعد رميها فتأخذ شكل القوري وللمعلومات القوري الذي تمت خياطته بهذا الشكل يسمى احيانا ب " القوري المدرع او المسلح "
اي مدرع او مسلح بهذا التركيب او الهيكل المعدني وعموما للتثبيت يتم استخدام عجينه مصنوعه من قبل الخياط نفسه وهي عجينه يسميها البعض من الخياطين " بالدوه او الحشوه " والمتكونه من خلط " البورگ او النوره مع زلال او بياض البيض "وهي على شكل طحين ومصدر هذه الماده هو احجار كلسيه معينه فيقوم الخياط بطلاء او ملىء الثقوب التي تم ثقبها ويترك القوري لوقت معين لكي ينشف ويصبح محكم الغلق . وللمعلومات فأن اغلب خياطي الفرفوري حينما يطلب منهم تصليح القوري فهم يقومون بطلاء فتحة البلبوله بهذه العجينه لأن هذه الفتحه تكون سهلة التعرض للكسر بحكم كونها عرضه للأصطدام بالأجسام الأخرى وبصوره عامه ايضا يتم طلاء يدة القوري بهذه الشاكله فتعطيها صلابه اكثر من المعتاد وتقلل من فرصة تهشمها او تكسرها وهنا اتذكر الأهزوجه او الأغنيه التي كان يتغنى بها الأطفال وهي
هاي مكه المعموره…..مبنيه بجص ونوره
من ناحيه اخرى وبعد تفكير بسيط ومناقشات مع اشخاص متخصصين بموضوع الأنتقال الحراري تبين لي ان هذا الأطار المعدني له فوائد اخرى غير تلك التي تحميه من الصدمات او الكسر بفعل عدم تواجد كميه كافيه من الشاي داخل القوري وهو ان الحراره المسلطه عليه من الفحم وبالذات لقاعدة القوري يتم تمريرها عبر هذه الخياطه لهذه الليطات المعدنيه التي لها توصيل حراري اكبر منه لمادة الخزف اي السيراميك وهكذا فأن الحراره يتم توزيعها على كل جسم القوري وهكذا فأن كل جسم القوري ستكون درجة حرارته منتظمه اي التسخين لن يكون بمناطق اكثر منه من مناطق اخرى مما يجعل نكهة الشاي اكثر طيبة وبنفس الوقت هذا التركيب سيعمل على تقليل الجهد او التركيز الحراي الكبير جدا لمنطقه دون اخرى والتي قد تسبب تكسر خزف القوري بالرغم من وجود كميه كافيه من الشاي داخل القوري. من ناحيه اخرى سيكون لهذا التركيب المعدني دور آخر ومهم جدا في خلق او دوران الشاي داخل القوري اي ان السائل داخل القوري ستحصل به دورانات بفعل الأنتقال الحراي بالحمل وبالتالي سوف لن يتم غليان جزء معين فقط من الشاي الموجود خاصة في قاعدة القوري والذي سيكون بتلامس مهم مع النار السفليه القريبة منه
هنا تحضرني نكته او طريفه عملها " السيد حسين گسام " بكل العاملين بأسواق الأورزدي باگ في بغداد الف رحمة الله عليه وهو من اهالي النجف وكان يعمل مقالب بالناس كثيره ويا سبحان الله فهو قد سبق ما يحصل حاليا بكل تلفزيونات العالم من مشاهده للبرنامج " الكاميرا الخفيه " ومن اجمل حكاياته هو انه كان معروف في بغداد ايام الحكم الملكي ان اورزدي باك لا يخلو من اي شيء تريد شراؤه من اصغر الى اكبر حاجه وفي احدى المرات دخل حسين گسام للأورزدي وهو يفتش وينتقل من مكان لآخر ومن طابق لآخر فحار به الأشخاص الذين يشرفون على كل مكان وكانوا يطلبون منه عن ماذا تبحث ؟ اي يكفي ان تخبرنا ونحن سنأتي لك به او نجده لك ولكنه كان يجيبهم " ما عدكم منه " وهذه كانت معيبه بحق الأسواق للأورزدي لأنه يحتوي على كل شيء وهكذا يتداور الحوار معه اولا من قبل عامل يشرف على المكان الى المسؤول عن الشعبه ومن ثم مسؤول الطابق ومن ثم رئيس الموظفين وأخيرا وبعد جهد جهيد نزل عليه مدير الأسواق لأورزدي باگ وقال له يا أخي بس گلنه شنهوه اللي تبحث عنه وأحنه نوفرلكيا ؟ فأخرج عندها من جيبه بلبوله لقوري مكسور ويريد واحده مثلها لكي يلحمها على القوري المكسور وهنا الموقف اصبح رهيب ومدعاة للضحك والهزل ووو وما كان من مدير الأورزدي الا ان يتعرف عليه ويعزمه على احسن عزيمه ولحسين گسام قصص كثيره من هذا القبيل حتى مع الملك فيصل الثاني
وأخيرا وليس آخرا فقوري الچاي يتغنى به كثيرا بالعراق وقوري الچاي عايش ويانه ليل نهار" وأغنية خدري الچاي خدري " هي من احلى الأغنيات العراقيه الفولكلوريه وأغنية " يمه انباگ رجلي " للفنانه فريده محمد علي تتعلق جيدا بالچاي وقوري الچاي ايضا وهذا البعض من كلماتها
https://www.youtube.com/watch?v=yuUWxMQLJQ8
يمه أنباگ رجلي …...داده انباگ رجلي ....يمه أنباگ رجلي…….خيه انباگ رجلي .....ابنص الليل غطيته ........گعدت الصبح ملگيته
ابنص الليل غطيته..... گقعدت الصبح ملقيته ..... داده انباگ رجلي
طيا رابط حلو ومضحك يتعلق بقوري الشاي:
https://www.facebook.com/watch/?v=1258497004285097
750 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع