ريبورتاج /مناوي لجم ..قدم في ابي الخصيب وأخرى في البصرة
مناوي لجم يمكن الدخول اليها من بوابتها الشرقية عند مسبح الجامعة المقابل لضريح ( خليفة بن علي ) الذي كان وما زال يعد داخل حدودها الادارية ، مثلما يمكن الدخول اليها من الجهة الغربية حيث معمل الطحين عبر درب ريفي ضيق متكسر صارت تمر به مئات السيارات وعشرات اللوريات بسبب حركة البناء التي طالت بساتينها التي تم فرزها وبيعت كأراض شيدت عليها عشرات الدور مع انها خاضعة لقانون الاراضي الزراعية .
التسمية والجذور
ولمعرفة المزيد عن جذور مناوي لجم استأنسنا برأي المؤرخ عبد الله عيادة الذي عاش في الجوار فترة من الزمن اذ يقول :" تقول كتب التاريخ ان مناوي لجم تتألف من ( 342) قطعة زراعية بمساحة ( 839) دونما حسب احصاء قديم لقرية طالما عرفت وما زالت تعرف بوداعة أهلها بساطة اهلها ومحدودية امكاناتهم الاقتصادية فاغلبهم مزارعون او باعة للخضروات او اصحاب مهن بسيطة . ولقد كانت ( مناوي لجم ) تشكل خط الدفاع الأخضر الأول بوجه زحف المدينة التي التهم قبلها بساتين قرى ومحلات مجاورة مثل مناوي باشا والبراضعية والمطيحة وغيرها."
أما الشيخ عبد القادر باش اعيان فيذكر في كتابه ( موسوعة تاريخ البصرة ) قائلا : " دورها مبنية من الآجر ومنها بالطين وفيها جامع وتسقى من نهر الخورة وقد دخلها في الوقت الحاضر الماء والكهرباء ، طريقها ملتو غير مخطط لا يصلح لمرور السيارات الا نادرا ".
ابو ليث وهو عضو في الجمعيات الفلاحية فيقول بأن ما أصاب المناوي لجم قد اصاب البصرة قبل ذلك ، وذلك بسبب الحروب وتجريف البساتين المقصود وغير المقصود وعدم التنسيق مع دول الجوار لضمان حقوق العراق المائية .موزع المواد التموينية انس يشكو من رداءة الطريق الذي يمثل العصب الرابط بين المناوي الشرقية والأخرى الغربية : " الشارع شديد الضيق ولم يعد يتسع للمركبات واللوريات الضخمة والشفلات " .
اما اصل التسمية فأرجح شخصيا ان مفردة المناوي تعود لاحد الاداريين العثمانيين ويدعى مهناوي ، ثم حرفت اللفظة الى مناوي . ويبدو ان مناوي لجم كانت تمثل الجزء الجنوبي من منطقة مناوي باشا التي تبتدئ من شارع الساحل ــ جنوب نهر العشار ــ مرورا بالخورة والبرضعية ون ثم شمل هذا المربع بالتسمية نفسها تقريبا عدا اختلاف واحد يتمث في مفردة ( لجم ) التي تعني اللجام بسبب وجود الخيل في المناطق الجنوبية لمدينة البصرة . وتعزيزا لهذا الرأي يمكن تلمسه من خلال التسميات التي اطلقت على المناطق المجاورة لمناوي لجم وهي قرية السراجي من السرج والبراضعية من البردعية او البردعة وهي السرج الذي يوضع على كاهل الحمار .
عصر مكاتب العقارات الذهبي
للجهات الحكومية رأي يتعلق بالسكن في المناطق الزراعية يسنده القانون والتعليمات : لا ملك صرف في المناطق الزراعية إلا اذا تمتعت الأرض التي يملكها المواطن بجنسها الاصلي .. كونها بستانا ذا أغراض زراعية في المقام الاول . بيد ان تدهور الواقع الزراعي لهذه المناطق شجع على قيام بعض أصحاب البساتين بفرزها بشكل اسهم وبيعها لمن يرغب بتشييد دار.هذا الواقع الأليم حفز اصحاب العقارات على تنشيط هذا النوع من البيع رغم انه مخالف لقانون الارض الزراعية الطابع . يقول ابو احمد صاحب مكتب للعقارات في القرية :
" لم نبدأ بالعمل بهذا النوع من الاراضي الا بعد ان فرض الواقع المتردي للزراعة نفسه . نعلم جيدا ان امرا كهذا يزيد من تفاقم مشكلة تقلص الاراضي الخضراء . ولكن ما الفائدة بعد خراب البصرة ؟ ! لقد انتشرت عمليات بيع قطع الأراضي الزراعية مع علم الطرفين البائع والمشتري بما يترتب عليه بيع كهذا من مخالفات . ولكن كلا الطرفين يأملان ان تأخذ الحكومة بنظر الاعتبار تحول البيع بهذه الصيغة الى ظاهرة كي تصيغ قانونا يحول الارض الزراعية المباعة الى ملك صرف . وهذا ليس بالامر المستغرب . لقد كانت محلات مثل مناوي باشا والبراضعية ونظران وغيرها شبيهة بما هي عليه ( مناوي لجم ) اليس كذلك ؟ ! "
آكلة العاقول
هل يمكن القول ان ( مناوي لجم ) شأنها شأن الجمل الذي يحمل كنزا ويأكل عاقولا ؟ فعلى الرغم من ان المنطقة تضم عددا من المؤسسات والشركات والمرافق الهامة ، ففيها متنزه الخورة الذي افتتح مؤخرا على استحياء ، وفيها مقر ادارة ( آسيا سيل ) بالقرب من مفرق السراجي . وفيها معمل الطحين الضخم البناء . وكانت مبني جريدة ( المنارة ) يقع ضمن حدوده الادارية ، رغم ان اكثر المترددين على الجريدة كانوا يحسبونها ضمن منطقة ( المطيحة ) وهم في هذا الرأي محقون بسبب تداخل المحلات والقرى ، وهي من المعالم الموجودة في كل مكان وزمان . وشرقا ، وبالقرب من مسبح الجامعة يوجد مقر لإحدى الاذاعات البصرية التي يقول عنها ابو مرتضى ضاحكا : " مقرها موجود في قريتنا .. هذا صحيح .. ولكن هل تحدثت يوما عن هموم ( مناوي لجم ؟ ! " ثم يضيف : ربما تتحدث عن جزر الواق واق بشكل اكثف " فيرد عليه جاره مدافعا : " لا تظلم الاذاعة فلعلها فعلت ولكنك مستمع سيء للإذاعات ! " .
ويختتم مضيفنا ابو علي حديثه متمنيا على الجهات الحكومية إعطاء المزيد من الاهتمام لتعيين ابناء المنطقة ، وكثير منهم من خريجي الكليات والمعاهد اسوة بغيرهم من ابناء بيت واحد اسمه العراق .
778 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع