المقدمة:
برزت ايران كقوة اقليمية كبرى نتيجة تفاعل عدة عوامل اساسية , مساعدة ايجابية في الجانب الايراني ومحددة سلبية في الجانب العربي , أدت هذه مجتمعة إلى بروز إيران كقوة إقليمية رئيسية فاعلة يحسب لها حساب وتتحكم بالمفاصل الرئيسية في الصراعات والنزاعات في المنطقة العربية ومنها التدخل في الشأن السوري والشأن العراقي ودورهم في القضية الفلسطينية من خلال دعم حركتي حماس والجهاد الاسلامي والقضية اللبنانية عبر كون حزب الله جزء اساسي من الولاء والانتماء عبر ايمانه بنظرية ( ولاية الفقيه ) والقضية البحرينية والقضية اليمنية بالاضافة لقدرتها في التدخل بالشأن الخليجي. كل هذا لم يحصل لو لا وجود مرتكزات أساسية للقوة الايرانية ساعدت على خلق ظروف مناسبة بل مثالية مكنت جمهورية ايران الاسلامية من الوصول إلى قدرتها في التحكم في العديد من بؤر الصراع وقيامها بالتدخل متى شائت في دول المنطقة بما يضمن لها القدرة على توجيه اللآحداث والسياسات الى صالحها وان أول هذه المرتكزات:
1. المرتكز الديني :
استندت الثورة الايرانية إلى مرجعية دينية , كان للدين دورا بارزا في توجيه السياسة الداخلية والخارجية .
اقيمت حكومة اسلامية بقيادة الامام الخميني والذي اعتبر نفسه نائب الامام ( المهدي)مخول عنه يحمل صلاحياته , وقد ذكر ذلك في الدستور الايراني.
المادة الخامسة
في زمن غيبة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل، المتقي، البصير بأمور العصر، الشجاع القادر على الإدارة والتدبير وذلك وفقًأ المادة 107 والتي تنص.
المادة السابعة بعد المائة
يعد المرجع المعظم والقائد الكبير للثورة الإسلامية العالمية ومؤسس جمهورية إيران الإسلامية سماحة آية الله العظمي الإمام الخميني (قدّس سره الشريف) الذي اعترفت الأكثرية الساحقة للناس بمرجعيته وقيادته.
طرحت نظرية تصدير الثورة الايرانية الى دول الاسلامية , هذا الامر يعطي دلالة واضحة على شرعية التدخل في الشوؤن الداخلية للدول.
11/2/1980بتارخ في خطاب لاية الله الخميني في الذكرى السنوية الاولى لانتصار الثورة ذكر "إننا نعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالم "
أقر الامام الخميني عبر كتابه ولاية الفقيه الذي وضع فيه نظرية الحكم , بلزوم تصدر المرجعية الدينية للنشاط السياسي والعمل على تصدير الثورة النموذج في إيران إلى دول العالم الإسلامي تحت قيادة ولي الفقيه.
أن المحدد الديني في العلاقات بين إيران ودول الخليج العربي لعب دورا حاسما في إثارة المشاكل في غالبية دول الخليج خصوصا , الدول الذي يشكل فيها الشيعة نسبة كبيرة, واعطى الحرية لايران في التدخل في الشوؤن الداخلية للدول العربية .
مارست إيران وفق هذه الحالة ثلاثة ادوار رئيسية هي:
الدور الأول: أن غالبية الشيعة في دول الخليج العربي يقلدون مراجع تقليد إيرانية الأصول والولاء, وبالتالي فهم رهن إشارة هذه المراجع في تنفيذ مامطلوب منهم.
الدور الثاني: التعامل مع الهجرات الإيرانية السابقة إلى منطقة الخليج العربي حتى باتت تشكل نسبة كبيرة من تركيبة السكان مثل مملكة البحرين.
الدور الثالث: تشكيل أحزاب وتيارات سياسية ذات صبغة طائفية في منطقة الخليج أطلق على البعض منها مسمى( حزب الله ), في بداية الثمانينات من القرن الماضي في العراق ,الكويت , البحرين , السعودية واليمن .
2. مرتكز القوى الايرانية المسلحة .
تعتبر القوى الايرانية المسلحة الإيرانية وبكافة انواعها , القوات الرئيسية المهيأة لحماية الثورة الإسلامية الإيرانية ومشاريعها في تصدير الثورة الى المنطقة وتقسم إلى القوات التالية.
أولا.الحرس الثوري الإيراني( الباسداران).
يتمتع الحرس الثوري الإيراني بمكانة كبيرة في النظام الإيراني ويعتبر القوة الرئيسية المسوؤلة في الحفاظ عن النظام .
كما كان لهم دور رئيسي في القتال أبان الحرب العراقية - الإيرانية. إن اهمية هذا التشكيل ادت إلى تاسيس وزارة مستقلة خاصة للحرس الثوري في تشرين أول عام 1982 وتحولت اثر ذلك من ميليشيات ثورية فوضوية إلى بنية مؤسساتية منظمة .
يشمل الحرس الثوري على كافة الصنوف المقاتلة والخدمات بالإضافة إلى قوة جوية وقوة بحرية وقوة صاروخية( ارض-ارض) خاصة به وقوات دفاع جوي. كما تم تاسيس قوة خاصة لتصدير الثورة الاسلامية وفق (النموذج الايراني) عبر تأسيس علاقات مع كافة الحركات الإسلامية بشكل خاص وتدعى هذه القوة قوة القدس او فيلق القدس.
الدكتور وليد الراوي
776 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع