صديق المجلة/ بغداد
خرج علينا يوم امس الوكيل الاقدم لوزارة الداخليه عدنان الاسدي من خلال تصريحات بائسه تثير الامتعاض وتدل على بؤس هذه الشله التي تدير البلد وخاصة الملف الامني والذي تسبب في الاف من الشهداء والجرحى والمعوقين والارامل والايتام وفي طريقه تمثيليه من الدرجه الهابطه صرح ليقول ان في الفلوجه اسلحه حديثه وكثيره جدا وهي تصل تباعا اليها منذ فترة طويله وان هذه الاسلحه تكفي لاحتلال بغداد واسقاط النظام السياسي ؟؟؟ الى هنا نتوقف قليلا من هذا التصريح الذي يحمل الكثير من المؤشرات التي لابد من التطرق اليها اضافة الى بعض الحقائق التي يتصف بها الطاقم الحكومي ..
ان السيد عدنان الاسدي لايملك اي خلفيه امنيه لاعمليه ولا نظريه والرجل لايتعدى كونه ( مطهرجي ) ومضمد تداوي وزرق ابر وهذا ليس عيبا فالمهنه الشريفه شرف لصاحبها ولكنه تولى مهنه لايمكن له ان يديرها حتى ولا ب 1% من الكفاءه هو المآساة التي يعاني منها البلد وينزف دما طاهرا يوميا ..
تضارب التصريحات بين مايقوله رئيس الوزراء والداخليه والدفاع وكل منهم يتحدث عن سيناريو يختلف عن الاخر وجميع السيناريوهات غير منطقيه وغير قابله للتصديق ..
ولنبدأ من بداية الازمه التي كانت على اساس عمليه عسكريه ضد ما يسمى ( داعش ) في جزيرة الانبار وبدأنا نسمع عن تقدم وقتل وملاحقه وان قواتنا الباسله تطارد فلول داعش في وادي حوران وانهم اعداد محدوده وان القضاء عليهم لايتعدى بضعة ايام وفجأة تحولت المعركه الى فض اعتصام الانبار وتفكيك خيم المعتصمين والدخول الى المدينه وعمليات اعتقالات وغيرها واختفاء المحافظ وابو ريشه وان الفلوجه والرمادي تسيطر عليهما داعش وفي تصريح للجنرال علي غيدان ان هناك 300 مقاتل ارهابي من داعش دخل الفلوجه وان العمليات العسكريه تحولت من الجزيره الى المدن ؟؟
لايمكن لعاقل ان يصدق هذا الكلام فأن اقرب مسافة بين وادي حوران الى الفلوجه بحدود 350 كم وكيف تمكنت داعش من قطع هذه المسافه وهي على الاقل تحتاج الى 30 سياره لنقل الافراد ومثلها لنقل الاسلحه والذخيره ومع ذلك فأن الخلل في ما قاله غيدان والمالكي واخرهم الاسدي وسنتطرق لذلك :
1 . اذا كانت داعش قد تمكنت من ضخ اسلحه حديثه تكفي لاحتلال بغداد في قضاء الفلوجه الذي يكاد يكون متلاصقا مع بغداد ولايبعده عن العاصمه في ابعد نقطه عن 60 كم وهنا يبرز سؤال مهم اين مواردكم التي تزودكم بالمعلومات ؟؟ الداخليه – الدفاع – الامن الوطني – ايران – امريكا – النظام السوري – عملاء الانبار .. وكيف تمكنت هذه الاسلحه من الوصول بهذه الكميات والنوعيات الى الفلوجه وانتم ساهون ؟؟
2 . متى اكتشفتم هذه المعلومات وهل ظهرت فجأة بعد قتال ابناء العشائر للقوات العسكريه اين كانت هذه المعلومات القيمه ولماذا سمحتم لها ان تدخل وتتكدس بدون اي اجراء وهل ملاحقة داعش في الجزيره اهم من ما موجود الفلوجه على حد زعمكم ..
3 . اذا كان الاسدي يحاول ان يبرر للمالكي مايقوم به من عمليات اجراميه بحق المدنيين في الفلوجه والرمادي تحت حجة داعش التي لايصدقها عاقل فأن التبرير واهي وغير مقنع ..
4 . لقد تكبد الجيش خسائر كبيره في الافراد والاليات والدروع وان من يقاتل الجيش اليوم هم ابناء العشائر وهم من طرد القاعده في الاعوام 2005 – 2006 - 2007 – 2008 وهناك تداخلات عشائريه لايمكن ان تسمح للقاعده بالدخول الى المدن ..
5 . سبق ان حذرنا في مقال في الشهر الماضي من اي عمل تجاه الانبار سيؤدي الى اشعال ثوره لايمكن اخمادها وان امتداد هذه الثوره سوف يسري الى المحافظات المنتفضه اولا ومن ثم الى باقي انحاء العراق وسوف تتدخل دول اقليميه ودوليه بما يجري وقلنا ان الاعتماد على ايران وقاسم سليماني خطأ كبير وان ذلك سوف يؤدي الى تدخل دول تقف بالضد من ايران وان العراق وشعبه سيكون وقودا لهذه الحرب وسيتحول العراق الى سوريا اخرى ..
لايزال الطاقم الحكومي الجاهل بما يجري يروج وماكنته الاعلاميه من ان ما يحدث هو قتال ضد الارهاب وهي نفس الاسطوانه التي عزف عليها بشار الاسد واتهام الشعب بالارهاب سيناريو فاشل وسوف لن تحصد الحكومه منه سوى الدم والفشلوانصح جنرالات اخر زمن ان الاعتماد على مالديهم من اسلحه لاينفع فأن ماكان لدى الامريكان اكثر بكثير واحدث ولكنه مع ذلك لم ينفع ..
اما التباكي على العمليه السياسيه الفاشله لالشيء سوى محاوله للحفاظ على المصالح والمكاسب للاحزاب العميله والتي شاركت في تدمير العراق لصالح الصهيونيه وايران ..
بالامكان انقاذ الموقف في حالة الاعتراف بالخطأ والدعوه للحوار وطني عام ومناقشه العمليه السياسيه منذ اكثر من عشرة سنوات دون ان تؤدي سوى الى الازمات المتلاحقه خسائر بالارواح التي فاقت المعقول وبالاموال التي زادت عن ترليون دولار والوصول الى قرار يجنب العراق وشعبه مزيدا من الدمار والدم والاموال والوصول الى نظام جديد لادارة الدوله فدراليا او كونفدرالي افضل من الاستمرار بالاحتكاك وفرض الهيمنه والتسلط والازمات المتتابعه يوميا ..
اليوم يخوض العراقيين قتالا مع بعضهم البعض تحت حجة الارهاب والجميع يعمل ضد الارهاب ونحن متأكدين من الارهاب ليس بهذا الحجم اذا كان المقصود القاعده وداعش ولكن العراق يعاني من ارهاب اخر وهو اقسى من كل انواع الارهاب الا وهو الارهاب الحكومي ولغرض التذكير لمن يقاتل في سبيل العمليه السياسيه اذا كان رئيس الوزراء يتهم شركائه في العمليه السياسيه بالخيانه ... فهل ظلت هناك عملية سياسيه يهمين عليها طرف واحد والباقي خونه ...
القادم من الايام صعب جدا وسوف يبتلى العراق بمآسي اخرى اذا لم يبادر السياسيين والحكومه في مقدمتهم لانقاذ الموقف ؟؟؟
صديق المجله / بغداد
1509 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع