علاء الدين الأعرجي
في مثل هذه الأيام من عام 1948:ذكرياتٌ وعِـبَرٌ من وثبة الشعب العراقي الطائفية لم تكن مطروحة أصلاً
في صراعه ضد القوى الإمبريالية الغربية، التي أصبحت بريطانيا قائدتها منذ القرن التاسع عشر، سجل الشعب العراقي، بدمائه، ثورات وانتفاضات، نذكر منها خصوصاً ثورة العشرين، ثم حركة رشيد عالي 1941، تليها وثبة الشعب العارمة والصارمة، في كانون الثاني/ يناير 1948، وثورة 14تموز 1958.
ولئن أسفرت ثورة العشرين عن إنشاء حكومة "شبه وطنية"، كانت تًعتبر، مع ذلك، أفضل من الحكم البريطاني المباشر، الذي فـُرض على العراق نتيجة معاهدة سايكس بيكو التي عقدتها بريطانيا سراً مع فرنسا، في نفس الوقت الذي كانت تقدم الوعود الكاذبة للعرب؛ فقد أسهمت وثبة 1948، في انطلاق ثورة تموز/يوليه 1958، التي قضت على النظام السابق، الذي كنــّا نعتقد أنه هو وحده والأستعمار، أصل الداء، ولكننا اكتشفنا، بعد "خراب البصرة"، وبعد أن خبَرنا "الحكم الوطني المزعوم "، خلال أكثر من نصف قرن أن أصل الداء يكمن معظمه، في "الذات" وليس في استعباد "الآخر" فقط:
نعيبُ زمانـَنا والعيبُ فينا وما لزمانِنا عيبٌ سِوانا
وقد فسَّرتُ أسباب ذلك في عدة بحوث ومقالات سابقة، وفصلـّـتُها في كتابي"أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي بين العقل الفاعل والعقل المنفعل".( طبعته الرابعة، ستصدر في بغداد بعد أيام قليلة) حيث طرحتُ نظرية العقل المجتمعي Societal Mind ، بوجه عام والعقل المجتمعي العربي المتخلف، بوجه خاص. فضلاً عن نظرية العقل الفاعل والعقل المنفعل، التي تحاول أن ترسم خريطة الطريق.
وأستدرك فأقول إن ذلك لا يعني أن هذا العقل المجتمعي المتخلف، هو عيبٌ متأصل فينا، معاذ الله، بل هو عيب طارئ علينا بسبب الظروف التاريخية القاسية التي مرت علينا، ولاسيما خلال القرون السبعة الأخيرة.
ونحن هنا لا نريد أن نتطرق إلى هذا الموضوع العويص، بقدر ما نبتغي أن نـَتَذَكَرَ ونـُــذَكـِّر في هذه الأيام، التي تصادف أيضا الذكرى الثالثة لاشتعال أهم ثورة شعبية في الوطن العربي، التي لا نعرف مصيرها بعدُ؛ نعم، نتذكّر ونذكِّر بكفاح الشعب العراقي، ونسجل للتاريخ منعطفاً هاماً في تاريخه الحديث. فنشرح بعض وقائع هذا المنعطف الذي تجلى بشكل "وثبة" شعبية سلمية، أصبحت دامية، بسبب التدخل العنيف لشرطة النظام السابق، الذي أراد تمرير معاهدة بورت سموث، لتحل محل معاهدة 1930 مع بريطانيا العظمى، التي كانت تحتل العراق. كما سنتعرض لبعض خلفيات تلك "الوثبة" وظروفها، بغية إلقاء بعض الضوء عليها قدر الإمكان، فضلاً عن إبراز دور الدافع الوطني، الذي كان يتجاوز تماماً أي دافع طائفي، خلافاً لما يحدث في العراق وفي سورية اليوم، على الأرجح.
ومن جهة أخرى فإن كاتب هذه السطور، يهتم بهذه الذكرى لانه عاش تلك الوثبة عندما كان طالباً في مقتبل عمره، عاشها واقعياً وعملياً، يوما ً بعد يوم، ليس كمراقب عادي يقبع في بيته، يستمع إلى أخبارها ويكتفي بأن يتحمس لها، بل كمشارك فاعل في الصفوف المتقدمة وغالباً الأولى للمظاهرات والمعارك، التي خاضها، ومناضل عنيد في جميع أنشطتها الشارعية. فكـُـتبتْ له الحياة بمعجزة، بعد أن كان بينه وبين الموت شعرة. لذلك فذكرياتها محفورة، رغم مرور أكثر من ستة عقود طوال، في الصفحات الأولى لذاكرته ، وكأنها حدثت بالأمس فقط.
بعد الحرب العالمية الثانية
خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية مُنهكة ومُدمّرة إلى حدّ ٍ بعيد ، وأصبحت تابعة إلى الولايات المتحدة تقريبا. فالتفتت إلى الشرق الأوسط، تضمد به جراحها النازفة، واقتصادها المنهار. علماً أن المنطقة كانت مهددة من الشمال بالاتحاد السوفييتي، لاسيما بعد ظهور دولة مستقلة في أذربيجان محاذية لإيران، تدور في فلك الاتحاد السوفييتي. وفي نفس الوقت، ظهرت بعض علامات تقارب بين العراق وأمريكا، التي خرجت من الحرب أكثر قوةً وتأثيراً في المعادلات الدولية الجديدة. لاسيما وقد قامت أمريكا بحسم الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء، الأمر الذي جعلها تتبوأ مكانة سامية في المجتمع الغربي والدولي. وقد لاحظت بريطانيا بقلق زيارة الوصي عبد الإله لأمريكا في عام 1945. وتعيين وزير مفوض في واشنطن بدلاً من قائم بالأعمال. وتجلى ذلك القلق في رسالة وجهها تشرشل إلى الرئيس روزفلت يشكره فيها على عدم تطلع الولايات المتحدة إلى مصالح المملكة في إيران والعراق، ويقابلها بعدم مساس المملكة المتحدة بمصالح أمريكا في العربية السعودية. أي أنه يقول له: هذه حصتنا من الغنيمة، فلا تتقربوا منها، وتلك حصتكم، نعدكم أن لا نتقرب منها. وعلى هذا المنوال تقاسم الطرفان الغنائم ونهب الموارد.
وهكذا رأت بريطانيا أن تستجيب ظاهرياً لمطالب الشعب العراقي بتعديل معاهدة 1930. ولكن لمصلحتها هي، وليس لصالح الشعب العراقي. فمهدت لذلك بعد سقوط وزارة أرشد العمري، بالإصرار على ترشيح نوري السعيد للوزارة، الذي حقق المهام الذي جاء من أجلها، ثم سلمها لصالح جَبُر، الذي عارضته مختلف الأحزاب الوطنية، لاسيما بعد أن أغلق الصحف المعارضة واعتقل بعض القادة السياسيين المعارضين. ثم فتح باب المفاوضات مع بريطانيا في هذا المُناخ القامع لكل معارضة جادة.
وفي 6 كانون ثاني/ يناير 1948 فوجئ الشعب العراقي بما نشرته بعض الصحف من تصريحات وزير الخارجية، فاضل الجمالي، من لندن أعلن فيها أن الحكومة العراقية على وشك التوقيع على معاهدة جديدة مع بريطانيا، ستحظى برضى الشعب العراقي.
فتوجستْ الأحزاب الوطنية المعارضة، وهي الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الشعب وحزب الاستقلال والحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي ، شراً من هذه المعاهدة الجديدة التي أحيطت مفاوضاتها بالكتمان أولاً، ولأنها تعقد من جانب حكومة لا تحظى بالتأييد الشعبي. لذلك جرى تشكيل لجنة "التعاون الوطني "استعدادا للمواجهة مع الحكومة والاحتكام إلى الشارع .
وفي هذا الوقت بالذات، كان الشارع البغدادي متوتراً أصلاً، ومستعداً للنهوض والتظاهر السلمي للتعبير عن رفضه لسياسة الحكومة "الجبرية" عامة، والمعاهدة الجديدة خاصة، لعدم ثقته بتلك الحكومة. وفعلاً حصلت إضرابات وتظاهرات، بدأت بمظاهرة كلية الحقوق، قوبلت جميعها بالعنف والقوة، وبالبيانات الحكومية التهديدية الشديدة اللهجة، وأغلقت بعض الكليات. وساد جو من الغضب والترقب.
وفي مثل هذ اليوم، التي تصدر فيه هذه المقالة(15/1/1948)، جرى التوقيع على المعاهدة من جانب الوفدين العراقي والبريطاني في ميناء بورت سموث. لذلك سميت المعاهدة باسم الميناء.
بعد إعلان بعض بنود المعاهدة، التي لم تكن أفضل كثيرا من سابقتها من حيث منح بريطانيا العظمى امتيازات واسعة، لاسيما في حالات الحرب، فضلا عن قاعدتين عسكريتين دائمتين، بل تمديد زمن سريان المعاهدة الجديدة.
ازدادت الأوضاع توتراً، فأضربت الكليات والمعاهد العالية. وتبعتها مدرستنا، الثانوية المركزية، وهي أكبر وأهم مدرسة ثانوية في العراق، فتبعتها بقية المدارس. وامتدت الإضرابات إلى جميع المرافق الأهلية العامة: الأسواق والمقاهي والمطاعم . ومع أن الحكومة منعت التظاهرات والتجمعات، وفرضت منع التجوال، بيد أن الجماهير تحدت الأوامر، وخرجنا نهتف بسقوط المعاهدة وسقوط الحكومة. فسقط الكثير بين قتيل وجريح.
وواجه كاتب هذه السطور الموت الأكيد في مظاهرة انطلقنا بها من الكلية الطبية، حيث كان بـيني وبين شرطيّ، أصبته في رأسه بحجر جارح، بضعة أمتار، فوجه إليّ بندقيته والدماء تسيل على وجهه، فعلمتُ أن هذه نهايتي. وانطلقت الرصاصة، ودوى أزيزها العنيف مَاراً، بلحظة خاطفة، من طرف إذني اليسرى، فاخطأتني وفجَّرت رأس شابٍ لا أعرفه كان يتبعني مباشرة. وهنا كنت وما أزال أتساءل : هل كرَّمني الله بأن أنقذني من هذه الرصاصة القاتلة، وانا في مقتبل العمر، أم عاقبني بالعيش الطويل إلى أرذل العمر. ألم يكن من الأجدى أن أموت واقفاً بل متقحماً، وربما شهيداً، من أن أموت عاجزاً مُطَرِحاً على فراش الموت. وما الفرق بين الموت والحياة؟ أليس الموت قدراً حتمياً في آخر كل حياة؟ أقول:
وتسامت ذكرياتي فوق ذاتي
حيث أَضحتْ قِمَمَاً تعلو على الحاضر
والماضي السحيق؛
وتراني أستقي منها سموماً أو سعيراً أو رحيق.
الوصي يدعو إلى اجتماع عاجل
ونتيجة لهذه الأحداث الخطيرة دعا الوصي عبد الإله إلى اجتماع حضره معظم الشخصيات السياسية ومنهم: السيد محمد الصدر وجميل المدفعي وحكمت سليمان وحمدي الباجه جي وارشد العمري ونصرة الفارسي وجعفر حمندي ومحمد رضا الشبيبي وعبد العزيز القصاب وصادق البصام وعبد المهدي المنتفجي ومحمد مهدي كبة وكامل الجادرجي وعلي ممتاز الدفتري ونقيب المحامين نجيب الراوي. كما حضره عن الحكومة جمال بابان وكيل رئيس الوزراء وأعضاء الوزارة. وبعد مناقشات عسيرة وطويلة وخلاف في وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة اصدر المجتمعون، بيانا أشاروا فيه إلى أنهم" بعد اطلاعهم على المعاهدة العراقية البريطانية الجديدة، أكدوا ضرورة رفضها، وقالوا أنها لا تحقق أماني البلاد، وليست أداة صالحة لتوطيد دعائم الصداقة بين البلدين". واعتقد أن هذا البيان صدر بالأكثرية وليس بالإجماع. لأن أعضاء الوزارة لا يمكن أن يوقعوا على مثل هذا البيان.وقد استقبل الشعب العراقي هذا البيان بالارتياح والاطمئنان.
ولكننا فوجئنا في اليوم التالي بتصريح صالح جبر رئيس الوزراء، من لندن، أعرب فيه عن أمله الوطيد بان "البرلمان العراقي والشعب، سيجدان في المعاهدة ما يحقق الأماني القومية تحقيقاً كاملاً، وأشار إلى أن بعض العناصر الهدامة من الشيوعيين والنازيين، استغلت فرصة غيابه، وأحدثت القلاقل في البلاد، وانه سيعود فوراً الي العراق، وسيسحق رؤوس هذه العناصر الفوضوية حتماً ". (جريدة الزمان، 30/4/2005 )
وهكذا عادت المظاهرات من جديد، وتصاعدت يوم 26 كانون الثاني 1948 وهو اليوم الذي عاد به صالح جبر من لندن. وعقد بعض الساسة المعارضين أجتماعا في دار جعفر حمندي، حضره محمد رضا الشبيبي ومحمد مهدي كبة وكامل الجادرجي وحسين جميل وداخل الشعلان وعلي ممتاز الدفتري ونصرة الفارسي واخرون واتفقوا علي وجوب الاستمرار في التظاهرات التي تصاعدت وبلغت أوجها يوم 27 كانون الثاني حين تحولت العاصمة إلي ساحة حرب حقيقية. وسقط المئات من الشهداء خصوصاً في معركة جسر المأمون، الذي أطلق عليه جسر الشهداء فيما بعد. واستقال عدد من النواب والوزراء مما أضطر الوصي إلى إقالة وزارة صالح جبر وتكليف السيد محمد الصدر بتشكيل الوزارة.
وأتذكر أنني عندما عدت متأخراً ومنهكاً من التظاهر والعراك والصراخ، إلى البيت، بشرتني والدتي التي كانت تنتظرني على أحر من الجمر، وتتعقب الاخبار من المذياع، بسقوط صالح جبر والمعاهدة. فعدت أدراجي، مستقلا "الباص الخشبي الأهلي القديم( أبو العانة)إلى مركز بغداد، وكان مزدحماً جداً، فتسلقت إلى سطحه. وجدت الجموع محتشدة في الباب الشرقي تهتف: "فاليحيه وصينا سقط الخاين"،( أي يحيا وصينا الذي أسقط الخائن) وتخاطب صالح جبر متسائلة" وين تنام هالليلة؟!!" كل ذلك بترنيم ملحن، نسميه بالعراق "بَسْـتـَه".
وأتذكر من الزملاء الذين استشهدوا في هذه الأحداث شمران العلوان وقيس الألوسي وجعفر الجواهري، الشقيق الأصغر للشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري.
المسألة الطائفية لم تكن مطروحة أصلاً
المسألة الطائفية، التي نلاحظها اليوم تعصف بالعراق منذ سنوات وربما ستمزقه إربا إذا استمرت، لم تكن مطروحة أصلاً. بل كانت جميع الوقائع والحقائق تدل على أن تقييم القائد السياسي يتم على أساس أدائه الوطني والقومي، ومدى رضا عامة الشعب عنه، بصرف النظر عن انتمائه الديني أو المذهبي. ومن هذه الدلائل:
1- صالح جبر ، ربما هو أول رئيس وزراء شيعي منذ قيام الحكم الوطني، ثارت عليه جميع شرائح الشعب مع أن نسبة الشيعة تتجاوز نسبة السنة. والطلبة خليط من هذه النسبة. وأتذكر تماما أنه في يوم 27/1/1948، ظهرت بيننا، نحن المتظاهرين، فجأة بعض المنشورات التي تعزف على وتر أن هذه التظاهرات يقودها السنة، احتجاجاً على صالح جبر باعتباره اول رئيس وزراء شيعي. ولابد أن يكون لصالح جبر ضلع في ذلك.. وأتذكر أننا كنا نتظاهر في شارع الرشيد وفي "منطقة السِنَكْ" حين انتشرت تلك المنشورات، فاستنكرنا هذه الدعاية المغرضة، ودعونا المتظاهرين إلى تمزيق هذه النشرات المسمومة.
2-كانت المعارضة التي وقفت ضد حكومة صالح جبر والمعاهده تتكون من الشيعة والسنة على السواء، بل لم يكن هذا الأمر مُفكراً به أصلاً. ومن أمثلة الشخصيات الشيعية المعارضة أتذكر الآن: محمد مهدي كبة، عبد المهدي المنتفجي ، محمد رضا الشبيبي، جعفر حمندي، صادق البصام، سيد محمد الصدر وغيرهم. ومن المعارضين السنة أتذكر: كامل الجادرجي، علي ممتاز الدفتري، وحسين جميل، ونجيب الراوي، ونصرة الفارسي، وغيرهم . ويُلاحظ أن عدد الشيعة المعارضين قد يتجاوز عدد السنة، مما يقدم دليلاً جديدا على ترَفُع الشخصيات الشيعية عن انتمائها المذهبي، وتشبثها بقيمها الوطنية والقومية.
3-الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري (الشيعي)، هجا صالح جبر وبطانته من أذناب العهد الملكي في مرثيته العصماء "أخي جعفر"، التي ألقاها في أهم جامع سني؛ في بغداد، جامع "الحيدر خانة". أختار منها الأبيات التحريضية الآتية، التي ربما كان لسان حالي يرددها وأنا أتقحم أزيز الرصاص:
تَقَحَّمْ ، لُعِنْتَ ، أزيزَ الرَّصاص وَجرِّبْ من الحظّ ما يُقسَمُ
وخُضْها كما خاضَها الأسبقون وَثـــــــنِّ بما افتتحَ الأقدمُ
فإِمَّا إلى حيثُ تبدو الحياة لِعينيْكَ مَكْرُمةً تُغْنَم
وإمَّا إلى جَدَثٍ لم يكُن ليفضُلَه بيتُكَ الـمـُظلِم
تَقَحَّمْ ، لُعِنْتَ ، فما تَرتجي مِن العيش عن وِرده تُحرَم
أأوجعُ مِن أنَّك المُزدرى وأقتلُ مِن أنَّك المـُعدِم
تقحَّمْ فمَنْ ذا يَخوضُ الـمـَنون إذا عافَها الأنكدُ الأشأم
تقحَّمْ فمَنْ ذا يلومُ البطين إذا كان مِثلُكَ لا يَقْحَم
يقولون مَن هم أولاءِ الرَّعاعُ فأفهِمْهُمُ بدَمٍ مَنْ هُم
وأفهِمْهُمُ بدمٍ أنَّهمْ عَبيدُكَ إنْ تَدْعُهمْ يَخدُموا
وأنَّك أشرفُ من خيرِهمْ وكعبُك مِن خدهِ أكرم
ومطلع القصيدة هو :
أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُ
بأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ
فَمٌّ ليس كالمَدعي قولةً وليس كآخَرَ يَسترحِم
يصيحُ على الـمُدْقِعينَ الجياع أريقوا دماءكُمُ تُطعَموا
ويهْتِفُ بالنَّفَر الـمُهطِعين أهينـــِوا لِئامكمُ تُكْرمَوا
4-وختاماً، وفي إطار الفتنة الطائفية التي ما تزال تتفاقم في العراق، بكل أسف، أشير باعتزاز إلى مقالتي "هل سيصبح العراق في ذمة التاريخ؟ قريباً سنيستان وشيعيستان وكوردستان"، المنشورة في صحيفة "القدس العربي"،10/11/ 2006.
1369 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع