صديق المجله / بغداد
يذكرني حال العراق بقصة من بغداد روتها لنا كتب التاريخ وهي عن احتلال بغداد من قبل المغول في عام 1258 م وتقول القصه..
ان ابنة هولاكو خرجت للتجوال في اسواق بغداد ومرت بالقرب من رجل يجلس على تخت وحوله مجموعه من الشباب على شكل نصف حلقه فسألت حراسها من هذا وماذا يفعل ؟؟ قالوا لها انه رجل دين يوعظ ويدرس تلاميذ له ,, قالت أأتوني به فلما حضر سألته الستم تعبدون الله ؟؟ قال نعم ,, قالت اوليس الله معكم ؟؟ قال نعم ,, قالت ولكننا انتصرنا عليكم ولم ينصركم آلهكم ؟؟ قال نعم ..هل لي بسؤال ؟؟ قالت نعم ..قال اذا كنت ترعين غنم لك وشردت بعضها عن القطيع ماذا انت فاعله ؟؟ قالت ارسل عليها كلابي لتعيدها الى القطيع ,, قال واذا لم تعد ؟؟ قالت يستمر الكلاب في اعادتها الى القطيع ..قال نعم فأنتم كلاب الله الذي سلطكم علينا بعد ان تفرق جمعنا وخرجنا عن الجماعه واصبحنا نسير على هوانا نكذب ونسرق ونقتل ومتى ما عدنا الى الجماعه فانه ناصرنا حتما ...
سقت هذه القصه لان الله سبحانه وتعالى سلط على العراق كلابه لتنهش بنا من كل مكان ومن كل اتجاه حتى بات العراق مرتعا للصوص والمأبونين وانصاف الرجال والاميين والفاسدين والذين لايملكون من الوطنيه والغيره مثقال ذره وهنا اذكر العراقيين ان هؤلاء كلهم بدون استثناء من الجعفري وشفافيته الى المالكي وطائفيته الى علاوي وزبانيته الى الحكيم ومواكبه الى الجلبي وحراميته جميعهم الم يقولوا لكم ياعراقيين نحن قادمون لكي نجعل العراق افضل من الامارات ؟؟ الم يقولوا هذا ويكرروه في كل مناسبه ؟؟ اين نحن من هذه التصريحات واين العراق اليوم من الامارات ,,, احد عشر عاما من الدم والتفجيرات والنهب المنظم المعلن والمخفي والتسيب والادارات الفاشله وتنظيرات من الاميين لادارة البلد والكلام يطول في هذا المجال ولكني اعود الى اصل الموضوع ..
في بداية الشهر الاخير من العام الماضي اعلن مختار العصر والمغرب رئيس الوزراء انه سيشن حمله عسكريه على الارهاب في صحراء الانبار ونينوى وصلاح الدين والكل باركوا ذلك بالرغم من ان البعض قد شكك في ذلك وانا واحد منهم حيث استقرأت الموقف انه مجرد لعبه وخديعه يراد بها هدف آخر كنت اظنه الانتخابات ولكن تبين انه هدف آخر تدخل الانتخابات من ضمنه ..
قبل ان نخوض بتفاصيل اللعبه او السيناريو الذي اعد في ايران واستلمه مختار العصر في زيارته الاخيره لطهران وهنا لابد ان نوضح ان الارهاب مصطلح واسع لاتزال الامم المتحده تقف امامه عاجزه عن ايجاد مفهوم واحد لانه قد ينطبق على كثير الافعال منها القتل الجماعي حتى وان كان بدون هدف وسرقة المال العام المخصص للشعب والتهميش والاقصاء والقصف العشوائي للمدن اثناء الحرب او العمليات العسكريه وحتى احتجاز الرهائن يدخل ضمن مفهوم الارهاب وفي العراق العظيم دخل في خانة الارهاب حتى حوادث الاصطدام اذا كان احد الطرفين من طائفه اخرى وباتت اربعه ارهاب تستخدم في جميع الاتجاهات مثل كلاب هولاكو ,,
في سابقتين حدثت احداها في العراق والاخرى في سوريا عندما القي القبض على اثنان من الاسرى في منطقة الخالديه وهم يرتدون ملابس داعش بعد ان صدت العشائر هجومها وبعد التحقيق تبين انهم من منظمة بدر التي يقودها بكفاءه العميد هادي العامري الايراني الجنسيه والهوى والانتماء ,, والسابقه الاخرى حدث في سوريا بعد الاقتتال الذي شهدته منطقة حلب والرقه وحمص بين الجيش السوري الحر وبين داعش والقي القبض على مجموعه من داعش تبين انها من المخابرات السوريه .. وللتاكيد ان ميليشيا بدر قد شيعت يوم اول من امس قتلاها في معركة الخالديه تحت شعار الدفاع عن المقدسات .. من هنا نؤكد ما كنا قد ذهبنا اليه من ان الارهاب ومسمياته هو صناعه ايرانيه لابقاء العراق في دوامة العنف الذي يوقف التنميه والتقدم ويسمح بالقتل والاقصاء والتهميش واتهام الاخرين بالارهاب وسبق ان قلنا ان الارهاب اربعة انواع ( جماعة بن لادن والظواهري \ جماعة امريكا \ جماعة ايران \ الجماعات المحليه ) والقاعد ه الامريكيه رحلت بعد رحيل القوات الامريكيه وبرحيلها رحلت قاعدة بن لادن والظواهري ولم يبقى منها الا القليل لانها اتجهت الى المناطق الاكثر سخونه وهي سوريا وليبيا واليمن ومصر ولم يبقى منها الا النزر اليسير وهنا كان يتبادر الى الذهن سؤال ملح من يفجر ومن يغتال ومن يقتل ولم نجد تفسير حتى انكشفت اللعبه بالرغم من اننا كنا متأكدين ان للحكومه وميليشياتها ضلع كبير فيها وخاصة في التفجيرات التي حدثت في عام 2013 وصمت الحكومه وعدم الرد وترك الموضوع وكأن شيئا لم يكن ولم تظهر الحكومه تحقيقا واحدا لتفجير واحد من عشرات التفجيرات ..
لقد باشر الجيش والشرطه والمليشيات باندفاع الى الصحراء لمقاتلة الارهاب وبدأنا نسمع عن تقدم القوات والتي بلغت بحدود اربعة فيالق ( قيادة عمليات الانبار \ قيادة عمليات الجزيره \ قيادة قوات الحدود \ فرقتين من الشرطه الاتحاديه \ الفرقه الخاصه \ افواج الطواريء \ قوات التدخل السريع \ قوات مكافحة الارهاب \ المليشيات ) وسمعنا ان التقدم يسير حسنا في وادي حوران والذي لايعرف وادي حوران انه مأوى للذئاب والحيوانات المفترسه وهو مقبره لجثث الامريكان من المرتزقه وغير صالح للسكن وسمعنا عن خسائر كبيره للارهابين ولكننا لم نرى شيئا سمعنا فقط ,, وهنا لابد من ملاحظه والاخوه العسكريين يعرفونها جيدا ان اي قوه تتقدم لمعالجة اهداف لابد لها ان تؤمن قواعدها الخلفيه وان الانبار هي قاعده خلفيه والطرق يجب ان تكون محميه من قبل الجيش ,, السؤال كيف تحول الارهابيين من وادي حوران والجزيره والتي تبعد عن الرمادي والفلوجه بحدود 500 كم وبين ليله وضحاها وفجأة نجدها في الانبار والفلوجه وبتنا لانسمع شيئا عن الجزيره والتقدم ولاوادي حوران ولاعلي غيدان ولاالارتال . وهل القاعده جاؤا الى الانبار بدون عجلات واسلحه وارتال ؟؟ اين هي استخباراتكم وطائراتكم ومخبريكم هل لايعقل عاقل ان الارهاب قطع هذه المسافه الطويله في يوم او يومين واين هي عجلاتهم التي جاؤا فيها مهما كان عددهم .. الكذب حبله قصير وهو رأس كل بليه ...
هنا انكشفت اللعبه وتوهمت ايران انها سوف تتحقق نجاح في العراق كما حققته الى حين في سوريا ولكن اللعبه انكشفت لان العراقيين معروفين وتوصفهم الامثال ( مفتحين باللبن \مايضيع عليهم طير بضباب \ يقرون الممحي \ يعرفون النغل ومنو ابوه \ التمر الي تاكله نوا بجيبهم ) وهل يعتقد الايرانيين ان العراقيين كلهم من السذج يصدقون ماتقولون ويصلون على النبي وايديهم فوق الرؤوس .. انتم واهمون بل واهمون جدا ولقد ورطتم رجلكم في العراق وضاع بين العصر والمغرب وورطتم انفسكم في سوريا وقد انقلب السيناريو الى حرب طاحنه مع عشائر العراق التي قلنا سابقا انه باب اذا فتح فلن يستطيع احد اغلاقه مهما كان في مكانة ومنصب وقد بدأت بوادر تغير الموقف الدولي في مجلس الامن بيانه يقول نحن مع العراق في حربه ضد الارهاب ولكن ان لاتتحول الى حرب طائفيه ,, والموقف الامريكي الذي ذكر ان لاصحة لارسال طائرات اباتشي الى العراق لعدم وجود طياريين عراقيين عليها وان الامر يحتاج الى اشهر ,, وبايدن يهاتف البرزاني ليقول لابد ان نساعد في حل القضيه العراقيه ..اي قضيه وهل استجد شيء جديد يابايدن ؟؟ الاتعلم ان من يقود العمليات في العراق هو سليماني وهذا ليس قولنا بل قول صحفكم المعروفه بمصداقيتها وهاهي منظمة حقوق الانسان العالميه تتهم الحكومه العراقيه بانها تقود حرب اباده ضد المدنيين وان الجيش يتبع اساليب غير مشروعه في قصف المدنيين ....
سوف يكون المشهد العراقي القادم مأساويا وسيخسر العراق اسلحته التي اشتراها ورجاله الذين جندهم طائفيا وسمعة حكامه التي تتمرغ بالوحل منذ سنين وسوف تكون الغلبه للشعب وللوطن وسيخسر المالكي وعصابته الكثير وسوف يندم هو ومن معه وكل من لوث اصبعه في انتخابه ..
اللعبه انكشفت كما يقول الامريكان ( The game is over ) ولكنها لم تنهتي كما يريد حاكم العراق ولكنها ستنتهي كما يريدها الشرفاء والاصلاء .
صديق المجله /بغداد
1360 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع