بقلم / أبو زيد
عندما نتحدث بالمنطق سنقول ان العراقيين الذين يتم تسخيرهم وتهيأتهم كليا من اجل المشاركه بمراسيم عاشوراء او مايشابهها من مسيرات على الاقدام لمسافات طويله بمناسبات دينيه مبالغ بمضامينها وتفسيراتها ،لسنا بصدد الخوض بتحليل ابعادها الان واظن ان اغلبية الشريحه المثقفه ( غير المتطرفه) من العراقيين يدركون تلك الابعاد والتفسيرات الطائفيه المقيته .
هنا لابد ان نلاحظ الاستعدادات الامنيه الضخمه المسبقه والتي يتم تهيئتها من قبل أعلى سلطة بالدوله بغية توفير الامن لكل المشاركين بمراسيم مواكب العزاء والعمل على حيلولة وقوع اي اصابات من خلال التفجيرات التي اصبحت نهج معهود وشبه يومي ان صح التعبير , وتصل احيانا اساليب توفير ما يتطلب من حمايات ليشمل توفير غطاء جوي بطائرات مقاتله او هيلكوبتر نشاهدها تحوم بالسماء قريبه من تلك الكراديس للزوار كما يطلقون عليهم , وفعلا دائما نسبة الاصابات في صفوف الزوار شبه معدومه . ظاهريا قد يقول القارىء ... اين الخلل ؟
نقول : ان المشاركين اعلاه يفترض ان يكونوا عراقيين بشكل مطلق ! نعم لاننا لسنا بحاجة ان نستورد ايراني او افغاني شيعي متطرف طائفي كي يلطم على سيدنا الحسين (ع )! وعندما يكون المشاركين اعلاه عراقي الجنسيه فعلا ..
اذن ماهي جنسية البشر المغدورين الاخرين الذين يقتلون يوميا بالعشرات ( أخرها ضحايا يوم 26-12-2013) في الدوره قرب كنسيه وسوق شعبي بنفس الوقت حين حصل انفجار مدبر وبعلم مسؤولين عراقيين على مستوى عالي من المسؤوليه .. راح ضحية ذلك الحادث التفجيري وحسب احصاء اعلنته وسائل الاعلام العراقيه بحدود 90 قتيل!!
طبعا دائما الاحصائيات المتعلقة بضحايا الانفجارات بالعراق مشكوك بدقتها وصحتها , وقطعا ان الضحايا جميعا عراقيي الجنسيه , لماذا لم يتم توفير ادنى درجات الحماية للمواطن العراقي العادي ( الغير مشارك باللطميات ) بينما يقوم الارهاب ( المدبر ) بحصد ارواح العراقيين يوميا بالجمله؟
ان هذه السياسه الطائفيه المريضه والموصوفه بصفة الحقد الدفين ازاء كافة الطوائف والقوميات الاخرى بالعراق تحديدا
والتي نجدها كل يوم كيف تغوص في وحل الجرم والاثم والعداء المتجذر في صلب كافة العناصر التي دخلت العراق من خلف الحدود بظرف مشبوه وزمن غادر ولحظات شيطانيه نجدها اليوم كيف تسلك دربا حالكا ينتج عنه الضرر البليغ بحق العراقيين الابرياء مما يتعرضون له من قتل واعتقال وتهديد وابتزاز تحت رايات الدين المزيف الذي تتشدق به تلك الزمره المتسلطة على رقاب العراقيين الابرياء .
أن الصورة العدائيه للمتطرفين الطائفيين وسياستهم التعسفيه ازاء ابناء الشعب العراقي اصبحت واضحه كوضوح الشمس وهنا ثمة سؤال نجده يتردد بالاذهان , وهو ياترى كيف يرتضي المواطن العراقي ( المقيم بالعراق تحديدا ) ان يكرر انتخاب من قتل ابناء واقربائه وهو يرتدي ثوب الخذلان والاضطهاد طوال عشر سنوات خلت بل اكثر من ذلك ؟ متى سيشعر بأنه مسلوب الحقوق والاراده والوجود ؟ ويفيق من سباته ويقول كلمة واحده كيف يدافع عن نفسه ويسعى لرد اعتباره قدر الامكان .. كلمة واحده هي (لا) لاانتخب من خذلني ونهب حقوقي وقتل ذاتي في داخلي وشرد ابنائي .. سبحان الله هل ان كلمة الحق اصبحت تتحرجم في بلعومنا؟
ان المجموعه المتسلطه على الحكم بالعراق حاليا والقابعه بالمنطقة الخضراء تحت حمايات مكثفه ومبالغ بها جدا جدا على حساب الميزانيه الماليه للدوله الكسيحه , قد لاتشعر انها بسياستها المتهرئه والبعيده عن سياسات الدول الرصينه المعروفه بالعالم .. قد لاتشعر انها فقدت المؤسسه العسكريه بهويتها ومواصفاتها الصحيحه حين كرستها فقط لاتباع نهج طائفي محدد وكما ذكرت اعلاه توفير الاعداد الرهيبه لتهيأة الحماية للمواكب الدينيه على مدار السنه , وابتعدت تلك المؤسسات العسكريه لتأدية واجبها الحقيقي المعروف بالنسبه للجيش واجبه الاول الدفاع عن حدود وسيادة البلد اما بالنسبه للشرطه والمؤسسات الامنيه الاخرى فلا يخرج نطاق عملها الصحيح اكثر من توفير الامن والامان والسهر على سلامة وراحة المواطن العراقي , من خلال ذلك وكتحصيل حاصل ان مايسمى بحكومة المنطقة الخضراء اصبحت كالمفلس عندما وضعت المؤسسه العسكريه بزاوية مظلمه بعيدا عن ممارسات الواجبات الوطنيه المعهوده ومن ناحية اخرى قامت بفتح نافذه مستديمه من خلالها تستمتع حين ترى وتشاهد المواطن العراقي كيف يقتل .. كيف يهجر .. كيف يعتقل دون وجه حق .
صحيح اننا اصبحنا نستعمل عبارات وامثله وحكم بحياتنا اليوميه عندما تعترينا تيارات الغدر والاغتيالات المبرمجه
ان تلك العبارات مثلا .. ان غدا لناظره قريب .. او الله كريم .. او يارب نشوف بيكم يوم . هذه هي كلمات الضعيف والمفلس
نحن الان بالقرن ال 21 ونرى ونشاهد استقلالية الشعوب بشكل مطلق وممارساتهم حياتهم اليوميه بحقوقهم القانونيه المعتمده من قبل تلك الدول . اذن لماذا يعيش العراق حمام الدم هذا منذ اكثر من عشر سنوات ... والاغلبيه مابين متفرج اومتأمل يحصل على الفانوس السحري كي ينقذه مما هو فيه.
ابدا ان الحريات لاتمنح للشعوب دون مطالبه باساليب تضمن تحقيق المطلوب الشرعي لتلك الحقوق , وان الحريات لاتهدى للشعوب .. هذا المبدأ يدركه الجميع وفي حالة تنحي المواطن العراقي عن هذا المبدأ ... للاسف سيبقى نهر الدم ينزف وهذا ما لانتمناه على الاطلاق . حيث ان حكومة المنطقة الخضراء الصماء تحتاج لضربة مطرقة قوية محسوبه وبدقه كي تعيد لها سمعها او لانعد نسمع بوجودها وهذا خير سبيل
1785 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع