د. مؤيد عبد الستار
على غير عادتها اختارت صحيفة التآخي ، الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، نشر مقال مسيئ لشريحة كبيرة من الكورد ، جهلا من كاتب المقال بما ينبغي من وسائل معالجة الامور التي لا بد وان تكون محط اختلاف ، بسبب اختلاف المصالح ، حتى بين القومية الواحدة او المذهب الواحد ،
فعلى سبيل المثال نجد ضمن المذهب الواحد ، السني او الشيعي في العراق ، احزابا متعددة ، منها الرجعي واليساري ، القومي المتطرف والليبرالي ، الوطني و المرتبط بجهات خارجية .. الخ
كما نجد مثل ذلك بين القوميات العربية والكوردية والتركمانية ، وبين الديانات المسلمة والمسيحية والايزيدية والمندائية وهلمجرا .
لكن سذاجة بعض المنخرطين في عالم الصحافة ، وعدم نضوج ادواتهم الثقافية والعلمية ، تجعلهم لا ينظرون أبعد من أرنبة انوفهم ، فيطلبون من الجمهور أن يكون على مذهبهم او على رأيهم ، أو ضمن حزبهم او طائفتهم او منظورهم الليبرالي او القومي المتطرف .. الخ ، وان لم يكن كما يريدون فهو لديهم يستحق اللعن والقتل والاهانة والتشريد ، بالضبط مثلما كان ينظر صدام وعصابته الى المواطنين العراقيين، ارادهم عربا كلهم فامر بتـغيـيـر قومية المواطنين الكورد ، ومن لم يوافق على ذلك قاسى التهجير والتسفير القسري الى ايران بحجة انه غير عراقي ، واول من عانى من هذه النظرة الشوفينية الضيقة هم الكورد الفيلية في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية ، فتشرد الالاف منهم ومازالوا يعانون من تلك الاجراءات الهمجية التي لم تفلح القوانين الجديدة التي اعترفت بحرب الابادة ضدهم من معالجة اثار تلك المعاناة ، فسمعوا الكثير من الكلام المنمق من اخوانهم الكورد وابناء طائفتهم الشيعة ، ولكن دون اجراءات حقيقية تعيد لهم حقوقهم .
من المعروف ان تسمية الكورد الفيلية لا تشمل مجموعة او قبيلة معينة ، وانما اصبحت اسما لاغلب الكورد الذين يسكنون بغداد والمناطق الوسطى والجنوبية ، وعلى الاخص الكورد الشيعة ، ولا ينفع ما يحاوله البعض احيانا من ادعاء بانهم كورد مندلي او كورد خانقين او كورد كرميان ، فتسمية فيلي اصبحت عنوانا سياسيا للكورد الشيعة خارج اقليم كوردستان الذين يعيشون في الوسط والجنوب ، رغم ان الاصل يعود بهم الى قبائل الكورد المختلفة التي كانت تنتشر على طرفي الحدود الايرانية العراقية من شمال خانقين حتى جنوب العمارة في العراق ، وفي اغلب مناطق لورستان وعيلام في الجانب الايراني ، قبائل مثل الهموند والكلهور والسوره ميري والملك شاهي واللّـك والقيتول والبختياري وغيرها كثير مما لايمكن تعداده هنا.
وقد فعل حسنا السيد بدر خان السندي رئيس تحرير جريدة التاخي الذي نشر توضيحا يبعد نفسه والجريدة عن مقاصد كاتب المقال وسام رحمن اليوسفي ، لانه واضح الاساءة ولا يضيف الى الصحيفة وكادرها وتاريخها ما يفيد بل على العكس يسحب هذا المقال المسيئ كل من يقف معه الى مستنقع آسن يسهم في تمزيق وحدة الكورد ، وهو منطلق فكري سطحي لا يستحق ان تفسح له التاخي مساحة على صفحاتها لانها جريدة واسعة الانتشار لها تاريخ مشرف معروف ، ساهم في اعلاء صوتها كوادر سياسية كوردية فيلية في احلك الظروف ، ومن مسؤوليتها بناء اواصر سليمة بين الكورد وشرائحهم المختلفة من فيليين وسوران وبادينان وهورامان وغيرهم ، والعمل على تقوية العلاقات بينهم وبين كوردستان مثلما تحرص على اقامة علاقات بناءة بين العرب والكورد – ومن هذا تستمد اسمها: التآخي – فحين اقترح الاسم في الستينات كان اسم التآخي دلالة على تآخي الكورد والعرب ، والاولى ان يكون للكورد الفيليين مساحة من هذا التأخي اسوة بالعرب ، رغم انهم ليسوا خارج الشعب الكوردي وانما هم من اصول الشعب الكوردي الذين يشهد لهم التاريخ القديم عظيم مساهمتهم ابتداء من الكتابة المسمارية الى اوج حضارة الدولة العيلامية ، اضافة الى دورهم المشرف في التاريخ الحديث للعراق و للنضال الكوردي – الكوردايتي - .
وفي الوقت الذي نشيد فيه بما صرح به ونشره الدكتور بدر خان السندي على صفحات التاخي في محاولة للنأي بنفسه عن المقال المسيئ وكاتبه ، كي لاتكون جريدة التاخي معولا لهدم العلاقات التاريخية بين الكورد في العراق ، وتتحمل مسؤولية انعزال اقليم كوردستان طائفيا عن بقية الكورد ، وتقوقع الاقليم ضمن حدود المحافظات الثلاث – دهوك واربيل والسليمانية – فقط والانفصال عن نضال الشعب الكوردي باطيافه المختلفة في العراق وبقية اجزاء كوردستان ، ننتظر من قيادة اقليم كوردستان توضيح موقفها من مثل هذه التخرصات التي تحاول النيل من وحدة الكورد في العراق والاساءة الى شريحة كوردية اصيلة تستحق التقدير والتكريم .
رابط مقال د. بدر خان السندي
http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=149410#axzz2noYysYpH
رابط مقال وسام رحمن اليوسفي
http://www.altaakhipress.com/viewart.php?art=40249#pagebegin
1711 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع