كتائب كردستان

                                          

                               د.وليد الراوي

كثير ما كان يشجعني صديقي المرحوم "ملا ناظم الجبوري" المستشار الاعلامي السابق لدولة العراق الاسلامية والذي قتل على يدهم في بغداد اذار عام 2012 , للبحث والكتابة عن كتائب كردستان لما تمتاز به من خصائص ومميزات تجعلها في حالة تفوق عن بقية كتائب تنظيم القاعدة في العراق والمتمثل الان بالدولة الاسلامية في العراق والشام ,

حيث يمتازون بالتشدد والالتزام بالمنهج السلفي الجهادي والقدرة الفائقة على التضحية والجراءة على تنفيذ العمليات .
لقد كتبت عنهم بشكل مبسط في كتابي الموسوم " دولة العراق الاسلامية" الذي صدر عن دار امنة للطباعة والنشر في عمان عام 2011, ولكن تواجد بعض منهم في ساحة القتال السورية وتنفيذهم عمليات كبرى في اربيل وكركوك دفعني بقوة للبحث عن هذه الكتائب.
من هم :
تنظيم اسلامي مسلح يعتبر من انشط الكتائب التابعة لدولة العراق الاسلامية,يركز عمله في مناطق كردستان العراق , قسم كبير من اعضاء هذه الكتائب كانوا جزء من تنظيم انصار الاسلام ولكنهم انظموا الى تنظيم القاعدة بشكل مبكر.
وضعت وزارة الخارجية الأمريكية "كتائب كردستان " في لائحة المنظمات الارهابية عام 2012 حيث قال البيان: تعتبر "كتائب كردستان" "كياناً "إرهابيا" عالمياً , وذكر البيان أنه "نتيجة لهذا التصنيف سيتم تجميد أية أصول مالية تابعة لهذه الكتائب على الأراضي الأمريكية" كما يحظر على الأمريكيين الدخول في أي معاملات مع هذه المنظمة.
يقود الكتائب امير كردي يحيط به مجلس شورى, بالرغم من كثرة الادعاء عن وجود علاقة لهم مع النظام الايراني , لكنه لم يستطيع اي باحث او مهتم بشان الجماعة من اثبات ذلك.
وقد استبعد الملا كريكار الامير السابق لجماعة انصار الاسلام وجود اية علاقة لكتائب كردستان مع النظام الايراني بالرغم من تواجد الكتائب على الحدود العراقية-الايرانية في محافظة السليمانية.
يرى الباحث ان من اسباب عدم وجود تقارب بين كتائب كردستان وايران بالرغم من قدرة ايران على مد الجسور من اي جماعة مهما كان انتمائها يعود لاسباب التالية
1. النظام الايراني " الشيعي" لايقدم الدعم لتيار سني – سلفي يستهدف الشيعة.
 2. بساطة تسليحهم تدل على افتقادهم لدعم خارجي .
 3. لايمكن لايران من تقديم الدعم الى فصيل يقاتل حليفها الاستراتيجي " الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة جلال الطلباني.
دور المجاهدين العرب في تاسيس كتائب كردستان (التوحيد والجهاد في كردستان)
بعد تصاعد الهجمة الاميريكة عل افغانستان وسقوط امارة طالبان و قبل نحو بضعة أشهر من الغزو الاميركي للعراق,دخلت مجاميع من مقاتلي تنظيم القاعدة من افغانستان إلى  منطقة كردستان العراق عبر ايران للإلتحاق بتنظيم أنصار الإسلام في كردستان( اعيد اطلاق تسمية انصار الاسلام في شهر تشرين الثاني 2007 بعد ان كان انصار السنة)
يقود جماعة الانصار في ذلك الوقت " الشيخ أبو عبد الله الشافعي",  كان من اوائل من انظم اليهم ابو مصعب الزرقاوي وكذلك أبو محمد الشامي الذي انيطت به مسؤولية "أمير المجاهدين العرب" في كردستان العراق وعبد الهادي غلس  كنيته" السيف البتار" والذي قتل في القصف الاميركي على معسكر الانصار.
قدم الزرقاوي وجماعته من معسكر هيرات في افغانستان ثم  الى قندهار فالباكستان ومن ثم عبر الى  ايران حتى وصل منطقة نفوذ انصار الاسلام في منطقة" بيارة وطويلة" محافظة السليمانية.
 يذكر باسل محمد في كتابه الانصار العرب في افغانستان , ان سهيل بن جاسم السهلي" ياسين البحر" وهو من السعودية اول من قاد كتائب المقاتلين الاجانب شمال العراق وقد قتل اثناء قصف اميركي. شارك ياسين في طاجيكستان والشيشان مع خطاب.  
في هذه الفترة استمر الافغان العرب وعلى وجه الخصوص " جماعة التوحيد والجهاد" بالتوافد الى تنظيم انصار الاسلام  وبدا العدد يتزايد يوماً بعد يوم.
قررمجلس شورى جماعة انصار الاسلام وبالتنسيق مع :المجاهدين العرب "
على جمع المقاتلين العرب في مكان واحد وذلك لتدريبهم وإعدادهم إيمانياً وعسكرياً ، حيث أن أغلب القادمين كانوا حديثوا عهد بميادين القتال وقد تم تخصيص معسكر (درجة شيخان) لذلك.
شارك المقاتلون العرب في أواخر شهر رمضان في معركة "تبة كرة "و"قرده دروزنة" .
مع بدء نذر الغزو الاميركي للعراق "بدأوا في التخطيط والتجهيز لقتال الأمريكان  حيث شرعوا في تجهيز "وادي دلمر" بالرغم من ان ساحة عمل جماعة انصار الاسلام ضيقة و لا تتعدى 15 كم ولذلك فإن مجال المناورة كان محدوداً للغاية.
عندما قدم وزير الخارجية الاميركي كولن باول تقريره إلى الأمم المتحدة , حول علاقة النظام العراقي بتنظيم القاعدة ,قدم صوراً لبعض المقاتلين العرب المتواجدين في مناطق أنصار الإسلام ومنهم " أبو مصعب الزرقاوي وأبو محمد الشامي وقد كتبت كنيته في أفغانستان " أبو تيسير"على انهم عناصر من تنظيم القاعدة تتعاون مع نظام الرئيس صدام حسين وقد زودهم بتلك المعلومات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
مع بداية الغزو الاميركي على العراق ,  قصفت القوات الاميركية مواقع انصار الاسلام  والقرى التي يسيطرون عليها قصفاً شديداً وقد قتل بعض من المقاتلين العرب.
يذهب الباحث الا ان تاسيس كتائب كردستان يعود الى الانشقاق الذي حصل في تنظيم انصار الاسلام بعد خروج قاضي الجماعة " ابو وائل" سعدون القاضي وتاسيسه تنظيم انصار السنة " الهيئة الشرعية" ودخوله في صفقة حوار وتفاهم مع القوات الاميركية, حيث واجه الكثير من اعضاء انصار الاسلام ما ال اليه وضعهم من تشتت وعدم وجود قيادة يثقون بها وبدفع من المقاتلين العرب تم تاسيس كتائب كردستان لتكون تنظيما جهاديا خاصا بلاكراد وجزء حيويى من كتائب تنظيم القاعدة.
عقيدة ومواقف كتائب كردستان :
في رسالة وجهها أمير كتائب كردستان "عارف كوردستاني" الى الشعب الكردي في 22 اذار 2007 تضمنت ايضاح الكثير من المواقف والاهداف ومن اهم ماجاء في الرسالة انهم جماعة سلفية تؤمن بمنهج السلف الصالح وتجاهد ضد الاميركان وحلفائهم من الاحزاب الكردية الحاكمة وتعمل على اعادة حكم الاسلام , كماجاء ايضا انهم جزء اساسي من "السلفية الجهادية" بالرغم من التركيز على الحالة الاقليمية لمشروعهم "الجهادي" حيث يتركز على الجهاد لتحرير كردستان كما ينظرون ان جهاد الشعب الكردي المسلم هو جهاد واحد سواء في كردستان العراق او ايران او تركيا وفي سوريا ايضا.
اما على صعيد العلاقة مع تنظيم القاعدة العالمي او دولة العراق الاسلامية فقد
 ذكر(نجدد العهد لشيخنا الكبير "اسامة بن لادن" بأننا سائرون على درب الجهاد, ملتزمون بالعهد والبيعة, ونكون جنود مطيعون للشيخ "ابو عمر البغدادي" امير دولة العراق الاسلامية ,ونكون بأذن الله حجرا اساس هذه الدولة).
الخلاصة:
تنظيم " سلفي جهادي" يعتبر احد اهم كتائب تنظيم القاعدة وأشرسها نفذ الكثير من العمليات النوعية وكان اخرها اقتحام مبنى استخبارات كركوك حيث نفذ العملية (6) مقاتلين فقط, اكرر (6) مقاتلين فقط.
غالبية عناصره من الاكراد مع وجود بعض من المقاتلين العرب ويتركز دور العرب على الجانب الشرعي والتخطيط للعمليات والاشراف على سرايا "الاستشهاديين".
بالرغم من ايمانهم "بالجهاد العالمي" ضد الاميركان واعوانهم الا ان الباحث يرى تركز عملهم على مناطق كردستان العراق وبعض من مناطق كردستان سوريا خصوصا بعد اندلاع الثورة السورية, غنمت الكتائب الكثير من الاسلحة اثناء تواجدها في الساحة السورية وستشهد مناطق كردستان العراق المزيد من العمليات النوعية للكتائب الكرستانية.
الدكتور
وليد الراوي
باحث في شؤن تنظيم القاعدة

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1475 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع