ليلة القبض على صدام حسين..12 \ 12 \2003
لقد كان آخر ظهور علني للرئيس صدام حسين هو يوم 9 / 4 /2003 بعد الظهر في منطقة الاعظميه واستقبلته الجماهير بشكل كبير وهتفت له وحيا القادمين وكان بصحبته وزير الدفاع وبعض افراد الحمايه وقصي ولده وغادر الاعظميه ولم يعلم احد الجهه التي قصدها وظلت القوات الامريكيه تبحث عنه في كل مكان ونشرت عملائها واجهزتها الاستخباريه بدون جدوى وخصصت مكافئه مقدارها خمسة وعشرون مليون دولار للشخص الذي يدل على صدام ..
قبل ان نروي قصة اعتقال صدام حسين لابد ان نشير ان الى موضوعين اساسيين في هذا المجال :
الاول وهو ان الادارة الامريكيه معروفه باستحداث سيناريوهات معينه لمثل هذه الحلات ولاغراض تعدها المخابرات الامريكيه اما لتشويه سمعة شخص ما او بالعكس لرفع مكانته بين الناس وان ماظهر من افلام وصور واحاديث لاتتعدى هذا المجال ..
الثاني ان الاشاعات والادعاء بمعرفة القصه الحقيقه يتبناه الكثير من باب المبالغه التي اشتهر فيها العراقيون ولذلك نرى ان قصص عديده روجت وحكيت وان اكثرها لاصحة له اطلاقا ..
من السيناريوهات التي روجتها امريكا هو تمويه او تقليل من شأن صدام حيث اسندت الدلاله على صدام الى قزم كوردي يدعى عباس محمود وقد حصل على المكافئه والجنسيه الامريكيه وبينت وسائل الاعلام : " ان عباس طلب من القوات الأميركية قبل أن يذكر لهم مكان صدام حسين أن يكون في مأمن لديهم حتي لا يتعرض للإغتيال ". وترجح مصادر ان اسم وصورة هذا الشخص تم تغييرهما من قبل الولايات المتحدة الامريكية او ان هذا الشخص لا علاقة له بهذه العملية ولكن تم اغوائه ليقبل بالشهادة علي ان صدام حسين كان يختبيء في حفرة وذلك في محاولة لتشويه صورة الرئيس الذي يعد رمزا للتضحية والفداء والشجاعة ليس في العراق والعالم العربي فحسب بل في العالم اجمع وفي ادناه صورة للشخص المفروض بانه من دل على صدام ..
بالرغم من كل ماورد ظهر شخص آخر ادعى انه هو الذي حفر الحفره وهيأئها لصدام اذ يقول ( أنا الذي حفرت له الحفرة، التي يعرفها العالم باسم حفرة العنكبوت، التي كانت غرفة صغيرة تحت الأرض في مزرعة، حيث عثرت القوات الأمريكية على صدام حسين في 13 ديسمبر 2003 ).
علاء نامق، الرجل الذي أخفى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، يكشف بعد عشرة أعوام من القبض على صدام في عمليات «الفجر الأحمر»، من قبل القوات الأمريكية، وبحسب صحيفة المرصد السعودية، فإن نامق وأخوه قيس أعلنا عن الطريقة التي ساعدوا بها في إخفاء أكثر الهاربين المطلوبين في العالم قرابة 9 أشهر، بحسب قوله،( جاء إلى هنا وطلب منا أن نساعده فوافقت ( يقصد صدام ). وقال لنا (إنكم قد تتعرضون للأسر والتعذيب)، لكن عاداتنا العربية والشريعة الإسلامية تحثنا على مساعدة من طلب منا العون).
في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة قد راجت اشاعات تفيد ان علاء نامق واخيه قيس هم من وشى بصدام ودل عليه علما تم اعتقاله واخيه قيس لمدة ستة اشهر من قبل القوات الامريكيه بتهمة التستر على مطلوب ثم اطلق سراحه وقد يكون الاعتقال لاغراض التمويه وهو اليوم يملك مطعما في منطقة الدور .
وكانت قوات الاحتلال الاميركية قالت في بداية الامر انها اسرت صدام في حفرة الا ان جنرالات امريكيين اعترفوا فيما بعد انهم قاموا بأسره في الطابق الثاني من احد المنازل في منطقة المنصور في بغداد اثناء فترة نومه وكان يرتدي زيه العسكري وبصحبته نحو 15 من حراسه قتلوا جميعا بقنبله مخدره .
لذا نرى ان هناك الكثير ممن ادعوا صدقا او كذبا في قضية اعتقال صدام حسين رحمه الله واختلفت القصص حولها ولغرض التاكد من قصة الاعتقال والشخص الذي وشى بصدام وموضوع الحفره نقرأ ماقاله المرحوم صدام حسين في مذكراته وقبل ذلك لابد ان نشير الى بعض العوامل التي كانت حاضره قبل عملية الاعتقال :
اولا. ان الحفره التي اظهرها الامريكان ( اذا لم يتم تغييرها لاغراض التصوير والعرض) هي منفذ الى الملجأ وليست هي الملجأ .
ثانيا .ان المسافه بين الدار الذي كان فيه صدام والملجأ او السرداب كما كان يطلق عليه صدام حسين تبلغ عشرة دقائق على اقل تقدير .
ثالثا . كانت لدى صدام حسين شكوك بالنامق الذي كان يعمل سائقا لدى صدام منذ فترة طويله حيث تشير الاوراق التي كتبها صدام حسين ان النامق قد تغير في تصرفاته ولم يمتثل للامر بوضع حواجز على الطرق التقربيه للمزرعه وانه وضع مصباح كشاف ( بلاجكتور ) على سطح المنزل وكان يبدو شاردا معظم الوقت .
رابعا . هناك امور لم يتطرق اليها المرحوم صدام لانه لم يكن يعلم بها وهي ماجرى خارج المنزل خلال فترة توجهه الى الملجأ والتي استغرقت بحدود عشرة دقائق ومن دل الامريكان على الملجأ ؟؟ ..
يقول المرحوم صدام :
( كنت امضي اكثر الاوقات في هذا المنزل وفي احد الايام كنت بعيدا عن المنزل وانا اتفقد بعض فصائل المقاومه وعدت الى البيت منهكا وكان الوقت عصرا وتناولت المصحف وبدأت بقراءة القرآن حتى وقت الغروب وكانت زوجة صديقي تحضر لنا الطعام وحان وقت الصلاة وتوجهت لادائها واذا بصاحبي يكرر عبارة جاؤوا جاؤوا !! فتسائلت من جاء ؟؟ فقال الامريكان !! فتوجهت الى الملجأ وبعد دقائق جاء الامريكان وقبضوا علي من دون اي مقاومه اذ ليس من المعقول ان اقاوم جنودا مأمورين وانا قائد وان قتلت منهم واحد او اكثر فلا فائده من ذلك وبالرغم من اني كانت لدي شكوك بصاحبي الا انها لم ترق الى الغدر والخيانه لذا عليكم ان تعلموا ان قيس النامق واخوانه هم من غدر ووشى بي ).
( انفي نفيا قاطعا ماقيل حول تعرضي للتخدير فهذا جزء من قصص الكاوبوي الامريكي ولم اتناول اي طعام او اي شراب حتى بعد اعتقالي ولم انقل الى الولايات المتحده الامريكيه كما اشيع ولم انتقل الى جزيرة سنتياكو كما قيل واني لم انتقل من معتقلي قرب ساعة بغداد الا لمرة واحده ذهبت فيها الى مستشفى ابن سينا حيث اجريت لي عملية جراحيه ( فتق ) بدون مخدر متقصدين ايلامي وتحملت الالم بصبر كبير ولم انتقل من مكاني في المعتقل وانا ولدت في العراق واموت في العراق )
( تاريخ اعتقالي هو يوم 12 \ 12 \ 2003 قبل صلاة المغرب واما صورة النخله والتمر فيها فهي حاله اعتياديه في العراق حيث هناك انواع من النخيل يظل الثمر فيها الى فترات متأخره )
( يوجد تسجيل صوتي موثق للمرحوم صدام حسين اثناء المحاكمه يكشف فيه عن الاشخاص الذين وشوا به وهنا يبرز سؤال هل هؤلاء لهم علاقه بالواشي ان كانوا ينسقون معه ومع الامريكان ؟؟ )
ويستمر المرحوم صدام يروي قصة اعتقاله فيقول ( لقد قالو لي ان الرئيس بوش يسلم عليك وكان معهم مترجم يتحدث العربيه انهال علي بالضرب واشترك معه الجنود باعقاب البنادق ونقلوني بواسطة طائره سمتيه الى المعتقل وما ظهر في الشريط من فحص الطبيب فقد كنت قد فقدت الوعي نتيجة الضرب والتعذيب وكان فكي شبه مكسور والطبيب كان يتفحص ذلك كذلك يتفحص رأسي ليرى الكدمات ثم حلقوا لي رأسي وذقني وجاؤا لي بثلاث اشخاص عرفت احدهم وهو عدنان الباججي لانه كان وزير خارجيه اسبق وهذا الرجل سياسي فقال لي ماذا فعلت بالعراق ياصدام ؟؟ فقلت له ماذا جاء بك مع هؤلاء وانت رجل معروف ولك تاريخ ؟؟ . والثاني لم اتعرف عليه قالوا انه احمد الجلبي لم يقل شيئا والثالث قالوا لي انه موفق الربيعي وكان يحرص على ان يبقى بيني وبينه الاسلاك الفاصله وهو يردد ,, اللعنه عليك ياصدام ,, بالاضافه الى كلمات بذيئه وقال لي هل تستطيع ان تخرج الى الشارع الان ؟؟ قلت له نعم انه شعبي وهل تستطيع انت ان تخرج ؟؟ وههمت ان اضربه من خلف الاسلاك الا ان الحرس منعني من ذلك .)
( من خلال التحقيقات التي كان يركز عليها الامريكان كان يكررون السؤال عن اسلحة الدمار الشامل وكنت اقول لهم انتم تعلمون الاجابه اسألوأ انفسكم ثم سألوني اين اخبىء ثروتي والتي تبلغ حسب قولهم 36 مليار دولار فقلت لهم امامكم كل مصارف العالم فتشوها جيدا وانبشوا الارض فلن تجدوا فلسا واحدا وانتم تعلمون ان ليس لصدام اي ارصده ولا اموال وعائلتي جزا الله خيرا من آواهم وتكفل بهم .)
( كانت هناك العديد من الاسئله معظمها سخيفه مما يدل على تخبطهم بالتحقيق وبدأوا بالبحث عن تبريرات يحفظون بها ماء وجوههم )
مع تحياتي وتمنياتي لكم بالخير
صديق المجله / بغداد
1447 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع