معركة مطاربغداد الدولي من 2 - 8 نيسان 2003

                                            

                            

معركة مطاربغداد الدولي /من 2 - 8 نيسان 2003


لقد شكل الاحتلال الامريكي للعراق سابقه خطيره في العلاقات الدوليه عند قيامه باحتلال دوله عضو في الامم المتحده بل من مؤسيسها وخارج القرارات الامميه ودون موافقة الدول الاعضاء واستند على مجموعه من الاكاذيب روجها وكذب فيها على شعبه وعلى العالم يعاونه في ذلك شله من العملاء الذين باعو وطنهم وشرفهم للاجنبي وقد كان بالامكان استخدام اساليب عديده للتغيير في العراق ولكن اصرار الولايات المتحده الامريكيه على احتلال العراق وجمعت لذلك دول العالم عبر المحيطات وشاركها العرب والمسلمين في هذه الهجمة التي اضرت شعب العراق وبناه التحتيه ومستقبله خدمة لاسرائيل وعملاء واشنطن في المنطقه وابسط مقارنه يجريها المواطن اليوم ليجد الفارق الكبير والتدهور الخطير الذي سببه الاحتلال حتى بات مصير العراق كدوله موضع شك وخاضع للعديد من الاحتمالات اسهلها مر ..
خلال العمليات العسكريه التي جرت على مدى مايقرب من عشرين يوما استخدمت فيها الولايات المتحده الامريكيه وعملائها احدث الاسلحه والتكنولوجيا الحديثه وقصف جوي وصاروخي مستمر فاق كل الحسابات التقليديه في معارك الهجوم ومن هذه المعارك البطوليه هي معركة مطار بغداد الدولي الذي استهدفه الامريكان لاسباب استراتيجيه وتعبويه كما سنأتي عليها حيث اعتبرت المعركه بمثابة فاجعه للقوات الامريكيه التي حاولت التعتيم عليها ولغايه الوقت الحاضر بسبب الخسائر الكبيره التي تكبدتها في هذه المعركه ,,
سيكون سرد المعركه من لسان شخصيات عسكريه شغلت مناصب مهمه في الحرس الجمهوري الى يوم احتلال بغداد وكانت شاهدا مباشرا منهم قاده ميدانيين قريبين من المعركه .

سوف تتم مناقشة الموضوع من وجهة النظر العسكريه وقد يجبرنا البحث ان نتطرق لبعض الامور السياسيه التي ساحاول الابتعاد عنها قدر الامكان لكي يكون المقال مهنيا من الناحيه العسكريه .

وصف المنطقه

يقع مطار بغداد الدولي على بعد 20 كم الى الغرب من بغداد وقد تم بنائه في منتصف السبعينات من القرن الماضي ويعتبر من الاهداف الحيويه التي يتوخاها العدو لكونه يمثل الكثير من العوامل المهمه والاسباب الموجبه لتوخيه كهدف استراتيجي وكما يلي :

1 . يعتبر احد البوابات المهمه التي تؤدي الى بغداد حيث يبعد عنها مسافة 20 كم .

2 . يحتوي على مساحات واسعه تساعد العدو على نشر اعداد كبيره من القوات المتنوعه .

3 . يحتوي على مباني خاصه بالمطار ومباني رئاسيه في منطقة الرضوانيه القريبه يمكن الاستفاده منها كمقرات ومناطق ايواء .

4 . يمكن الاستفاده منه كمطار عسكري لاسناد القطعات المقاتله بعد احتلاله .

5 . يمكن للمطار استقبال الطائرات الضخمه لنقل المعدات والتي تتطلب مدارج خاصه ومعدات خاصه .

6 . يقع المطار على عدة طرق استراتيجيه وهي شبكة مواصلات يستفاد منها في عملياته العسكريه اللاحقه .

7 . العامل النفسي الذي يولده احتلال المطار على نفسية الشعب العراقي .

8 . احتلال المطار يؤدي الى خلخلة الدفاعات عن بغداد من الجهه الغربيه والشماليه الغربيه والجنوبيه الغربيه .

الخطه العراقيه للدفاع عن المطار

منذ عقد التسعينات وبعد عام 1991 كانت هناك افكار تناقش حول الدفاع عن المطار وتتم بين فتره واخرى تجديد هذه المناقشات لهذه الخطط مع تغير المواقف والتهديدات وعلى ضوء المستجدات من المعلومات وكانت هناك تهديدات اسرائيليه بالقيام بعمليه تستهدف القياده العراقيه يكون المطار احد القواعد التي تهبط فيها طائرات سمتيه اسرائيليه لتنفيذ العمليه الامر الذي جددت فيه القياده العراقيه الخطط وحدثتها وجعلتها مكتمله من كافة الوجوه واعتمدت على اعتبار ان تكون المدارج اهداف وتسجل بنيران كافة الاسلحه اضافة للمدفعيه والدفاع الجوي وتم حساب كافة الاحتمالات ووزعت الرادارات والاسلحه وفق هذا الاسلوب .

تم تكليف افواج مختاره من قوات الحرس الجمهوري ومورست تمارين حقيقيه ولعب حرب وتمارين ورقيه اخرى وسجلت الاهداف بنيران الاسلحه كافه بحيث تمت تغطية جميع جهات المطار .. ويجب ان نتذكر ان المطار لم يكن فعالا للطيران المدني بسبب الحصار الا في حالات خاصه ..

خطة الولايات الامريكيه للاحتلال المطار

لم احصل على وثائق عن الخطة الامريكيه للانزال في مطار بغداد ولكني استنبطتها من خلال المعركه التي دارت بعد بداية الانزال الامريكي وحتى نهايتها .

1 . من المعتاد ان القوات المهاجمه تستخدم نيران القصف التمهيدي لشل او تدمير الهدف او اجباره على على خفظ رأسه وعدم استخدام اسلحته وعرقلة الهجوم وغالبا ما يستغرق هذا القصف لفتره زمنيه قد تستغرق في اكثر الاحوال ساعه او اكثر قليلا ولكن القوات الامريكيه استغرقت في القصف التمهيدي على القوات المكلفه بحماية المطار والدفاع عنه ( 300 ) ساعه متواصله بدون انقطاع واستخدمت فيها جميع انواع الذخائر منها قنابل 9 طن وصواريخ والقنابل النتيوترونيه والنابالم والفسفور وتمكنت من التاثير على الدفاعات بحيث انخفضت قدرتها كثيرا وانقطعت المواصلات بينها نتيجة التشويش وانقطاع الاسلاك الارضيه واعتماد الرسائل على ضباط الارتباط والسعاة .

2 . في ليلة 2 \ 3 من نيسان تمكن العدو من انزال القوه الاولى ( المقدمه ) المكلفه بتامين منطقة الانزال وكانت بقوه كتيبة مشاة من الفرقه المحموله جوا \ 101 وتمكنت هذه القوه من الانفتاح في منطقة مملوؤه بالحشائش ومسجله من قبل اسلحة القوات العراقيه .

3 .استمر القصف العراقي على القوات الامريكيه وتمكنت من تحديد حركتها وتأخير الانزال الجوي الرئيسي الى يوم 6 \ 7 الذي اضطرت فيه القوات الامريكيه الى تعزيز القوه الاولى بما تبقى من لواء المشاة المحمول جوا وانتشر اللواء في الاراضي الجرداء المملوئه بالحشائش في المنطقه الغربيه من المطار والمنطقه الجنوبيه الغربيه واشتركت الفرقه 82 المحموله جوا ايضا في المعركه للصعوبات التي واجهتها القوه الاولى وتمهيدا للاندفاع الكبير من جسر جرف الصخر في المسيب باتجاه بغداد على الطريق الدولي السريع . لقد كانت العمليات العسكريه التي قامت بها القوات العراقيه تتم على شكل هجمات سريعه وبقوه قليله وهي عمليات غارات وكانت تجري ليلا ونهارا اضافة الى الاسلحه الاخرى .

4 . ليلة 6 \ 7 نيسان قامت القوات العراقيه بشن هجوم صاروخي ومن مدافع الهاون 82 ملمتر بقنابل خاصه ( ليست اسلحه كيماويه او جرثوميه ) وهي تتألف من قنابل دخان تعتمد على مسحوق البلاستك وبكثافه كبيره جدا الامر الذي جعل العدو يعتقد ان ضربه كيماويه قد حصلت ولذلك قام جميع منتسبي العدو بلبس اقنعة الوقايه ليلا وكانت غاية القوات العراقيه تحديد رؤية وتصويب القوات بسبب الاقنعه ..

5 . من جراء القصف العراقي احترقت مساحات شاسعه من الحشائش وادت الى حريق كبير نتيجة قنابل الدخان وتمت محاصرة العديد من القوه المعاديه وتكبدت خسائر جسيمه اضطر العدو الى دفع مجموعة قتال مدرعه ( مجموعة القتال تتألف من سرية مشاة آلي ورعيل دبابات او اكثر مع عجلات قيادة ومخابره ودعم ) تحركت هذه القوه من منطقة عويريج على طريق الحله بغداد صباح يوم 7 نيسان وتكبدت خسائر دبايه ابرامز عند جسر صدام وعجلة همر قرب السيديه ولكنها تمكنت من المرور ووصلت

الى تقاطع جامع ام الطبول حيث افرزت قوه صغيره لحماية الرتل الذي كان متوجها الى المطار لادامة وتعزيز قوة العدو في المطار مما يدل على صعوبات كانت تعاني منها القوات الامريكيه في المطار.

6 . لم تتوقف القوه الجويه الامريكيه المعاديه عن غاراتها على الاهداف في مطار بغداد طيلة يوم 7 و 8 الذي شهد قصفا مقابلا من القوات العراقيه تكبد فيها العدو خسائر كبيره ادت حسب المعلومات المتوفره في حينه من اخراج القوه المكلفه بتامين المطار( لواء من الفرقه 101 المحموله جوا ) من المعركه .

7 . اندفعت قوه مدرعه من الفرقه الاولى \ خياله من الجيش الامريكي على الطريق الدولي السريع من جسر جرف الصخر وباتجاه المطار على طريق المرورالسريع ورتل اخر من الصحراء بين النجف وكربلاء والرمادي باتجاه المطار ووصلته على عجل يوم 8 نيسان وجرت معركه واشتباك قريب بين الطرفين تكبد فيها الطرفين خسائر واستخدمت فيها القوات الامريكيه قنابل النابالم وقنابل الشل الجسدي وقنابل الدخان العملاقه من الطائرات واختتمت قصفها باستخدام القنابل ( النيوترونيه ) المحرقه والمميته.

8 . في يوم 9 نيسان كان الموقف لصالح القوات الامريكيه التي سارعت الى نقل ضحياها بواسطة الطائرات السمتيه العملاقه واكثرهم كانوا جثثا متفحمه نتيجة الحريق الذي يقول البعض وهذه الروايه غير مؤكده من ان الاراضي الجرداء ذات الحشائس اليابسه وكذلك الاراضي الصالحه للانزال كانت قد تم رشها بوقود مخلوط البنزين بالشحم الميكانيكي الذي تم تفجيره وانتشر بسرعه وهذا النوع ان كانت الروايه صحيحه يلصق بالافراد والمعدات وهو مشتعل ولايمكن ازالته ويصبح قنابل نابالم .

يمكن تلخيص الخطه الامريكيه كما يلي :

1 . قصف تمهيدي بكافة انواع الاسلحه ومنها المحرمه دوليا وبالطائرات والصواريخ لاضعاف القوه المدافعه عن المطار .

2 . شاركت في الانزال على المطار فرقتين محموله جوا هما فرقه ( 101 ) و فرقه (82 ) .

3 . اشتراك الفيلق المدرع الاول من صحراء النجف \ كربلاء باتجاه المطار لتجنب المدن .

4 . استمرت المعركه البريه الرئيسيه مع العدو الامريكي في مطار بغداد من يوم 3 نيسان ولغاية يوم 8 منه .

قاتلت قوات الحرس الجمهوري الخاص وافواج القوات الخاصه ومدفعية وصواريخ الحرس الجمهوري قتالا شرسا وكبدت العدو خسائر كبيره ومنها ابادة قوه كبيره بكاملها .

اضطر العدو الى الانسحاب عدة مرات وطلب الاسناد الجوي واستخدم القنابل النيوترونيه وباسلوب حرق وتدمير كل ما موجود بالكامل .

لقد قاتل جنود العراق بكل بساله ولم يعد من المعركه احد واستشهد جميع المقاتلين الذين كانوا مكلفين بحماية مطار بغداد .

لم يكن ربح المعركه بموجب معنويات العدو بل كان بالتفوق الهائل للاسلحه والمعدات والتقنيه الحديثه وخاصة القوه الجويه التي كان يفتقر اليه العراق وحتى ان كانت موجوده فانها سوف لم تتمكن من تقديم شيء لتفاوت المعدات والتكنولوجيا بين طائرات العدو وما كان لدينا .

شهدت معركة المطار اسلوب قتالي بالكر والفر من قبل الطرفين واسلوب الغارات المعززه بالنيران البعيده وابلى العراقيين بطوله في هذا النوع من المعارك ويعود ذلك الى الخبره المتراكمه من الحرب مع ايران ولذلك كان الزخم الناري الذي استخدمته القوات الامريكيه غير اعتيادي ومضاعف عما هو مألوف في المعارك .

الدروس المستنبطه

1 . لم يكن هناك اي تكافؤ يذكر بين القوات الغازيه والقوات العراقيه التي خرجت من حرب الخليج عام 1991 متعبه وتعاني من نقص كبير في المعدات وعليها حضر شامل لاي معدات عسكريه بحيث تآكل الجيش تدريجيا الى اقل من نصف قوته واضافة الى ان معداته باتت بعد 13 سنه من الحصار قديمه ولا تواكب العصر ولاتلبي الحاجه الفعليه للقوات المسلح اقليميا فكيف بالمواجهه مع قوه عالميه عظمى مثل امريكا ..

2 . كان الاجدي بالقياده العراقيه البحث عن حلول بديله بدلا من القرارات المنفعله المبنيه على المعنويات والتاريخ والنضال وغيرها من الادبيات التي لاتنفع في الحروب .

3 . من الناحيه التعبويه لمعركة المطار كان بالامكان استخدام الارض الملغومه للاراضي الصالحه للانزال وزرعها بالالغام والعبوات التفجيريه والتحكم بها عن بعد او بواسائط اخرى وتفجيرها عند الحاجه ..

4 . لم يشاهد اي موانع تجبر العدو على الابتعاد عن مناطق النزال المحتمله كاستخدام الخوازيق بارتفاعات مناسبه تمنع الطائرات السمتيه والاشخاص من الانزال .

الخاتمه

ماورد اعلاه من معركة دارت على ارض مطار بغداد الدولي الواسعه استقيتها من عدة مصادر وقد يختلف المصدر عن الاخر حسب رؤيته للامور وتقييمه للوضع وارجو ان اكون وفقت لعرض جانب ظل مدار حديث الكثير من الاخوه العسكريين والمدنيين فيما يتعلق بمعركة المطار ويجب ان لاننسى ان العدو الذي قاتلته القوات العراقيه يملك تفوقا كبيرا جدا وامكانيات هائله كدوله عظمى تساندها دول كبيره ويملك رتل من العملاء في الداخل وعملاء جاؤا معه من الخارج ووقوف البعض من المحسوبين على العراق موقف المتفرج وقد لعبت الاموال والرشاوي والخيانه الدور المهم في تسهيل عمل العدو ولذلك لايمكن ان تحسب هذه الحرب في ميزان الجيش العراقي المعروف ببطولاته ومشهودا له بالتفاني في سبيل الوطن وكانني اقرأ ما حصل في عمليات الجيش العراقي في احداث مايس 1941 وفارق القوه والتسليح والقرارات غير المدروسه ...

صديق المجله / بغداد

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

596 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع