د.رعد العنبكي
البغدادي الاصلي متدين وغير متعصب بسجيته يؤدي الفرائض الخمس باوقاتها ويفضل ان يؤديها جماعة في الجوامع والمساجد لانها المكان الذي يجتمع فيه مع اصدقائه ويلتقي بخلانه وجيرانه...
وان محلة باب الاغا- الدنكجية – زاخرة بالمساجد والجوامع وتضم اكبر عدد منها قياسا باية محلة اخرى في بغداد وما احلى شارع الجسر( عكد الصخر ) ظهر يوم الجمعة حيث يشاهد البغداديون متوجهين الى الجوامع والمساجد المجاورة يرتدون افخر الملابس ويتطيبون باعطر الطيب ملبين قوله تعالى (واذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع- -)
يحضرني من اسماء هذه الجوامع والمساجد في الدنكجية – باب الاغا..
جامع الاصفية ذو المئذنتين كلا بحوض واحد قديما وذو المئذنة الواحدة بحوضين حديثا الواقع قي راس الجسر بجوار المدرسة المستنصرية والمعروف تاريخيا بدار القران وجامع الوزير المقابل له في سوق السراي وجامع الخفافين المعروف تاريخيا بمسجد الحظائر والمشهور حاليا بمناراته القديمة ذات الطراز الاسلامي الخلاب والواقع في سوق الخفافين وجامع القبلانية والذي كنت اتردد عليه كثيرا ايام رمضان للاستماع الى خطب الواعظ الملا مصطفى وهو من رجال الدين الملتزمين والرجعيين فكان يهاجم ويسب ويشتم باعنف الالفاظ واقسى العبارات والذع الاوصاف كل ما هو تقدمي وتحرري وكان الناس يتهافتون للاستماع الى خطبه ويتدافعون للوصول الى اقرب صف من المنبر ليس اعجابا بما يقول بل للاستماع بما يقول وفي احدى خطبه هاجم الشيخ احمد الداود وكان يومئذ وزيرا للاوقاف لانه سمح لابنته الصغيرة صبيحة ( التي اشتهرت بعدئذ بالحقوقية الاولى ) بركوب البعير والدعوة للسفور وتحرير المراءة ومساواتها بالرجل وفتح ابواب المدارس امامها والذي كان يحبب الرجل الى الناس تاييده الحكم الوطني ومهاجمته الانكليز والانتداب
وهناك جامع الكببجية القريب من المصبغة حيث كان طلاب مدرسة الملا احمد يترددون عليه لقضاء الحاجة وهناك جامع عادلة خاتون الصغير الواقع في مدخل الطريق المؤدي الى سوق الصفافير والذي تهدم في الاربعينات وشيدنا بديلا له في الصرافية وهو غير جامع عادلة خاتون الكبير الواقع في محلة راس القرية مقابل المحكمة الشرعية والذي لم نقصد البحث عنه تفصيلا لانه خارج حدود محلة باب الاغا كما لم يرد ذكراسم جامع السراي وجامع مرجان لان الاول يقع في محلة جديد حسن باشا والثاني في راس سوق الشورجة
وخارج حدود محلة الدنكجية – بابالاغا ثم هناك جامع عثمان افندي الواقع في دربونة الدنكجية قرب سوق الصياغ الجديد ومسجد سلطان حمودة ومسجد الصفافير ومسجد السكه خانه ومسجد ملا محمد وجامع( اغا زاده) الواقع في عقد الجام مقابل سوكك الصفافير وكل هذه المساجد تقع ضمن حدود محلة باب الاغا والدنكجية وقد استجد مؤخرا مسجد سمي بمسجد الاحمدية حل محل المدرسة الاحمدية الواقع في سوكك الجو خه جيه ولي كلمة حول هذا المسجد والمدرسة :
ان المدرسة الاحمدية سميت باسم الملا احمد بن الملا فليح الذي كان يديرها سنين طويلة وكانت تعرف محليا (بالحجرة ) وكانت من ارقى الكتاتيب التي وجدت في بغداد في اوائل القرن الحالي ( اي الماضي) حيث تخرج فيها عدد من البغداديين الذين قامت على اكتافهم الدولة العراقية فكانت بالنسبة للبغداديين مثل كلية ( ايتون ) او كلية ( هارو ) بالنسبة للانكليز من ناحية مستوى التعليم ومراعاة التقاليد الاجتماعية والدينية والضبط والربط وبعد وفاة الملا احمد نقل ولده الملا ابراهيم كتابه من جامع عادلة خاتون الصغير الى
هذه المدرسة وكنت قبل التحاقي بالمدرسة الحيدرية الحكومية تلميذا فيها احفظ القران واتعلم الكتابة واذكر مشاهد الزوار الاجانب وخاصة الضباط الانكليز واولياء امور الطلاب الذين كانوا يترددون كثيرا على هذه المدرسة التي كانت تعتبر يومئذ مدرسة نموذجية فكانت تدرس اللغة الانكليزية على يد مدرس كان موظفا يهوديا اسمه حسقيل افندي وكانت تدرس الحساب ايضا والمدرس هو الملا عارف اخو الملا ابراهيم الذي كان قد عاد للتو من( السفر بر) ولم يكن تدريس مثل هذه المواضيع في الكتاتيب معروفا في بغداد يومئذ كما اذكر كيف ان الملا ابراهيم كان يدعو التلميذ في الصف المتقدم اسماعيل الجوربه جي لتلاوة القران تجويدا امام الزائرين من اجانب ووطنيين لرخامة صوته وحسن ادائه ثم انقطعت اخبار مدرسة الملا احمد عني سنين طويلة بعد ان التحقت بالمدارس الرسمية ثم بسبب وجودي خارج العراق للدراسة والوظيفة ولكن كلما كنت امر في سوق الجوخه جية بعد عودتي من خارج العراق كنت الاحظ لافتة فوق باب المدرسة مكتوبا عليها (المسجد الاحمدي فتح من قبل رئاسة ديوان الاوقاف في - - - 1970 ) وقد عبث في تاريخ اليوم والشهر بالطلاء الابيض لا اعلم اذا كان هذا العقار مسجلا في السجل العقاري مسجدا ان مدرسة او حجرة وهل هو وقف خيري او مضبوط وهل هو موقوف على جهة ما ومن هو الواقف وما هو شروط الوقف؟
اذ المعروف محليا انها من بقايا المدرسة النظامية التي شيدت في العهد العباسي اني اناشد اولي الامر ان يعيدوا النظر في موضوع المدرسة الاحمدية والاحتفاظ بها كتراث بغدادي ثمين..
وبهذا اكتفي على امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة انشاء الله تعالى
ولكم مني اطيب المنى
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي
1489 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع