عيد الشكر .. وأعفاء الفسيفس!!

                                             

                          سيف الدين الألوسي

من الاعياد المهمة جدا والعطل الجميلة في الولايات المتحدة وكندا هو عيد الشكر,ويعتبر يوم الخميس الاخير من شهر تشرين الثاني كل سنة هو تأريخ عيد الشكر لذلك العام .

تستمر هذه العطلة اربعة ايام وتبدأ من الخميس لتنتهي الاحد الذي بعده , وهو من اطول العطل في أميركا والتي تكون مدفوعة الاجر وليس( مثل بلد تكون أيام عطله المدفوعة الاجر أكثر من أيام دوامه وخصوصا برلمانه العتيد !!!!) ,و حيث يجتمع أفراد العوائل على وليمة الديك الرومي المحشي , وتكون تلك المناسبة هي الفرصة السنوية المناسبة للم شمل العوائل والاحفاد والاجداد المنتشرين في مختلف الولايات المتباعدة وبسبب العمل أو الدراسة أو غيرها من الاسباب , هذا العيد توارثه الشعب الاميركي وهو بمثابة الشكر على النعم وعلى انتهاء الحصاد وخصوصا بعد مرور المهاجرين سابقا بمجاعات وفي بداية الهجرة من اوروبا الى تلك القارة الجديدة . وبهذه المناسبة تكون الجمعة التي تلي عيد الشكر وتسمى الجمعة السوداء فرصة كبيرة للتسوق حيث تعمل كل المخازن الكبرى تنزيلات في الأسعار تصل الى نصف القيمة في بعض الأحيان ولا أدري لماذا سميت بالسوداء وكانت يجب أن تسمى بالبيضاء ( يجوز سوداء للتجار وأصحاب المحلات الكبرى !) , كذلك يقوم الرئيس الاميركي بأعفاء ديك من الاكل بعد أختياره وهومن أصحاب الحظ السعيد !

في هذه السنة قام الرئيس الاميركي بأعفاء ديكين محل واحد وتلك الحالة جعلتني أنظر للموضوع من نواحي أخرى !!!

تتم تربية الديوك الرومية او التركية أو الفسيفس بالعراقي في مزارع كبيرة جدا وتسمينها وتحضيرها للموسم , وحيث تنزل اسعار المجمدة منها الى نصف سعرها بعد أنتهاء العيد , تلك الحالة جعلتني انظر الى حالة تسمين ورعاية العديد من الديوك التركية او الفسيسفسات في المنطقة وعلى مدى عقود ومن ثم أكلها بعد أن تكون قد نفشت ريشها وطغت على الدجاج واشباه الديكة المنافقين الموجودين في مزارعها التي طغت فيها , وكأن يوم أكلها سوف لن يأتي !! ولدينا على ذلك أمثلة كثيرة وعلى مر العقود !!!

في هذه السنة عفا الرئيس الاميركي عن ديكين روميين وفسيفسين في المنطقة وبعد أن كان أحدهم على وشك أن يعمل منه وليمة وعمل تشريب منه على طريقة مطعم خان دجاج المذكور بالخير !

هنالك الكثير من صغار الديكة الرومية اليوم تربى وتسمن لتكون جاهزة على المائدة في السنوات القادمة , ولكن بسبب الغباء المنقطع النضير لتلك الديكة فأنها تتوقع بأنها سوف تبقى هي المسيطرة على الدجاج , وغباؤها هذا جعلها لا تتعض عما جرى لغيرها من الديوك سابقا والتي سمنت بمختلف الطرق الديكتاتورية والديمقراطية المشبعة بالهرمونات والفيتامينات !!!!!

مسكينة الديوك الرومية الحقيقية ومسكينة جميع المواشي والانعام والتي خلقها تعالى لتكون مصدر لغذاء الانسان وسعادته وقربانه ! ولكن هل تتعض الديوك الرومية السياسية البشرية من التأريخ ولكي لا يكون مصيرها مثل مصير من سبقها !؟؟ فقط سؤال وتساؤل ؟ سيجيب عليه المستقبل حتما .

وكل عيد شكر وانتم بالف خير.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

691 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع