"السعودية والمشهد الاستراتيجي الجديد"

                                             

                                 لحسن وريغ

                              
 
        "السعودية والمشهد الاستراتيجي الجديد"

كتاب ممنوع من النشر بالعربية بدعوى "التطبيع" والملاحقة القانونية
حمد العيسى ترجم الكتاب إلى العربية ودار النشر تعتذر عن نشره وترفض دفع أتعاب المترجم
                                 
 
في سنة 2010، أصدر الكتاب جاشوا تتلبام [أمريكي المولد إسرائيلي الجنسية]، كتابا في غاية من الأهمية حول الصراع العقائدي بين إيران الشيعية والسعودية السنية. هذا الكتاب-التقرير، حسب الكثير من الذين اطلعوا عليه في لغته الإنجليزية، اعتبروه وثيقة أساسية في فهم بعض خبايا المد الشيعي في منطقة الشرق الأوسط و الخليج العربي. كما أنه كتاب يصنف ضمن القراءة الاستراتيجية للصراع السياسي والعقائدي في منطقة عربية لا يهدأ أنينها ولا تطفأ نيرانها. هذا الكتاب ترجم إلى العربية وكان من المنتظر أن يصدر بحر هذا السنة، غير أن دار النشر"جداول" السعودية تعتذر للمترجم !
 �عوى أن نشره قد يعرضها للمساءلة القانونية و حتى المحاكمة. وفي ما يلي ورقة حول هذا الكتاب الممنوع من القراءة عربيا.

                              

يكتسي كتاب جاشوا تتلبام أهميته من نواح ثلاث: أولا، حجم المعلومات والوقائع والأحداث التاريخية التي يتضمنها الكتاب؛ ثانيا،  التحليل العميق والرصين لهذه الأحداث وتداعياتها؛ ثالثا، التفسير الاستراتيجي المنبثق من باحث متمرس وعارف بخبايا الصراع داخل الشرق الأوسط والخليج العربي على حد سواء.
انطلاقا من كل هذه الأهمية لـ"السعودية والمشهد الاستراتيجي الجديد"، قرر الكاتب والمترجم السعودي المقيم بالمغرب "حمد العيسى" أن يترجمه إلى اللغة العربية منذ فترة غير وجيزة. وذلك من أجل تنوير الرأي العام العربي حول صراع ممزوج بما هو سياسي وبما هو عقائدي. وكتب حمد العيسى في مقدمة الكتاب:«إن ترجمة هذا الكراس لا تعني بالضرورة الاتفاق مع جميع محتوياته من مصطلحات وتصنيفات وتحليلات وآراء ومقترحات، ولكن تمت ترجمته لإعطاء القراء والكتاب وصناع القرار العرب وبخاصة في الخليج العربي، فكرة عن رأي باحث ومفكر إسرائيلي بارز ومتخصص حول الصراع الإستراتيجي ا!
 لحالي في جزء مهم من الشرق الأوسط نظراً إلى عدم وجود مراكز دراسات استراتيجية سعودية أو عربية يعتد بها لمناقشة هذه القضية الجوهرية الشائكة وشرح تطورات المشهد الاستراتيجي للخليج العربي وشرق البحر الأبيض المتوسط الذي يواجه السعودية».
بل إن الكاتب جاشوا تتلبام في تقديمه لهذه الترجمة العربية، عبر عن أمله في أن يستمتع القارئ العربي ويستفيد من التحليل الاستراتيجي الموجود في هذا الكتاب، وأن يؤدي إلى تحسين العلاقات بين إسرائيل  والعالم العربي بأكمله. كما أنه سيكون سعيدا إذا تحققت الترجمة العربية ونشرت على نطاق عربي واسع وخاصة المملكة العربية السعودية‪.‬ وفي هذا كان الأمل الثاني لجاشوا تتلبام الذي صاغه في شكل رجاء:« آمل أن تتم قراءة الكتاب في المملكة العربية السعودية، التي قدم زعيمها، المملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، مبادرة السلام السعودية في فبراير2002 .‪  هذه المبادر!
 ة‬ شكلت الأساس لمبادرة السلام العربية التي تبنتها جامعة الدولة العربية في مارس 2002 ».
وفي نفس هذه السياق، قدم الكاتب والباحث فؤاء عجمي من "معهد هوفر" والرئيس المشارك في "مجموعة هربرت وجين دوايت لدراسة الإسلاموية والنظام الدولي"،(قدم) للكتاب باعتباره «تقييما ألمعيا للعلاقة السعودية -الأمريكية وتصحيحا قويا للرؤية السابقة المتصورة للسياسة الخارجية السعودية التي «كانت» تؤكد تقليديا أن الهم السعودي الأول هو الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني». ويضيف عجمي واضعا أهمية هذا الكتاب في إطار الكتابات الاستراتيجية التي أصدرها جوشوا تيتلبام من قبل:«لقد درس جوشوا تيتلبام ، وتابع تقلبات تاريخ المملكة العربية السعودية وخياراتها الاستراتيجي!
 طوال حياته الأكاديمية؛ فمنذ عقد من الزمان، أنتج دراسة مهمة عن الإسلامويين الراديكاليين السعوديين الذين برزوا في أعقاب حرب الخليج في 1990-1991، وتحدوا الشرعية السياسية والدينية لـ «آل سعود»، «أقدس منكم: المعارضة الإسلامية في المملكة العربية السعودية» (عام 2000). وهذه الدراسة الجديدة التي بين يدي القارئ، تلخص مخاوف تيتلبام المتعلقة بالسياسة الخارجية السعودية في الخليج الفارسي وفي عملية السلام العربية-الإسرائيلية»‪.‬
ويؤكد عجمي على  الدراسات والأبحاث الحديثة حول الإسلام والمسلمين، التي نشرت  بعد هجمات 11 شتنبر الإرهابية «لم تكن عميقة بصورة كافية، ولم تصمد أمام اختباري الزمن والأحداث. ولكن نحن الآن في موقف أفضل للحصول على «الجيل الثاني» لتلك البحوث والدراسات عن الحالة الإسلامية. ويمكن لعلمائنا وخبرائنا إخبارنا، بطريقة موثوقة ومفصلة، عن الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وعن الاتجاهات داخل الإسلام المصري، وعن الصراع بين التعاليم الكمالية العلمانية في تركيا، وعن الإسلامويين الجدد هناك، ولا سيما الكفاح من أجل ولاء الإسلام الأوروبي بين الذين يقبلون قانون !
 وانضباط الحداثة، وأولئك الذين لا يقبلون.
لا ينبغي للعرب والمسلمين أن يؤمنوا بالاستثنائية الأمريكية، ولكن أملنا هو إشراكهم في مبارزة الأفكار هذه. ونحن لن نهدف بالضرورة إلى إنتاج دراسات طويلة وتفصيلية، ولكن مثل هذه الدراسات قد تتحقق لكون باحثينا يعرفون مواضيعهم بصورة وثيقة وعميقة. إننا نرى إنتاجنا النقدي الأمثل على شكل مقالات ( (Essaysطويلة نوعا ما تكون سهلة الاستيعاب للجمهور العريض، وعلى شكل كراسات تمهيدية مبسطة حول المسائل المعقدة التي تتطلب التفسير، وتفيد كتاب مقالات الرأي، ويصبح مضمونها جزءاً من النقاش العام، وأن تكون مواد قصيرة وجذابة، ويمكنها أن تقدم للقارئ إضاءات عن الخيارات والصراعات في الإسلام المعاصر.»
ورغم كل هذه الميزات التي حفلت بها صفحات "السعودية والمشهد الاستراتيجي الجديد"، شاءت بعض الصعوبات والمخاوف ألا ترى الترجمة العربية النور. فدار النشر "جداول للنشر والترجمة والتوزيع" التي تتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقرا لها، رفضت عدم نشر الترجمة العربية لكتاب جشوا تتلبام حسب ما عبر فيه مدير الدار عماد عبد الحميد في رسالة إلكترونية موجهة إلى المترجم حمد العيسى: «لأسباب عدة، أهمها جنسية المؤلف( لم نكن على علم بها سابقا)، بحيث أن القانون اللبناني يمنع نشر أي كتب لمؤلفين إسرائليين، ومخالفة هذا القانون تعرض الناشر للمحاكمة بجرم مخالفة قرارمقاطعة العدو». غير أن حمد العيسى لم يستوعب إطلاقا هذا التبرير بدعوى أن دار النشر، ممثلة في مديرها العام، وافقت على ترجمة الكتاب وهو الشيء الذي جاء في بنود العقد المبرم بين الطرفين حتى أن المترجم كان وراء شراء حقوق الترجمة من طرف دار النشر الأجنبية ومطالبة الكاتب جاشوا تتلبام بكتابة مقدمة للطبعة العربية.
ومن جهته ، وصف الباحث والمترجم السعودي د. حمد العيسى تصرفات "جداول" بأنها «غير مسؤولة» ولا تحترم «كلمة الشرف» التي تعتبر أساس صناعة النشر. وأكد العيسى أن «أتعاب الترجمة ستبقى معلقة في ذمة صاحب جداول "محمد عبد الله السيف" الذي اتفق معي شخصيا وأعطاني "كلمة شرف" وعلى أساسها قمت بترجمة الكتاب ، ولم أكن أعرف بأنه لا يعرف الإنكليزية وليس لديه مستشار ليرشده لـ "عدم وجود الإمكانيات" كما اعترف شخصيا لي بعد رفض نشر الكتاب». وأشار العيسى إلى أن "جداول" «لا يمكن اعتبارها دار نشر  جادة ومهنية حيث قام أصحابها بشراء حقوق كتاب بدون أن يقرأوه ولا أن يعرفوا شيئا عن مؤلفه وهذا يدل على أنها دار نشر من نوع "سمك لبن تمر هندي"». وأكد العيسى أنه سأل أكثر من ناشر لبناني عن حقيقة منع نشر كتب لمؤلفين إسرائيليين في لبنان وكانت الإجابة هي أن هذا الزعم غير صحيح لا بل ورحب ناشران لبنانيان بنشر نفس الكتاب الذي خافت جداول من نشره.
وتساءل العيسى: «أي دار نشر هذه  التي ترسل للمترجم العقد "بعد" إنتهاء الترجمة ليكتشف أنه وقع في فخ خبيث حيث يشترط العقد دفع الأتعاب بعد الموافقة على نص الكتاب ، وهذا يعرض المؤلف والمترجم لمخاطرة فقدان أتعابه خاصة إذا علمنا أن دار النشر لا تقرأ ولا ترى ولا تسمع بدليل شراء حقوق كتاب بدون قراءته أو معرفة محتواه من النت على الأقل لعدم وجود من يستطيع القيام بهذه المهمة سواء من صاحب الدار ومن يعمل معه».
وفي النهاية يشعر العيسى بالأسى «لعدم نشر كتاب يخدم قضية وطنه ويؤكد أن المستفيد الوحيد من عدم النشر هما حزب الله وإيران وهذا هو في الغالب سبب منع النشر وليس جنسية المؤلف».
ومن أجل تسليط الضوء على هذه القضية ومعرفة وجهة نظر الطرف الآخر، بعثنا برسالة إلكترونية إلى دار ‪ ‬"جداول للنشر والترجمة والتوزيع" في شخص مديرها العام  عماد عبد الحميد تتضمن عدة أسئلة لمعرفة دواعي وأسباب رفض نشر هذه الترجمة. غير أن الجواب[رسالة إلكترونية]، الذي وصلنا بداية هذا الأسبوع لم يتضمن سوى جملة قصيرة تحمل بين عناصرها التركيبية الاعتذار عن الإجابة عما ورد في الرسالة، وجاء فيها:«نفيدكم علما بأن الموضوع الذي تناولته رسالتكم لا يهمنا،  وبالتالي نعتذر عن الاجابة على ما ورد فيها».
أين تكمن  أهمية كتاب"السعودية والمشهد الاستراتيجي الجديد" ؟
على الرغم من أن هذا الكتاب يقع في حجم صغير، فإنه يحمل بين دفتيه قراءة استراتيجية لصراع سياسي- عقائدي بين دولتين هما السعودية وإيران. ويحاول  كاتبه جاشوا تتلبام أن يرسم لنا مشهدا لما قد تؤول إليه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي خلال العقود القادمة‪.‬ وهذا ما تؤكده فصول الكتاب التي جاءت موسومة بالعناوين التالية: خلفية: نشأة المخاوف الأمنية السعودية؛ سياسة العمودين التوأم؛ الانتفاضة الشيعية في المنطقة الشرقية وبزوغ الإسلاموية الشيعية؛ متاعب في لبنان: إيران وصعود حزب الله؛ المتطرفون الوهابيون يباشرون الهجوم؛ المشهد الاستراتيجي!الجديد؛ السعودية تكتشف الحقيقة المرة؛ إيران والمشهد الاستراتيجي الجديد: تحدي السعودية إقليميا ومحليا؛ الولايات المتحدة وأمن السعودية : الفشل في فهم المشهد الاستراتيجي الجديد.
 يذهب جاشوا تتلبام إلى أن انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991 ساهم في انبثاق مشهد استراتيجي جديد مع تحديات مختلفة. معالم هذا المشهد تكمن في بزوغ صراع سياسي بألوان متعددة، بصماته امتدت إلى حدود منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. يقول الكاتب:« خلال السنوات الـ 30 منذ قيام الثورة الإسلامية، شكلت إيران تحالفات معادية للولايات المتحدة مع دول (سوريا وفنزويلا) ، وجهات ليست على شكل دول (حزب الله وحماس وجماعات في اليمن) . كما دعمت الإرهاب الشيعي في البحرين والكويت ولبنان والسعودية، ومؤخراً في مصر حليف السعودية، عبر وكيلها حزب الله . وساهم زوال نظام صدام حسين في العراق، في عام 2003، ومن ثم الصعود الفلكي لأسعار النفط في تعزيز قوة إيران ووكلائها. وأدت انتصارات حزب الله في السياسة اللبنانية الداخلية ونصره المُتوهم على إسرائيل في عام 2006، أي حرب لبنان الثانية (المعروفة باسم «حرب تموز» في لبنان)، إلى زيادة هيبة إيران، على حساب موقف الولايات المتحدة والسعودية في المنطقة».
ويشير الكاتب إلى أن المشهد الاستراتيجي الجديد سيتميز بظهور تيارين دينين متطرفين: أولهما شيعي (إيران) وثانيهما وهابي سني (السعودية). وكان لزاما أن يحدث التنافس والتناحر بين التيارين من خلال استعمال عدة وسائل وقنوات. يقول جاشوا تتلبام:« كان نجاح إيران ووكلائها في لبنان وقطاع غزة والعراق، بمثابة جرس إنذار للسنة في السعودية الذين بدا لهم الأمر أنه تمهيد لانقلاب كلي على الوضع الراهن المستمر منذ ألف سنة في العالم الإسلامي وعَكْسُهُ رأساً على عقب، وأن أولئك الذين يتبعون الإسلام «الصحيح» تجري هزيمتهم. ولفتت المواقع السنية على النت في السعودية، فضلاً على الصحافة المطبوعة في العالم العربي الانتباه إلى المخاطر». بل إن  كثيرا من دول العالم العربي  والإسلامي[ذات المذهب السني على وجه الخصوص]، تنظر بكثير من الحيطة والانتباه  إلى المد الشيعي الذي أخذ يجتاح بعض مناطق الشرق أوسطية والخليجية.
لكن ما دور الولايات المتحدة الأمريكية في فهم هذا المشهد الاستراتيجي الجديد؟ يجيب الكاتب:«الإدارات الأمريكية ليست معتادة على الخوض في المشاكل الداخلية للحلفاء. وكانت وجهة النظر في كثير من الأحيان أن هؤلاء الحلفاء يعرفون ما هو الأفضل لأنفسهم، والهدف الأمريكي التقليدي، كقوة عظمى حامية هو حماية هؤلاء الحلفاء من الأعداء الخارجيين، ما لم يطلب تحديداً مساعدة لإخماد تمرد داخلي». بل إن دولا كثيرة تعول على الأمريكيين في مواجهة أي تهديد إيراني سواء كان عسكريا أو عقائديا:« تقود المملكة[السعودية] أيضاً ستة أعضاء يشتركون معها في عضوية مجلس التعاون الخليجي. تأكيد الولايات المتحدة لهذه الدول بأنها سوف تقطع أجنحة إيران، سيكون له تأثيره المهدئ على دول مجلس التعاون الخليجي كافة، ولا سيما دول الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة، الذين يخشون التخريب الإيراني. وينبغي أن يحس جميع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة أن لديهم دعماً قوياً ومتيناً ومتواصلاً من الولايات المتحدة لمواجهة العدوان الإيراني. وعندها سيشعرون أنهم أقل حاجة لطلب خدمات من خصوم أمريكا الاستراتيجيين».
ويذهب جشوا تتلبام إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أصابها نوع من الفشل في تدبير وفهم المشهد الاستراتيجي الجديد بهذه المنطقة العربية الإسلامية، خاصة بعد أحداث ١١ شتنبر الإرهابية، التي تورط فيها عدد كبير من ذوي الجنسية السعودية، إضافة إلى تغلل التيار الشيعي في داخل دول سنية حليفة ناهيك عن الانتشار الواسع لأسلحة الدمار الشامل . لذلك ينبه جاشوا تتلبام الأمريكيين إلى ضرورة «فهم شامل وعميق للمخاوف السعودية الداخلية الإقليمية المعقدة حتى يفهم حقا صناع القرار الأمريكي «المشهد الاستراتيجي الجديد» في الشرق الأوسط .»  عوض أن تكرس مجهوداتها الأنية  فقط على إدارة ومراقبة الصراع  الفلسطيني الإسرائيلي والذي تضعه دائما على قائمة جدول أعمالها.
من هنا يرى جشوا تتلبام أن دور الولايات المتحدة الأمريكية سيبقى ضروريا وفعالا في «المشهد الاستراتيجي الجديد» القائم على حماية أمن واستقرار الحلفاء داخل الشرق الأوسط والخليج العربي من كل أي تدخل أجنبي سواء كان بخلفية سياسية أو عسكرية أو حتى عقائدية.
 
لحسن وريغ
السكرتير العام للتحرير
بجريدة الأحداث المغربية

                                    

الگاردينيا:اهلا بالأستاذ/ لحسن وريغ.. نورتم حدائقنا..

                     

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1526 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع