هناء الداغستاني
في احيان كثيرة يكتسحنا الكسل ويجعلنا غير قادرين على القيام باي شيء فرحين بالراحة التي نتصورها ايجابية
مع انها في حقيقة الامر سلبية لانها تلقي بظلالها على عملنا وحماسنا وامالنا بما فيها الحلم في تحقيق ما نصبو اليه وهذا مايؤدي الى اهمالنا حتى لانفسنا بكل مافيها من جزئيات بسيطة تدخل في التفكير لمستقبل احسن او لانتاج افضل او لربما تجعلنا متقاعسين وغير مبالين بما يجري بعد ان يتغلغل الكسل في عقولنا ويعشعش فيها لاننا لم نحاول تغذيتها وتنميتها لتبدأ مرحلة اللامبالاة التي ترعاها قناعتنا بما في داخلها بحيث نصبح غير قادرين على التفكير بشكل ناضج وواضح مايؤدي الى قصور في عملنا وانتاجنا وابداعنا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض ولاتستغربوا ان قلت لكم ان الكسل الذهني له اليد الطولى في كل هذا اضافة الى تأثيره المباشر على عدم قدرتنا على استيعاب بعضنا البعض والابتعاد عن المناقشة والحوار ورفض مراعاة الزمن وتغيراته ومحاولة مجاراته واستيعاب احداثه مايؤدي الى التناقض الواضح بين الجميع خاصة في الظروف الصعبة وازدياد الضغوط النفسية وتشعب التوتر الداخلي والخارجي وعدم الشعور بالامن والامان والصعوبة في استحصال لقمة العيش بسبب عراقيل كثيرة لاقدرة على تجاوزها فيلجأ البعض منهم الى الاستكانة واقناع انفسهم بالابتعاد عن هذا كله بالكسل لتبرير ما هم فيه او ربما يفرضون على انفسهم او تفرض عليهم اعمال لايحبونهم ولايجيدون القيام بها وعند ذاك يفقدون الصلة بكل شيء حولهم ويعملون ولكن عمل اليوم بعشرة ايام واعتقد اننا جميعا نعرف هذة الامور ونحسها وعلينا ان نتعامل معها كحقيقة واضحة تتطلب وعيا وفهما لما يحصل ويجب علينا تحفيز الارادة وانعاش الامل للقضاء عليها او تخفيفها ولكن ماذا نقول عن الكسل المترف الذي بدأ الكثيرون يعيشون فيه وكأنهم .. تنبل ابو رطبة .. الذي كان ولدا كسولا جدا لايعمل ولايفكر وكل همه ان .. ينبطح .. تحت النخلة متى ما شعر بالجوع منتظرا سقوط الرطبة كي يأكلها من دون ان يبذل اي جهد من اجل الحصول على قوته بعد ان فقد الاحساس بنفسه وبمن حوله .. ماذا نقول لهم ؟
1548 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع