قصص وطرائف من التراث العراقي
توليف/ الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
أستاذ جامعات بغداد والفاتح وصفاقس / سابقاً
أشكر ربك المعلمة موجودة,....مش المعلم !
وصل احد العراقيين الى فاهرة المعتز, وبعد ان تجول في احيائها القديمة, انهكه التعب وعرج على اقرب مقهى شعبي وطلب من الساقي شاي بالحليب, وبعد لحظات جاء الساقي حاملا كوب الشاي ووضعه امام الزبون العراقي, الا ان الزبون غضب وقال للساقي الم اقل لك اريد الجاي بالحيب!! اعتذر الساقي وقال له : حضرتك عاوزه باللبن ورفع كوب الشاي وتوجه نحو المعلمة صاحبة المقهى وكلمها الساقي والعراقي ينظر للمشهد, وفي الحال اخرجت المعلمه نهدها وراحت تصب الحليب منه في الكوب !!
استلم الساقي الكوب وجاء به مهرولا نحو الزبون ووضعه امامه ! وهنا نهض الزبون العراقي وصرخ بالساقي: ويلك اسويت ؟؟ فقال الساقي يكل برود :
اشكر ربك المعلمه موجوده مش المعلم !!
ولد الوز عوام !
كان لأمرأة عجوز شاة في حقلها الصغير, تعتني بها و تعيش على لبنها. وفي احد الأيام وجدت "جرو" ذئب, فأحتظنته, وسقته من لبن شاتها , وهكذا راحت تعتني به الى ان كبر وبدأ يرضع من الشاة مباشرة. ومضت الأيام, وفي ليلة شتوية, احست العجوز بأمر غير طبيعي, ولما اطلت من نافذة غرفتها وجدت الذئب يأكل الشاة!! وانشدت الأبيات الشعرية الآتية:
ذ بحت شويهتنا وحرقت قلبي وكنت لشاتنا ولدا ربيب
تغذيت من درها ونشأت فينا فمن ادراك ان أباك ذيب؟
سائق تاكسي :
تعودت احدى نساء بغداد على أيصال ابنها الى الروضة صباح كل يوم, وفي احد الأيام ولسبب ما لم تستطع القيام بذلك, ولذا,... استأجرت سيارة اجرة (تاكسي), وطلبت من السائق توصيل ابنها للروضة و سلمته الأجرة مقدما, الا انها طلبت منه عدم اجابة ابنها عن اي سؤال يطرحه, وهكذا صعد الطفل الى السيارة واوصته امه ان يصير عاقل وما يفتح فمه الى ان يصل لمدرسته, ..هز الطفل رأسه ليدل على موافقته, ..وما ان تحركت السيارة حتى بدأت قريحه الطفل بالتحرك وقال:
- عمو... لو بابا متزوج فرس جان هسه آني حصان !
- عمو...لو بابا متزوج ناقة جان هسه آني جمل !
وهكذا استمر الطفل في سرد افكاره على نفس النمط, الى ان وصل الى الروضة وودع السائق,..الا ان السائق الذي التزم بالصمت وفق ألتماس الأم لم يتحمل ثرثرة الطفل, ومد رأسه نحو الطفل وقال:
عمو- لوابوك متزوج (عاهره) جان شنو صرت؟
فاجاب الطفل فورا: سائق تاكسي!!
مجنون بـس مو دكتور !
توجه احد الدكاتره المختصين بعلم النفس برفقة مريضه في سيارته الخاصة لعرضه على طلبتة لدراسة حالة ذلك المريض الغامضة, وفي الطريق المحاذي لترعة زراعية صغيرة, حدث عطب في احدى عجلات السيارة (بنجر), فنزل الدكتور و استخرج جميع اللوازم لتبديل العجلة المعطوبة, وفتح البراغي الأربعة و وضعها في (الكب), وهم بخلع العجلة المعطوبة, ولكن شاء القدر ان تقترب بجانبهم سيارة بسرعة هائلة ويرفع الهواء (الكب), ليطير ويسقط في الترعة الزراعية المجاورة وضاعت (البراغي) الأربعة, فتألم الدكتور و جلس حائرا يفكر في حل لهذه المشكلة,
فالطريق زراعي ونادرا ما تمر به سيارة, -- كل هذا والمجنون جالس في مكانه يراقب الموقف, -- ونادى المجنون على الدكتور وقال له اشبيك عمو؟ !
نظر الدكتور الى المجنون,وقال بصوت عال : بالله اشلون افهم هذا المجنون !
ابتسم المجنون وقال للدكتور : خذ برغي من كل عجلة وضع العجلة المعطوبة بحيث يصبح في كل عجلة ثلاثة براغي !
تعجب الدكتور من المقدرة الفكرية لذلك المجنون و سأله :
كيف يكولون عنك مجنون؟ ....فقال:
صحيح آني مجنون, بس مودكتور !!
غلط بالحسـاب!
تعرض احد تجار بغداد في الأربعينات الى وعكة صحية , فأستدعوا اولاده امهر الأطباء الأجانب في ذلك الحين, وبعد ان انتهى من الفحص اعلم كبير العائلة بخطورة مرض رئيس العائلة, وبأحتمال وفاته بعد ثلاثة اشـهر,.. وكان ذلك التاجر يفهم اللغة الأنكليزية,.. وبعد اسبوع تحسنت صحة التاجر , وقرر التمتع بما تبقى من عمره,..وراح يبذخ بالشراء والسهر والليلي الملاح مع زمرة من اصدقاء السوء!
خاف اولاد التاجر على والدهم ومنعوا عنه المال,..فأستاء من تلك الحالة, وانفصل عنه كل من كان يرتزق من خيراته,..الى ان اضطر لمد اليد للمارة يستجدي من الناس قوت يومه في مدينة بعيدة عن سكنه السابق!
مـرت الأيام ولاحظه احد معارفه من الخيريين,..فأستغرب مما شاهده وقال له:
من هذا؟... هل هذا معقول حاج... يجدي من الناس؟!
فقص الحاج قصته,..وقال, كنت اتصور نهاية حياتي بعد ثلاثة اشهر كما قال الطبيب لأولادي, ولكن حدث غلط بالحساب !
حظ الأكشـر!
روي عن شخص لقى من سوء الحظ ما يذهل الفكروقد عزى سوء حالته الى حظه السيئ اي الأكشر, , فقد تعثر في حياته مرات عديدة في بلد الغربة وقرر العودة الى وطنه بعد ان وفر مبلغ عشرة آلاف دولار وقطع تذكرة بالطائرة حتى يصل الى عائلته قبل ان يفقد ما ادخره في غربته وما ان اقلعت الطائرة حتى تبين له ان شخصا ما سرقه وراح يبكي ويشتم حظه المتعثر او قل الأكشـر, وبعد عدة ساعات سمع المضيفة تعلن الوصول الى المطار, وبعد لحظات اعلن الطيار حدوث عطب في احد عجلات الطائرة ومن يستطع تبديل العجلة بأخرى فسوف يكرم بمبلغ عشرة آلاف دولار.وهكذا عادت الفرحة لمحيسن وتمكن من ازالة العجلة المعطوبة ورميها الى الأرض ووضع العجلة الجديدة مكانها. وما ان أ تم كل شيئ , قبض الأكرامية. هبطت الطائرة بأمان بأرض المطارواكمل المعاملات الرسمية واستأجرتاكسي, وما ان وصل الى قريته حتى وجد عزاءا قرب دارهم واعلم ان القتيل هو والده حيث سقطت عليه من السماء عجلة على رأسه وتوفى .
أليگعد على الكرسي يطرش !!
كان كهل يكنى بأبي حنا معينا(خادما) لرجل دين (قس) في احدى الكنائس الغربية, وكان ذلك القس يحتفظ بمشروب معتق (خمره) منذ عشرات السنين في ثلاجته الخاصة. وفي احد الأيام وسوس الشيطان لذلك المعين وشرب نصف الزجاجة, وبعد ايام لاحظ القس النقصان في مشروبه المفضل واستغرب من ذلك الأمر ولم يشك في اي احد, ولذا استدعى المعين في احد الليالي واستدرجه في معرفة سبب نقصان مشروبه المعتق وانكرالخادم علمه بذلك, ثم طلب القس منه الجلوس على كرسي الأعتراف.
اطاع الخادم الأمر وصعد وجلس على الكرسي وراح القس يعيد عليه السؤال والخادم لا يجيب ويقول له انا يا مولانه لا اسمعك !! أستغرب القس من تصرف خادمه, وبعد فترة قال الخادم للقس: مولانه ان الرئيس عندما يجلس على كرسي الحكم لا يسمع ما يقال من حوله واذا لم تصدق تعال واجلس مكاني واجبني عن سؤالي !!
نزل الخادم من على كرسي الأعتراف وصعد القس وجلس بمكانه وبدأ الخادم بسؤاله:
مولانه : لماذا ارتبكت يوم امس عندما دخلت غرفتك فجأة في ساعة متأخرة من الليل
فقال القس اعد السؤال,.... انا لم اسمع أي شيئ !!
فقال الخادم :
شـفت مولانه اليكعد على الكرسي يصير أطرش!!
- لازم اتوجب الطعام !
صحن المفطح وهو عبارة عن اللحم فوق الرز
في معظم انحاء العراق تنتشر القبائل العراقية, وفي مدخل القبيلة ينتصب الديوان المسمى بالمضيف, وهو المكان المخصص لأبناء القبيلة والضيوف, وتعقد فيه الأماسي وتقدم فيه وجبات الطعام في مختلف المناسبت, كما انه مؤى للغرباء الزائرين.
وفي احد الأيام وصل الى اطراف احدى تلك القبائل شاب يبحث عن عمل, وقد ادركه الليل ورغب في المبيت في تلك القرية, وسأل عن نزل (هوتيل) يبات فيه, وقيل له لا يوجد سوى مضيف شيخ القبيلة, وهو يستضيف الزائر مدة ثلاثة ايام وفي اليوم الثالث يأمر حراسه (ببسط) بضرب الزائر ضربا مبرحا !!
تعجب الشاب لما سمعه ولم يكن امامه سوى الموافقة, وليتمتع بالضيافة ثلاثة ايام ويترك الباقي للزمن. وما ان حل في ساحة المضيف حتى هرع الجميع في استقباله وتوجه للسلام على شيخ المدينة وجلس بجنبه وتحدث معه كثيرا ثم امرالشيخ ازلامه بأعداد الفراش الوفير والطعام اللذيذ للضيف العزيز !
بدأ الشاب بألتهام صحون الطعام بشراهة وهو يردد مع نفسه, ياروح ما بعدك روح خلي آكل زين ما دام وراها بسط (ضرب) وتمتع بشرب القهوة, ثم آوى الى المكان الذي اعد لنومه وهو بين الحلم والحقيقة. وهكذا تكرر المشهد في الأيام التالية وفي اليوم الثالث توجه الى الشيخ لتوديعة وهو يرتجف من الخوف للعقوبة التي تنتظره.
وقف الشيخ لتوديع ضيفه ووجه يطفح بالسعادة والشاب في ذهول مما يشاهده, وظل صامتا, وبعد ان هم بالرحيل توقف امام الشيخ وسأله:
يا محفوظ انني عاجز عن الشكر الا انني اريد ان اسألك لماذا لم يبسطني احد؟
فهم الشيخ ما قصده الضيف وقال له: نحن نقدم للضيف افضل المأكولات لمدة ثلاثة ايام ولما نلاحظ تمنعه عن الأكل نأمر بضربه, الا انك بن حلال اكلت كل ما قدمناه لك وهذا دليل على تثمينك لضيافتنا, ولقد وجبت الطعام وسعدنا لذلك.
الـحـصـان الحقير !
توجه رجل قروي الى سـوق بيع الدواب لشراء حصان لأستخدامه في جـر عربة نقل بعدما قرر ان يكون حمالاً عصرياً! ...الا انه تفاجأ بأرتفاع الأسعار,..فقرر العودة الى داره والأستمرار كالسابق في حمل بضاعة الناس, ..الا انه لاحظ في احدى زوايا العلوة ( اسم يطلق على المكان المخصص للبيع وللشراء), حصان في غاية الروعة,..فأعجب به, ومن باب حب الأستطلاع سأل صاحب الحصان عن سعره ؟.. فقال له :10 دنانير!!
استغرب القروي , وتصور ان البائع يستهزأ به, لأن اي حصان في العلوة لا يقل سغره عن الألف دينار في ذلك الحين! ..الا ان البائع حلف له بـ فطومه !! ( اسم امرأة يؤمن بقدرتها التدميرية بعض القرويين لكل من يكذب او يغش ),لم يصدق القروي,..و توسل بالبائع وطلب منه توضيح السبب , وهل ان الحصان مصاب بأي مرض ؟
ابتسم البائع وقال للقروي : الحصان سليم وخال من كل مرض,.. الا انه حقير !
ضحك القروي ,..وتصور ان البائع به مـس من الجنون ,..وعلى الفور دفع للبائع ثمن الحصان,.. وقاده الى بيته وهو موشح بالسعادة وفرحاً لحًظه الذي نهض من غفوته !
وما ان وصل الى داره حتى نادى على زوجته واطفاله ليشاركوه هذه الفرحة!
وفوراً قدم له البرسيم والشعير , واقترب منه ليقدم له الطعام , واذا بالحصان يضرب القروي برأسه وسقط مغشياً عليه, فهلعت الزوجة وراحت تهدأ الحصان ,..الا انه رفسها وبسرعة تجنبت الضربة ,..وهكذا استمر هذا الحصان في شـره وجحوده !
..وفي الصباح قرر التوجه الى البائع لأنقاذ ما يمكن انقاذه فلعل وعسى ان يرى بصيصاً في النفق المظلم الذي وضع نفسه به ,. وندب حظه الـنحـس!
ما ان دخل القروي العلوة , حتى التقى بالبائع, وراح يشكوله من الحصان واعماله,.. فضحك البائع وقال للقروي :
مو گلتلك ها الحصان حقير !
جينات التخلف !
حدثني أحد الزملاء وقال: سكنت في لندن في غرفة بسيطة في دار تملكه مواطنة بريطانية , وتوطدت العلاقة بيننا وأستلطفتني وكان شفيعي لطف الغزال وقوة الأسد!
..كنت أعود الى سكني الواقع في زنكة ضيقة في أحد شوارع لندن القديمة , والسير قيها بأتجاه واحد ولذا تحركت في دمي الجينات العربية المختصة بعدم الطاعة لأي عرف أو قانون , و كنت أرجع بسيارتي الى الخلف ,أي: Back
وفي أحد الأيام ,أستلمت بالبريد غرامة من المرور لمخالفتي قوانين السير , فأستغربت حيث كنت أعود الى سكني في ساعة متأخرة من الليل , ومامن أي شخص يتجول في تلك المنطقة
تكرر ذلك عدة مرات وكنت على وشك الأفلاس فأنتابني البؤس والقلق , وقد لفت ذلك الأمر حبيبتي الشمطاء وراحت تداعبني وتسألني عما أنتابني منذ فترة, فشرحت لها الأمر وأستغرابي من معرفة شرطي المرور بمخالفتي,.. فأبتسمت وقالت:
أنا التي كنت أرسل للشرطة مخالفتك , لأن هذا واجب وطني , أضافة الى ما ورد في كتابكم المقدس,( من رأى منكم منكراً...), كما أن قطرة السـم تفسد برميلاً من العسل !
البطه الذكية
ق.ق. جداً / مترجمة من اللغة الأنكليزية
دخلت بطة صغيرة الى احد البارات في وسط الريف البريطاني وطلبت من البائع طبق من الفستق ! ..فقال لها البائع نحن نبيع البيرة فقط,.. فخرجت البطة ذليلة,..وبعد فترة عادت الى نفس البار وطلبت نفس الطلب فأجابها البائع بنفس الجواب,..وخرجت البطة وبعد برهة من الزمن عادت وكررت طلبها, فأنزعج البائع وقال لها اذا رجعت فسأدق بسمار طويل في جناحك واضعه فوق باب البار
خرجت البطة المسكينة ولم تيأس ودخلت البار مرة ثالثة.. وقالت لصاحب البار
هل عندك بسمار؟فقال لها لا, وعلى الفور قالت له
اعطني طبق من الفستق
1506 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع