دلالات قرار زعيم تنظيم القاعدة بالغاء الدولة الاسلامية في العراق والشام

 

                                           

                             د.وليد الراوي

أمر زعيم القاعدة أيمن الظواهرى فى تسجيل بثته قناة الجزيرة الفضائية، يوم الجمعة الموافق 8 تشرين الثاني 2013، إلغاء الدولة الإسلامية فى العراق والشام ، مؤكدا أن جبهة النصرة هى فرع التنظيم فى سوريا.

وقال الظواهرى "تلغى دولة العراق والشام الإسلامية ويستمر العمل باسم دولة العراق الإسلامية ، مؤكدا أن "جبهة النصرة لأهل الشام فرع مستقل لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة.
وأوضح الظواهرى، أن الولاية المكانية لدولة العراق هى العراق، والولاية المكانية لجبهة النصرة لأهل الشام هى سوريا.ياتي هذا الاعلان تزامنا مع تصاعد وتيرة العنف وأزدياد ملحوظ لعمليات تنظيم القاعدة في العراق بالمقارنة مع ما يحصل في سوريا خصوصا بعد تزايد حدة الصدام بين تنظيم القاعدة - فرع الشام مع بعض فصائل الجيش الحر والميليشيات الكردية شمال سوريا.

ولهذا الاعلان دلالات على عدة اصعد وهي:

دلالات تنظيمية:

 

1.ان كبر ساحة صراع تنظيم القاعدة في العراق وسوريا تناسقا مع مستوى العمل والعمليات ماخوذا في الحسبان الامكانية اللوجستية للساحتين ستؤثر بالتاكيد على مستوى تطور العمل فيهما وباتجاه سلبي مؤثرا على مستقبل مشروعهم في العراق و بلاد الشام.

 

2. بالرغم من قدرة تنظيم القاعدة في العراق وسوريا على تبادل المقاتلين والاسلحة والاموال والخبرات والمعلومات الا ان ذلك سيؤثر سلبا على مستوى ادارة العمليات في كلا الجبهتين حيث لاتستطيع قيادة التنظيم الحالية من ادارة الصراع على هذه الجبهة الواسعة.

 

3. العمل على بسط مركزية التنظيم العالمي للقاعدة من خلال التدخل المباشر في اعادة تنظيم افرعه في العالم ومنها في سوريا والعراق.

 

4. لتنظيم القاعدة تجارب سابقة في اعادة تنظيم عملهم فقد تم سابقا دمج ساحتي عمل المملكة العربية السعودية والتي يطلق عليها تنظيم القاعدة " الجزيرة" مع ساحة عمل اليمن ولكن الظروف تختلف عنهما في سوريا والعراق في جوانب عديدة من اهمها:

 

أ.طبيعة الخصم في كلا البلدين.

ب. نوعية المقاتلين حيث تشير مراكز الدراسات الى وجود اكثرمن 300  مقاتل اجنبي في تنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة فيما يقابله وجود اكثر من 10000 مقاتل اجنبي على ساحة العراق وسوريا.

 

ج. حجم ونوعية التدخل الدولي والاقليمي في المشكلة السورية.

 

د. بعد الاعلان مؤخرا عن مبايعة بعض الجماعات اللبنانية السلفية الى جبهة النصرة ومحاولة لجعل تنظيم بلاد الشام مستقلا عن تنظيم بلاد الرافدين ,ايدت القيادة السورية في جبهة النصرة فصل التنظيمين وهي الرسالة التي وجهة الى القيادة العالمية لتنظيم القاعدة لتبني الفكرة واصدار الاوامر.

 

دلالات عملياتية:

 

1.لاحظت قيادة التنظيم العالمية تطور العمليات في العراق مع نكوصها في سوريا وانشغال التنظيم في سوريا في صرعات جانبية وياتي هذا العمل تجانسا مع رغبة القيادة العراقية على التنظيم حيث تاتي اسبقيات الصراع وفق استرتيجية العدو القريب وخصوصا بعد انسحاب العدو البعيد المتمثل بالولايات المتحدة من العراق مما ادى الى تركيز دولة العراق الاسلامية على استهداف مؤسات الدولة بلاضافة الى استهداف الشيعة في العراق, هذا السلوك قد انسحب على سوريا مما اثر سلبيا على تطور عمل الفرع السوري.

 

2.تشير المعلومات الى ان اسلوب الدعم ونوعيته قد تغير جذريا وباسلوب ارتدادي حيث كان في اول ايام تاسيس جبهة النصرة في سوريا يتقاطر الدعم من العراق اليهم في حين بات الدعم في الوقت الحاضر ياتي من سوريا الى العراق مما اثر سلبا على عمل الفرع السوري.

 

3.فتحت دولة الاسلامية في العراق والشام جبهات صراع متعددة مما اثر على مبدا مهم من مبادئ الحرب " توخي الهدف" حيث نلاحظ هدوء في جبهات متعددة مع النظام في حين تصاعدها مع بعض وحدات الجيش الحر والميليشيات الكردية.

 

4.ادراك قيادة التنظيم العالمية بان تاثير القيادة العراقية في ادارة الصراع عبر الدولة الاسلامية في العراق والشام سيجلب الى سوريا نفس الاخطاء التي مارستها دولة العراق الاسلامية ضد ابناء الشعب العراقي مما سيؤثر مستقبلا على النسيج الاجتماعي السوري المتالف اصلا.

 

5. نتيجة لرغبة الدول الحليفة للمعارضة السورية في تهميش وابعاد الدولة الاسلامية في العراق والشام وما قد يؤدي ذلك الى مواجهة حاسمة , اصدر الظواهري اوامره بفصل التنظيمين لجعل الفرع السوري يتناسق مع اهداف غالبية القوى المعارضة والشعب السوري.

 

6. تصاعد وتيرة العمليات ونوعيتها ومكانها الجغرافي في ساحةالعراق وتحقيق التنظيم انجازات معلومة خصوصا في المناطق الغربية من العراق مما رجح كفة ميزان دولة الاسلامية للعراق والشام الى جهة عملهم في العراق على حساب الساحة السورية.

 

دلالات على الصعيد السياسي:

 

1.ان القوى المعارضة السورية متنوعة الاشكال والانتمائات فمنها الاسلامي المعتدل " الاخوان المسلمين" ومنها السلفية العلمية ومنها العلمانية ومنها القومية والعشائرية ولكل من هذه القوى تنظيمات وجماهير وفصائل مسلحة وفوق ذلك برامج معلومة وهذا بالتاكيد سيتعارض مع اهداف الدولة الاسلامية في العراق والشام من حيث السعي لاقامة دولة الخلافة الاسلامية مما سيؤدي الى صدام مميت حاضرا ومستقبلا وسيؤثر ذلك على نتيجة المواجهة مع النظام السوري في حين نرى في الساحة العراقية محدودية الفصائل المعارضة وانفراد تنظيم القاعدة في العراق بنسبة العمليات الكبرى.

 

2.قد تضطرجبهة النصرة في بلاد الشام على العمل والتنسيق مع باقي القوى المعارضة في رسم المستقبل السياسي لسوريا بعد الاسد بالرغم من سعيها لاقامة دولة الخلافة الاسلامية لكن القيادة العراقية الحالية للدولة الاسلامية ترفض هكذا مبدا, مما قد يؤثر مستقبلا على تواجد التنظيم في سوريا.

 

3.كان شرط كثير من دول اصدقاء سوريا انهاء عمل تنظيم االقاعدة المتمثل بالدولة الاسلامية في العراق والشام كشرط لتامين دعم عسكري نوعي للمقاتلين.

 

4. ان التدخل المباشر لايران وحزب الله والميليشيات العراقية ,اثر ذلك على احراز النظام السوري لبعض النجاحات في جبهات متعددة وقد ادى ذلك الى قيام قيادة التنظيم العالمي على دراسة اسباب ذلك الانجاز فتم تشخيص ان من اهم اسباب ذلك هو تشتت  جهود دولة الاسلامية في العراق والشام لكبر وحجم ساحة المواجهة .

 

الاستانتاجات:

 

سوف نلاحظ وجود رأيين متناقضين يقود احدهما ابو محمد الجولاني اما الرأي الاخر فيقوده ابابكر البغدادي هذان الرأيان المتناقضان لهما مسبباتهما وهي.

 

راي ابو محمد الجولاني:

 

سيوافق ابا محمد الجولاني على قرار زعيم تنظيم القاعدة العالمي ايمن الظواهري وذلك للاسباب التالية:

 

1.عدم الرغبة في نقل التجربة العراقية القاسية الى الارض السورية

 

2.الرغبة في العمل مستقلا دون تاثير مباشر من قوى قريبة على ارض العمل

 

السورية المعارضة وعدم فرض الراي والولاء مثلما تطلبه دائما دولة العراق الاسلامية

 

راي ابا بكر البغدادي:

 

سيرفض هذا القرار وسيعمل على افشاله حتى ولو ادى الامر الى الصدام مع التيار الممثل لابو محمد الجولاني, ان اندفاع البغدادي في المحافظة على ماتم انجازه من انتشار عملي لدولة العراق الاسلامية وما سيؤمنه مستقبلا من وجود في بلاد الشام والشرق الاوسط طامحا باستلام قيادة تنظيم القاعدة العالمي وقيادتها من العراق وليس افغانستان وكون العراق الاقرب الى اغلبية ساحات عمل تنظيم القاعدة , كما ان دولة العراق الاسلامية باتت تمارس فعليا السيطرة والنفوذ على عمل القاعدة في العراق وسوريا ولبنان ,ان البغدادي بات منافسا لايمن الظواهري والذي يفقد كارزيما ابن لادن والذي يطمح البغدادي لان يحل بدله.

الدكتور

وليد الراوي

تنظيم القاعدةن وباحث في شؤ

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1480 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع