د.وليد الراوي
لقد بات لتنظيم القاعدة فوائد جمة لاحصر لها وتاتي هذه الفوائد من خلال التوظيف العملي لنتائج اعمالهم سواء كانت هذه النتائج على الصعيد التطبيقي"العمليات" او الفكرية او على الصعيد الاعلامي.
وان اول من استخدم هذه الفرصة التاريخية هو الرئيس جورج بوش " الابن" حين وظفها في التبرير لاحتلال العراق وكلنا يذكر وزير خارجيته كولن باول حيث قدم ما يدعي انها وثائق لتثبت علاقة النظام الوطني في العراق مع تنظيم القاعدة فقد قام بعرض صور لابي مصعب الزرقاوي اثناء تواجده مع تنظيم انصار الاسلام في منطقة بيارة وطويلة محافظة سليمانية حيث قام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بتزويد الاجهزة الامنية الاميركية بهذه الصور ومعلومات على انهم يعملون بالتنسيق مع السلطة العراقية , كذلك تم عرض صور " عبد الهادي العراقي" في افغانستان, هو قائد المجاهدين العرب في جبهة كابل ثم نائب امير لواء الانصار قبل 11 سبتمبر ثم القائد الميداني العسكري للقاعدة في افغانستان وهو "نشوان عبد الرزاق عبد الباقي" من سكنة الموصل وكان ضابط سابقا في الجيش العراقي ابان الحرب العراقية الايرانية.
بعد احتلال افغانستان و العراق اصبح وجود تنظيم القاعدة ليس مبررا لوجود قوات الاحتلال فحسب بل اصبح نضيرها العملي , فكانت الحرب العالمية ضد الارهاب والتي جابهها تنظيم القاعدة بالحرب العالمية ضد اميركا والغرب والتي بسبب هذه الحروب سالت الدماء البريئة في كل مكان تواجد به "النقيضان التؤامان".
قدم تنظيم القاعدة خدمة كبرى ,وكلنا يتذكر كيف تناغم خطاب اسامة بن لادن ابان الحملة الانتخابية الثانية لبوش عندما هدد بضرب اميركا وكانت نتائج هذا التصريح ان فاز بوش بولاية ثانية.
في العراق تواجد تنظيم القاعدة بقوة وكان مبررا لاستمرار احتلاله لولا مجيئ الحزب الديمقراطي للحكم في الولايات المتحدة وبذلك انهى تواجد القوات الامريكية على الارض وسيتبعها هذا التواجد في افغانستان.
اما في الثورة السورية فقد كان تواجد تنظيم القاعدة وتحت مسمى جبهة النصرة ومن ثم دولة الاسلامية في العراق والشام " داعش" سببا مباشرا في تعثر الثورة السورية ومبررا لعدم تقديم الدعم والاسناد المطلوب لها وسببا في شق صف الثوار وسببا في تشرذمهم وسببا في اندلاع الصراع بين الفصائل المتنوعة وسببا في تدخل ايران لحماية النظام الاسدي عبر ذراعها "حزب الله والميليشيات العراقية" ليتم طرح تصور جديد للصراع في سوريا على انه صراع طائفي بامتياز ووفق ذلك تمت حشود واسطفافات طائفية منذرة بذهاب المنطقة الى حرب عالمية طائفية ستعم كل مكان في شيعة وسنة.
في العراق فان تصاعد العمليات الاجرامية لتنظيم القاعدة في استهداف الابرياء الامنين سببا في تصاعد حدة النفور الطائفي وقد تكون سببا في اندلاع صراع طائفي في العراق ولو بنطاق محدود.
وما جائت دعوة المالكي اثناء زيارته الاخيرة لواشنطن في شن حرب عالمية ثالثة على الارهاب الا مبررا لتامين بقائه في ولاية ثالثة وفي تقديم تسهيلات لقوى اجنبية تعمل في ارض العراق, وبابا من ابواب السرقة واللصوصية ومبررا لتزايد موجات العنف والاقصاء والاعتقال تحت المادة 4 ارهاب.
شكرا والف شكر ...تنظيم القاعدة
الدكتور
وليد الراوي
1504 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع