
أحمد العبداللّه
كي لا ننسى جرائم أحفاد القرامطة(٣)
في سنة 2013, خاطب المجرم القرمطي(نصر الشيطان), حثالاته وأوباشه, قائلا:(إذا كان لدينا مئة مقاتل في سوريا سيصبحون مئتين، وإذا كان عندنا ألف مقاتل في سوريا سيصبحون ألفين، وإذا كان عندنا خمسة آلاف مقاتل في سوريا سيصبحون عشرة آلاف. وإذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين التكفيريين أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا، سنذهب إلى سوريا)!!. فهذا الوعيد العالي النبرة, لم نعهده من هذا الدجال اللعين خلال(عركاته الصوتية)مع الصهاينة.
وبعد حين دارت الدائرة عليهم, وسحقت إسرائيل(حزب الشيطان), وقتلت زعيمه(حسن زمّيرة), وضاقت على أوباشه الأرض. وقد كتب الكاتب السوري(إبراهيم كوكي)السطور البليغة التالية, وسأقتطف جانبًا ممّا كتبه بتصرّف؛
أتذكرون بيتي الذي استقبلتكم به أثناء(حرب تموز)2006؟, كنت أودّ أن استقبلكم به اليوم، لكنكم قصفتوه فلم يبقَ منه شيء.. كنت أودُّ أن أرسل أطفالي إلى نواصي الشوارع لينادونكم؛ بيوتنا مفتوحة لكم, كما فعلوا حينذاك. ولكن لن تجدوهم اليوم، فقد قتلتوهم في مجزرة الحولة. ابنتي التي أعدَّت لكم طبق حلوى أعجبكم في صيف 2006.. أتت سيارة تحمل علمًا أصفر، وخطفتها عند الحاجز، ثم وجدناها ممزقة وقد هُتك عرضها!!.
أمّي التي أعدّت لكم طيلة إقامتكم عندنا, الطعام، ماتت حزنًا وكمدًا على أخي الذي رأيناه في المقطع المسرّب يعذبه أحدكم حتى الموت.. كانت فقط تتمنّى أن تجد جثته لتدفنه، لكنها ماتت قهرًا.. لذا اعذروني؛ فلا أم تطبخ لكم, ولا أخ يضيّفكم!!.
أبي الذي منحكم البيت, وأمرنا أن ننام عند أعمامنا وأخوالنا، فقد خطفتموه، ثم ساومتمونا عليه. فأخذتم النقود، ورميتموه جثة هامدة.. لا أدري إن كنتم ترون وجوه ضحاياكم، لتتذكروا أنه هو من استضافكم، قبل أن تقتلوه!!.
كنتُ, واللهِ, أرغب أن أترك لكم شيئًا تقتاتون منه، ولكن لو تذكرون(مجاعة مضايا)التي كنتم تشمتون بنا وقتها، وكنتم تنشرون صور أطايب الطعام شماتةً بنا، كلّكم؛ نساؤكم ورجالكم وكباركم وصغاركم.. طعامنا في(مضايا)لم يبقَ منه شيء يوم مات الناس جوعًا حين كنتم تحاصرونهم!!.
المدارس التي كان يمكن أن تؤيكم، دمّرتموها.. المشافي التي كان يمكن أن تعالج جرحاكم, قصفتموها فوق جرحاها. لذا يؤسفني أني لن أستطيع أن أقوم بواجب الضيافة اليوم. ولكن أتسمحون لي أن أسأل؛
حين كنتم تقتلوننا, تقولون؛ أننا نقف في طريقكم أمام الصهاينة، فهاهم الصهاينة.. فلِمَ هربتم منهم؟!.. في بلادنا كنتم شجعانا تحملون السلاح، تدخلون المعارك، تقاتلون.. ألم تكونوا أبطالًا في حمص وحلب؟!, ما لي أراكم اليوم تهربون؟. خضتم معركة طاحنة لـ(تحرّروا)القُصير من أهلها، ما لكم اليوم لا تحمون بيوتكم في الضاحية؟!.
أفنيتم أهلنا, وقتّلتم شبابنا, وهدّمتم بيوتنا, وذبّحتم أطفالنا، كي تتفرّغوا لقتال العدوّ كما تزعمون.. فها هو العدو الآن أتاكم, وها هي الساحة مفتوحة أمامكم, ليس بينكم وبينه ما يمنعكم.. فأين أنتم منه؟!.
أخذتم بثأر الحسين وزينب, وريّا وسكينة, حتى لم يبقَ أحد لم تأخذوا بثأره.. ولكن ما بال الصهاينة اليوم يهجّرونكم مرة ثانية وثالثة, ويدمّرون بيوتكم ويقتلون شبابكم ويغتالون قادتكم، وكل ذلك أمام عيونكم.. ولا يوجد هنالك(ثارات)!!.
***
يذكر أحد المجاهدين السوريين الذين شاركوا بمعارك غوطة دمشق بمواجهة مقاتلي(حزب اللات)؛ إن قتالهم كان مختلفا عن قتال جيش الأسد النظامي، فهم أكثر خبرة وتنظيمًا، وأشدّ شراسة وتصميمًا على قتالنا. لأنه تحرّكهم العقيدة الدينية في القتال، وليس فقط الواجب والأوامر.

شاهد على خسّة وإجرام أحفاد القرامطة المجوس؛ أحد محتجزي سجن(صيدنايا) المرعب, وهو على حافة الهلاك بسبب التجويع والتعذيب, والذي تم تحويله للمشفى لاستخراج أعضائه الداخلية وبيعها. إن سجون النظام النصيري وأفرعه الأمنية ستروي للأجيال القادمة؛(حكايات رعب ليس لها نهاية)!!. ويروي معتقل اسمه(معتصم), للـ(الجزيرة نت)؛إنه حين دخل السجن في 2011، كان وزنه(98)كلغم، وبعد خروجه منه بعد ثلاث سنين نقص لـ(42)كلغم!!. ويضيف؛(كانت الجثث تشبه المومياء، وكأنها محنّطة…كانت عبارة عن هيكل عظمي مكسو باللحم يمكن أن يتفكّك في أي لحظة)!!.

تحت شعارات(يا لثارات الحسين)وصرخات(لبيك يا زينب)؛ قتل أحفاد القرامطة مئات الألوف من السوريين والعراقيين والفلسطينيين واليمنيين, فقط لأنهم سُنّة. ولم يرحموا شيخًا كبيرًا,ولا طفلًا رضيعًا. وأحيانا يكون القتل على مجرد الإسم!!.

يقوم أحفاد القرامطة بعمليات منظمة ومستمرة لغسل أدمغة قطعانهم من الرعاع, ابتداءًا من مرحلة الطفولة. إذ يقوم المعمّمون الدجالون بحقنهم بالخرافات, لتأجيج براكين الحقد والكراهية والبغضاء في نفوسهم على أهل السُنّة جميعا, بزعمهم؛أنهم(نواصب وأحفاد يزيد وقتلة الحسين)!!.
أحفاد القرامطة يشعرون بلذّة ونشوة وسط أجواء الموت والقتل والدماء والتمثيل بالجثث وحرقها. وتستهويهم الاستعراضات والتقاط الصور في تلك الأجواء, للتنفيس عن نفوسهم المريضة التي أكلها الحقد على المسلمين. وفي الصورة التالية يظهر اللواء المجرم(غسان اسكندر طراف), وقد فرغ لتوّه من إزهاق أرواح العشرات من الأنفس البريئة في واحدة من مجازره في محافظة دير الزور. وخلفه يظهر أحد جنوده وهو يقوم بعدّ جثث الضحايا, والتي تظهر علامات التعذيب واضحة عليها. وهنا يعطي(تمام خبر)لرؤسائه ليحصل على المكافأة!!.

(سجن صيدنايا)؛أحد أبشع السجون في التاريخ, والذي وصفته منظمة العفو الدولية في تقرير لها, بأنه؛(المكان الذي تذبح الحكومة السورية شعبها فيه بهدوء)!!.

وقد اشتهر بمكبسته التي يتم فيها سحق جثث المشنوقين, أو الذين يموتون تحت التعذيب, وذلك لإخفاء معالم الجريمة. وربما تتم عمليات الكبس لمعتقلين أحياء, فأحفاد القرامطة تفنّنوا في الإجرام.
أكثر من ستين فصيلا من أحفاد القرامطة في العراق, انخرطوا في حرب الإبادة الشاملة ضد أهل السُنّة في سوريا, تضم عشرات الآلاف من المقاتلين المعبّئين طائفيا. وهذا بخلاف القطعان التي آزرتهم من شيعة أفغانستان وباكستان وإيران,...الخ. وجميع هؤلاء يعتقدون؛إن ظهور دجالهم الغايب في السرداب لا يتحقق إلّا بقتل أكبر عدد من السُنّة!!!.

لا توجد مِلّة على وجه الأرض أكثر خبثًا ولؤمًا من الفرس المجوس. وقد ابتُليت الأقوام المجاورة بشرورهم عبر آلاف السنين. ومنذ تأسيس الدولة الصفوية في إيران عام 1500, تبعهم معظم الشيعة في الدول المجاورة, بموجب عقيدة دينية مغرقة بالحقد والعدوانية والتكفير. وقد انعكس ذلك على الأمثال التي قيلت عنهم, من قبل كثير من الأمم والشعوب.

المجرم(قاسم سليماني)كان القائد الذي كلّفه(خامنئي)بحرب الإبادة على أهل السُنّة في العراق وسوريا بشكل خاص, لإقامة(الإمبراطورية الفارسية). واستمر سادرًا في إجرامه حتى هلاكه في عام 2020. وبعد موته عملت له قناة الجزيرة(لطمية), وصفته فيها بـ(النجم اللامع)و(مهندس معارك إيران). وسمّت جرائمه في سوريا والعراق واليمن؛(بصمات)!!.

خلال فترة حكم المجرم بشار ووالده لأكثر من نصف قرن, كانت جبهة الجولان مع الكيان الصهيوني الأكثر هدوءًا, ولم تُطلق منها طلقة واحدة على العدو, رغم إن هجمات إسرائيل على سوريا لم تفتر. وكان الرد الأسدي الوحيد هو اللازمة الكلامية التي لم تتبدّل طوال هذه المدة, وهي؛(نحتفظ بحق الرد)!!. هلك حافظ وسقط بشار, ولم يقع الرد الموعود!!.

كان الكيان الصهيوني اللقيط هو الخاسر الأكبر من انهيار الحكم الأسدي, لأنه افتقد(كلب الحراسة)الذي حمى حدوده لـ(55)سنة. وقد عبّر عن هذه الحقيقة رئيس وزراء الكيان, بقوله؛(الإطاحة ببشار الأسد لم تكن في صالح إسرائيل)!!.


1110 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع