صديق المجلة ـ بغداد
بين الضجيج والصخب والانفلات كانت طهران مستباحه للغوغاء وهروب افراد الجيش والامن وسرقة السلاح الذي اصبح متاحا للجميع و بايادي غيرامينه من المدنيين ,,
خلال هذه الزوبعه التي كانت تدار من داخل السفاره الامريكيه في طهران ومن قبل الجنرال ( هاوتزر ) قائد المنطقه الوسطى شخصيا وفي هكذا وضع شاذ ومرتبك وفي شباط عام 1979 وصل خميني على متن طائره اير فرانس خاصه بعد خمسة عشر سنه في المنفى صامتا ساكنا قدم في اواخرها بضع اشرطة كاسيت محشوه بالكلام المؤدلج مع التركيز على المظلوميه الشيعيه التي رافقت الشيعه منذ قرون حتى اصبحت زادهم اليومي بالاحزان وحتى في الافراح ..
وفي حزيران 1989 ودعوه بمثل ما استقبلوه بحشود كبيره وقد وضع في نعش زجاجي كي يتاح لمودعيه رؤية وجهه الذي كشف على خلاف التقاليد المرعيه واستغل هؤلاء الموقف ليعيدوا مسلسل المظلوميه باللطم والضرب على الرؤوس والعويل لمفارقة امام الامه وكأنهم يشيعون الامام الحسين عليه السلام ومن شدة الشوق هاجم المشيعون النعش الذي وضع وسط اكبر ساحه في طهران ليكسروا النعش ويتهافتون عليه كل منهم يريد قطعه من كفنه ليتبارك بها وتكفيه وعائلته شر القضاء والقدر الذي كتبه الله سبحانه وتعالى ومن كثرة الازدحام على النعش بات خميني بدون رداء وبانت عورته امام الناس .
وعنما رأى المتاجرين بالدين والقضيه الشيعيه والمظلوميه هذا الاقبال المنقطع النظير قرروا بناء مرقد فيه اعلى واكبر قبه وطليه بالذهب والفضه واطلق ابنه احمد اسم (روح الله) ( تسميه اطلقت من قبل الله سبحانه وتعالى على المسيح بن مريم عليه السلام )هذا الاسم على هذا البناء وبارتفاع واضح غطى على مرقد الرضا والسيده المعصومه وقد كلف ذلك المزار سبعة مليارات دولار في بلد يشكو من البطاله وفيه اكثر من خمسة ملايين عاطل وثلث الشعب الايراني تحت مستوى خط الفقر ومثلهم هاربين خارج البلد لاجئين في دول مختلفه ..
الثوره الايرانيه كما يسميها الغرب والشرق والاسلاميه كما يحلو لمناصيرها قد اختلف فيها الكثير وكتب عنها الكثير بين محب اعمى وكاره وبين كليل العلم وبين ناضج وسبق ان اشرت في احدى مقالاتي ان ما حصل في ايران لم يكن ثوره بمعنى المصطلح وانما كان نوع او تجربه لاول عمليه فوضى في المنطقه وكانت تجربه اعقبتها تجارب كا نراه حاليا من ما يسمى الربيع العربي ( الفوضى الخلاقه ) التي طبقت في افغانستان والعراق بالقوه العسكريه وفي باقي الدول باسلوب التظاهر والاقتتال الداخلي وتدمير البنى التحتيه ولذلك فأن مصطلح الثوره لاينطبق على ماجرى في ايران كما كان ينطبق على الثوره الصينيه او الروسيه او الكوبيه او الجزائريه..
يقول هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا السابق حول الاحداث في ايران مانصه ( ان الشاه كانت لديه من الوسائل ما يستطيع به السيطره على الموقف والبقاء في السلطه عشرة سنوات اخرى ولكن عدم تيقنه من حقيقة الموقف الامريكي والرسائل والمواقف المتضاربه للرئيس الامريكي وحكومته هو الذي جعل قوة الشاه تنهار ) ..
يقول الدكتور شريعة مداري ( ان ماحصل هو لاشعال الحرب بين السنه والشيعه وابعاد المسلمين عن معركتهم الرئيسيه وهي فلسطين )
كان بامكان القوى العظمى ان تجعل من خميني ارهابيا متطرفا ومتشددا ولايتماشى مع العصر كما فعلت مع العديد من رجال الدين ولكنها جعلته ثوريا ومناضلا وهم اعلم بحقيقة ذلك ولكنهم متفقون على انه سينفذ ما يريدون .
كلنا يتذكر كيف اصبح الشاه في ليلة وضحاها منبوذا لاتقبله اي دوله وغير مرحب به في اي مكان وتخلت عنه امريكا وهو الابن المدلل في الشرق الاوسط وعصا امريكا الغليظه في الخليج .. الم يتسائل الناس لماذا هذا الموقف من الشاه ؟؟ ولمصلحة من ؟؟
لقد انهت الاحداث في ايران مفهوم الدوله العصريه وطمست اكثر مكاسب الشعب الايراني التي حصل عليها في عدة عقود من الزمن ليأتي الى سدة الحكم مجموعه من الجهله وانصاف المتعلمين لايفقهون من السياسه سوى بضع كلمات تثير العاطفه الدينيه والحماس والحزن ولذلك شهدت السنوات العشره الاولى من حكم خميني اضطراب واضح وعمليات قتل مبرمجه وتهجير وازدياد في رداءة الوضع الاجتماعي والمعيشي وتدهور الاقتصاد وتخلف الجيش والامن وقد تم خلالها ابعاد العناصر الكفوءه خارج الحكم والاعتماد على المعممين كما هو حال خامنئي ورافسنجاني ومنتظري وخلخالي وغيرهم حتى وفاة خميني حيث بدأت تتبلور فكرة التغيير وتحديد المسار
الذي لم يكن يختلف عما كان الشاه محمد رضا بهلوي يقوم على انجازه ولكن الان اصبح بعمامه بدلا من التاج وعادت نفس النغمه العنصريه الفارسيه والخطط الخاصه باجتياح البلدان المجاوره ولكن هذه المره عن طريق اتباع المذهب الشيعي على اختلاف عقائدهم والتي قد تصل اكثر من عشرة فرق يكفر بعضهم البعض ولكل منها معتقداته الخاصه واسلوبه الخاص بالنظر الى الدين ومهدي خاص به ..
عادت نغمة احتلال البحرين والحق الفارسي فيها كما كان يدعو شاه ايران وتغيرت خريطة الشاه التوسعيه التي سماها ايران الكبرى لتظهر لنا خريطه جديده هي خريطة الهلال الشيعي وظهرالعداء للعرب نهارا جهارا وخاصة للمملكه العربيه السعوديه والعراق ومصر وبدأت عمليات تثقيف مؤدلجه بعد صرفت ايران اكثر من خمسين مليار دولار على التثقيف للمذهب الشيعي المحرف والقنوات الفضائيه والكراسات والكتب والاغراء بالاموال وتصيد السذج او الفاشلين من هنا وهناك ومعظم هؤلاء من الشاذين على مستوى الاخلاق والتصرف ..
لقد عاد الحديث مرة اخرى بحقوق دوله فارس في العراق وفي الكويت والبحرين والسعوديه وسوريا ولبنان ولكن عن طريق عملاء جدد كانوا في السابق يتبعون للسافاك الامبراطوري واليوم يتبعون فيلق القدس وقاسم سليماني ولكن لم تتغير الاهداف ,, واليوم شهدت المنطقه تطور جديد وهو ان العملاء لايران باتوا معروفين وواضحين على خلاف ماكانوا عليه سابقا وهم يجاهرون بعمالتهم بدون حياء ولاخوف تحت ستار الدين والمذهب ونصرة آل البيت والكثير من هذه الشعارات التي افرغت من محتواها وباتت باهته ليست لها لون ولا طعم ولارائحه سوى الطمع الفارسي المتأصل في نفوس هؤلاء الذين وان تبدل تاجهم وشاههم الساساني بعمامه سوداء مزوره فارسيه فان كلا النظامين السابق والاحق هما وجهان لعمله واحده وحتى لانطيل كثيرا في الحديث نقول كلمه اخيره وهي :
ان الانظمه العالميه الغربيه والصهيونيه العالميه تساندها المنظمات المسيحيه المتشدده كلها تعمل لاستبدال الدين الاسلامي بمجموعه اسمها الاسلام الجديد وهر صناعه امريكيه وصهيونيه تطوع الايرانيين وعملائهم وبعض ممن يدعون الاسلام في مصر وتركيا وهنا وهناك ان يمثلوا هذا الدور ولكن هؤلاء هم اشد اذى ووطأة على الاسلام من اعدائه المعروفين ولكي يحاربوا الاسلام تحت لافتة الارهاب لم يجدوا افضل من ايران واتباعها تنفذ لهم ذلك الهدف باسم الدين والدين منهم براء لقاء مكاسب تعيد لفارس امجادها وفق الاهداف القوميه الفارسيه التي يطالبون بها علانية في داخل ايران وخارجها ...
الم يكتشفوا لحد الان بعد اكثر من 33 سنه على ان ماحدث في ايران ليس ثوره وانما تغيير امريكي للوجوه كي تتلائم مع الخطط الجديده للشرق الاوسط والتي بدأت من ايران ..
الم نكتشف بعد ان العمامه الفارسيه هي نفس التاج الساساني بل هي اسوء منه ..
نحتاج لاعادة النظر بالوضع الحالي من قبل كل العرب والمسلمين حكومات وافراد وجماعات فأن الخطر لن يترك احدا الا ومر عليه ...
1489 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع