لا حماس ولا عباس الشعار الذي يكشف النوايا من قمة النار

بقلم : اللواء الملاح الركن المتقاعد فيصل حمادي غضبان
٩ ايلول ٢٠٢٥

 لا حماس ولا عباس الشعار الذي يكشف النوايا من قمة النار

( كشف المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أن العملية التي نفذها الجيش في الدوحة، ظهر الثلاثاء، أطلق عليها اسم "قمة النار".واستخدم أفيخاي أدرعي وسم "قمة النار" على حسابه الرسمي بموقع إكس.وأعلن الجيش الإسرائيلي، بشكل رسمي، عن تفاصيل الضربة التي وجهت لقادة من حركة حماس، في الدوحة، وعلى رأسهم خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة، ظهر الثلاثاء.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي والشاباك "هاجم من خلال سلاح الجو قبل قليل بشكل موجه بالدقة قيادة حركة حماس".وجاء في البيان: "قادة القيادة الحمساوية الذين تم استهدافهم قادوا أنشطة حماس على مدار سنوات ويتحملون المسؤولية المباشرة عن ارتكاب مجزرة السابع من أكتوبر وإدارة الحرب ضد إسرائيل )

١. المقدمة : اكثر من ١٥ طائرة مقاتله طراز F35 اسرائيلية شاركت بالهجوم على قيادات حماس في الدوحة.. تم قصف عاصمة عربيه حليف قوي لامريكا وصديق مهذب لاسرائيل أمام أعين الأسطول الخامس في الخليج العربي والدفاعات الجوية الخليجية المتطورة التي صمتت صمت القبور …ماذا يعني ذلك قد يكون آخر طعنة سكين يُغرس في عنق القضيه الفلسطينيه كما انها رسالة واضحة جداً الى من يظن أن الدعم أو المراقبة كافية، قد يكتشف أن الضربات تأتي بلا تحذير، وبلا ثمن فوري يُحاسب فيه المعتدي الذي يصول ويجول.قد يكون ذلك بمثابة.رسالة استباقية للاخرين حيث استهداف الدوحة، وهي إحدى العواصم العربية التي ترعى الحوار الفلسطيني وتدعم مسار التسوية، الغرض أن هناك من يريد إرسال رسالة مباشرة الى من يسعى لأي دور لحل سياسي سيُدفع ثمنه مبكراً.

٢. الهجوم قد يستهدف التأثير على أجواء اجتماع الأمم المتحدة المرتقب رالمحتمل فيه طرح مشروع الاعتراف بحل الدولتين ليس تفصيلاً عابراً، بل يحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة تشير الى ان الهجوم في توقيته يخدم هدف خلط الأوراق قبل الجلسة لتقويض المناخ السياسي وإرباك النقاش الدولي أما البعد الرمزي للعمليه يشير الى أن الملف الفلسطيني لم يعد محصوراً بغزة أو الضفة، بل أصبح ساحة اختبار إقليمي ودولي، الى كل وسيط أو داعم للحل سيدفع فاتورة سياسية أو أمنية.

٣. تصفية حسابات إقليمية: الدوحة تمثل منصة حوار بين أطراف متعارضة (حماس، السلطة، أطراف دولية)، والهجوم عليها قد يكون جزءاً من ضغط إقليمي لإضعاف هذا الدور.الهجوم على الدوحة يبدو وكأنه ضربة وقائية سياسية هدفها تعطيل أو إضعاف الطريق نحو أي اعتراف دولي بحل الدولتين، عبر تخويف الأطراف الداعمة ودفعها للتراجع أو الحذر.
٤. من المعيب الاستنكار : أين قوة التعاون الخليجي
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة كشف ضعف الموقف الجماعي والاكتفاء ببيانات الاستنكار لا يليق بمنظومة أنشئت أساساً لحماية أمن الخليج والدفاع عن عواصمها.اليو تُختبر تلك القوة مع السؤال هل يبقى اطارا بروتوكوليا واجتماعات شكلية أم أنه قادر على ترجمة شعاره إلى فعل يردع أي اعتداء على دولة عضو إن صمت القوة الخليجية أمام ما حدث اليوم لا يعني فقط إهانة لدولة بحد ذاتها، بل يضع علامة استفهام على جدوى المجلس بأكمله. فإذا لم يدافع البيت الخليجي عن نفسه، فكيف له أن يكون لاعباً إقليمياً.

٥. تصريحات ترامب : التي يُظهر فيها لهجة إيجابية اتجاه حماس يمكن قراءتها من زاويتين:
أ. خدعة سياسية:ترامب بارع في استخدام التصريحات المتناقضة لكسب أوراق تفاوضية.
ب. قد يكون هدفه استمالة الرأي العام العربي والإسلامي أو الضغط على إسرائيل والسلطة الفلسطينية في ملف أوسع.هذه الطريقة أسلوب معتاد لديه عندما يوزّع إشارات إيجابية، لكنه عند التنفيذ يعود لمصلحة إسرائيل.
ج . ضحك على الذقون:إذا لم تُترجم التصريحات إلى خطوات عملية (رفع حصار، دعم سياسي، اعتراف)، فهي مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي.أي موقف من ترامب يجب أن يُقرأ في سياق حساباته الامريكية، لا في نوايا إنسانية أو سياسية مستقلة.

٦. الخلاصة: كان الهجوم درساً قاسياً وخطوة تتجاوز حدود القوة الحقيقية تُقابل بردّ أشد من المتوقع ، وأحياناً تتحول الطموحات إلى فخاخ لا مفر منها.ترفع إسرائيل اليوم شعارها الجديد: “لا حماس ولا عباس”، في إشارة واضحة إلى أنها لم تعد تعترف بأي تمثيل فلسطيني، لا مقاومة ولا سلطة.هذا الشعار ليس مجرد دعاية سياسية، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة عنوانها إنهاء مفهوم الردع واستبداله بسياسة الإرغام.مع تجريد الفلسطينيين من كل أوراق القوة، سواء كانت عسكرية أو سياسية او حتى تعاطفاً انسانياً وبنفس الوقت شكلت إحراج لا يستهان به الى الدول المطبِّعة التي انكشفت عوراتها، إذ تحوّلت من الحديث عن “السلام” إلى شراكة في الضغط على الفلسطينيين فكان الهجوم الاسرائيلي على قطر لم يصب الأرض فحسب، بل انتهاك لكرامة العرب ومشروع السلام.إسرائيل اليوم حصان هائج بلا لجام، والمشهد يزداد تعقيداً، والسيناريو الأخير في المعادلة يبدو التدمير والتهجير بلا رحمة.من المتوقع ان يزداد تطاولها على عواصم عربية وحتى اسلامية. مع احتفالية نقل السفارة الامريكية الى القدس لكن خلف الأعلام والقصور الدبلوماسية، تختفي الحقيقة القدس مدينة الصمود اصبحت شاهد على الهزيمة الفلسطينية، ورسالة تقول أن من يملك القوة يفرض المصير، ومن لا يملك سوى الحق يبقى مراقباً صامتاً. الهجوم على قطر كشف هشاشة الأمة أمام التحديات الكبرى. كيف نفسر أساطيل ومعدات متطورة، وبيانات استنكار لا تُحرّك ساكناً…والأرض تُقصف أمام أعين الجميع، فتبدو القوة مجرد شعار، والكرامة مرهونة بصمت مؤلم لا يليق بتاريخ أمة كانت يوماً رمز الشموخ والصمود واليوم، الخوف ليس على الأرض الفلسطينية وحدها، بل من ان تتوسع إسرائيل خارج حدودها الجغرافية، لتصبح كل المنطقة ميداناً لصراع وجودي يهدد الأمن والسيادة. مقولة إسرائيلية تتردد في الظل: “من الفرات إلى النيل”…ليست مجرد كلمات، بل رؤية توسعية بلا هوادة، تهدد الأمن القومي العربي، وتحذر من أن أي تقاعس أو صمت سيجعل المنطقة فريسةً لمشروع بلا حدود.الأمة التي تأكل نفسها تصبح فريسة سهلة لكل معتدٍ.ضعف الوحدة الداخلية يُسهّل التدمير الخارجي، ويجعل القيم والكرامة عرضة للاستباحة….عاشت فلسطين حره عربيه.. الذل والعار للمتخاذلين واليخسأ الخاسؤن.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

757 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع