أحمد العبداللّه
(وفيق السامرائي) ..الخؤون الغدّار
وفيق عجيل(اللّا سامرائي), إذ لفظته هذه المدينة العريقة التي رفدت العراق بالرجال والقادة والعلماء, وتبرّأت منه عشيرته بل وحتى عائلته, هو شخص انتهازي غدّار وخسيس, لا يتورّع في سبيل مصلحته الشخصية أن يضع نفسه في خدمة إبليس لأجلها.. نرجسي ومتعجرف ولا يمتلك قيمًا ولا أخلاقًا, ويميل حيث الريح مالت. ويروى الكاتب والسياسي العراقي المعارض وابن مدينته؛ماجد السامرائي: إنه رفض عرضًا من وفيق عام 2002, بتأليف كتاب(شتائمي)عن صدّام حسين مقابل مبلغ خمسين ألف دولار يدفعه الكويتيّون, كما فعل هو عند تأليف كتابه السيّء؛(حطام البوابة الشرقية)!!.
وهو في الوقت الذي يمتدح شخصا ما, لديه مصلحة عنده, فإنه في اللحظة نفسها, يشحذ خنجر الغدر ليطعنه في الظهر, متى انتفت حاجته له. هو مخلوق وضيع, ويبصق في الإناء الذي يأكل منه..التملّق للقوي؛ دينه وديدنه.. شخص وصولي, تمكن من التقرّب للرئيس صدّام حسين من خلال مرافقه(حسين كامل), وعن طريق هذه العلاقة التي تستند لمشتركات فيما بينهما, كان يتآمر على رفاقه وزملائه من قادة جيش العراق. وكسر كثيرًا من رقاب الأبرياء, فـ(خط خدمته)سار على رؤوس وأشلاء كثير من الضحايا.
وكان أحد(ضحاياه)بعد احتلال البلاد هو الفريق صابر الدوري, زميله ومديره السابق في الاستخبارات العسكرية, وكان سببا في الحكم عليه بالسجن مدى الحياة في(قضية الأنفال). إذ قام وفيق بتسليم وثائق منتقاة للأمريكان وحجب الوثائق التي تدينه هو. وأعتقد إن الفريق صابر الدوري كان يلمّح إليه عندما قال في المحكمة, وهو يروي حديثا عن(أحد)زملائه الضباط القادة, وهو يتساءل أمامه؛هل سيأتي يوم سنُحاكَم فيه لأننا دافعنا عن وطننا ضد العدوان الفارسي على بلادنا؟. فكانت إجابة الفريق صابر لزميله؛(هذا لا يمكن أن يحدث إلّا في حالة واحدة.. وهي عندما تحكم إيران العراق)!!.
وعكس ما أشاعه هو عن نفسه, فهو ضابط فاشل, وتوقعاته الاستخبارية كان معظمها خائبًا, كحاله, وجلبت النكبات على الجيش العراقي في معارك عديدة. وربما ستكشف الأيام إن(وفيق)كان عميلا لإيران, وعينًا لها في العراق.
وبعد أيام قليلة من احتلال العراق, عاد(وفيق)إلى سامراء عن طريق أربيل وبحماية أمريكية, ووقف في إحدى ساحات المدينة خطيبًا في حشد من أهلها, وقال؛لقد(قرّرنا)أن تكون مدينتكم محافظة تحمل اسم(سُرّ من رأى)!!.
ولكن بعد فترة قصيرة, اكتشف(السوامرة)إنهم وقعوا ضحية مقلب وخازوق (عبچلي)!!, فطردوه من مدينتهم, فالتجأ لـ(ضخامة الرئيس مام جلال)الذي عيّنه مستشارًا. ثم فرَّ إلى لندن بعد اتهامه بقضية الأنفال, وتمت مساومته من قبل الحثالات الحاكمة؛ نُخرجك من القضية كالشعرة من العجين, ويجري عليك راتبك(الدسم)برتبتك الجديدة, مقابل أن تنفذ ما نطلبه منك. فانصاع لهم, وجعل من نفسه أضحوكة وهو يظهر على القنوات الفضائية مدافعًا عنهم باستماتة, ويكيل المديح للـ(مجاهد أبو حسن)!!, الذي كانت ميليشياته الإجرامية الطائفية تفتك بسامراء وأهلها, ومناطق السُنّة الأخرى.
ولكن كل تلك(الخدمات الجهادية)لم تنفعه, فقد رمته حثالات إيران كما ترمى القمامة, بعد أن امتطوه زمنًا, واستخدموه ضد بلده وقومه. فقضى سنواته الأخيرة في بلاد الانكليز ذليلا حسيرًا وقد فتك به مرض عضال يأكله رويدا رويدا, لينال نصيبه من عذاب الدنيا, حتى قضى عليه الموت في سنة 2022, ودُفن فيها وانطوت صفحته, ولكن عار الخيانة سيبقى يلاحقه إلى أبد الآبدين. وعند الله القادر العظيم تجتمع الخصوم, في يوم لا ينفع فيه مال ولا جاه. ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
478 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع