اللواء الملاح الركن المتقاعد فيصل حمادي غضبان
بتاريخ 16 تموز 2025
سوريا بوابة التقسيم والعرب أمام مفترق البقاء
١. المقدمة : مع تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، وتحديدًا على البنية الأمنية والعسكرية للدولة ومع التصريح الصريح لمسؤول إسرائيلي بأن تلك العمليات تتم بتفاهم مسبق مع الولايات المتحدة الأمريكية، بات واضحًا أن ما يجري في سوريا لم يعد مجرد استنزاف عسكري بل تقسيم سياسي بغطاء دولي.إننا أمام مشهد بالغ الخطورة، لا يُهدد سوريا وحدها، بل يُنذر ببدء تنفيذ خارطة شرق أوسط جديد تُرسم من فوق خرائب الدول وتحت صمت العواصم.
٢. الحقائق فيما يحدث للمنطقة اليوم:
أ. سوريا تُضرب بشكل ممنهج لتُقطّع جغرافيًا وتُفتت سياسيًا.
ب. لبنان يُجفف اقتصاديًا ليُساق نحو الارتهان الأمني.
ج . العراق يُرهَق داخليًا ويُستنزف خارجيًا.
د. إيران تُستدرَج للحرب… لتُستنزف وتُضعف.
٣. التفاهمات الدولية ورسالتها المقصودة :
اصطفوا أيها العرب… إما أن تكونوا على مسار الشرق الأوسط الجديد، أو تُمحَوا من معادلاته.وهنا، لا بد أن نقولها بوضوح السكوت العربي عن ما يجري في سوريا هو تفريط جماعي في الأمن القومي العربي.ومن لا يرفض تقسيم دمشق اليوم… سيرى بغداد وصنعاء وبيروت على نفس الطاولة غدًا. يامن تظن انك ببعيد عن النار تذكر ان الثور الاحمر لم يؤكل بعد ولاكنه وحيدا في الساحة بعد ان أكل الابيض والاسود عليكم ان تستوعبوا التحذير الاستراتيجي وبنداء من السماء هي ليست مجرد قصة تراثية، بل قانون سياسي قاسٍ ينطبق على ما يجري في الشرق الأوسط اليوم حين سُمح بضرب سوريا، سقط “الثور الأسود”.حين تُرك لبنان بلا غطاء، بدأ التهام “الثور الأبيض”.القادم العراق قد يكون “الثور الأحمر”… ينتظر دوره، إن لم يتحرك قبل فوات الأوان.وإلى كل من لا يزال يرى في العروبة عمقًا لا يُقاس بالجغرافيا ولا يُشترى بالمال حافظوا على ما تبقّى من الخرائط قبل أن تُصبح العواصم رمادًا، ولا تكونوا شهود صمتٍ في زمن الانهيار.
٤. هذيان من صدمة الواقع : سوريا لا تُضرب فقط… بل تُقسم بالسكين الباردة وما يجري ليس نهاية دولة، بل بداية خارطة.الهجمات المتكررة في سوريا، بالامس على محيط دمشق والجنوب واليوم مدينة السويداء والقصر الجمهوري لم تعد مجرد ضربات عسكرية… إنها هندسة نارية لحدود سياسية جديدة، تُرسم بالنار والصمت والتفاهمات الغامضة وكما صرح مسؤول اسرائيلي بذلك وهنا تبان الحقيقة الكبرى سوريا ساحة تقسيم متفق عليه، ولا خلاف . العرب امام خيارين أمآ الاصطفاف في مسار الشرق الاوسط الجديد او التحول الى بقايا شعوب على خرائط مصطنعه وأن قطار الشرق الاوسط الجديد سائر ولا ينتظر الرأي بل ينتظر لحظة سقوط أمة يقال كان لها تاريخ وحضارة وامجاد وكانت تسمى خير أمة أخرجت للناس . صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة عبارة نبوية خالدة، قالها الرسول ﷺ تضامنًا مع آل ياسر الذين عُذّبوا في مكة في بدايات الإسلام، فكانت رمزًا للصبر الثابت على المبدأ في وجه الطغيان.صبرًا دعوة للتحمّل، لا خنوعًا بل ثباتًا.آل ياسر”: كل مظلوم طُحن بين حجري الجغرافيا والسلطة.فإن موعدكم الجنة”: وعدٌ بأن ما يُنتزع في الأرض يُعوّض في العدل الأعلى..شتان بين صبر ال ياسر وعدوا بالجنة وصبر المتخاذلين وعدوا بالذل والهوان ..
792 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع