د.سالم مجيد الشماع
1/7/2025
مقال بدءٌ جديد مع لوحة تشكيلية زيتية
بدء : اسمٌ يعني اول كل شي .
بدءٌ جديد اي بداية جديدة .
جاء في سورة الروم اية ١١ (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فالله كما هوه قادرٌ على بدايتهِ فهو قادرٌ على اعادته يوم القيامة للحساب .
بدءٌ جديد ياتي غالباً بعد فشلٍ واحباط وهي حالةٌ تحدث على أصعدةٍ عديدة مركزهَ تأخذنا الى مواضيع تحكم البشرية ، فعلى صعيد المجتمعات تحدث بعد كارثةٍ طبيعية وهي انواع مثل كوارث ارضية من زلازال وبراكين وانهيارات ثلجية او مائية مثل تسونامي ، فالكوارث الطبيعية هي الاكثر تدميراً في تاريخ البشرية ومثال ذلك عاصفة غالستون ( gallstone , Texas ) سنة ١٩٠٠م اما الكوارث غير الطبيعية فمن صنع البشر مثل الحروب وهي ايضاً كثيرة نذكرُ اهمها باعتبار خسائر ايٍ منها يبلغ المليون فما فوق (عددها ٣٠) مثل :
-الحرب الاهلية الامريكية ١٨٦١-١٨٦٥ ( قارب المليون ضحية )
-حرب الخلافة الاسلامية ١٧٠١-١٧١٤ ( ٩٠٠ الف شهيد )
-حرب تحرير بنغلادش ١٩٧٦ ( ثلاثة ملايين ضحية )
- حرب العراق ٢٠٠٤-٢٠١١ ( اكثر من مليون وربع شهيد )
-الحرب العالمية الاولى ١٩١٤-١٩١٨ ( عشرون مليون ضحية )
-الفتوحات الاسلامية في الهند في القرنين الثاني عشر - السادس عشر (خمسة ملايين شهيد )
وهناك بدء جديد بعد فشل اعمال اقتصادية لمؤسسات دولية او مشاريع اقتصادية عالمية حدثت على الصعيد الاقتصادي في المجتمعات الصغيرة وهي كثيرة مثل أعمال الشركات في معظم دول العالم .
وهناك بدء جديد محدود على الصعيد العائلي في كل دول العالم تحدث باعداد كبيرة لا تصدق بخسارتها لان انفراط عقدها يسبب فقدان مالي ونفسي وقد يجرها الى خلافات عائلية أو عشائرية او يؤدي الى عديد من حالات العنف قد يبلغ الموت ،وابلغ الخسائر هي العلاقات الانسانية الطبيعية التي تسود المجتمع و تفقد فعاليتها وهي الشعور بالسعاده ،وكثرتها سوف تطال الاولاد او العشائر اوالاخرين ويسري بين الناس شقاءٌ وعدم الرضا في المجتمع وتنحسر السعادة عن الناس وهذا الشعور المتدني في اي مجتمع قد يصل الى اعلى مستوى في القائمين على حكومات الدول ( عادةً في دول العالم الثالث ).
ولعل ما حصل مؤخراً في سوريا بعد سقوط نظام بشار الاسد واشتداد العداوات بين من كان معه واخرين مع الشرع اضافةً الى ان الحالة الاقتصادية والامنية كانت متدنية جداً ولا نعلم ما سيحدث بعد ذلك .
اما ما يحدث في غزة فهي الكارثة الانسانية التي ليس لها مثيل منذ قرن او يزيد في العالم المتحضر ، كارثة حقيقية انسانية ( يحس بها كل دول العام الا قلة ) يحاولون وقف دولة اسرائيل من قتل المدنيين يومياً وخاصةً الاطفال بالرغم من توصيات الامم المتحدة ولازال الموقف بعيداً عن ذلك ولا زالت الانسانية تداس بالقتل ومنع الطعام عن اهل غزة والترحيل اليوم من مكان الى اخر .
ليس هناك شك بان الامم المتحدة لديها دستور وقوانين وقرارات تعمل بها ولكن الدول التي تحكم العالم مقسومه على قسمين احدهما يحكمه الولايات المتحدة الأمريكية والاخرى مع روسيا والصين والجانبان يعملونَ حسب مصالحهم وقد يغضون البصر عن ما يحدث من نزاعات ضد الانسانية .
وكما يعلم الجميع ان الامم المتحدة كانت قد ارست قراراً باجتماعها يوم 2/7/2020 باعتباره يوماً عالمياً للسعادة وان السعادة هي خصلة يتطلع اليها كل البشر في بلدان الارض ، واوصت فيه كافة الامم ان يعملوا على اتخاذ هذا اليوم كحافز للعمل به يؤدي الى للنمو الاقتصادي بكل شمولية وتساوي وانصاف عملياً بصورة مستمرة للقضاء على الفقر ، وتحقيق رفاهية كل الشعوب وعندما يحصل افراد المجتمع ما يفي حاجتهم من الطعام الكامل وارتفاع مستوى الصحة العامه وتوفير الامن والسلامة ( ثلاثة اركان ) وهذا يؤدي الى السعادة البشرية .
ثم وضعت الامم المتحدة مؤشراً للسعادة العالمية وتصنيف البلدان من الاكثر سعادة الى الاقل حسب قوة الاقتصاد وتخطيط البنى التحتية والدعم الاجتماعي للناتج المحلي للفرد ومعدل الصحة العامة وارتفاع معدلات الصحة العامة وامن السلامة في البلد ، وقد عرفت الامم المتحدة السعادة للانسان : ان يكون معافاً في بدنهِ آمناً على حياته وعمله وعلى قوت يومهِ ، وعليه في حالة الكوارث تكون من واجبات الدول الكبرى ان تعمل كل شيء لتقديم المساعدة الكافية من كافة النواحي لازالة ما خلفته الكارثة .
يجرنا موضوع بدء جديد وموضوع يوم السعادة العالمي الى موضوع على المستوى الشخصي والعائلي وخاصةً في مجتمعات الشرق الأوسط ، ونحن لازلنا نقرا قصصاً تتوالى في النشر ومعظمها يدور حول الخلافات الشخصية و العاطفية والاقتصادية والمالية وفيها كثيرٌ من الاحداث تؤدي الى انفصال او انفراط عقود الاسر ويواجه أفرادها ظروف جديدة تنهكهم وتشردها فيسعى كل طرفٍ بدء حياة جديدة …. حياة تختلف عن ما سبقها من قبل والجديد هو الموعود به من سعادة وما في العمل الجديد ونتائجه من تحصيل المال ونموه وصرفه وقد يحتاج معظمهم الى الرجوع للدراسة والتحصيل العلمي من جديد .
وهذا موضوع اللوحة
بدء جديد …. ورسم بشكل جديد فاللوحة مقسمة الى قسمين يميناً ويساراً -بعد انقسام العائلة –
على اليمين رسوم احتفالية ببداية جديدة وايسرها انتظارا لما سوف يحدث من بدءٍ جديد.
966 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع