مصطفى محمد غريب
العنجهية الإسرائيلية والقصف الصاروخي
على مدى سنين طويلة وإسرائيل تتبجح وتفخر بجيشها الذي لا يقهر وقوتها الغير طبيعية وتهديداتها لشعوب ودول المنطقة وغلوها وعدم احترامها واستهتارها بالقوانين والمعايير الدولية واحتلال أراضي الغير بالقوة وخرقها الفاضح لحقوق الانسان والاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي أكد في ديباجة المقدمة " الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم" وهذا مثال بما تقوم به من تجاوزات واعتداءات على حقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وغيرهما.
اليوم يتضح ما قلناه في السابق حول الحرب في الشرق الأوسط ومأساتها وتداعياتها ومخاطرها على الشعوب والبلدان في المنطقة والعالم وان إسرائيل ومنذ حوالي (75) عاما تقوم بعمليات التوتر والعدوان والحرب والاغتيال بدون أي وجهة حق لمجرد انهم يعارضون همجيتها والضحية الكبرى شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الأعزل أمام القوة الإسرائيلية الامريكية هذه القوى التي تملك الترسانة من الأسلحة الهائلة والمتنوعة والمقابل حجارة الفلسطينيين وهتافاتهم ومطالبهم المشروعة، ان الحديث عن مأساة الشعب الفلسطيني خلال حوالي ( 70 ) لا يمكن حصرها بمقال ويحتاج الى تفاصيل كثيرة ،لقد طغى حكام إسرائيل الصهاينة وسعوا دائماً الى ضم الأراضي العربية بهدف تحقيق مشروعهم الاستيطاني " إسرائيل الكبرى" وبخاصة بعد حرب " 5 / حزيران / 1967 " الذي تم احتلال سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية " وقد قام حكامها بضم الجولان والأراضي العربية وإقامة المستوطنات ومصادرة الأراضي وطرد أصحابها، وضربت عرض الحائط قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة حتى الاتفاقيات التي كانت توقعها بخصوص إقامة الدولتين سرعان ما تتنصل منها بدون خجل او مسؤولية إضافة الى قيامها بشن العديد من الاعتداءات المسلحة والحروب والاغتيالات بحجج واهية وقد تخطت الكثير من الحدود والمعايير المتعارف عليها، مدعومة من قبل الولايات المتحدة والعديد من الدول الاوربية الغربية العضوة في حلف الناتو ، لقد استمرت العنجهية والعدوانية الإسرائيلية بعد نتائج النكسة في حرب حزيران وبدلاً من اتخاذ خطوات للخروج من الأزمة العامة التي تخص حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته في الضفة والقطاع والقسم الشرقي من القدس ولكنها راحت توسع بناء المستوطنات وتزحف باتجاه ضم الضفة وعزل قطاع غزة، ولم تكتف بما قامت به من انتهاكات فقد أصبحت تهدد أمن وسلام المنطقة، لقد تابعنا الكثير من التحركات الإسرائيلية ودورها العدواني واعتبار نفسها القوة الوحيدة التي تستطيع فرض الهيمنة على دول المنطقة بما تبثه حول امتلاكها الأسلحة النووية وما تملكه من سلاح امريكي متطور وجيش مهمته تخويف الدول، واعتبار نفسها القوة التي لا يمكن الوقوف ضدها حتى إن ادعاءاتها بأن جيشها " جيش الدفاع الإسرائيلي" له قدرات خارقة لا يمكن ان يهزم وان مدنها آمنة لا يمكن المساس بها، هذا الاستهتار المبالغ فيه، وما يقدم لها من دعم غير محدود من قبل الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية الغربية خلقت لدى الكثير اعتقاداً بعدم القدرة على هزيمة الجيش الإسرائيلي كونه والموساد أداة لقمع أي حركة او موقف مضاد لسياسة إسرائيل العدوانية ( لا نريد الاسهاب في ادعاءات حكام إسرائيل وماكنتهم الصهيونية) لأننا ستختصر الطريق الى الحرب الدائرة في الوقت الحاضر والحرب التي شنتها ضد ايران التي تتحمل جزء من المسؤولية وبخاصة محاولاتها التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ثم تبنيها شعار " تصدير الثورة" الذي اطلق في عهد الخميني ثم قضية برنامجها النووي وهناك العديد من القضايا السلبية في السياسة الإيرانية ولسنا بصدد تناولها في الوقت الراهن لكننا وبكل مصداقية نعلن عن موقفنا الرافض للهمجية العدوانية الإسرائيلية على الشعب الإيراني وندين أي اعتداء عليه ونسجل مهزلة " جيش الدفاع الإسرائيلي" الذي لا يقهر بما آلت إليه الأوضاع داخل إسرائيل وما حل بمدنها ومؤسساتها في الداخل حيث نشير ..
1 ــــ هذا الجيش الذي قهر في أكثر من واقعة ومكان والذي تجهزه الولايات المتحدة الامريكية من " الابرة " حتى الطيارات الحربية ولولا هذا التجهيز والدعم المادي والمعنوي لكان الوضع يختلف كلياً، فتعرت مقولة " الجيش الذي لا يقهر وقوى الدولة الإسرائيلية" كمثل ثياب الملك المعروفة
2 ــــ امامنا أكثرية المدن الإسرائيلية والخراب والدمار الكبيران وما اصاب الجماهير في إسرائيل من خوف ورعب لأول مرةً نراها تجابه بشكل مباشر الموت والتهجير والملاجئ جراء القصف الصاروخي الإيراني، وما صرف على العمليات العسكرية مليارات الدولارات المهدورة كيف يتحملها الاقتصاد الإسرائيلي المنهار ؟.
3 ــــ الكف عن الموقف السلبي والمعتقد ان إسرائيل لا تقهر وهذا موقفها الأخير وعجزها من تحقيق أهدافها، والايمان بقوة الشعوب التي لا تقهر ونقول ان إسرائيل عبارة عن محمية أمريكية ولولا أمريكا لكانت الأمور على غير ذلك؟
4 ــــ بعد هذه التجربة القاسية والخسائر المادية الهائلة والخسائر بالأرواح على إسرائيل ان تعيد مواقفها العدوانية من الشعب الفلسطيني وتحكم ضميرها وهذا "بعيد " عما تفعله في اطفال ونساء وشيوخ غزة والضفة الغربية ،
5 ــــ على حكام إيران ان يدركوا ان طريق السلام وحسن الجوار والعمل لخدمة مصالح الشعوب الإيرانية وتحقيق الحريات والديمقراطية والابتعاد عن مفهوم تصدير الثورة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والالتفات لمصالح الشعوب الايرانية سوف تخلق مستلزمات البناء والتقدم وسعادة الشعب، وليس التهديد والوعيد وإطلاق الصواريخ البالستية وغيرها واشعال فتيل حرب لا تبقي ولا تذر سوف تكون وبالاً على
اولاً ـــــ الشعوب الإيرانية التي تعاني من البطالة والفقر وحجب الحريات
ثانياً ـــــ على الشعوب في المنطقة التي تعاني من التدخلات الإيرانية وتزويد مليشيات طائفية وأحزاب ومنظمات بالسلاح والدعم المادي
ثالثاً ـــــ تهديد السلم في العالم الذي يترجح ما بين القوى العظمى الرأسمالية وترساناتهم النووية
وملخص الموضوع وبعد" حرب المهزلة 12 يوماً وايقافها بأمر من الرئيس الأمريكي ترامب" هذا الخراب والدمار في البني التحتية والضحايا البشرية والخسائر المادية الهائلة لعل التجربة العملية وما فرزته من تداعيات ومآسي تجعل العودة للعقل والصواب ضرورة موضوعية للجميع والكف من الضحك على ذقون الناس وخادعهم والعاقل يفهم!!
714 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع