د علوان العبوسي
16 / 6 / 2025
الموساد الاسرائيلي يصول ويجول داخل ايران دون رقيب
تعلمنا في بناء المنظومة العسكرية والامنية ان يكون الجانب المخابراتي والاستخباري ذو اهمية قصوى في الحفاظ على الجانب الامني على مستوى الدولة في مواجهة عدائياتها المحتملة ، اسرائيل تهتم كثيرا بهذا الجانب تبعا لموقعها الجيبولتيكي كدولة محتلة مستخدمة كل الوسائل المحتملة كالاقمار الصناعية بشكل رئيسي او عمليات الاستطلاع بواسطة المسيرات وطائرات الاستطلاع الاخرى ، واليوم تعرفنا على وسائل اخرى هي استخدام عناصر الموساد من العناصر الايرانية في تقصي الاعمال المخابراتية لصالح المنظومة الامنية الاسرائيلية وكما تبين لنا بعد الضربة الجوية يوم 13 / 6 / 2025 في عملية (الأسد الصاعد) (Operation Rising Lion) ، ساوضح بما يتيسر لدي من معلومات عن مستوى تنظيم الجانب الامني للموساد داخل ايران .
عمليات الموساد داخل إيران ليست مجرد أعمال استخباراتية، بل أصبحت خلال السنوات الأخيرة جزءً لا يتجزأ من الاستراتيجية الهجومية المباشرة للكيان الصهيوني ،التي تستهدف إضعاف القدرات النووية الإيرانية، وتحطيم شبكات القيادة والسيطرة من الداخل.
كيف قامت اسرائيل بناء شبكات عملاء محلية من قبل الموساد داخل إيران
ان بناء شبكات عملاء محليين داخل ايران ، الدولة ذات نظام أمني شديد يُعد من أخطر وأدق المهام الاستخباراتية، وقد تميز الموساد الإسرائيلي في هذا المجال عبر مزيج من التخطيط طويل الأمد، وتوظيف التناقضات الداخلية، والتقنيات الحديثة، والاختراق الثقافي، اضافة لانشغال ايران في امور التوسع الطائفي والعرقي ( ولاية الفقيه )في معظم الدول .
فيما يلي ايضاح لكيفية قيام الموساد ببناء شبكات العملاء المحليين داخل إيران:
استخدام والتاثيرعلى الأقليات العرقية والدينية
إيران دولة متعددة القوميات والطوائف، مثل البلوش السنة ،جنوب شرق إيران الأكراد غرب إيران ،العرب الأحوازيون جنوب غرب ايران ، البهائيون واليهود الإيرانيون أقليات دينية اخرى .
يتم تجنيد الشباب من هذه الأقليات المحبطة بسبب التمييزالعرقي والطائفي ، ثم استخدام الجغرافيا لصالحه (مثل دعم البلوش عبر باكستان) ، وتوفير دعم مالي مجزي وسفر لعائلاتهم مقابل التعاون لصالح اسرائيل .
• تجنيد موظفين في الدوائر الحساسة ،عبر استغلال الفساد، الإحباط، أو التهديد والتركيز على موظفي الحرس الثوري،علماء في المنشآت النووية،عناصر استخبارات غير راضين عن النظام ، باسلوب منح المال مقابل المعلومات بدفع آلاف الدولارات شهريًا، اسقاطات جنسية (أفخاخ العسل ) ( ) ، ثم وعد باللجوء الآمن لاحقًا.
ألتسلل تحت غطاء منظمات ومهن مدنية ، مثل دخول عملاء الموساد بجوازات أجنبية (أوروبية أو جنوب أمريكية) ، صحفيين مستقلين ، مستثمرين أو مهندسين في شركات أجنبية، باحثين أكاديميين....الخ ، يكون هدفها ، بناء علاقات مع موظفين محليين، جمع بيانات من أرض الواقع، تجنيد مصادر بشرية. مضمونة للعمل معهم بواقع مالي .
المهام
تعمل عناصر الموساد باستخدام التقنيات الذكية والمراقبة عن بُعد كما يلي :
• زرع أجهزة تجسس داخل معدات تم تهريبها إلى إيران.
• ألتحكم عن بعد في مجموعات الاغتيال كما حصل في اغتيال محسن فخري العقل المدبّر لبرنامج إيران النووي في نوفمبر / تشرين الثاني 2020.
• مراقبة بصمات الاتصالات باستخدام الذكاء الاصطناعي.( وهي تقنية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل وتحديد الأنماط الرقمية للاتصالات، بغرض الكشف عن نشاطات مشبوهة، تجسس، أو تحديد هوية جهات فاعلة مخفية، حتى لو كانت الاتصالات مشفرة.
• يتم تلقي المهام والنتائج عبر الاقمار الصناعية .
الاستفادة من اللاجئين الإيرانيين والمعارضين في الخارج
• تجنيد مجموعات من المعارضين الذين غادروا إيران بعد 2009 و2019.
• تدريبهم خارج إيران ثم تهريبهم للداخل مجددًا.
• بعضهم تمّ زرعه داخل النظام تحت غطاء العفو.
نماذج في عمليات قام بها الموساد من داخل ايران
• اغتيال العلماء النووين منهم محسن فخري زادة عام 2020 ، مسعود علي محمدي، مسعود علي محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد، مصطفى أحمدي روشن،جرى ذلك في 2010-2012 وذلك بلصق عبوات مغناطيسية على سياراتهم .
• سرقة أرشيف طهران النووي 2018. نجح عملاء الموساد في اقتحام مستودع محصّن تابع لوزارة الاستخبارات الإيرانية، وسرقة آلاف الوثائق والأقراص الصلبة التي تثبت عمل ايران على الأسلحة النووية ، وكانت عملية مشهورة نُفذت في منطقة شورآباد جنوب طهران.
• تفجيرات في منشآت نووية وصناعية.منها انفجار منشأة نطنز النووية 2020 و2021 ، يعتقد أنها نُفذت عبر زرع متفجرات أو عبر طائرات مسيّرة، ما تسبب بأضرار كبيرة في أجهزة الطرد المركزي.
• تتبّع دقيق ومسبق لحركات القادة العسكريين واغتيالهم. كما جرى في عملية الاسد الصاعد الحالية 2025 .
فكرة عامة للاجراءات المرافقة لعملية الاسد الصاعد الميدانية
• إنشاء قاعدة للطائرات المسيّرة داخل إيران. قام الموساد بتهريب طائرات مسيّرة انتحارية وصواريخ دقيقة التوجيه إلى داخل البلاد على مدى أشهر، وبنى قاعدة سرية قرب طهران لإطلاق تلك المسيّرات،هذه القاعدة كانت مخفية ومموهة كجزء من مبانٍ مدنية عادية، او عجلات عادية ،مما صعّب على الاستخبارات الإيرانية اكتشافها.
• نشر العتاد الحساس داخل منظومات دفاعية إيرانية .عملاء الموساد داخل ايران قاموا بزرع اعتدة موجهة بالقرب من بطاريات صواريخ أرض–جو وأنظمة رادار،هذه الاعتدة أُديرت عن بُعد لتفجير الأنظمة الدفاعية الإيرانية قبل أو أثناء بدء الضربات الجوية .
• تنسيق إطلاق المسيّرات بالتزامن مع الغارات الجوية .المسيّرات بسيطرة الموساد داخل ايران ، نفذت ضربات دقيقة على منصات إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات، مما ساعد اسرائيل اختراق آمن للقوة الجوية دون مقاومة فعالة .
فكرة عامة عن عملية الاسد الصاعد
عملية )الأسد الصاعد( هي عمليةهجومية باستخدام سلاح الجو والاستخبارات المنسقة التي شنتها إسرائيل ضد إيران، كرد على التصعيد إلايراني تعتبرها إسرائيل تهديدًا نوويًا أو أمنيًا مباشرًا.
الغاية من العملية
• شل القدرات العسكرية والهجومية الإيرانية، خاصة المرتبطة بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
• توجيه ضربة استباقية لعرقلة أي مشروع نووي أو هجوم إيراني قيد التنفيذ.
• توجيه رسالة ردع إقليمية ؟؟؟.
الاستخبارات
تم جمع معلومات دقيقة عن مواقع تصنيع وتخزين الصواريخ والمسيرات، بالإضافة إلى قواعد الحرس الثوري ومراكز القيادة.
اعتمد الموساد على اختراقات نوعية من مجاميع الموساد داخل ايران وهجمات سيبرانية سابقة لوضع خريطة مفصلة للأهداف
استخدام القوة الجوية الإسرائيلية
شاركت في العملية أكثر من 200 طائرة حربية، بينها:
• طائرات F-35 الشبحية .
• طائرات F-15 وF-16 معدّلة للهجمات بعيدة المدى.
• طائرات استطلاع وتزويد بالوقود.
• طائرات حرب الكترونية.
محاور الهجوم يوم 13 حزيران / يونيو 2025
الهجوم تم على عدة موجات:
• الموجة الأولى: شملت تدمير أنظمة الرادار والدفاع الجوي.
• الموجة الثانية: استهدفت المنشآت النووية ومصانع الصواريخ.
• الموجة الثالثة: استهدفت مراكز القيادة والسيطرة الإيرانية.
أنواع الأسلحة المستخدمة
صواريخ جو-أرض بعيدة المدى موجهة بدقة مثل:
• صواريخ (دليلة) Delilah هو صاروخ جوّال (Cruise Missile) ذكي، من إنتاج شركة إلبيت Elbit Systems الإسرائيلية. يُعد من أهم الأسلحة الدقيقة لدى سلاح الجو الإسرائيلي، ويتميز بالقدرة على تغيير مساره أثناء الطيران، مما يجعله مثاليًا لضرب أهداف عالية القيمة ومتحركة أو محمية جيدًا.
• قنابل موجهة بالليزر والـGPS مثل GBU-39 وGBU-53/B
• تشويش إلكتروني لتعطيل الدفاعات الجوية.
قواعد الانطلاق . انطلقت طائرات الضربة الجوية في عملية الاسد الصاعد يومة 13 حزيران / يونيو 2025 من قواعد متعددة في إسرائيل،منها قاعدة نفاتيم التي تحو طائرات ف 35 ، وقاعدة حاتسور التي تحوي طائرات ف 15 ، وقاعدة تل نوف وتحوي طائرات ف 15E وطائرات استطلاع الكتروني .
موجز لتفاصيل عملية الاسد الصاعد
مقدمة عامة
نجح الاسرائيليون نجاحًا كبيرا لجهاز استخباراتهم الخارجية، الموساد، فبعد انطلاق 200 طائرة حربية الى إيران، اوعزة اسرائيل الى عملائها داخل إيران بالمباشرة باطلاق صواريخ وطائرات مسيرة مفخخة نحو اهدافها المقررة لها قرب طهران قبل وصول طائرات الضربة الحربية ، هذه المسيران والصواريخ تم اطلاقها من شاحنات تم تهريبها الى ايران بالاضافة الى وجود قاعدة طائرات مسيرة مخفية قرب طهران ، تم انشائها قبل وقت طويل من الهجوم يوم الجمعة 13 حزيران / يونيو 2025 ،استخدمت لتدمير الدفاعات الجوية الايرانية .
تأتي هذه العملية ضد إيران بعد عشرة أشهر من نجاح الموساد في تخريب آلاف الاجهزة اللاسلكي وأجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 37 شخصًا وإصابة نحو 3,000 آخرين، وشلّ التنظيم المسلّح بشكل كبير.
وعلى مدار عقود، بنَى الموساد شبكات عميقة من المخبرين والعملاء والدعم اللوجستي داخل إيران، ما أتاح تنفيذ سلسلة من العمليات من بينها، قتل القائد الفلسطيني اسماعيل هنية .
بناء قاعدة للطائرات المسيّرة داخل ايران
• قام الموساد بتهريب طائرات مسيّرة انتحارية وصواريخ دقيقة التوجيه إلى داخل البلاد على مدى أشهر، وبنى قاعدة سرية قرب طهران لإطلاق تلك المسيّرات،هذه القاعدة كانت مخفية ومموهة كجزء من مبانٍ مدنية عادية، مما صعّب على الاستخبارات الإيرانية اكتشافها.
• نشر الاعتدة داخل منظومات دفاعية إيرانية، كما ان عملاء الموساد زرعوا ذخائر موجهة بالقرب من بطاريات صواريخ أرض–جو وأنظمة رادار، هذه الاعتدة أُستخدمت عن بُعد لتفجير الأنظمة الدفاعية الإيرانية قبل أو أثناء بدء الضربات الجوية .
• تم التنسيق في إطلاق المسيّرات بالتزامن مع الغارات الجوية، وهذه المسيرات نفذت ضربات دقيقة على قواعد إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات، ما أتاح لطائرات الضربة الجوية مسالك امنة دون مقاومة فعالة .
النتائج المباشرة لعملية الاسد الصاعد
شلّ دفاعات إيران الجوية حول طهران والمواقع الاستراتيجية،مكنت الطيران الإسرائيلي من تدمير منشآت حيوية (مثل نطنز وتبريز وغيرها )، تمّت العملية في سرية تامة، دون كشف شبكة الموساد الموضوعة داخل إيران، ما حافظ على عنصر المباغتة ونجاح العملية .
• يُعد اختراق الدفاعات الجوية أولى خطوات الضربة الناجحة وفي حالة فشله قد يتسبب خسائر فادحة في نتائج الضربة الجوية خاصة ايران تملك وسائل دفاع جوي جيدة جدا.
• كما تعد هذه العملية ناجحة لدمج عمليات الاستخبارات مع الضربات الجوية واعتراف ضمني بقدرات الموساد المتقدمة على التغلغل داخل إيران.
• عليه تُمثل عملية (قاعدة المسيّرات الداخلية) مثالاً نادراً على هجوم استخباراتي منسّق بين الميدان الجغرافي والدعم التقني .
أبرز القادة الذين قُتلوا في عملية الاسد الصاعد
• اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.
• اللواء حسين سلامي القائد العام لـالحرس الثوري الإيراني.
• اللواء أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجو-فضائية للحرس الثوري.
• اللواء غلام علي رشيد قائد قيادة خاتم الأنبياء المركزية يشرف على التخطيط العسكري الاستراتيجي للبلاد.
• العميد داوود شيخيان قائد قوات الدفاع الجوي التابعة للحرس الثوري.
• العميد طاهر بور مسؤول وحدة الطائرات المسيرة بعيدة المدى.
• العميد محمد كوثري نائب قائد مقر (ثار الله)الأمني في طهران.
• اللواء حسن تهراني مؤسس برنامج الصواريخ الإيراني.
• العميد علي رضا تقي زاده مسؤول تنسيق في البرنامج النووي العسكري.
• العميد رضا ناصري رئيس أمن المنشآت النووية.
• ستة – تسعة علماء نوويين بارزين، من العاملين في مواقع نطنز وفوردو، من بينهم د. حسين فخراوي – مختص في تصميم الجيل السادس من أجهزة الطرد المركزي ، د. علي مهدي بور – مدير منشأة فوردو.
تم استهداف هؤلاء القادة عبر طائرات مسيّرة، وبعضهم قُتل في مراكز قيادة محصّنة.
عملية الاغتيال كانت مصحوبة بهجمات سيبرانية عطّلت أنظمة الاتصالات والتوجيه، مما سهّل استهدافهم بدقة.
الخلاصة
عمليات الموساد داخل إيران ليست مجرد أعمال استخباراتية، بل أصبحت خلال السنوات الأخيرة جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية الهجومية المباشرة للكيان الصهيوني، التي تستهدف إضعاف القدرات النووية الإيرانية، وتحطيم شبكات القيادة والسيطرة من الداخل.
المراجع
1 .مصطلح "أفخاخ العسل مصطلح (Honey Traps) لا يشير إلى جنسية معينة، بل هو أسلوب أو تقنية في عالم التجسس والاستخبارات، تُستخدم من قِبل عدة دول وأجهزة استخبارية حول العالم، من ضمنها إسرائيل (الموساد)من أشهر من استخدم هذه الطريقة، خصوصًا في تجنيد أو ابتزاز شخصيات مهمة، وأحيانًا يتم تجنيد نساء إسرائيليات أو أوروبيات يحملن جنسيات أجنبية للقيام بهذه المهام.
2. https://economictimes.indiatimes.com/news/defence/operation-rising-lion-unleashed-how-israel-used-deception-drones-and-200-fighter-jets-to-cripple-irans-nuclear-ambitions/articleshow/121828776.cms?utm_source=chatgpt.com
3. https://www.theaustralian.com.au/world/irans-top-military-brass-and-nuclear-scientists-targeted-in-israeli-strike/news-story/998455b6d8efc49df711b5a4a3ddc208?utm_source=chatgpt.com
4. https://www.washingtonpost.com/
604 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع