وزراء وسفراء الزمن الأغبر/٢٠ حصريا لمجلة الكاردينيا

 ذو الفقار

وزراء وسفراء الزمن الأغبر/٢٠ حصريا لمجلة الكاردينيا

مقدمة

عندما تجد مجتمعا يؤمن بالخرافة والاساطير، فمن السهولة ان تجد فيه عبيدا يتبعونك. الشعوب التي تتمسك بظل السياسيين لن تحصل على شيء. يوجد دواء وعلاج لكل الامراض، ولكن لا يوجد دواء او علاج لمعالجة العمالة او التخفيف من شدة وقعها.
كانت الفترة المظلمة لوزارة الخارجية في عهد الوزير الخبل إبراهيم الجعفري، ومن الصعب فهم كيف وافقت الولايات المتحدة وبريطانيا على رجل مريض نفسيا (هذيان هستيري) وفق تقارير طبية، وسبق له ان تلاعب مع الحكومة البريطانية عندما طلق زوجته شرعا وليس قانونا من خلال المحكمة، لكي يحصل كل منهما على شقة، سكنا احداهما وأجرا الأخرى. مع ان هذا المارد القمقمي خريج كلية طب الموصل فهو لم يمارس شهادته في بريطانيا لأنه فشل في الاختبار، ولم توافق الحكومة البريطانية على معادلة شهادته، والاغرب منه انه على الرغم معيشته في بريطانيا ما يزيد عن ثلاثة قرون لكنه لا يتكلم اللغة الإنكليزية، وكان يستعين بمترجم عند لقائه مع نظرائه الغربيين، والسبب في ذلك انه قضى وقته في بريطانيا في الحسينيات يلقي المواعظ عن القمقم والمارد، عمل خلالها حملة دار من بريطانيا الى السعودية خلال موسم الحج. وسواء في بريطانيا او عودته الى العراق لم يغادر مارد القمقم والعفاريت عقله الصدأ.
الحقيقة ان الوزارة بعد عام 2003 عاجزة بل مشلولة، وليس لها دور في الكوارث التي يتعرض لها العراق في علاقاته الخارجية سيما مع ايران وتركيا وسوريا، ولو قارنت بين ممثلي العراق في الأمم المتحدة قبل وبعد عام 2003 لوجدت البون الشاسع بين الطرفين، فلا أثر للمثلي العراق في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعد عام 2003، هم حبر على ورق لا قيمة ولا فعالية لهم، وهذا ما يقال عن وزراء الخارجية بلا استثناء بعد عام 2003 مع تباين في مستوى الاداء والفشل.
هذا لا يعني وجود حالات من التخبط والفشل خلال الحكم الوطني السابق، لكن لا يمكن مقارنتها بحالات التخبط والفشل والفساد المالي والإداري، التي كانت محدودة جدا قبل عام 2003. ولذا نذكر المحاسن والمساوئ على حد سواء، مع الفارق الكبير الذي لا يصلح للمقارنة بين العهدين.

تصحيح معلومات عن د. عقيلة الهاشمي
ذكر فاضل صلفيج العزاوي (من أقارب الرئيس الراحل صدام حسين) في لقاء الحلقة (11) مع (احمد منصور) بان السفيرة عقيلة الهاشمي كانت مديرة مكتب محمد سعيد كاظم الصحاف عندما كان وزيرا للخارجية وقبله طارق عزيز. وهذا غير صحيح البته. كان مدير مكتب الصحاف عبد الحسين الصفار(غيره الى حسان الصفار) وهناك صلة قرابة بين زوجتي الصحاف والصفار. عندما صدر امر تعيينه (الصفار) كرئيس للدائرة الإدارية (لم ينفذ القرار) بسبب نقله كسفير الى بولندا، تولى منصب مدير مكتب الصحاف السيد فخري الدليمي. ولم تكن عقلة الهاشمي مديرة لمكتب طارق عزيز سواء عندما تولى منصب وزير الخارجية او كنائب لرئيس الوزراء، وانما كان السيد عدنان مالك (السفير لاحقا) لكن المرحومة د. عقيلة كانت مترجمة لطارق عزيز (اللغة الفرنسية) فقط، لأن طارق عزيز كان يجيد اللغة الإنكليزية ولا يحتاج الى مترجم، بل دخل في امتحان اللغة مع الكادر المتقدم في الوزارة من خلال اختبار في معهد الخدمة الخارجية وحصل على درجة 85% كما اعتقد حينما كان وزيرا للخارجية، وكانت علاقة عقيلة بطارق عزيز وثيقة جدا، مثلا عندما صدر قرار بمنع الرفاق بدرجة عامل من إقامة الشعائر الحسينية في عاشوراء ومنها منع طبخ الهريسة، حصلت عقيلة على استثناء من طارق عزيز، وقامت بعملها في بيتها، وكانت تتشح بلبس السواد كذلك بقية افراد عائلتها، وكنت احد الحضور في تلك المناسبة مع السادة غالب عسكر وجاسم نعمة مصاول وعدد آخر من كوادر الوزارة سيما في دائرة المنظمات، حيث كانت عقيلة تتولى منصب مديرة قسم الأمم المتحدة. ولم تكن عقيلة سفيرة مطلقا، بل بدرجة وزير مفوض لحين حدوث الاحتلال الأمريكي عام 2003. تحولت بعدها الى مجلس الحكم سيء الصيت.
اما موضوع اتهامها بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، فقد ناقشت الموضوع في مقال سابق نشر حصريا في مجلة الكاردينيا عام 2024. ولم يكن لعقيلة أي دور في خروج الصحاف الى دولة الامارات العربية عبر ايران كما ذكر فاضل العزاوي، الحقيقة ان معلوماته مغلوطة تماما.

سفير العراق في الكويت كويتي الجنسية
هل تعلم ان منهل الصافي (من اقارب احمد الصافي وكيل المرجع الشيعي علي السيستاني) وهو السفير العراقي لدى دولة الكويت، تم تعيينه بالمنصب دون الحصول على موافقة مجلس النواب ومجلس الوزراء، وهو يمتلك الجنسية الكويتية، علاوة على شموله بالإحالة إلى التقاعد بموجب قانون التقاعد الموحد رقم (9) لسنة 2014، كونه قد بلغ السن القانونية، ولكن لكونه من أصدقاء اخو رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (اخوه من ابيه وهو كويتي الجنسية)، لا أحد يتقرب منه علاوة على انه مرشح مرجعية السيستاني!

طرفة دبلوماسية
جاء في كلمته وزير خارجية العراق فؤاد حسين خلال اليوم الثاني من منتدى حوار طهران الدولي في 20/5/2025" ضرورة الشفافية من الجانب السوري وشمول جميع الأطراف في العملية السياسية. ان التدخلات الخارجية وتعقيد المشهد السوري يرجع الى وجود قوى أجنبية متعددة في سوريا، بما في ذلك القوات الأميركية والتركية والقواعد الروسية والتواجد الإسرائيلي، مما يمثل تحدياً، أن سوريا تحتاج إلى مسار ديمقراطي يمكّن الشعب من اختيار قياداته، على غرار التجربة العراقية في حل المشاكل عبر النظام الفيدرالي واللامركزية والديمقراطية".
ربما يقصد الوزير التحفة بنجاح ديمقراطية العراق التي انتجت الفساد الحكومي وانتشار المخدرات والتجارة بالأعضاء البشرية وانتشار الفقر والجوع والامراض، وسرقة الموازنات السنوية، وظاهرة الارامل والايتام ومعدلات الانتحار، وظواهر ديمقراطية جديدة مثل زواج المتعة واللواط وزنا المحارم في مناطق جنوب العراق، وظاهرة الانتحار (جماعة القربان) وغيرها بسبب الظلم الاجتماعي، وانتفاء الخدمات، ورداءة الجواز العراقي، والتخبط في العلاقات العربية والدولية.
اما حديث الوزير عن وجود القواعد الأجنبية في سوريا تناسى الوزير وجود قواد إيرانية وتركية وامريكية في العراق!

حالات فريدة في العراق فقط.
رفع وزير الداخلية العراقي دعوى قضائية أمام المحكمة الاتحادية العليا ضد تعديل قانون الجوازات، الذي ينص على منح جوازات سفر دبلوماسية لشاغلي 14 منصباً رفيعاً وأفراد عائلاتهم، معتبراً أن التعديل يتعارض مع الدستور . تركّز الدعوى على المادة الثانية-أولاً من التعديل، حيث طالب الوزير المحكمة الحكم بعدم دستوريتها، لكونها توسّع نطاق منح الجوازات الدبلوماسية لتشمل عائلات كبار المسؤولين من دون قيود واضحة. المادة المذكورة تُدرج 14 منصباً يحق لشاغليها وأفراد عائلاتهم الحصول على جوازات سفر دبلوماسية، وهم: رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الاتحاد، رئيس الجمهورية، رئيس مجلس القضاء الأعلى الاتحادي، رئيس المحكمة الاتحادية العليا، رئيس برلمان كوردستان، رئيس إقليم كوردستان، رئيس مجلس وزراء إقليم كوردستان، رئيس جهاز الادعاء العام الاتحادي، رئيس هيئة الإشراف القضائي الاتحادي، رؤساء محاكم الاستئناف الاتحادية، رؤساء مجالس القضاء في الأقاليم، رئيس مجلس الدولة. التعديل الجديد يسمح بمنح الجوازات الدبلوماسية لأبناء المسؤولين الذين تجاوزوا (18) عاماً ولم يتزوجوا بعد، وهو ما اعتبرته الحكومة أحد أبرز ملاحظاتها على القانون، إذ أن التعليمات السابقة كانت تقصرها على الفئة العمرية من سنة إلى 18 عاماً فقط.
1ـ نود ان نبين ان فوضى الجوازان الدبلوماسية في العراق تثير السخرية، فقد منحت الى عوائل الدبلوماسيين مدى الحياة، مع اننا عندما كنا في الوزارة كنا نسلم الجواز الدبلوماسي بعد انتهاء عملنا في الخارج، ولا نحصل عليه عند سفراتنا الخاصة الا بموافقة، ويمكننا ان نستخدم الجواز العادي، وهكذا الحال بالنسبة لعوائلنا.
2. عندما ينتهي عمل الدبلوماسي خارج العراق لأي سبب كان كالتقاعد او الطرد او الاستقالة او النقل الى وزارة أخرى، يُسحب منه الجواز الدبلوماسي، ويتسلم جواز عادي.
3. عند عملنا في البعثات، لا تمنح الإقامة لأولادنا عندما يبلغوا سنة (18)، وعليهم العودة الى العراق سيما في الدول الأوربية، وهذه كانت من مشاكل الدبلوماسيين العراقيين.
4. كان النواب في البرلمان يحصلون على جوازات خدمة وليست دبلوماسية، والجوازات الدبلوماسية محصورة على الدبلوماسيين والوزراء ورئيس البرلمان وكبار الشخصيات، ورجال المخابرات العاملين في المحطات، وحملة البريد السياسي.

الغبن الوظيفي لا يتعلق بعهد ما
استعرض د. حميد عبد الله مذكرات رئيس الوزراء السابق سعدون عبد الزهرة حمادي الذي شغل عدة مناصب منها وزير الخارجية للفترة 1974 ـ 1982 ورئيس للمجلس الوطني، فسألت قريبي الدبلوماسي عما يتذكره عن هذه الأمر، فقال: في التسعينات من القرن الماضي تم تخصيص غرفة في الطابق الخامس (مكتب الوزير محمد كاظم سعيد الصحاف) في وزارة الخارجية للسيد سعدون حمادي بناءا على موافقة رئاسة الجمهورية ليمارس كتابة مذكراته الشخصية، ومنها عمله كوزير للخارجية. أرسل مدير مكتب الوزير(عبد الحسين الصفار) بطلب أحد موظفي مكتب الوزير للتعاون مع مسؤول الوثائق والملفات في الوزارة (حجي محمود مالو) للاطلاع على الملفات خلال تولي حمادي عمله في الوزارة ووضع اشارة من الورق للمؤتمرات والاجتماعات والزيارات التي قام بها ونشاطاته في الوزارة، ليطلع عليها، ويستذكر بعض نشاطاته، فكان الموظف يعمل كل يوم مع حجي مالو فيهيئ له خمسة صناديق من الوثائق، فيستعرضها ويؤشر فيها نشاطات الوزير ويعيدها اليه في نهاية الدوام الرسمي لكي تعرض على لجنة (اظن اثنان او ثلاثة موظفين) منهم السكرتير الأول صلاح العزاوي (طيار سابق)، ويقوموا بتلخيص ما تم تأشيره لحمادي، فيكتب حمادي بعض منها في مذكراته، انجزت جميع الملفات المتعلقة بحمادي لحوالي شهر من العمل الدؤوب، ومن الغرائب انه صدر كتاب شكر للجنة المصغرة، دون الإشارة الى اسم الموظف الذي تحمل العبء الأكبر من العمل، رغم ان عمله كان لا يقل أهمية عن عملهم بل اصعب سيما ان الصناديق قديمة ويعلوها الغبار، أخذ الموظف كتاب الشكر وتحدث مع مدير المكتب (عبد الحسين الصفار) وقد غير اسمه الى (حسان الصفار) مستفسرا عن عدم ورود اسمه ضم كتاب الشكر، وقد عمل لفترة طويلة لإعداد الملفات ذات العلاقة، فاعتذر الصفار بأنه سهو، وضاع جهدي.

مايس 2025

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

581 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع