طبخة حصو

د.ضرغام الدباغ / برلين


طبخة حصو

قصص وحكايات كثيرة في عالم ميثولوجيا الأطفال، يستغرق الكبار ضحكاً حتى يقعوا على قفاهم، ولكنهم في الطفولة كانوا يصدقونها، والأمهات والجدات ونطلق علهم في العراق (بيبي) كن يفعلن ذلك، لإلهاء الأطفال وصرف رغبتهم في الطعام بأصناف الحيل البريئة، الخالية من الخباثة لكسب الوقت:

ــ فمثلاً أنهم تأخروا في إعداد الطعام، أو أن الأطفال عادوا للبيت مبكرين.
ــ اما أن الأطفال لعبوا في الشوارع كثيراً حتى عضهم الجوع.
ــ أو يرغمهم الفقر وضعف الحال على الكذب على الأطفال وهذه محزنة.

وقد يحدث أن الفقر يقود إلى حيلة، أن تضع الأم أو الجدة قدر على النار في ماء ساخن يغلي تضع به بضعة حصوات، يرسل البخار فيدفئ الغرفة من جهة، ويخدعون الأطفال أن الطعام على النار .. وهذه محزنة أيضاً، والأمهات والجدات لا يفعلن ذلك بسوء نية أو خبث، ولكنهن مرغمات ... حتى أن يشاع بين الناس مثلاً بغداديا شهيرا فيقال على أمر وهمي كهذا لا ينتج عنه ما يفيد بأنه " طبخة حصو ". فشاع المثل بين الناس كبارهم قبل صغارهم.

رباط السالفة، جيراننا الغير محترمين، يحاولون إيهام وخداع الناس "بطبخة حصو" ولكنهم نجحوا في خداع بعضنا للأسف، هناك دائماً أطفال(لا علاقة للعمر هنا بتاريخ الولادة)، أو حديثي تجربة، (وبعضهم يأكل الصفعات ولا يتعلم العبرة من التجربة) أو بسطاء الناس فيصدقون التهويل وهو أمر اعتيادي عند جيراننا كديكور في الحياة، وجيراننا (جيران سوء ابتلينا بهم) مضوا بعيداً وطوشوا رؤوسنا ب : فيلق القدس، طريق القدس، قيادة أركان القدس ...وجيب قدس وأخذ عتابة ...ولكن في الشفهي فقط... لماذا ؟ كما قلنا مرة أن السياسة عند الجيران مسرح وتمثيليات ولعب وتمثيل وديكور من الضروري أن يكون كل شيئ حافلا بالمبالغات، ضخماً فخماً، أحياناً ينقلب إلى لعب حقيقي، ولكن الأمر يحتمل أيضاً أن يكون مجرد تمثيل وديكور ... كما حدث معنا حين شربنا شوربة طريق القدس ...

لم أخدع يوماً، بل ولا ساعة ولا دقيقة، لأن طريق القدس مضى على الشروع به 43 عاماً بحوله وطوله ... وهذا لو كانت حقيقة وليس طبخة حصو لكان قد تحرر القطب الشمالي والجنوبي. وخلال هذه العقود العجاف لم نرى حادلة، ولا شفل ولم نرى ماكنة، ولم نسمع بضربة حصوة واحدة على مغتصبي القدس ... ونحن لا ننكر أن الأمر ليس نزهة، ولا شمة هوا ... وأن العداء لفظي فقط ... لا ...لا ... بالطبع هناك مآرب خبيثة فالجيران لهم شطارة وتميز بهذا المجال، إذ يدخلون القدس ضمن برنامجهم التفاوضي مع العم سام (رغم أنه لا يوجد بها قبور ولا مقامات)... وكذلك في مفاوضات النووي ... ومشاريع أخرى، ليظهروا قدراتهم وما بوسعهم أن يفعلوا ..

ترى هل أنا أبالغ ... ولو قليلاً ...لا والله ... فأنا منصف حتى مع خصومي ... فالجيران يقولون نحن نساعد الجماعة في فلسطين ... نعم ... يساعدون، نحن نصنع لهم الصواريخ، ونقول لهم لهم لا .. هذه لا .. مساعداتكم مدروسة محسوبة، مثل برنامج المساعدات الأمريكية للبلدان النامية، هي حقيقية، ولكنها لم تشبع أحداً من يوم تأسيها حتى اليوم. وهم يمنحونها بطريقة تخلو من المنطق، ولكن أي منطق ...؟ منطقك أنت ومنطق العقلاء والحكاء، ولكن أنتبه نحن لا نشتغل بفتح خيرة وفال ......! وهذه السوالف ما بيها لا منطق ولا حكمة ... بيها مصالح وعلاقات عامة بعبارة أخرى ... نعطيك شوربة تدمن عليها، ولكنها سوف لن تشبعك يوماً، بدليل أن حاجتك لها تتصاعد ولا تتراجع ..! وين وصلنا ...؟

طبخة حصو ..... يمكن أن تقال كدلالة سياسية على عقم ما تفعلون .... ويمكن أن تقال حين تلهي امرأة فقيرة أطفالها فتضه حصوات في قدر يفور بالماء بلا جدوى .... فذهبت مثلاً حين يقال على كل شيئ لا جدوى منه : .... " طبخة حصو ..." وما أكثر الأشياء التي لا جدوى منها في هذه الأيام الكالحة ...!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

596 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع