مفاهيم جديدة - من فكر المافيا العراقية

بسام شكري

مفاهيم جديدة - من فكر المافيا العراقية

الأسبوع الماضي نُشر خبر وفاة حمزة ابن جزار الفلوجة اياد علاوي في احدى مستشفيات بغداد ولم يتم الإعلان عن سبب وفاته وهناك تسريبات من أروقة المافيات التي تحكم العراق انه مات متأثرا بجرعة زائدة من الهيرويين والخبر عادي جدا وقد تم التكتم على أسباب الوفاة (لغاية الان) من قبل مافيا علاوي، الملفت للنظر في هذا الموضوع انتشار مقال كتبه شخص غير معروف إعلاميا اسمه " عدي الربيعي “في مواقع التواصل الاجتماعي وقد روجت للمقال معظم المافيات التي تحكم العراق في مواقعها وقام بترويج المقال كذلك ذبابهم الالكتروني.
بغض النظر عن أي شيء فالإسلام والمسيحية واليهودية تدعوان الى احترام الميت وطلب الرحمة له لكن تبرير المدعو " عدي الربيعي " الذي فاجأ الجميع بعبارات ميتافيزيقية بضرورة الدعاء للمتوفي وعدم الشماتة من والده وان ما قام به والده لا علاقة له به وانه يستحق الرحمة والشماتة في الميت لا تجوز وغيرها من المفاهيم التي لم يتعود عليها لا العراقيين ولا عموم بني الانسان فجزار الفلوجة واللص الظريف المعروف بعبارة (والله ما أدرى) التي تم تدمير العراق بتلك العبارة خلال وجوده رئيسا للوزراء وما بعدها ولغاية اليوم هو ركن من اركان العملاء الذي دفعوا الامريكان دفعا لغزو العراق وتدمير الدولة التي بناها مؤسس العراق الحديث المغفور له الملك فيصل الأول وتم تشكيل دولة أخرى مبنية على المحاصصة الطائفية وتم نهب العراق وقتل وتشريد الملايين من العراقيين بحجج وظروف طائفية مختلفة وما يريد ترويجه المدعو " عدي الربيعي " من أفكار بهلوانية هو التسامح مع كل المافيات التي تحكم العراق ومع عوائلهم واذنابهم وترويج تلك الأفكار يأتي تمهيدا للمرحلة القادمة التي سيتم فيها تجريد المافيات من سلطاتها ومحاكمتها امام محكمة سوف يتم تأسيسها على غرار محكمة نورنبيرغ التي قامت بمحاكمة مجرمي الحزب النازي الألماني وسيتم إعادة الأموال المنهوبة .
ان التسامح مطلوب والتسامح حالة إنسانية والمصالحة الوطنية ركن أساسي من اركان إعادة بناء العراق بعد تحريره من حكم المافيات لكن للمصالحة شروط وضوابط واحكام دولية واعرف إسلامية وعربية وعراقية، فلا مكان للثأر في العراق الجديد والقانون هو من يحكم ولا مكان لعبارة اذهبوا فأنتم الطلاق في العراق الجديد بعد كل ما حصل منذ الغزو الأمريكي للعراق ، اما ان تتسامح بشكل عشوائي وتترك المجرم بدون عقاب او مسائلة وإعادة ما سرقه من أموال العراق فهذا غير مقبول لا إنسانيا ولا عراقيا واموال العراق المنهوبة موزعة بين اقارب المافيات واعوانهم وان العقاب القانوني سوف يشمل الجميع لأنهم قد اشتركوا في الجرائم.
ان للموت حرمته وان للإنسان الحي حرمته وموضوع الشماته او عدم الشماتة لا علاقة له في موضوع جرائم واحد وعشرين سنة , فالعراق يريد حقوقه والعراقيين يريدون أموالهم والضحايا ينتظرون العقاب صحيح اننا كأحرار نؤمن بعبارة اللهم لا شماتة ولكل لكل مجرم عقابه بحسب حجم ذلك الجرم وابن جزار الفلوجة اياد علاوي ذهب الى حاكم عادل فقد اكل من المال الحرام في حياته وسكت على جرائم والده الى يوم وفاته ولم نسمع يوما انه معارض لجرائم والده ونحن كبشر غير مسؤولين عن محاكمته بعد وفاته لكن علينا كبشر وكعراقيين ان لا نسمح بترويج تلك الأفكار الغريبة على العدالة والإنسانية ومن نشر مقالة المدعو " عدي الربيعي " عن جهل او عن قصد فتلك مشكلته ولكل منا رايه .
خلاصة القول ان المافيات التي تحكم العراق بالنار والحديد قد احست بقرب اجلها المحتوم بعد تحرير لبنان وسوريا من الاحتلال الإيراني وتريد ان تبقى في العراق بعد التحرير ولذلك بدأت بترويج هذه الأفكار السامة من اجل استعطاف العراقيين , صحيح ان مقتدى الصدر لا يملك جمهور سوى الأشخاص الذين قام بتعيينهم في وظائف حكومية واخذ يبتزهم من اجل انتخابه وان جمهور المالكي والحكيم وبقية المافيات هم من الميليشيات والمستفيدين ماديا منهم وعوائل دور القمار والملاهي الليلية والمطاعم والفنادق التي يملكونها في العراق والمستفيدين من المراقد الدينية من موظفين وغيرهم وعوائل هؤلاء جميعا , الا ان كل هؤلاء لا يمثلون خمسة بالمئة من مجموع العراقيين.
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

829 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع