د.عبدالرزاق محمد جعفر
شاهد عيان ح 3/الدعوة السنوسية
السـيرة الذاتية لأدريس السنوسي!
الملك أدريس السنوسي
أدريس السنوسي هو بن محمد بن علي السنوسي بن الخطابي الادريسي الحسني, ولد في الجعبوب جنوب شرق طبرق بشرق ليبيا في 20 رجب 1307 هـ. الموافق مارس 12 سنة 1890 م. ويرجع نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
نشأ في كنف أبيه الذي كان قائما على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا، وعلى يديه وصلت إلى ذروة قوتها وانتشارها.
التحق إدريس السنوسي بالكُتاب، فأتم حفظ القرآن الكريم بزاوية "الكفرة"، مركز الدعوة السنوسية، ثم واصل تعليمه على يد العلماء السنوسيين، ثم رحل إلى برقة سنة (1320هـ الموافق 1902 م.) , وتوفي في ذات العام والده "السيد المهدي" بعد أن بلغت الدعوة السنوسية في عهده الذروة والانتشار، حيث وصل عدد "الزوايا" إلى 146 زاوية موزعة في برقة وطرابلس وفزان والكفرة ومصر والسودان وبلاد العرب، وانتقلت رئاسة الدعوة إلى السيد أحمد الشريف السنوسي، وصار وصيا على ابن عمه إدريس وجعله تحت عنايته ورعايته.
قاد أحمد الشريف السنوسي في فترة من فترات إمارته للحركة السنوسية المجاهدين الليبيين , وبعد هزيمته في المعركة التي قادها ضد الإنجليز في مصر ,تنازل لابن عمه محمد إدريس السنوسي.
وبعد قيام الحرب العالمية الأولى ,سحبت إيطاليا كثيرا من قواتها بليبيا بسبب اشتراكها في هذا الحرب، وفي الوقت نفسه رأى السنوسيون أن يساعدوا الدولة العثمانية التي دخلت الحرب أيضا، فقام السيد أحمد الشريف بحملة عسكرية على مصر، كان الغرض منها إرغام بريطانيا على القتال في حدود مصر الغربية، ومن ثم شغلها عن الحملة التركية الألمانية على قناة السويس، غير أن هذه الحملة فشلت، وعاد السيد أحمد شريف إلى بلاده مهزوما، تاركا مهمة قيادة الدعوة السنوسية إلى ابن عمه محمد إدريس السنوسي,.. وتحت إلحاح مشايخ وزعماء برقة، استطاع أن يسيطر على الأمور بيد قوية, فضرب المفسدين , وأنقذ البلاد من خطر التشرذم والحرب الاهلية!
أفنت الحرب والاوبئة ثلث سكان برقة، لذا اتخذ من مدينة أجدابيا مقرا لإمارته ، و راح يشن الغارات على معسكرات الإيطاليين.
وفي النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي دخل إدريس بن المهدي السنوسي في مفاوضات مع ايطاليا, وكان من أهم شروطها ,هو الاعتراف بالسيد/ إدريس السنوسي كأمير سنوسي لإدارة الحكم الذاتي بحيث يشمل نطاقها واحات: الجغبوب وجالو والكفرة ويكون مقرها في أجدابيا .
لم تستمر حكومة إجدابيا طويلاً لأنّ إيطاليا أرادت التخلص من اتفاقاتها, فقرر إدريس السنوسي الرحيل إلى مصر وكلف شقيقه الأصغر محمّد الرضا السنوسي وكيلاً عنه على شؤون الحركة السنوسيّة في برقة، وعين عمر المختار نائباً له وقائداً للجهاد العسكري في شهر نوفمبر 1922 م.
وعندما قامت الحرب العالمية الثانية عام 1939 م. , راهن الأمير إدريس السنوسي على الحلفاء وأعلن فيما بعد انضمامه إليهم,.. وعقد اتفاق مع البريطانيين. ودخل إلى ليبيا بجيش أسسه في المنفى (الجيش السنوسي) في 9 أغسطس 1940 م. متحالفاً مع البريطانيين لطرد الغزاة الإيطاليين. ولما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا، وخروجها من ليبيا، عاد إدريس السنوسي إلى ليبيا في (شعبان 1364هـ الموافق يوليو 1944م)، وأصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ تحت حكم الإدارة البريطانيّة والفرنسية (الحلفاء).
وفي 24 ديسمبر 1951 م., أعلن الأمير محمّد إدريس السنوسي من شرفة قصر المنار في مدينة بنغازي الاستقلال وميلاد الدولة الليبيّة كنتيجة لجهاد الشعب الليبي، وتنفيذاً لقرار هيئة الأمم المتحدة ، وبناءاً على قرار الجمعيّة الوطنيّة الصادر بتاريخ الثاني من ديسمبر 1950 م.,..أعلن أنّ ليبيا أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة، وأنّ الأمير اتخذ لنفسه لقب ملك المملكة الليبية المتحدة , وأنّه سيمارس سلطاته وفقاً لأحكام الدستور.
ونتيجة لمطالبة الليبيين بضرورة الاحتفاظ بوحدة الأقاليم الثلاثة (برقة - طرابلس- فزان ) تحت زعامة الأمير إدريس, أرسلت الأمم المتحدة مندوبها إلى ليبيا لاستطلاع الأمر، وأخذ رأي زعماء العشائر ,..ومعرفة من يتولى أمرهم ؟، فاتجهت الآراء إلى قبول الأمير إدريس السنوسي حاكما على ليبيا.
اتجه الأمير بعد أن توحدت البلاد تحت قيادته إلى تقوية دولته، فأسس أول جمعية وطنية تمثل جميع الولايات الليبية في 13 من صفر 1370هـ /25 نوفمبر 1950 م.
أخذت هذه الجمعية عدة قرارات في اتجاه قيام دولة ليبية دستورية، منها:
- تكون ليبيا دولة ديمقراطية اتحادية مستقلة ذات سيادة على أن تكون ملكية دستورية .
- يكون سمو الأمير السيد محمد إدريس السنوسي أمير برقة ملك المملكة الليبية المتحدة".
- وضع دستور للمملكة، أصدرته في (6 من شهر محرم سنة 1371هـ-7أكتوبر 1951 م.) متضمنا 204 مواد دستورية.
وبعد أن أعلن الملك إدريس السنوسي أن ليبيا أصبحت دولة ذات سيادة عقب إصدار الدستور انضمت إلى جامعة الدول العربية سنة (1373هـ / 1953م) وإلى هيئة الأمم المتحدة في سنة (1375هـ /1955م.).
ضَـمَ الأتحاد الفدرالي ثلاثة ولايات(طرابلس، برقة،فزان) ,... ولكن على الرغم من كل ما قامت به بعض الدوائر الاستعمارية بعد 1951 م من أجل الإبقاء على ليبيا مقسمة وضعيفة تحت ذلك النظام الإتحادي، فإن شعب ليبيا عبر ممثليه المنتخبين قاموا في 26 أبريل 1963 م. بتعديل دستورهم وأسسوا دولة ليبيا الموحدة وأزالوا جميع العقبات التي كانت تحول دون وحدة ليبيا تحت اسم :المملكة الليبية وعاصمتها طرابلس.
مـن هـو مـعـمـر الـقـذافـي ؟
العقيد معمر محمد عبد السلام ابو منيار القذافي, هو ملازم سابق, من (مواليد 7 يونيو 1942 م. في سرت / ليبيا) ,
قاد انقلاباً عسكرياً على النظام الملكي, أطلقَ عليه ثورة الفاتح من سبتمبر ,أي الأول من سبتمبر(أيلول) 1969 م. حيث أطاح بحكم الملك أدريس الأول واستلم الحكم.
يَطلق معمر القذافي على نقسه لقب قائد الثورة, كما عُرف بلقب "العقيد القذافي", وأطلقَ على نظام حكمه عام 1977م., اسم الجماهيرية الليبية العربية الشعبية الأشتراكية العظمى ! , واضافة الى ذلك, شغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ سنة 1969، وشغل منصب رئيس مجلس قيادة الثورة في الفترة (1969 -1977),... وهو صاحب أطول فترة حكم لليبيا منذ أن أصبحت ولاية عثمانية سنة 1551. ويعتبر حاليا، أقدم حاكم على وجه الأرضّ !
أطلق على الضباط الليبيون الذين شاركوا بثورة الفاتح من سبتمبر أسم (الضباط الأحرار),تيمناً بحركة الضباط الأحرار المصرية التي أطاحت بالملكية في مصر , في 23 يوليو (تموز),سنة 1952م.
أثارت أفكار معمر القذافي, او قل أطروحاته, الكثيرمن الجدل من قبل الساسة داخل وخارج ليبيا، خاصة بعد تفرده بالقرار في البلاد لمدة تزيد عن أربعة عقود, وإتهامه مع عائلته بتهم الفساد وهدر مقدرات البلاد لسنين طوال. وأضافة لذلك,قمعه للحريات العامة، مُخالفاً ما يطرحه من أفكار بالمشاركة بالسلطة!
ففي 2 مارس 1977 تم الإعلان عن قيام الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية وتحويل النظام السياسي من النظام الجمهوري إلى النظام الجماهيري , الممثل بمؤتمرات شعبية تقرر ولجان شعبية تنفذ, و قد ادى هذا النظام بحياة الكثير من الليبين, وإلى هبوط معدل الولادات, و زيادة التلف و الجهل و طمــس كل معالم الحرية و الحياة التقدمية, .. وجَعلَ من ليبيا سجناً للمعارضين !
كان نظام القذافي غريب الأطوار لا نظيرله في العالم على الإطلاق!، فهو ليس بالجمهوري ولا بالملكي، وإنما هو مزيج من أنظمة قديمة وحديثة، والأسوء من ذلك... , الأدعاء بأنه لا يحكم وإنما يقود الثورة!، .. ولكن الواقع يشيرعكس ذلك , فقد كرس الصلاحيات والمسؤوليات في يَديه, .. وأيادي أولاده و المقربين لعائلته!!
*************
يتبع / ح 4
1368 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع