نحن أمة عربية واحدة وشعب عربي واحد.

 د.وَائِلْ اَلْقَيْسِي

نحن أمة عربية واحدة وشعب عربي واحد.

هناك بعض العرب في اقطارنا من المغيبة عقولهم وذاكرتهم وضمائرهم مَنْ يقول خلاف هذه الحقيقة ، جهلا او عمدا ويتهم اهلنا الفلسطينيين بأنهم سبب ما يحصل للأمة من مآسٍ وتغوّل صهيوني _ غربي او فارسي :

نحن شعب عربي واحد وأمة عربية واحدة يدين السواد الأعظم منها بدين الإسلام ، وهذه من بديهيات القول لا جديد فيه ، لكن من أجل تحفيز الذاكرة الخاملة لمن يقولون عكس هذا القول نقول :

ان الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه (المكي : نسبة إلى مكة المكرمة) انفذ جيش أسامة بن زيد إلى تخوم الشام وهو ليس شاميا ، والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (المكي) كذلك ارسل الجيوش لتحرير العراق من الإحتلال الفارسي ، وإلى فلسطين لتحرير القدس من الروم البيزنطيين ، اما الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد انحدر من مكة والمدينة إلى العراق وحارب الخوارج وقاد فتوحاته من أرض العراق ، والمكيان سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد سارا إلى أرض العراق من الجزيرة العربية وكسرا ظهر الفرس من أجل الدفاع عن ابناء ارومتهم العربية في العراق وقبائل خليج العرب ، والقائد العراقي صلاح الدين الأيوبي سار إلى بلاد الشام وحرر بيت المقدس من الصليبيين وقضى على الدولة الفاطمية في مصر ايضا ، وسيف الدين قطز قاتل المغول الذين اسقطو الخلافة العباسية في بغداد وسار من مصر إلى بيسان وهزم المغول في معركة عين جالوت التأريخية التي أنهى بها عهد المغول الهمجي في كل بلاد العرب ، والحجاج بن يوسف الثقفي الحجازي حكم العراق وفتح بلاد الهند والسند ومايعرف اليوم بجمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق وقبلها فتح إيران وحرر الأحواز العربية وغيرها ، والحسين بن طلال الهاشمي ساهم مباشرة في حرب القادسية الثانية ضد إيران واشترك مع جيشه في معارك الأمة مع الصهاينة المحتلين ، والقائد اليماني العربي علي عبدالله صالح ساهم بالدفاع عن العراق ضد إيران انطلاقا من انتمائه العربي ووقف بصلابة ضد الغزو الأميركي _الغربي (الصليبي) للعراق عام 2003.


اما القائد العربي المسلم صدام حسين المجيد الشاهد والشهيد فتأريخه لازال حيا ومآثره كثيرة ومواقفه اكثر ، ومعاركه لم تتوقف ، دفاعا عن كل اقطار الأمة العربية وشعبها حتى صبيحة استشهاده يوم السبت 30 ديسمبر (كانون الأول) 2006.


قاد صدام حسين اشرف وانبل واشرس المعارك في حرب طاحنة وضروس ضد دولة إيران الفارسية وهي معركة القادسية الثانية المجيدة دفاعا عن العراق والأمة العربية (1980 _1988) وكان حامي وحارس البوابة الشرقية للأمة العربية لأكثر من 35 سنة ، وكان حاضرا في معارك العرب مع المحتلين الصهاينة دوما سواء في فلسطين وسوريا وغيرها ، وشواهد شهداء الجيش العراقي لازالت شاخصة في إحدى زوايا مخيم المعسكر القديم إلى الشرق من مدينة نابلس حيث تقع مقبرة شهداء الجيش العراقي، والتي تضم 194 جثمانا لشهداء الجيش الذين اشتركوا مع جيش الإنقاذ العربي إبان حرب عام 1948، واستشهدوا خلال الحرب فدفنوا في فلسطين.


وإلى جانب مقبرة نابلس توجد مقبرة في منطقة مثلث الشهداء التابعة لبلدة قباطية في قضاء جنين، ومقبرة ثالثة في الداخل المحتل وكذلك في الأردن ، ولكن يمكن عدّ مقبرة نابلس من كبريات هذه المقابر لشهداء الجيش العراقي.

كذلك قاتل الغزاة الصليبيين في معارك كبرى مثل ام المعارك والحواسم ، وشارك مباشرة في معارك الدفاع عن اليمن وموريتانيا والسودان ومصر وسوريا وفلسطين والكويت والإمارات ( قضية الجزر العربية الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابي موسى التي تحتلها إيران) .

كل هذه الوقائع معروفة ومؤرخة لا تخفى على احد ، ومن يجهلها ليس عليه إلا أن يستعين ببضعة كتب وصحف ومجلات او يلج إلى (جوجل) على أقل تقدير لتزول غشاوة الجهل عن بصيرته او لتنكشف حقيقة المدلسين أمام عينيه .

لم يقل احد من هؤلاء القادة العرب انه من القطر العراقي او اليماني او الجزيرة العربية... ولا دخل لي في الشام ومصر والجزائر مثلا ، وهكذا ينسحب الأمر على كل ما تقدم من أسماء القادة العرب ، وغيرهم الكثير .


نحن لسنا شعوبا او امما ، بل نحن أمة عربية واحدة وشعب عربي واحد ، اما المسميات والعناوين الحديثة للدول كدولة العراق ودولة الاردن ودولة الكويت ودولة مصر ودولة الجزائر...الخ فهي مجرد دول حديثة العهد ، عمرها لا يكاد ان يزيد على مئة عام على ابعد تقدير ، وقد اقامها وانشأها وكرس وجودها الغزاة الغربيين كبريطانيا وفرنسا واميركا وإيطاليا بعد أن فتتونا وقسمونا إلى دويلات متناحرة من خلال ما سمي باتفاقية سايكس _ بيكو بعد أن كنا دولة وأمة عربية واحدة وهي جزء اصيل من أمة الإسلام العظيمة.


ومما يقدح في تأريخنا القريب للأسف هو ان اغلب الاحزاب الشعبوية والجماهيرية العربية التي ظهرت في بدايات وأواسط القرن العشرين كانت الداعم الأول لتطبيق وتثبيت اسافين اتفاقية سايكس _بيكو على واقعنا العربي ، سواء أكان ذلك عن قصد او عن جهل ، وعلينا أن لا نتردد او نخجل من كشف هذه الحقيقة الكارثية التي اثقلت كاهل الأمة العربية بعد أن كانت أمة واحدة ذات شعب عربي واحد.

تأسيسا على ماتقدم فإن اهل فلسطين اهلنا وأبناء عمومتنا فأنا كعراقي عربي مسلم(على سبيل المثال) انحدر من قبيلة قيس الهلالية العربية ، ولا يوجد قطر عربي واحد إلا وفيه من أبناء عمومتي من فلسطين حتى مصر إلى الجزيرة العربية بكل كياناتها الحديثة وصولا إلى ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وحتى طنجة وهكذا الحال مع كل القبائل العربية الأخرى.

نحن ابناء ارومة واحدة ونسب واحد فلا تنزلقوا في مهاوي الظلام فتنال منكم نياب الأفاعي.

فلسطين نحن ونحن فلسطين شاء من شاء وأبى من ابى.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1244 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تابعونا على الفيس بوك