سعد السامرائي
البدايات الصغيرة وتأثيرها على المستقبل!
اليوم لن نتكلم عن السياسة البحتة، بل لننظر إلى أي شجرة في الشارع ونفكر قليلاً. سنصل إلى نتيجة أن هذه الشجرة ربما كانت بذرة أو حبة أو حتى فسيلة صغيرة كان يمكن أن تُداس بالأقدام فتموت إذا لم يعتني بها أحد. كذلك المولود الصغير الذي يحتاج لمن يرعاه ويطعمه حتى يكبر.. وغيرها من الأشياء الكبيرة. وعليه، فلا يجب أن نقلل من الأشياء والبدايات الصغيرة.
كلنا نذكر كيف أن الأوامر الإلهية أخبرت أم موسى بشيء غريب: "ألقيه في اليم"، وكيف أن زوجة فرعون اقترحت أن يأخذوه لهم، وكيف كبر موسى وتسبب في هلاك فرعون وأتباعه.. لذلك نقول: لا تظنوا أن تغيير الحكم الطائفي الفاسد في العراق لا بد أن يأتي بخطوات جبارة وكبيرة، كأن يكون على يد جيوش أمريكا! من يفكر هكذا يعتقد أن التغيير لا بد أن يبدأ عملاقًا، وهذا خطأ، لأن أعظم الإنجازات الناجحة بدأت بخطوة متواضعة.
كذلك هي أحلامنا وأمانينا بأن نرى عراقًا يليق بسمعته وشعبه. كثير من الثورات لم تبدأ قوية وضخمة، بل نمت شيئًا فشيئًا. لكن المهم هو الاستمرار في السعي وعدم الاستسلام أمام العقبات والمخاطر. لا يهم مدى صغر الخطوة الأولى، الأهم هو أن نبدأ. بل المهم في جمالية ودقة التفاصيل من البداية المتواضعة حتى تتحول إلى الشرارة التي تشعل طريق النجاح.
في زحمة الحياة وانشغالنا بالمسؤوليات الشخصية، نغفل أحيانًا عن الفرص التي تحيط بنا لأننا ننتظر إنجازًا ضخمًا. فعليه، نقوم بإهمال التفاصيل الصغيرة التي نمر بها كل يوم دون أن نشعر، والتي تكون هي لو انتبهنا بوابات النجاح في تحقيق الثورة والانقلاب. هذا الانقلاب الذي يجب أن يبدأ أولاً بأنفسنا. فالبعض ربما تمر عليه ابتسامة عابرة من شخص غريب، أو صوت المطر على النافذة، أو رائحة الشاي في الصباح، أو رسالة غير متوقعة من صديق قديم. كلها أشياء بسيطة، لكنها تملك قدرة سحرية على تحسين يومنا. حين نتعلم أن نقدر هذه التفاصيل، نكتشف أن السعادة لم تكن يومًا بعيدة، بل كانت دائمًا أمامنا، تنتظر فقط أن ننتبه لها.
لنخطط جيدًا لمستقبل بلدنا. وأول ما يتوجب على العراقي الساعي للتغيير:
ترك اللامبالاة: وأخذ أي مسعى للتغيير على محمل الجد، والحفاظ عليه بكتمان حريص.
الثقة بالنفس: والإيمان بقوة وقدرة شعبنا.
وضع هدف التغيير نصب أعيننا: في كل خطوة نخطوها، والبدء بتحمل المسؤولية. فالتجارب القاسية تعلم الصبر والجلادة.
التقارب مع من يحمل بذور التغيير: فواحدنا سيحث الثاني، وسينتقل شغف التغيير ليحفز الآخرين على المشاركة. أي تغيير لا بد أن يصاحبه وعي جمعي للمجتمع بضرورة التغيير. وعندما يتوفر هذا الوعي، فإن الغالبية ستتحرك تلقائيًا للانضمام إلى حركات التغيير. ومعروف أن اللامبالاة تنشأ من كثرة الإحباطات، وما أكثرها في واقعنا بسبب وجود خونة وموالين لا يستعملون عقولهم. وعليه، فمن واجب المثقفين التركيز في مقالاتهم على مساوئ الحكم الحالي، وأن أمريكا إذا أرادت المساعدة في التغيير، فإنها ستتحرك بما يحقق مصلحتها بالدرجة الأولى. اعلموا أن الواقع لن يبقى ثابتًا، بل هو يتشكل باستمرار بجهود الأفراد. الاعتماد وانتظار امريكا لفعل التغيير بالعراق هو لا يختلف عن شخص اشترى مع مليون شخص اخر تذكرة سحب يانصيب وينتظر ان يكون هو الرابح!!!
تعالوا جميعًا، كلٌ يسأل نفسه: ما الذي يمكنني تغييره في حياتي لكي يعطيني النجاح؟ هذا يقودنا إلى امتلاك هدف واضح يبعدنا عن اللامبالاة وقوة الشخصية والمثابرة والقدرة على الإنجاز..
. تطبيق مبدأ "الخطوة خطوة": ولنحقق هدفًا واحدًا كل يوم. ولنحاول جميعًا أن نكون جزءًا من التغيير، ولو في مجالات صغيرة، وكلٌ في مجال استطاعته وتخصصه. لن نحتاج إلى ثورة كبيرة تنهي الأمر بانقلاب بيوم واحد، بل أن نبدأ بالقضاء على اللا مبالات التي عشعشت بأنفسنا وأصبحت جزء منها
2144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع