د .علوان العبوسي
من المؤلم ونحن نرى عراق مابعد الاحتلال يتهاوى سريعاً الى الهاوية بارادة واصرار قادته السياسيين والعسكريين ، فلا نهج سياسي ممكن وصفه بالسياسي ، ولا خطط مستقبلية قد تُبشر لمستقبل افضل ، ولا عقيدة سياسية او عسكرية يامل منها تحقيق امن وطني مقبول ..
ولا مصالحة وطنية هدفها وحدة العراق الجديد ، ولا اعتراف صريح بفشل حكومات ما بعد الاحتلال ، فوضى في فوضى وشعبنا يأن تحت جور هؤلاء القادة خدعوه بالرواتب والامتيازات العالية وبالنزعة الطائفية وجعلو منه مطيتاً لهم يرضى بالفساد وبالقتل المبرمج اليومي ولا مجال للاعتراض ، فاما ان تكون طائفياً من الفئة الاولى او لم يكن لك مكان في هذا البلد .
قد لا اكون دقيقاً بتعداد القوى الامنية ( دفاع وداخلية )ولكن اعتقد بلغت المليون متطوع حتى الان معظمهم من المليشيات التي جاء بها الامر 91 الصادر من سلطة الائتلاف وهذا عدد لايستهان به فلو قورن بالقوى الامنية للجيش السابق لم يبلغ هذا العدد لحين انتهاء الحرب العراقية الايرانية بضمنهم المكلفين والاحتياط .
اما لو قارنا مستوى التدريب والامتيازات والرواتب فلا وجه مقارنة على الاطلاق فالجيش الحالي ( الجديد) تم تدريب عناصرة من قبل القوات الامريكية باحدث تقنيات التدريب ومنحت لهم رواتب ومخصصات خيالية لايتقاضى 5% منها الجيش السابق ، لكنها لم تغرس في ضمائر وعقول المقاتلين حب الوطن والدفاع عنه تجاه التهديدات الحقيقية والفعلية التي تهدد كيان العراق كدولة في المجتمع الدولي ولكن غرست الروابط الطائفية التي فرضتها في قراراتها لارضاء اعوانه والذي يتشكل منها نظام الدولة الحالي ويقوم على اساسها بالاضافة الى حماية اجهزتها الحزبية وسلطاتها الثلاث فلم يعد هناك مجال لواجب الجيش الاساسي المتعارف عليه (الجيش سور للوطن ...) وعلية يغرق العراق يومياً بعشرات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وغيرها ولم تستطع القوى الامنية ايقاف نزيفها منذ 2006 وهي في تزايد مستمر .
من وجهة نظر شخصية نتيجة لمتابعة الواقع السياسي الايراني والعراقي مابعد احتلال العراق واسلوب ومستوى التدخل الايراني في شؤون البلاد وبالتالي انعكاسه على الواقع الامني العراقي نستنتج من زيارة السيد وزير الثقافة ووكيل وزير الدفاع سعدون الدليمي الى ايران في 25/9/2013 ان هناك مرحلة جديدة مهمة من التدخل الايراني في الشان العراقي اشمل واوسع مما هي عليه الان يحميها القانون العراقي وبمعنى آخر تسليم كافة الامور الامنية التي عجزت عنها قوات الامن العراقية الى ايران وهذا بالمعنى السياسي انقلاب عسكري مشرعن برعاية سلطات الدولة بشكل مؤقت يتحول تدريجياً الى ايران في المستقبل (انظر رجاءً المقال المرفق – ايران اطماع لاتنتهي الجزء الثاني - للاطلاع على الخطط الخمسية الايرانية للسيطرة على العراق ) .
لو اطلعنا على تصريحات الدليمي وشمخاني امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني لايقنا ان ما يجري في دهاليز السياسة الايرانية بحق بلدنا خطير للغاية يقول الدليمي في المؤتمر الصحفي (ان الثقافة والحضارة المشتركة بين الشعبين العراقي والايراني تدعونا الي المزيد من الافادة من خبرات الجمهورية الاسلامية الايرانية في مختلف المجالات سيما الاعمار ومواجهة التدهور الامني...) ويجيبة شمخاني ( ان ايران حكومة وشعبا جاهزة لتوسيع التعاون علي الصعيد الاستراتيجي مع العراق في كافه المجالات ، وانهما يقفان اليوم في خندق واحد وبامكانهما اعتماد خطوات لتسوية المشاكل الاقليمية والدولية...).
ان هرولت سعدون الدليمي ومعه وفد عسكري رفيع المستوى الى ايران بعد التفجيرات العديدة والنوعية في شهر ايلول (سبتمبر)2013 قتلت وجرحت اكثر من 3000 عراقي ، له دلالاته السياسية والامنية ليبرهن لنا جميعاً ان القوات الامنية العراقية لافائدة منها في حفظ الامن وهذا في حقيقة الامر ما سعت له ايران بتكتيكاتها المشبوهة للبدء بفرض واقعها الاقليمي الجديد ضمن مخططاتها المشبوهة ضد كل عالمنا العربي والاسلامي .
ومن وجهة نظر شخصية ايضاً السيناريو الذي يحصل بعد انتشار القوات الامنية الايرانية في العراق بشكل علني هذه المرة وبعلم جماهير الشعب يحتمل ان يكون وفق الاتي :
·الاعلان عن اشتراك القوات الايرانية مع القوات العراقية في حفظ الامن .
·تبدأ التفجيرات والاغتيالات بالانحسار التدريجي بارادة ايرانية ثم تتوقف تقريباً عما هي عليه ( لان ايران هي التي كانت تقوم بهذه التفجيرات بالاشتراك مع مليشياتها في العراق ، وتنظيمات القاعدة التي يتم تدريبهم وتجهيزهم في ايران ).
·تعلن القوات العراقية الايرانية المشتركة بان تعاونهما قد أثمر في انهاء التدهور الامني في العراق .
·يبارك الشعب العراقي بهذه الخطوة المفتعلة وتصبح ايران بالتعاون مع القوات الامنية العراقية الماسكة بزمام الامور الامنية وتبدأ تصفية العناصر الغير مرغوب بها حسب وجهة نظر القيادة العسكرية المشتركة .
·يبدأ العراق بمرحلة جديدة من تاريخة الصفوي باتجاه دول الخليج العربي ومنه الى باقي دولنا العربية .
في الختام لااريد ان اكون متشائماً الى هذه الحدود ولكن المعطيات الحالية في العراق الممثلة بضعف الشعور الوطني وسيطرة جمهرة واسعة من العاطلين الفاشلين والجهلة على امور الدولة تدلل على ذلك ، اما اذا تصفحنا الاتفاقية العراقية الامريكية لوجدناها تنص على التعاون الامني والسياسي والاقتصادي بعد الانسحاب من العراق ولكن لم تتفعل هذه الاتفاقية رغم مايشهده العراق من تفجيرات يومية ونوعية مدبرة بشكل جيد وارتضت كذلك بالتدخل الايراني السافر بالعراق وهذه المرة من اجل تحقيق اهدافها الاستراتيجية بمنطقتنا العربية حمايتاً منها لاسرائيل ووجدت رواج موضوع الطائفية المذهبية في العراق هو خير سلاح للانطلاق منه الى باقي البلاد العربية دأبت على اسناده وباركته بكل قوة كونه امضى من الاسلحة الذرية والبايولوجية .
اما السلاح او القوة التي يمكنها مواجهة كل هذه التهديدات وانهائها هو الشعب مصدر السلطات باصراره وتضحياته وتمسكه بوحدته الوطنية وترك الاجندة الطائفية السياسية واختيار عناصر شريفة مهنية كفوءة تقوده الى شاطئ الامان .
المرفق مقال ( ايران اطماع لاتنتهي – الجزء الثاني )
ايران .....أطماع لاتنتهي/الجزء الثاني
د.علوان العبوسي
25/12/2009
الاهداف الاستراتيجية الايرانية
استكمالا للجزء الاول الذي اوضحت فيه الاحتلال الايراني لآبار منطقة الفكة العراقية وموقف الحكومة السلبي تجاه هذا الاحتلال ، في هذا الجزء ساوضح الاهداف الاستراتيجية الايرانية تجاه العراق والمنطقة العربية المدعوم من قبل الولايات المتحدة الامريكية باستغلال الاوضاع السياسية والامنية بالعراق لاحتلاله طائفياً والانتشار منه الى باقي الوطن العربي .... في هذا الصدد ، استندت في تحليلي الى تقرير الدكتور عبد الرحيم البلوشي ( ايراني الجنسيه سني المذهب ) المنشور في صحيفة صوت الامة المصرية بتاريخ 17/10/2009 والذي استعرض فيه فحوا الرسالة الموجهة من مجلس شورى الثورة الثقافية الايراني الى المحافظين في الولايات الايرانية جاء في مقدمته (اذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا الى البلاد الاسلامية المجاوره فلا شك ان ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا في قعر دارنا وتنتصر علينا ) ، وتستكمل الرساله ماياتي .... (وقد قامت الان بفضل الله وتضحية امة الامام الباسله دولة الاثنى عشريه في ايران بعد قرون عديده ، ولذلك فنحن بناء على ارشادات الزعماء الشيعه المبجلين نتحمل واجباً خطيراً وثقيلا وهو تصدير الثورة ، حيث وضعنا خطه خمسيه تشمل خمسة مراحل ومدة كل مرحله عشرة سنوات لنقوم بتصدير الثورة الاسلامية لجميع الدول المجاوره وتوحيد الاسلام اولاً لان الخطر الذي يواجهنا من الوهابيين ذوي الاصول السنيه أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب لان هؤلاء يناهضون حركتنا وهم الاعداء الاصليين لولاية الفقيه والائمه المعصومين .....) .
اسلوب تنفيذ الخطة
وقد استكملت الرساله لاسلوب تنفيذ الخطه كما ياتي : -
•تحسين علاقاتنا مع دول الجوار ( العراق الجديد بعد سقوط صدام حسين ) من خلال تنظيم هجرة لافواج من الايرانيين لهذه الدول باسناد عملائنا المخلصين فيها يكون واجبهم شراء الاراضي والبيوت والشقق وايجاد العمل ومتطلبات الحياة الاخرى .
•توثيق العلاقة والصداقة مع اصحاب رؤوس الاموال في السوق والموظفين والاداريين خاصة الرؤوس الكبيرة والمشاهير من الافراد في الدولة والحكومة .
•التوغل في القرى والارياف والنواحي والمدن الصغيرة وشراء ما امكنهم من البيوت ثم بيعها باسعار تفضيلية ( رخيصه ) للمهاجرين ( السنه) من المدن الكبيره .
•حث ( الشيعه ) على احترام القانون وطاعة منفذيه ثم الحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبيه لآل البيت لامكان اقامتها في كافة مناسباتنا التي يناهضها ابناء ( السنه والوهابية ).
•السعي للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الاصدقاء بتقديم الهدايا الثمينه كما عليهم ترغيب ابنائهم العمل في الوظائف الحكوميه والانخراط في السلك العسكري .
•أثارة علماء ( السنة والوهابية )في امور الفساد الاجتماعي التي يقوم بها عملائهم ومحاولة ابراز ذلك أمام السلطات الحكومية لزعزعت ثقتهم بهؤلاء (اي السنه) ليكونوا مرفوضين لدى السلطات الحكومية والمجتمع مما سيكون سبباً في اثارة الفتنه ونمو الحقد في الاوساط السنية ، ووسط هذا الصراع يبرز التشيع كمذهب لاخطر منه على الحكام مما سيحوزون رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكوميه المختلفه دون وجل .
•ماتقدم يتم في المراحل الثلاث الاولى من الخطة ، اما في المرحله الرابعة سيكون قد تهيأت أمامنا سبل أستثمار تلكم المراحل مثل أفلاس التجار وهروبهم وبيع ممتلكاتهم بنصف ثمنها والمشاحنات ما بين علماء السنة وزعزعت ثقة الحكومة بهم وعليه سيكون لنا حضوة لدى الحكومة وسنكون وحدنا حماة السلطه والحكم مما سيتيح تبؤأ كبرى الوظائف المدنية والعسكرية حيث سيمكننا من خلال ثقة الحكومه بنا ،ثم الوشايه بالمخلصين لدى الحكومه من ابناء السنة بانهم خونه مما سيؤدي ذلك الى طردهم او زجهم في السجون ولهذا العمل ثمرتان هما : -
•عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من قبل .
•ازدياد سخط اهل السنة على الحكام بسبب أزدياد قدرة الشيعة في دوائر الدوله مما سيقومون باعمال مناوئه أكثر ضد الحكومه في هذه الفتره يجب على افرادنا ان يقفوا الى جانب الحكام ويدعون الناس الى الصلح والهدوء مع أستمرار شراء الدور من الذين على وشك الهجره خارج البلاد .
في المرحلة الخامسة ...سيكون الجو مهيئاً للثورة لاننا استولينا على العناصر الثلاث المهمة وهي الامن والهدوء والاستقرار ، في هذا الوقت ستكون السلطة الحاكمة كسفينة وسط الطوفان مشرفه على الغرق تقبل كل مقترح للنجاة بارواحهم عندها سنقترح عبر شخصيات معتمدة تشكيل مجالس شعبيه لتهدئة الاوضاع وسنساعد الحكام في مراقبة الدوائر وضبط البلاد ولا ريب انهم سيقبلون ذلك وسيحوز مرشحونا باكثرية مطلقه على معظم كراسي المجلس ، هذا الامر أيضاً سوف يسبب هروب العلماء واصحاب الكفاءات واصحاب رؤوس الاموال ولم يبقى في الدوله سوانا عندها سوف نستطيع تصدير ثورتنا بهدوء على بلاد كثيره دون أراقة دماء .
وفي حالة عدم نجاح ثورتنا في المرحلة الخامسة الاخيرة فانه يمكننا ان نقيم ثوره شعبيه ونسلب السلطه من الحكام باعتبارنا الاكثريه في المجتمعات العربية والاسلامية ونزينها بنور الاسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود
استنتاج
المطّلع على هذه الخطة والتي لاتختلف في جوهرها عن بروتوكولات حكماء صهيون والاساليب المعتمدة فيها بالاستيلاء على الاراضي الفلسطينية والعربية ، ان الخطة الاستراتيجية التي اعدها علماء الدجل والشعوذه في ايران لم تقف عند حدود العراق حسب و الذي يمثل خصوصية عند شيعة ايران الصفوية مستغلين مراقد الائمه الاشراف الذين ابتلو بهؤلاء المشعوذين في بث افكارهم العنصريه والطائفيه المنطلقة من مجوسيتهم اللاهوتية مستغلين مشاعر ابناء الشيعة العرب العراقيين الذين يرفضون كل هذه الخطط التي تنال من وحدة بلدهم ... العراق الذي يمثل البوابة الشرقية للوطن العربي وعلى ارضه انكسرت شوكة الاكاسرة والفرس المجوس وأطفئت نارهم المقدسه ولهذا تعتبره ايران أمتداداً طبيعياً لسعيها المذهبي الصفوي قديمه وحديثه وكذلك الخليج ودوله العربية التي لها خصوصيه في تنفيذ الخطة الايرانيه الصفويه ثم باقي الدول العربية التي تحاول ايران جاهده في التسلل اليها عبر عملائها باسناد امريكي صهيوني ...لقد استغلت ايران الفوضى المفتعله في العراق من قبل المحتل واصداره عدد من القوانين الجائره التي تمثلت بحل الجيش العراقي الوطني واحلال المليشيات بدلا عنه من قبل احزاب عميله هادنت سلطة الاحتلال منفذه لما يسعى اليه هذا المحتل وسارد الى ذلك بشكل موجز لاحقاً .
نكمل في الجزء الثالث
1491 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع