ضحى عبد الرحمن
مباحث في اللغة والادب/ ١٠٣اشعار عن البعوض
القسم الثاني.
قال أَبُو الْحسن أَحْمد بن أَيُّوب الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بالناهي
لَا أعذر اللَّيْل فِي تطاوله ... لَو كَانَ يدْرِي مَا نَحن فِيهِ نقص
لي والبراغيث والبعوض إِذا ... ألحفنا حندس الظلام قصَص
إِذا تغنى بعوضه طَربا ... ساعد برغوثه الْغِنَا فرقص
(يتيمة الدهر4/442).
ـ قال اَبُو مُحَمَّد المطراني الْحسن بن عَليّ بن مطران
وبراغث مثل الخطوب طوارق ... حدب الظُّهُور غَلِيظَة الأوساط
يحسون مَاء حياتنا فجلودنا ... كمصاحف محمرة الأنقاط
(يتيمة الدهر4/140).
ـ قال أَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن أبي ضرغام
ستبصر الأَرْض عَن قريب ... تلبس من وشيها ثيابًا
مَا شِئْت من طَائِر ترَاهُ ... مغردا مَا خلا الْغُرَاب
وَلست لَيْلًا ترى بعوضا ... وَلَا نَهَارا ترى ذبابا
(يتيمة الدهر4/292).
ـ قال محمد بن موسى البَلخي:
إنْ كنتُ أشكو مَن يَدِ قْ ... قُ عن الشِّكاية في القريضِ
فالفيلُ يضجر وهو أع ... ظمُ ما رأيتُ من البعوضِ ". (لباب الآداب/209).
ـ قال بعض الأعراب يصف البراغيث وقد سكن مصر:
تطاول في الفسطاط ليلي ولم يكن ... بأرض الفضا ليل عليّ يطول
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... وليس لبرغوث عليّ سبيل
وقد أجاد مجد الدين أبو الميمون الكناني حيث قال ملغزافي البراغيث:
ومعشر يستحل الناس قتلهم ... كما استحلوا دم الحجاج في الحرم
إذا سفكت دما منهم فما سفكت ... يداي من دمه المسفوك غير دمي
وقال أبو الحسن بن سكرة الهاشمي في مليح يعرف بابن برغوث:
بليت ولا أقول بمن لاني ... متى ما قلت من هو يعشقوه
حبيب قد نفى عني رقادي ... فإن أغمضت أيقظني أبوه
(حياة الحيوان الكبرى1/178).
ـ ذكر ابن ظافر الأزدي" قال العماد ابو حامد: وقد كنت عملت أبياتاً ارتجالاً لأصف بها ليلة بتها بنهر دقلا، فقلت:
يالحا الله ليلة قرصتني ... في دياجيرها البراغيث قرصا
شربت بقها دمي فتغنت ... وبراغيثها تواجدن رقصا
قد تعريت من ثيابي لقرصي ... غير أني لبست منهن قمصا
كلما زدت منعهن بحرصٍ ... عن فراشي شربن فازددن حرصا
من براغيث خلتها طافراتٍ ... طائراتٍ جناحها قد قصا
عرضت جيشها الفريقان حولي ... وهي أوفى من أن تعد وتحصى
لو غزا سنجر بها الغز يوما ... لم يدع منهم على الأرض شخص
(بدائع البدائه/226)
مثل هذا ما أنشدنيه الحافظ ذو النسبتين أبو الخطاب بن دحية الحصري:
ضاقت بلنسية بي ... وذاد عني غموضي
رقص البراغيث فيها ... على غناء البعوض
ومما أنشدنيه أيضاً للسميسير:
بعوض شربن دمي قهوةً ... وغنيني بضروب الأغان
كأن عروقي أوتارهن ... وجسمي الرباب وهن القنان
(بدائع البدائه/236)
ـ ذكر ابن المعتز" لأعرابي في البراغيث:
إذا درج البرغوث منها رأيته على الجلد ضخم الجسم وهو صغير
( البديع في البديع/137).
ـ قال أبو السعادات، علي، بن بختيار، بن علي
ولمّا انتحى البُرْغُوثُ والبَقُّ مَضْجَعي ... ولم يَكُ من أيدهِما ليَ مَخْلَصُ،
زَفَنْتُ بكفّي، إِذْ مُدامُهما دمي، ... فزمَّرَ هذا، وابتدا ذاك يرقُصُ
(خريدة القصر/أقسام أخرى/128).
وقال ايضا:
يا لَحى اللهُ ليلةً قرَصَتْني ... في دياجيرِها البراغيثُ قَرْصا
شرِبت بَقُّها دمي فتغنَّت ... وبراغيثُها تَواجَدْنَ رَقْصا
قد تعرَّيْتُ من ثيابي لكربي ... غيرَ أَنّي لبِست منهنَّ قُمصْا
كلَّما ازددت منعَهُنَّ بحرص ... عن فِراشي، شَرِهْن فازْدَدْنَ حِرْصا
من براغيثَ، خِلْتُها طافراتٍ ... طائراتٍ، جَناحُها قد حُصّا
عرَضَتْ جيشَها الفريقان حولي ... وَهْيَ أوفَى من أَنْ تُعَدَّ وتُحصى
لو غزا سنجرٌ بها الغزَّ يوماً ... لم يَدَعْ منهمُ على الأرض شخصا
(خريدة القصر/أقسام أخرى/129).
ـ قال السيوطي:
لا تكره البرغوث ان اسمه بر وغوث لا به تدري
فبره مص دم فاسـد والغوث ايقاظك للفجر
(هز القحوف2/103)
ـ قال الشاعر:
اشكو اليك براغيثا بليت بهــا قد جرعوا القلب كاسات من الغصص
أصيد هذا، يجيء هذا يؤلمني فتنقضي ليلتي في الصيد والقنص
(هز القحوف2/103)
ـ قال يوسف بن إسماعيل بن إبراهيم أبو المحاسن الحلبُّي المعروف بالشوَّاء في البراغيث:
لعن الله غرفة بتُّ فيها تحت سقف كأنَّه غربال
كلُّ قطر منها وقد أقلع القطر إلى الفجر عارض هطَّال
فالبراغيث راقصات على إيقاع وكف أخفُّ منه الجبال
(قلائد الجمان8/182).
ـ قال الشاعر:
قبيلة في طولها وعرضها ... لم يطبقوا عينا لها بغمضها
خوف البراغيث وخوف عضّها ... كأنّ في جلودها من مضّها
عقاربا ترفضّ من مرفضّها ... إن دام هذا هربت من أرضها
يا ربّ فاقتل بعضها ببعضها
(التذكرة الحمدونية5/302).
ـ قيل لله در القائل:
وليلة بتنا لدى معشر ... قد غرت الناس أحاديثهم
فما أكلنا عندهم قدر ما ... قد أكلت منا براغيثهم
(حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر/984).
ـ قال محمد بن خليفة بن محمد السنبسي، أبو عبد الله:
ومُشتكٍ من براغيث دَلفن له ... بعسكرٍ في ضواحي الجلدِ مبثوثِ
لم يقتدوا بالبُرَغِّيثِ ابن عمهُم ... وهو أحقُّ وأولى بالمواريثِ
أُرْدُدْ على القوم ديوانَ ابن عمهُم ... وأعفِ جلدكَ من قرصِ البراغيثِ
(المحمدون من الشعراء/99)
ـ قال محمد بن عمر بن إلياس شمس الدين أبو العز الرّهاوي:
لمَن أشتكي البرغوثَ يا قومِ إنه ... أراق دمي ظُلماً وأرّق أجفاني
ومازال بي كالليث في وَثباته ... الى أن رَماني كالقتيل وعرّاني
إذا هو آذاني صبرتُ تجلّداً ... ويخرُج عقلي حين يدخلُ آذاني
قلت: ذكر أصحاب الخواص أن البرغوث إذا دخل في أذن أحد ووضع الإنسان يده على سرّته أو أصبعه في سرته وقال: سبقْتك فإن البرغوث يخرج منها.
وقال علاء الدين الوداعي في البَراغيث، ومن خطّه نقلتُ:
براغيثُنا فيهم جَراءَة ... فبالأسرِ والقتل لا يَرجِعونا
كَثيرو الأساةِ مع أنهم ... قليلاً من الليلِ ما يَهجَعونا
ونقلت من خطّه له مضمّناً:
براغيث تَسري في الظّلام كأنّها ... حراميّة من بيضها يُسفكُ الدّمُ
قوارضُ تأتيني فيحتقرونها ... وقد يملأ القَطرُ الإناءَ فيُفعَمُ
ونقلتُ منه أيضاً له:
براغيث فيها كثرة فكأنها ... علينا من الآكامِ يحتفرونها
تقولون لي صِفْها فقلتُ أُعينكم ... قوارض تأتيني فيحتقرونها
وما أحسن قول الصّاحب جمال الدين بن مطروح:
رُبّ برغوث ليلة بتُّ منه ... وفؤادي في قبضة التسعين
أمكنتْ قبضة الثّلاثين منه ... فسقتُه الحِمامَ في سبعين
(أعيان العصر5/65).
ـ ذكر ابن قتيبة" قال الراجز يصف البعوض:
وليلة ما أدر ما كراها ... أمارس البعوض في دجاها
كل زجول خفق حشاها ... لا يطرب السامع من غناها
(المعاني الكبير2/609).
ـ ذكر ابن دحية « أنشدني الأديب الشاعر أبو القاسم خلف بن فرج - المعروف بالسميسير لنفسه:
بعوضٌ جَعلْن دَمي قهوةً ... وعَنَّينني بضُروب الأغانْ
كأنّ عُروقَي أوتارُها ... وجِسمِي الرَّبابُ وهنّ القِيان
(المطرب من أشعار أهل المغرب/93).
ـ ذكر ابن دحية" قال في اجتماع البعوض والذباب والبراغيث في مجلس، مخاطب لصاحبه يستهزئ به:
لكَ مجلسٌ كملتْ بشارَتُنا به ... للًّهو لكن تحتَ ذاك حديثُ
غنَّي الذّباب وظلّ يزمُر حوله ... فيه البعوضُ ويرقصُ البرغُوث
(المطرب من أشعار أهل المغرب/69).
ـ قال ابن دريد" قالَ الْأَصْمَعِي: دخل أَعْرَابِي الْبَصْرَة فآذاه البراغيث فَأَنْشَأَ يَقُول:
لَيْلَة حك لَيْسَ فِيهَا شكّ
أحك حَتَّى ساعدي منفك
أسهرني الأسيود الأسك
(جمهرة اللغة1/101)
ـ قال محمد بن فضل الله بن كاتب المرج القوصي:
وكم اشتكي البرغوث يا قوم إنه ... أراق دمي ظلما وأرّق أجفاني
وما زال بي كالليث في وثباته ... إلى أن رماني كالقتيل وعرّاني
إذا هو آذاني صبرت تجلّدا ... ويخرج عقلي حين يدخل آذاني
(المحاضرات والمحاورات/217)
ـ قال أبو إسحاق الصابي:
وليلة لم أذق من حرها وسنا ... كأن في جوها النيران تشتعل
أحاط بي عسكر للبق ذو لجب ... ما فيه إلا شجاع قاتل بطل
من كل شائلة الخرطوم طاعنة ... لا تمنع الحجب مسراها ولا الكلل
طافوا علينا وحرّ الصيف يطبخنا ... حتى إذا نضجت أجسادنا أكلوا
( ربيع الأبرار5/425).
ـ قال الزمخشري: في ديوان المنظوم:
أقول لنازل البستان طوبى ... لعيشك ثم يسكتني البعوض
يململه فليس به قرار ... ويثخنه فليس به نهوض
عماه قرصه وطنينه أنّى ... يبيت وعينه فيها غموض
كأنك حين يهذي بالأغاني ... تكرر في مسامعك العروض
( ربيع الأبرار5/425).
ـ قال رجل من بني حمان وقع في جند الثغور:
أأنصر جند الشام ممن يكيدهم ... وأهلي بنجد ذلك حرص على النصر
براغيث تؤذيني إذا الناس نوموا ... وبق أقاسيه على ساحل البحر
فإن يك فرض بعدها لا أعدّله ... وإن بذلوا حمر الدنانير كالجمر
(ربيع الأبرار5/426).
ـ قال محبوب بن أبي العشنط النهشلي:
الليل نصفان نصف للهموم فما ... أقضي الرقاد ونصف للبراغيث
أبيت حتى تساميني أوائلها ... أنزو وأخلط تسبيحا بتغريث
سود مداليج في الظلماء مؤذية ... قال المليك لها في جلده عيثي
(ربيع الأبرار5/442).
ـ قال ابن المعتز" لأعرابي في البراغيث:
إذا درج البرغوث منها رأيته على الجلد ضخم الجسم وهو صغير
( البديع في البديع/137).
ـ قَالَ الأَصمعي: دَخَلَ أَعرابي الْبَصْرَةَ فَآذَاهُ الْبَرَاغِيثُ فأَنشأَ يَقُولُ:
لَيْلَةَ حَكٍّ لَيْسَ فِيهَا شَكُّ أَحُكُّ حَتَّى ساعِدِي مُنْفَكُّ،
أَسْهَرَني الأُسَيْوِدُ الأَسَكُ
(لسان العرب10/413).
ـ قال العجاج:
وصرت عبداً للبعوض أخضعا تمضني مَضَّ الصبي المرضعا
(شمس العلوم3//589). (ديوان العجاج2/305). (المقاييس2/190).
ـ قال أبو الفَتْح الْبُسْتِيّ:
لَا يَسْتَخفنّ الفَتى بِعَدُوِّهِ ... أبدًا وإنْ كَانَ الْعَدُوّ ضئيلًا
إِنَّ الْقَذَى يُؤْذيْ الْعُيُونَ قَليلهُ ... ولربَّمَا جَرَحَ البَعُوضُ الفيلَا
(الدر الفريد11/236). (ديوان أبي الفتح البستي/303).
ـ قال عَبد اللَّه بن أبي عُيينة المهلبِي:
فَدَعِ الوَعِيدَ فَمَا وَعيدُكَ ضائِري ... أَطنينُ أَجنحَةِ البَعُوضِ يَضِيرُ
(الكامل في اللغة2/28). (الدر الفريد7/483).
ـ قال رزق الله " كتب بعض الظرفاء إلى صاحب له يطلب خمراً:
أشكو إليك براغيثاً بليت بها ... سوداً إذا انتبهوا في الليل لم أنم
أصيد هذا فيبقى ذا فيلدعني ... فينقضي الليل في صيدي ولدغهم
وقد تيقنت أني ليس ينقذني ... سوى ابنة الكرم يا ابن الجود والكرم
ابعث إلي دم العنقود أشربها ... لكي أنام ولا أشعر بسفك دمي
(مجاني الأدب4/244).
ـ قال الشاعر:
ليل البراغيث والبعوض ... ليل طويل بلا غموض
فذاك ينزو بغير رقص ... وذا يغني بلا عروض
(مجاني الأدب3/153)
ـ قال ابن شرف يصف داراً ويتشكى بعوضها:
لم منزل كملت ستارته لنا ... للهو لكن تحت ذاك حديث
غنى الذباب وظل يزمر حوله ... فيه البعوض ويرقص البرغوث
(مجاني الأدب3/153)
ـ ذكر رزق الله" قال أبو الميمون المبارك الكناني في البراغيث:
ومعشرٍ يستحل الناس قتلهم ... كما استحلوا دم الحجاج في الحرم
إذا سفكت دماً منها فما سفكت ... يداي من دمها المسفوك غير دمي ".
(مجاني الأدب2/169)
ـ قال الشاعر:
لا تحقرن عدواً في مخاصمةٍ ... ولو يكون ضعيف البطش والجلد
فللبعوضة في الجرح المديد يدٌ ... تنال ما قصرت عنه يد الأسد
(مجاني الأدب1/58).
ـ قال الشاعر:
لا تحقرن من الأعداء من قصرت يداه عنك ولو كـان ابن يومين
فإن في قرصة البرغوث معتبـرا فيه أذى الجسم والتسهير للعين
(المخلاة/170).
ـ قال أبو محرز خلف بن حيان الأحمر في البرغوث:
يا عجباً للدهر ذي الإعجاب ... للأحدب البرغوث ذي الأنياب
يلسع لسع العقرب الدباب ... يقفز بين الجلد والثياب
(نور القبس/29)
ـ قال أَبُو الْفَتْح أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْكَاتِب:
مَا للبراغيث طول اللَّيْل راتعة ... أجل وَطول نَهَار الصَّيف فِي جَسَدِي
بليت مِنْهَا بِمَا تبلى الْكِرَام بِهِ ... من اللئام وَأهل الْبَغي والحسد
(يتيمة الدهر4/507).
ـ قال أَبُو الْحسن أَحْمد بن أَيُّوب الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بالناهي
لَا أعذر اللَّيْل فِي تطاوله ... لَو كَانَ يدْرِي مَا نَحن فِيهِ نقص
لي والبراغيث والبعوض إِذا ... ألحفنا حندس الظلام قصَص
إِذا تغنى بعوضه طَربا ... ساعد برغوثه الْغِنَا فرقص
(يتيمة الدهر4/442).
1059 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع