فلاح ميرزا
لاشك بان الذي جري علي المنطقة خلال الثلاثة عقود المنصرمة يضعنا امام تساولات كثيرة وافكار ونظريات وتحليلات كل عبر من خلالها الدوافع والاسباب التي دفعت الولايات المتحدة الى كشف شئ من اقنعتها لما تقوم بها من عمليات متنوعة الاهداف والوسائل بدء من احتلالها افغانستان عام 2001 والعراق 2003 ووضعت قدمها العسكري في منطقة ملتهبة وفوهة بركان..
وكعادتها لم تعير لراي العام الدولي اي اهتمام يذكر وبذلك سقط االبعد الاخلاقي الذي تدعيه السياسة الخارجية الامريكية تجاه مايدورفي الشرق الا وسط فالامان والاستقرار والتنمية والحرية والديقراطية والسلام الذي تدعيه لم يتحقق وقد لايهمها ذلك ايضا لانها وبالاساس لاتبحث عنه بل يمكنها الوضع المضطرب ان تضع يدها الى الهدف الذي كان المحور الاول لتواجدها وهو تامين مصادر الطاقةوالسيطرة علي جميع امداداتها لجميع اقتصاديات الدول المنافسة وخصوصا الصين واليابان واوروبا باعتبارها القوة المنافسةوحتى يمكنهاذلك ان تجنب نفسها مستقبلا في الدخولفي مواجهات اقتصادية وسياسية وربما عسكرية مع تلك القوى الدولية لذلك فانها تسعى من خلال سياستها التي تبدو مضطربة قضاياه ومشاكله وازماته مايفر لها الظرف المناسب لاحكام سيطرتها عليه وان كان دخول روسيا جاء متاخرا وربما بسبب انها لاتبحث عن مواجهات بهذا المستوى استجابة الى سياستها في مسك العصى من منتصفها باستثناء موقفها الاخير المنحاز الى سوريا والذي كان يفترض ان يكون كذلك في عام 2001 و 2003 عند احتلال افغانستان والعراق والتحول الذي طرأ علي محور الصراع العربي الاسرائيلي الذي كان مفتاح الازمات والمشاكل في المنطقة والذي تحول تدريجيا الى صراع عربي -عربي. ان السياسة الامريكيةادركت ان استحقاقاتها بدول وشعوب المنطقة ستعود الى مزيد من العنف وعدم الاستقرار وقد تجلى هذا الاستحقاق مؤخرا في سياستها القديمة الجديدة تجاه العراق بعدان دمرته كدولة وكشعب وكموسسات وبعد ان وضعته تحت السيطرة الفعلية للجماعات والملشيات الموالية لايران بعكس ماصرح به وزير دفاعها روبرت جيتس باننا سوف نؤهل العراق ليصبح سدا منيعا امام الاطماع الايرانية انها السياسة الامريكية تجاه العرب في شتى اقطارهم انها تتصف بالتخبط والاضطراب كما يراها الاخرون بينما وفي حقيقة الامر انها تسير باتجاه واحد هو ادامة الازمات واجدة تفقس اخرى لتصبح ازمات مركبة ومتداخلة وعميقة على الفهم ازمة تلد ازمة وتلد معها اسبابها لاستمرار الهيمة انها سياسة تفتقد الى بعد اخلاقي لانها تستند الى الا شرعية وانها ليست متخبطة كما يتصورها البشر وان اضهروها بواقعها المتخبط في الاداء والرعونة في الممارسة وللانها لاتؤمن في الصداقة وانما بالمصالح ولا تحترم القانون الدولي ولو احترمت ذلك لما استخدمت اسلحة محرمة في حربها مع العراق ونتج عنها مئات الالوف من الموتى ومثلهم اصابهم العوق ولايزال اثارها واضح في الولادات الحديثة وانها لاتزال تؤمن بالقوة وتقدسها . ان المنطقة العربية امام تحديات اشترك في صنعها اذكى المصالح الاقتصادية في العالم وتم التخطيط لها والاعداد والتنفيذ وتنوعت في انطلاقاتها اوجه تختلف في التكوين ولكنها متفقة في المصالح وكل يدعي له حصة فيها فالجانب الديني اخذ شوطا فيها والجانب الاقتصادي كذلك بينكا اشترك الجانب السياسي والعسكري مع بعضهما ليكونا اصحاب الشان في الوليمة ويكون البقية مجرد مدعويين فقط ويمكننا تلخيص ذلك ببعض الامثلة التي قد تساعدنا على الفهم ويقصد بذلك المفهوم الديني ليس الان بل ومنذ قرون سابقة فان الغرب واولهم الانكليز يدركون ان الامة العربية والمتمسكة بشدة بالدين الاسلامي الى الحد الذي يدعوها الى رفض اية اجتهادات خارج اطار ماورد في الكتاب والسنة النبوية رغم المحاولات التي قامت بها بعض المدارس الاسلامية الغير عربية والتي انسحبت على الاحزاب السياسية الاسلامية ومن هذا الباب فقد وجد نظام الملالي في ايران ليكون مخرجا جديدا لطرح ايدلوجيات سياسية دينية مصدرها ولاية الفقيةومن هذا الباب وجدت امريكا بان تغير نظام الشاه والاتيان بالملالي الذي يقوم على نظام ولاية الفقيه وقد يظن البعض ان هذا الباب فقد ابتدعه مرجعية الملالي في ايران وعلى راسها الخميني ا الا انه وفي حقيقة الامر يعود الى جهات اكبر منه بكثير , فبذور ولاية الفقيه اخذت بها دوائر الاحتصاص لكي تستثمرها امام الجانب الاخر الذي يتخذ من مفهوم الولاية هو قول الله تعالى ياايها الذين امنوااطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم "، فالخطاب والنداء للمؤمنين، وقيد لفظ ولي الأمر بقوله: منكم، مما يبن أن ولي أمر المسلمين الذي تجب طاعته هو من كان من المؤمنين لا من غيرهم. وهو الذي يعمل به في بقية الدول الاسلامية وعلى راسها المملكة العربية السعودية ومن هذا المنطلق بذات امريكا تكيل بمكيالين وبادوات مصنوعة بدقة ومشبعة بافكار دينية متطرفة اخذت بالانتشار بين الحركات الاسلامية وتحت مسميات مختلفة تقتل باسم الاسلام وتدمر وتحرق باسم الشرعية في حين ان الشرعية لاتقول بذلك بل انها ادوات مسيرة وليست مخيرة تؤتمر باوامر امريكا واسرائيل بيما تركز الجانب الاقتصادي على النفط والغاز الطبيعي في حين شكلت القوتين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية جانبها العسكري وقد يكون من المناسب هنا ان نبين ولو بشكل سريع الامور التي دفعت كل من الدولتين الي احتدام الموقف بينهما والذي كان بسبب مشاريع الغاز المكتشف في المنطقة والذي سيكون له الاهميةالكبيرة في المستقبل وتكون سوريا نقطة انطلاقها وهناك مشروع مدعوم من الولايات المتحدة لمد انبوب لنقل الغاز القطري الى حمص ويمتد الى اوروبا ويمنح تركيا واسرائيل مزايا استراتجية في تجارة الغلز ويشمل مد انبوب من قطر غبر السعودية فالاردن ثم حمص ويتفرع الى ثلاثة اتجاهات اللاذقية اولا وميناء طرابلس الثاني والثالث باتجاه تركيا والهدف منه ايصال الغازالقطري الى اوروبا وكسر احتكار روسيا بتزويد اوروبا وتحرير تركيا من اعتمادها على الغاز الايراني وبالنسبة للبنان فانها ستحصل على مساعدات مالية ومشاريع تنموية لدعم الاستقرار فيها وجعل ميناء طرابلس كمركز احتياطي للمشروع وكان لروسيا موقف سلبي تجاه ذلك وقد ابلغت لبنان بعدم موافقتها على المشروع, علما ان ايران سبق لها وان وقعت مع العراق وسوريا مشروع مد انبوب لنقل الغاز الايراني عبرهماالى البحر المتوسط . وقد يتازم الموقف بين الاطراف المستفيدة من تلك المشاريع روسيا وامريكا وربما تركيا واسرائيل نتيجة للاكتشافات الهائلةلحقول الغاز في الجانب التركي من الجزيرة قبل تقسيمها 1974 وقد قامت تركيا في حينه بغزوها لضمان بقاء حقول الغاز وفي 19 ايار من عام 2012 اتخذت تركيا موقفا حازما عبر وزير خارجيتها حين قال لن تسمح تركيا باي نشاط في هذه الحقول وهناك 15 شركة عالميو تسعى الى اخذ تراخيص بالحفر في حقول الافروديت بخلاف رغبة اسرائيل بالتحالف مع القبارصة اليونانيين وقد يتطور الامر وفق متطلبات المصالح العالمية والتي اشتركت بها الدول الكبري زائداايران وتركيا واسرائيل لتشتعل النار مجددا بسبب هذاالكنزالذي سيطفي عطش امريكا وحلفاءها ولهذا نجد الكل يتراكض وراء العروس الجميلة سوريا ليس رغبة بجمالها وانما بمالها والمساكين الاخرون لايدركون بان اللطم ليس علي شئ وانما على الوليمة
1136 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع