“السليمانية منارة المجد وضحية الغدر والنسيان”

 أنور أبوبكر الجاف

إلى مدينتي السليمانية التي كانت وماتزال منارةً للمجد والعلم والثقافة ومهدًا للثورات والصمود بوجه الطغاة ، هذه القصيدة مهداة تقديرًا لجمالها تأريخها، وشعبها العظيم .

“السليمانية منارة المجد وضحية الغدر والنسيان”

سلامٌ على السليمانيةِ مَنزِلُها
مقامُ عِزٍّ على الأجيالِ مُكتَحَلُ
تفيضُ علمًا وأحلامًا مُشرّفةً
فيها الكرامةُ والتاريخُ يكتَمِلُ

يا تاجَ كردٍ ويا مهدَ العُلا شرفًا
فيكِ الحياةُ وعشقُ الحُرِّ مُرتحَلُ
على جبالِكِ صاغَ المجدُ ملحمتَهُ
والحقُّ فيكِ برغمِ الجورِ مُتّصِلُ

من ثورتِكِ ابتدأَ التاريخُ مُزهِرًا
ومنْكِ نادى الكُردُ الأحرارُ واعتَمَلُوا
أنتِ الملاذُ لمهاجرٍ غدا وطنًا
لهمْ، وبيتًا يُداوي الهمَّ والمَلَلُ

كم عاشَ فيكِ لاجيءٌ باتَ مُكرَمًا
أمانُهُ في ربى الأحرارِ مُكتَمَلُ
لكنْ قلبوا المجنَّ نحوَ أهلكِ إذْ
نسوا جميلَكِ، واستبدّوا فيكِ بالزللِ

گويژهُ وأزمرُ حارسانِ شامخانِ
كالعاشقينِ تسامَيا في روعةِ الزمنِ
يلوذُ پيرمگرونَ وهما يبوحانِ
بثقلِ أحمالِ الطغاةِ الغاشمِ الفطنِ

كانا الجمالَ الذي يحمي المدينةَ في
ليلِ الظلامِ، وعهدَ السلمِ والمحنِ
لكنْ غَطاهُما البنيانُ في جشعٍ
وغابَ حُسنُهما في ظلِّ مَن سكنِ

يابانيةُ الحُسنِ، حوضُكِ مفخرةٌ
أرضٌ تَزينُ جبالَ الثلجِ والأمَلُ
جبالُكِ الشُّمُّ تحكي عن حضارتِنا
وحوضُكِ الغَرُّ في الآفاقِ مُرتَحَلُ

واليومَ تُغتالُ أحلامٌ بنارِهمُ
دولة تَغري، وأخرى على الجَبَلُ
قصفٌ وطعنٌ وأوهامٌ تُحاصرُنا
فيا لصبرِكِ! كمْ في الصدرِ قد حَمَلُوا

يا للسليمانيةِ صرحَ الصبرِ والتقى
تصدّ بالثأرِ وجهاً للطغاةِ العُتُلُ
فيها الفداءُ صمودٌ عزّ شمسِ ذرى
لن تكسرَ الهمّةَ الدنيا ولا عَذَلُ

فيكِ البناءُ لأحلامٍ بناها الكُردُ
واليومَ صارتْ لظلمِ الجهلِ تَنتقِلُ
جامعتُكِ الأُمُّ صارتْ دونَ راعِيةٍ
فكيفَ تُنسى حضاراتٌ بناها الأولُ؟

يا حُسنَ شرقٍ، ويا مجدًا تَفاخرتِ
بكِ القلوبُ، وفيكِ النجمُ مُكتَمِلُ
يا للسليمانيةِ الزهراءِ! كم رفعتْ
ألويةَ العزِّ في الآفاقِ تَشتَعِلُ

فيا عقولَ بني الإنسانِ أنصِفوا
أرضَ الحضارةِ إنَّ الحقَّ مُكتَحَلُ
لن تنحني أرضُنا مهما تطاولَهمْ
شعبٌ كريمٌ على الأحقادِ مُتّصِلُ

يا للسليمانيةِ! كيفَ كنتِ منارةً
تضيءُ دربَ القراراتِ والقيَمِ
واليومَ صرتِ هامشًا في غفلةٍ
والكلُّ ينساكِ في سُهدِ الحُلمِ

كنتِ الرماحَ تُصيبُ جوهرَ أمرهمْ
واليومَ أحجمَ سهمُكِ عن القِممِ
أسبابُ ذاكَ التخاذلِ باتَ واضحةً
لكنَّ حلمَ النهوضِ فيكِ لم يُعدَمِ

٩/ ٨/ ٢٠٢٥

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1145 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع