المحامي يوسف علي خان
كثيرا ما تلجأ الدول المتحاربة والتي يكون السلاح المختلف هو العامود الفقري في مواجهة بعضها البعض وفي سبيل ذالك فقد تتجه معظم المصانع في تلك الدول لتصنيع الة الحرب المدمرة كما تقوم عشرات المراكز البحثية للعمل على تطوير الاسلحة المتوفرة وابتكار الاحدث و الاجدروالاكثر كفاءة في قوة التدمير لكي يكون قادرا على مواجهة ما يستجد من اسلحة العدو في الطرف الاخر ... وهكذا يستمر الحال طيلة فترة الحرب ....
كما تعمل على تحسين ما يحقق لها النصر والنجاح من وسائل على مختلف المستويات و الصعد والميادين كي تتفوق على ما للعدو من وسائل واسلحة .....غير ان الدول لاتتوقف على ابتكار وتطوير اسلحتها التقليدية والمتعارف عليها 00 والتي كما نعلم قد تطورت خلال الاف السنين من السيف حتى قيام الثورة الصناعية وقيام العالم السويدي نوبل بصناعة البارود الذي مكن الدول من تطوير اسلحتها بشكل مذهل حيث استعمل البارود كسلاح تفجيري مدمر 00 ثم تم فيما بعد صناعة القنابل النووية ذات التدمير الشامل في اواسط القرن العشرين وما واكبها من عدد حربية مختلفة من طيارات ودبابات وغيرها 00من اسلحة كيميائية سامة ومحرقه..... ومع كل هذا فان الدول ومن اجل تحقيق النصر المؤزر والمؤكد لم تكن لتكتفي بهذه الاسلحة التفجيرية الماحقة في مواجهة العدو بل اخذت تبحث عن وسائل اخرى مساعدة وفاعلة قد تكون اشد تأثيرا على نتائج الحرب من الاسلحة التفجيرية التقليدية او الشاملة والتي يلعب الرصاص فيها دورا اساسيا..... وهي الاسلحة الاعلامية والمؤسسات المخابراتية وقد ثبت فعلا فاعلية هذه الاسلحة ولا زالت حتى يومنا هذا تلعب الدور الاساسي في حسم الحروب وقد لعب الاعلام دورا مهما ومنذ عصور قد يمة خلت مع الاختلاف في الاسلوب والنسق ولكنها سواسية في الجوهروالهدف.... ومع ذلك فقد ادت خلال الحرب الباردة التي استمرت سنين بين المعسكر الشيوعي المتمثل بالاتحاد السوفييتي وبين المعسكر الغربي فاعلية كبيرة حيث اعتمد كلاهما على الجانب الاعلامي اضافة للجانب الاستخباري الذي يحتوي على اعداد كبيرة من مواطني الطرفين او من المجندين من البلد التي يرومون الحصول على المعلومات عنها وهم ما شاء الله كيثرون وبعدد رمال الصحراء.... ومستعدين ان يخونوا بلادهم بل ويبيعونها با بخس الاثمان 00 وقد حقق كل طرف العديد من الانتصارات في توظيف هذه الانشطة والحصول على كم هائل من المعلومات وبشكل متعادل تقريبا كما قامت العديد من الاحزاب والتنظيمات والكثير من القنوات الفضائية ووسائل الاعلام الاخرى المؤيدة لاحد الاطراف بتزويد الجهة التي تدعمها بما كانت تطلبه من المعلومات واستمر الحال حتى تفكك الاتحاد السوفييتي وانتهت الشيوعية فيه وخمدت الحرب الباردة التي كانت قائمة على قدم وساق بين الطرفين ... ولكن العملاء المؤيدين للغرب استمروا في عمالتهم ولازالوا حتى يومنا هذا يزودون الجهة الموالين لها بما تريد ه من المعلومات .... كما ان الحرب الاعلامية اخذت مكانتها لدى العديد من الدول الاخرى اذ لم يقتصر نشاطها على القطبين الكبيرين.. فقد جندت العديد من هذه الدول مجاميع كثيرة اعلامية وغيرها لدعم توجهاتها وصرفت المليارات لاغراء المواطنين للانخراط في مؤسساتها التجسسية تحت اغطية متنوعة ومن ظمنها بعض منظات المجتمع المدني وحقوق الانسان وان ما تكشفه لنا قناة الفراعين يوميا وما يدلي بذلك بعض الضيوف مثل السيد عادل نجيب والسيد احمد سبا يدر والاعلامي الاستاذ ناجي ابو النجا وما بينوه من انشطة العديد من المنظمات كالمنظمة الماسونية والدور الذي تلعبه في الوقت الحاضر بعد ان خفت وتضائل نشاطها سنين عديدة واذا بها تعاود نشاطها وبشكل فعال وما ظهر من ا نظمام العديد من القادة والزعماء تحت لوائها وما او ضحه الاستاذ عادل نجيب الذي عمل ضمن خمسة منظمات لحقوق الانسان حيث اوضح بانها كما قال وهو مسؤول عن قوله بانها منظمات مشبوهة لاتعمل لتحقيق اهدافها الانسانية المعلنة هي وغيرها من التنظيمات السياسية تحت غطاء العرقية والطائفية والمناطقية وخاصة الدينية كما فعل الجاسوس الصهيوني ايلان جرابيل في مصر وكيف اشهر اسلامه و اعلن نفسه داعية اسلامية هلل له الكثيرون وتجمعوا حوله يستمعون لخطبه الدينية داخل مسجد المسلمين وهم فرحون بانهم قد كسبوا اوربيا اعلن اسلامه في الوقت الذي كان يتجسس عليهم ويرسل اخبار مصر الى سادته الاسرائيليين حتى قيضت الصدف للسلطات المصرية اكتشافه والقاء القبض عليه وهو واحد من الف واحد مما تزرعهم جميع الدول كلما سنحت لها الفرص ووجدت لها الثغرات الملائمة كي تنفذ منها فيتعرفون على مواضع الضعف في تلك الدولة كي ينخروا في جسدها وبالتالي ينقضون عليها000اضافة للمنظمات الاخرى التي لايمكن الافصاح عنها لما تمتلكه من قوة ومليشيا تلاحق من يكشف سرها وقد تتمكن الايام او لربما السنين من فضحها وتنوير الناس بعمالتها حيث غدت هذه المؤسسات اسلحة فتاكة لتدمير الدول وتفكيكها كي يصغر حجمها لتصبح اضعف من الدولة الاسرائيلية وتزول الاخطار عن ربيبة الولا يات المتحدة وحبيبة الغرب بدون منازع 00 كما اضحى الاعلام الموظف او المجند او ما يطلقون عليه بالاعلام المسيس الوسيلة الفعا لة في خدمة النزاعات الداخلية الطائفية والعرقية والدينية التي تعمل في حقيقتها للجهات الكبرى والاوسع والتي ترتبط جميعها بخيط واحد يمسك به الاب الاكبر في هذا العالم باسم العولمة وشبكة الاتصال الانترنت وهي رأس الهرم الذي تشير اليه الماسونية والتي جعلته شعارها الاوحد 00 حيث ان هذه الوسائل تعمل بكل حرية ودون رقيب إلا من قبل ماسك خيوطها الوحيد والتي هي الفاعل في تأجيج كل هذه الصراعات المشتعلة بين هذا وذاك من الطوائف والعرقيات في كل دول الشرق الاوسط فما يجري اليوم في جميع هذه الدول والمتجمعة خيوطه بيد الزعيم الاكبر ورأس الهرم فيه من اجل ان يعيد تنظيم الاوراق عن طريق الغربلة التي اطلق عليها بالفوضى الخلاقة كي يزيح الشوائب ويبقي ما يحقق مصالحه دون مشاكل والشعوب العربية غارقة في جهلها وفي لهوها ونهبها .... مثلها كمثل تلك الجموع الغفيرة في تلك الكازينو الليلية في اندنوسيا التي جرفتها امواج السونامي حينما كان من في داخلها يرقص ويحتسي كؤوس الخمر ولم يدري ماذا خبأ له القدر فاذا به يتقلب بين امواج البحر الهائج فذهبت كل متعه ومجونه وانتعاشه وذهبت معها حياته والى الابد ... فشعوبنا العربية هي الاخرى لاهية في نهب الاموال ومستغرقة في السفرات والاجتماعات والندوات واللهو في الحفلات ومتقوقعة في الجهل والخرافات مخدرة بالخطب والتصاريح والبيانات 00اما الحديث عن صور النشاط الاعلامي المسخر لمختلف الاغراض الدولية منها او المتعلقة بالحروب الداخلية التي تشنها الفرق والطوائف والاعراق بعضها ضد بعض فهي الاخرى تتخذ وسائل واساليب متنوعة وتحت اشراف معاهد متخصصة لتدريب هولاء العملاء الدوليين او المحليين الذين يعملون لحساب المنظات والاحزاب الوطنية ومن خلال النشاط المجتمعي بغض النظر عن صلات تلك الاحزاب وعلاقاتها المشبوهة مع المنظمات الدولية او الدول التابعة لها والمدعومة من قبلها.. فهي تقوم بتدريب طواقمها وفتح الدورات لهم او ارسالهم كما قلنا الى المعاهد الامريكيةكمعهد كارنيجي او مؤسسة مكنزي او المعاهد المرتبطة بالجمهوري او الديمقراطي للتثقيف الاعلامي والتدريب على اساليب التجسس والعمالة والدعاية وما يتطلبه هذا العمل الاعلامي المبرمج والمؤد لج وبالطبع لايمكن حصر كل الوسائل والاساليب التي تدرس للمجندين فهي كثيرة ومتشعبة ولكل جهة طريقتها واسلوبها ولكن بالامكان الاتيان ببعض الامثلة والنماذج وبامكان المشاهد لبعض القنوات الفضائية ان يتعرف على الاسلوب المتبع من فبل هذه القناة وتلك من وسائل الدعاية لها وجذب المشاهدين بل وغسل ادمغتهم عن طريق بعض الشخصيات المحددة التي يغدقون عليها الاموال فيطرحون عليهم الاسئلة فيجيبون عليها بصفتهم خبراء ومحللين سياسيين او اقتصاديين فيطلقون قذائفهم ضد الطرف الاخر بطريقة فنية كثيرا ما تفلح في خداع السذج من الناس وتحريضهم على الطرف الاخر بما يقدمون خلال تلك البرامج من بعض الدجلة والمشعوذين على انهم خبراء او محللين او رجال دين مما يلبسونهم العمائم كي يكونوا اكثر اقناعا للمتعصبين الى طرف ديني معين او لاثارة النعرات القومية للشرائح التي تتمسك بقوميتها وهكذا... وقد تلجأ وهو ما اخذت تمارسه في هذه الايام في محاربة اقلام الكتاب والناشرين مقالاتهم حول الاوضاع السائدة والمحللين الذين يعجزون عن تجنيدهم فيلجأؤون لمحاربتهم بوسائل جهنمية... فقد لاحظت في الاونة الاخيرة قيام بعض النكرات من كتابة مقالات فيها الكثير من عبارات القذف والشتم والتحريض وارسالها لبعض الصحف والمواقع الاكترونية باسماء كتاب وطنيين شرفاء عن طريق موافقة بعض المواقع نفسها او بسرقة ارقام بريدهم الاكتروني وقد يكون بمساعدة جهات دولية اجنبية لديها الاجهزة القادرة على فك الرموز ومعرفة الارقام السرية او قد يلجأ هذا الكاتب الفاشل لينشر مقالة منشورة في احد المواقع ويسجلها باسمه للتشويش على الكاتب الحقيقي لتلك المقالات وهي اساليب رخيصة ومكشوفة لاتنطلي على المواقع الرصينة ولكنها على اية حال وسيلة من وسائل حرب الاعلام المحتدمة في هذه الايام والتي سبق ان ا تبعها كوبلز وزير دعاية هتلر خلال الحرب الكونية الثانية .... وقد امتد هذا الصراع الاعلامي كي يسخر من قبل مؤسسات انشأت لهذا الغرض حيث تمكنت من تجنيد الاف المتطوعين او الباحثين عن فرص العمل المستعدين ليكونوا اصواتا وابواقا كي يروجوا بلساتهم وباقلامهم توجهات هذه المؤسسات ويدافعوا عنها وعن افكارها ومبادئها ومعتقداتها وبشتى الطرق المشروعة والمحرمة مستغلين في كثير من الاحيان الانفلات الامني والقانوني وانعدام الضبط والرقابة او يكونوا في امكنة بعيدة لاتطالها الاطراف الاخرى فيهاجم كل طرف الطرف الاخر ويكيل له شتى التهم متخفين تحت حرية الرأي او الدفاع عن حقوق الانسان و تارة تحت غطاء الديمقراطية وتارة تحت غطاء العرقية والطائفية والمناطقية التي يجعلونها درعا واقية ضد خصومهم ... حيث اضحى التراشق سمة هذا العصر بكل صوره من التلفيق والتزوير فعلى المواقع والمؤسسات التي تحترم نفسها وتدعي الوطنية ان تكف عن اساليب ((كوبلز)) فقد مضى عهده وولى كما ذهب كل من سار على دربه وسيجرف التيار كل من يحاول خيانة شعبه مستغلا ما ظهر من وسائل بث الكتروني والتي او جدها العلماء لبث المعارف فيها لا لبث السموم والتراشق فليس هذا هو طريق النضال ولا حتى طريق المناصب والكراسي فهو طريق النصب والاحتيال فقط.....!!!!!!
المحامي يوسف علي خان
1342 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع